الأحد، 30 يونيو 2019

إيمان أبي بكر ـ رضي الله عنه.

إيمان أبي بكر ـ رضي الله عنه.
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وسلم ،وبعد:
قال البيهقي في "شعب الإيمان":
33:أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ ، ثنا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ، قَالَ :
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
" لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ لَرَجَحَ بِهِمْ " . 

وإسناده صحيحٌ موقوفاً.

هذا وصلِ اللهمَّ على محمَّدٍ وعلى آله وسلم ، والحمدُ لله ربِّ العالمين.


أذكار وأدعية النكاح.

#أذكار_وأدعية_النكاح.
مايُقال للرجل بعد دخول أهله عليه.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال البخاري في "صحيحه":
4444:حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بُنِيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ ، فَأُرْسِلْتُ عَلَى الطَّعَامِ دَاعِيًا ، فَيَجِيءُ قَوْمٌ ، فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ ، فَدَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُو ، فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ ، قَالَ : " ارْفَعُوا طَعَامَكُمْ " ، وَبَقِيَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْطَلَقَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ ، فَقَالَ :
" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ " ، فَقَالَتْ : 
وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ ، فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ ، يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ ، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا ، قَالَتْ عَائِشَةُ : ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا ثَلَاثَةٌ مِنْ رَهْطٍ فِي الْبَيْتِ يَتَحَدَّثُونَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدَ الْحَيَاءِ ، فَخَرَجَ مُنْطَلِقًا نَحْوَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ ، فَمَا أَدْرِي أَخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ أَنَّ الْقَوْمَ خَرَجُوا ، فَرَجَعَ حَتَّى إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي أُسْكُفَّةِ الْبَابِ دَاخِلَةً وَأُخْرَى خَارِجَةً أَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ " .
هذا وصلِ اللهمَّ على محمَّدٍ وعلى آله وسلم ، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

أذكار وأدعية النكاح.

#أذكار_وأدعية_النكاح.
مايقول الرجلُ إذا أتى أهله.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
أـ التسمية عند الجماع.
قال البخاري في "صحيحه" كِتَاب الْوُضُوءِ » بَاب التَّسْمِيَةِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَعِنْدَ الْوِقَاعِ:
139:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، يَبْلُغُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ ، قَالَ : 

بِاسْمِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرُّهُ " .
قال البخاري في "صحيحه" كِتَاب النِّكَاحِ » بَاب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ:
4792:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ : 

بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ، ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا " .
وقال البخاري في "صحيحه" كِتَاب الدَّعَوَاتِ » بَاب مَا يَقُولُ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ: 
5936: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ ، قَالَ :

بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا " .
ب ـ مايقولُ إذا أنزل المني.
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":كِتَابُ الدُّعَاءِ » مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ :
29152: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ ابْنِ أَخِي عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ إِذَا غَشِيَ أَهْلَهُ فَأَنْزَلَ ، قَالَ :
" اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيمَا رَزَقْتنَا نَصِيبًا " .

وقال ابن أبي شيبة في "المصنف" كِتَابُ النِّكَاحِ » مَا يُؤْمَرُ بِهِ الرَّجُلُ إذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ:
13025:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ ابْنِ أَخِي عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَلْقَمَةَ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، كَانَ إِذَا غَشِيَ أَهْلَهُ فَأَنْزَلَ ، قَالَ : 
" اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيمَا رَزَقْتنَا نَصِيبًا " .

وإسناده صحيحٌ.
الحسن بن موسى هو الأشيب،وسماع حمَّاد بن سلمة من عطاء بن السائب قديم جيّد قبل الاختلاط،وابن أخي علقمة بن قيس: إما أن يكون الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أو عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي وكلاهما من أصحاب ابن مسعود الثقات والأول أسن من عمه علقمة.

هذا وصلِ اللهمَّ على محمَّدٍ وعلى آله وسلم ، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

السبت، 29 يونيو 2019

باب:ذكر حاتم بن عبد الله الطائي .

باب:ذكر حاتم بن عبد الله الطائي .
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال الإمام أحمد في "المسند":
17893: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُرَيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ ، قَالَ : قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا . قَالَ : " إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْرًا فَأَدْرَكَهُ " . يَعْنِي : الذِّكْرَ .
17896:حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ مُرَيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ الطَّائِيَّ ، وَقَالَ : 
" إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْرًا فَأَدْرَكَهُ " قَالَ سِمَاكٌ : يَعْنِي الذِّكْرَ .
وقال ابن سعد في "الطبقات":
11039: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُرِّيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ ، يُحَدِّثُ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ ، قَالَ : 
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ ، وَذَكَرَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 
" إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْرًا فَأَدْرَكَهُ " .

وقال ابن حبان في "صحيحه":
336:أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُرِّيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ : قُلْتُ : 
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ ، وَكَانَ يَفْعَلُ وَيَفْعَلُ ، قَالَ :
" إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْرًا فَأَدْرَكَهُ يَعْنِي الذِّكْرَ " ،
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ طَعَامٍ لا أَدَعُهُ إِلا تَحَرُّجًا ، قَالَ : " لا تَدَعْ شَيْئًا ضَارَعْتَ النَّصْرَانِيَّةَ فِيهِ " .
وإسناده حسنٌ؛لأجل مري بن قطري الكوفي روى عن عدي بن حاتم وعنه سماك بن حرب ،وثقه ابن معين كما في تاريخ الدارمي ،وذكره ابن حبان في الثقات،وقال ابن حجر :مقبول،روى له الأربعة،قال المزي في "تهذيب الكمال":روى أَبُو داود قصة الصيد منه عَنْ موسى بْن إسماعيل، عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ سماك، فوقع لنا عاليا بدرجة، ورواها النسائي من حديث شعبة، وابن ماجه من حديث الثوري، عَنْ سماك، فوقع لنا عاليا بدرجتين، وروى الترمذي قصة الطعام منه عَنْ محمود بْن غيلان، عَنْ وهب بْن جرير، عَنْ شعبة، فوقع لنا عاليا بدرجتين، وهذا جميع ما له عَنْدهم والله أعلم .
وقد صحح حديثه: ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "المستدرك"،وابن حجر في " موافقة الخبر الخبر" (1/195)وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناؤط في "المسند"وفي "تخريج مشكل الآثار" .

قال الذهبي في "ديوان الضعفاء والمتروكين":
(ص374) : (( وأما المجهولون من الرواة ، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن ، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ )) .
قال ابن كثيرفي" البداية والنهاية " ( 5 / 67 ) :
وقد ذكرنا ترجمة حاتم طيء أيام الجاهلية عند ذكرنا من مات من أعيان المشهورين فيها وما كان يسديه حاتم إلى الناس من المكارم والإحسان ، إلا أن نفع ذلك في الآخرة أي : ( مشروط ) بالإيمان ، وهو ممن لم يقل يوماً من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين . 
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

الجمعة، 28 يونيو 2019

أذكاروأدعية النكاح.

#أذكار_وأدعية_النكاح.
صلاة الرجل ركعتين يؤم بها عروسه في ليلة بنائه بها.

الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي في "المصنف":
13024:حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ ، قَالَ : 
تَزَوَّجْتُ وَأَنَا مَمْلُوكٌ فَدَعَوْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيهِمُ ابْنُ مَسْعُودٍ ، وَأَبُو ذَرٍّ ، وَحُذَيْفَةُ ، قَالَ : وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، قَالَ : فَذَهَبَ أَبُو ذَرٍّ لِيَتَقَدَّمَ ، فَقَالُوا : إلَيْكَ ! قَالَ : أَوَ كَذَلِكَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ :

 فَتَقَدَّمْتُ إلَيْهِمْ وَأَنَا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ وَعَلَّمُونِي ، فَقَالُوا : " إذَا أُدْخِلَ عَلَيْكَ أَهْلُكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلِ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ خَيْرِ مَا دَخَلَ عَلَيْكَ وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنْ شَرِّهِ ثُمَّ شَأْنَكَ وَشَأْنَ أَهْلِكَ " .
13026:حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ أُمِّ مُوسَى ، قَالَتْ : 
" كَانَتْ لَا تُزَفُّ بِالْمَدِينَةِ جَارِيَةٌ إلَى زَوْجِهَا حَتَّى يُمَرَّ بِهَا فِي الْمَسْجِدِ فَتُصَلِّيَ فِيهِ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَالَ : أُرَاهُ ، قَالَ : رَكْعَتَيْنِ ، وَحَتَّى يُمَرَّ بِهَا عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَدْعُونَ لَهَا " .

13027: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إلَى عَبْدِ اللَّهِ يُقَالُ لَهُ أَبُو جَرِيرٍ ، فَقَالَ : 
إنِّي تَزَوَّجْتُ جَارِيَةً شَابَّةً ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَفْرَكَنِي ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " إنَّ الْإِلْفَ مِنَ اللَّهِ وَالْفَرْكَ مِنَ الشَّيْطَانِ , يُرِيدُ أَنْ يُكَرِّهَ إلَيْكُمْ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ , فَإِذَا أَتَتْكَ فَمُرْهَا أَنْ تُصَلِّيَ وَرَاءَكَ رَكْعَتَيْنِ " .

وأسانيدها صحاحٌ،الأول إسناده صحيحٌ موقوف، والثاني صحيحٌ مقطوعٌ،وأم موسى مولاة علي ـ رضي الله عنه ،قال عنها الدارقطني:
حديثها مستقيم يخرج حديثها اعتباراً،ووثقها العجلي فقال:كوفية تابعية ثقة.
والثالث إسناده صحيحٌ موقوفٌ وعبد الله هو ابن مسعود ـ رضي الله عنه.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

أذكاروأدعية النكاح.

#أذكار_وأدعية_النكاح.
وضع الرجل يده على رأس العروسة والدعاء لها.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال أبوداود في "السنن": 
1848: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : 
" إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً أَوِ اشْتَرَى خَادِمًا ، فَلْيَقُلْ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ ، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ " .
قَالَ أَبُو دَاوُد : زَادَ أَبُو سَعِيدٍ : ثُمَّ لِيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ فِي الْمَرْأَةِ وَالْخَادِمِ .
وإسناده حسنٌ،صححه النووي وابن دقيق العيد،وحسنه ابن حجروالألباني وشعيب الأرنؤط.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

أذكاروأدعية النكاح.

#أذكار_وأدعية_النكاح.
مايدعى للمتزوج.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال البخاري في صحيحه:
4783ـ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ ، قَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، قَالَ :
بَارَكَ اللَّهُ لَكَ ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ " .

قال البخاري في صحيحه:
5935ـ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ ، أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ " ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : " بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا " ، قُلْتُ : ثَيِّبًا ، قَالَ : " هَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ ، أَوْ تُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ " ، قُلْتُ : هَلَكَ أَبِي ، فَتَرَكَ سَبْعَ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ ، قَالَ : 
" فَبَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ " ، لَمْ يَقُلْ ابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَمْرٍو : بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ .
وقال أبوداود في "السنن":
1822:حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَّأَ الْإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ ، قَالَ :
" بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ " .

قال الترمذي في "الجامع ":حسنٌ صحيحٌ، وصححه ابن حبان والنووي وابن دقيق العيد وابن الملقن والألباني وحسنه ابن حجر والوادعي وشعيب.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

شريح الحجازي ـ رضي الله عنه.

شريح الحجازي ـ رضي الله عنه.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال أبو عبد الله البخاري في "صحيحه":
وقال شريح صاحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :"كل شيء في البحر مذبوح".
قال ابن حجر في "الفتح":
قوله ( وقال شريح صاحب النبي صلى الله عليه وسلم : كل شيء في البحر مذبوح . وقال عطاء : أما الطير فأرى أن تذبحه ) وصله المصنف في " التاريخ " وابن منده في " المعرفة " من رواية ابن جريج عن عمرو بن دينار وأبي الزبير أنهما سمعا شريحا صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول " كل شيء في البحر مذبوح . قال : فذكرت ذلك لعطاء فقال : أما الطير فأرى أن تذبحه " . وأخرجه الدارقطني وأبو نعيم في " الصحابة " مرفوعا من حديث شريح ، والموقوف أصح .
قال أبو عبد الله البخاري في "التاريخ الكبير":
شريح لَهُ صحبة ، يعد فِي أهل الحجاز.
791: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، نا يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْن دِينَارٍ ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ ، سَمِعَا , رَجُلا أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" كُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ " .
وقال الحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الهادي ابن المبرد الحنبلي في" الاختلاف بين رواة البخاري":
94:وَقَالَ شُرَيْحٌ ، صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ " . هَكَذَا قَالَ النَّسَفِيُّ وَالْفَرَبْرِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي زَيْدٍ وَأَبِي أَحْمَدَ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي نُسْخَةِ أَبِي عَلِيٍّ هَذَا الْحَدِيثُ ، سَقَطَ عَنْهُ ، وَفِي أَصْلِ أَبِي مُحَمَّدٍ ، وَقَالَ أَبُو شُرَيْحٍ : وَهُوَ وَهْمٌ ، وَكَتَبَ فِي حَاشِيَةِ الْكِتَابِ : قَالَ الْفَرَبْرِيُّ : كَذَا فِي أَصْلِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، وَقَالَ شُرَيْحٌ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالْمُعْتَذِرِ مِنْهُ ، قَالَ الْغَسَّانِيُّ : وَمَا فِي أَصْلِ كِتَابِ الْبُخَارِيِّ هُوَ الصَّوَابُ وَالْحَدِيثُ لِشُرَيْحٍ لا لأَبِي شُرَيْحٍ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ : وَشُرَيْحٌ هَذَا يُعَدُّ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ لَهُ صُحْبَةٌ ، ذُكِرَ فِي بَابِ شُرَيْحٍ .
قلتُ:شريح بن أبي شريح هانىء أبوهانئ الحجازي صحابي أثبت صحبته:البخاري وأبوحاتم وأبو نعيم وابن حبان وابن حجروالذهبي والمزي.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

الأربعاء، 26 يونيو 2019

فضل أبي محمد طلحة بن عبيد الله التيمي ـ رضي الله عنه.

فضل أبي محمد طلحة بن عبيد الله التيمي ـ رضي الله عنه.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال البخاري في "صحيحه":
3467: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ :
" لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي قَاتَلَ فِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ طَلْحَةَ , وَسَعْدٍ عَنْ حَدِيثِهِمَا " .

3468: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ :
" رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتِي وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَلَّتْ " .

وقال البخاري في "صحيحه":
3781: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ قَيْسٍ , قَالَ :
" رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ " .

قال ابن حبان في "صحيحه":
7137:أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا وهب بن جرير ، حدثنا أبي ، قال : سمعت محمد بن إسحاق ، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، قال : 
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعدين في أحد ، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره لينهض على صخرة فلم يستطع ، فبرك طلحة بن عبيد الله تحته ، فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره ، حتى جلس على الصخرة ، قال الزبير : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :
 أوجب طلحة ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فأتى المهراس ، وأتاه بماء في درقته ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرب منه فوجد له ريحا فعافه ، فغسل به الدم الذي في وجهه ، وهو يقول : " اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
وإسناده قويٌّ،حسنه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم والضياء المقدسي وابن العربي وابن حجروأحمد شاكروحسنه الذهبي والوادعي والألباني وشعيب الأرنؤط.

قال مالك في "الموطأ برواية يحيى ":
700:عَنْ مَالِك ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَوْبًا مَصْبُوغًا وَهُوَ مُحْرِمٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : " مَا هَذَا الثَّوْبُ الْمَصْبُوغُ يَا طَلْحَةُ ؟ " ، فَقَالَ طَلْحَةُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّمَا هُوَ مَدَرٌ ، فَقَالَ عُمَرُ :
" إِنَّكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ أَئِمَّةٌ يَقْتَدِي بِكُمُ النَّاسُ فَلَوْ أَنَّ رَجُلًا جَاهِلًا رَأَى هَذَا الثَّوْبَ ، لَقَالَ : إِنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُصَبَّغَةَ فِي الْإِحْرَامِ ، فَلَا تَلْبَسُوا أَيُّهَا الرَّهْطُ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الثِّيَابِ الْمُصَبَّغَةِ " .
وإسناده صحيحٌ.

وقال ابن سعد في "الطبقات":
3482: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ ، قَالَ : إِنِّي لَعِنْدَ عَلِيٍّ جَالِسٌ إِذْ جَاءَ ابْنُ طَلْحَةَ فَسَلَّمَ عَلَى عَلِيٍّ ، فَرَحَّبَ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ :
تُرَحِّبُ بِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ قَتَلْتَ وَالِدِي وَأَخَذْتَ مَالِي ؟ قَالَ :
" أَمَّا مَالُكَ فَهُوَ مَعْزُولٌ فِي بَيْتِ الْمَالِ ، فَاغْدُ إِلَى مَالِكَ فَخُذْهُ ، وَأَمَّا قَوْلُكَ : قَتَلْتَ أَبِي ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَبُوكَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ :
 وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ سورة الحجر آية 47 " ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ أَعْوَرُ : اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ ، فَصَاحَ عَلِيٌّ صَيْحَةً تَدَاعَى لَهَا الْقَصْرُ ، قَالَ : " فَمَنْ ذَاكَ إِذَا لَمْ نَكُنْ نَحْنُ أُولَئِكَ ؟ " .
وقال الحاكم في "المستدرك":
صحيح الإسناد ولم يخرجاه . 

وفي هذا الأثر براءة مروان بن الحكم من قتل طلحة ـ رضي الله عنه.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

كرامات أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي ـ رضي الله عنه.

كرامات أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي ـ رضي الله عنه.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال البخاري في "صحيحه": 
4038ـ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : الَّذِي حَفِظْنَاهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : 

" بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِائَةِ رَاكِبٍ أَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ نَرْصُدُ عِيرَ قُرَيْشٍ ، فَأَقَمْنَا بِالسَّاحِلِ نِصْفَ شَهْرٍ ، فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ جَيْشَ الْخَبَطِ ، فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ دَابَّةً ، يُقَالُ لَهَا : الْعَنْبَرُ ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ وَادَّهَنَّا مِنْ وَدَكِهِ حَتَّى ثَابَتْ إِلَيْنَا أَجْسَامُنَا ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ ، فَنَصَبَهُ فَعَمَدَ إِلَى أَطْوَلِ رَجُلٍ مَعَهُ ، قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً : ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ ، فَنَصَبَهُ وَأَخَذَ رَجُلًا وَبَعِيرًا فَمَرَّ تَحْتَهُ ، قَالَ جَابِرٌ : وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ نَهَاهُ ، وَكَانَ عَمْرٌو يَقُولُ : أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ ، قَالَ لِأَبِيهِ : كُنْتُ فِي الْجَيْشِ ، فَجَاعُوا ، قَالَ : انْحَرْ ، قَالَ : نَحَرْتُ ، قَالَ : ثُمَّ جَاعُوا ، قَالَ : انْحَرْ ، قَالَ : نَحَرْتُ ، قَالَ : ثُمَّ جَاعُوا ، قَالَ : انْحَرْ ، قَالَ : نَحَرْتُ ، ثُمَّ جَاعُوا ، قَالَ : انْحَرْ ، قَالَ : نُهِيتُ .
4039ـ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرٌو ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : غَزَوْنَا جَيْشَ الْخَبَطِ وَأُمِّرَ أَبُو عُبَيْدَةَ فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا ، فَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا لَمْ نَرَ مِثْلَهُ ، يُقَالُ لَهُ : الْعَنْبَرُ ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ ، فَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : كُلُوا ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " كُلُوا رِزْقًا أَخْرَجَهُ اللَّهُ أَطْعِمُونَا إِنْ كَانَ مَعَكُمْ ، فَأَتَاهُ بَعْضُهُمْ ، فَأَكَلَهُ " .
قال ابن هشام في "السيرة":
غَزْوَةُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ إلَى سَيْفِ الْبَحْرِ 
[ نَفَادُ الطَّعَامِ وَخَبَرُ دَابَّةِ الْبَحْرِ ] 
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عِبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ :

 بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً إلَى سِيفِ الْبَحْرِ ، عَلَيْهِمْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَزَوَّدَهُمْ جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ ، فَجَعَلَ يَقُوتُهُمْ إيَّاهُ ، حَتَّى صَارَ إلَى أَنْ يَعُدَّهُ عَلَيْهِمْ عَدَدًا . قَالَ : ثُمَّ نَفِدَ التَّمْرُ ، حَتَّى كَانَ يُعْطَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ كُلَّ يَوْمٍ تَمْرَةً . قَالَ : فَقَسَمَهَا يَوْمًا بَيْنَنَا . قَالَ : فَنَقَصَتْ تَمْرَةٌ عَنْ رَجُلٍ ، فَوَجَدْنَا فَقَدَهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ . قَالَ :
 فَلَمَّا جَهَدَنَا الْجُوعُ أَخَرَجَ اللَّهُ لَنَا دَابَّةً مِنْ الْبَحْرِ ، فَأَصَبْنَا مِنْ لَحْمِهَا وَوَدَكِهَا ، وَأَقَمْنَا عَلَيْهَا عِشْرِينَ لَيْلَةً ، حَتَّى سَمِّنَا وَابْتَلَلْنَا ، وَأَخَذَ أَمِيرُنَا ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهَا ، فَوَضَعَهَا عَلَى طَرِيقِهِ ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَجْسَمِ بَعِيرٍ مَعَنَا ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ أَجْسَمَ رَجُلٍ مِنَّا . قَالَ : فَجَلَسَ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَخَرَجَ مِنْ تَحْتِهَا وَمَا مَسَّتْ رَأْسُهُ . قَالَ : فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْنَاهُ خَبَرَهَا ، وَسَأَلْنَاهُ عَمَّا صَنَعْنَا فِي ذَلِكَ مِنْ أَكْلِنَا إيَّاهُ ، فَقَالَ : رِزْقٌ رَزَقَكُمُوهُ اللَّهُ [ ص: 633 ] .
قال أحمد في "مسنده":
339ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عِيَاضًا الْأَشْعَرِيَّ ، قَالَ : 
شَهِدْتُ الْيَرْمُوكَ ، وَعَلَيْنَا خَمْسَةُ أُمَرَاءَ :

 أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَابْنُ حَسَنَةَ ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَعِيَاضٌ ، وَلَيْسَ عِيَاضٌ هَذَا بِالَّذِي حَدَّثَ سِمَاكًا ، قَالَ : وَقَالَ عُمَرُ " إِذَا كَانَ قِتَالٌ ، فَعَلَيْكُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ ، قَالَ : فَكَتَبْنَا إِلَيْهِ : إِنَّهُ قَدْ جَاشَ إِلَيْنَا الْمَوْتُ ، وَاسْتَمْدَدْنَاهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْنَا : إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي كِتَابُكُمْ تَسْتَمِدُّونِي ، وَإِنِّي أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَعَزُّ نَصْرًا وَأَحْضَرُ جُنْدًا ، اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَاسْتَنْصِرُوهُ ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نُصِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي أَقَلَّ مِنْ عِدَّتِكُمْ ، فَإِذَا أَتَاكُمْ كِتَابِي هَذَا ، فَقَاتِلُوهُمْ وَلَا تُرَاجِعُونِي " ، قَالَ : فَقَاتَلْنَاهُمْ فَهَزَمْنَاهُمْ ، وَقَتَلْنَاهُمْ أَرْبَعَ فَرَاسِخَ ، قَالَ : وَأَصَبْنَا أَمْوَالًا ، فَتَشَاوَرُوا ، فَأَشَارَ عَلَيْنَا عِيَاضٌ أَنْ نُعْطِيَ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ عَشْرَةً ، قَالَ : وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : مَنْ يُرَاهِنِّي ؟ فَقَالَ شَابٌّ : أَنَا إِنْ لَمْ تَغْضَبْ ، قَالَ : فَسَبَقَهُ ، فَرَأَيْتُ عَقِيصَتَيْ أَبِي عُبَيْدَةَ تَنْقُزَانِ وَهُوَ خَلْفَهُ عَلَى فَرَسٍ عَرَبِيٍّ .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

الثلاثاء، 25 يونيو 2019

الصحابي البدري أبو أسيد مالك بن ربيعة الساعدي ـ رضي الله عنه.

الصحابي البدري أبو أسيد مالك بن ربيعة الساعدي ـ رضي الله عنه.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
*شهوده بدراً.
قال أبو عبد الله البخاري في "صحيحه":
2699:حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ صَفَفَنَا لِقُرَيْشٍ وَصَفُّوا لَنَا إِذَا أَكْثَبُوكُمْ فَعَلَيْكُمْ بِالنَّبْلِ " .

3711:حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ , وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ :
 " إِذَا أَكْثَبُوكُمْ فَارْمُوهُمْ وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ " .
3712: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ , وَالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : 
قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ :
" إِذَا أَكْثَبُوكُمْ , يَعْنِي كَثَرُوكُمْ , فَارْمُوهُمْ وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ " .

وممن شهد بدراً له فضل عظيم.
قال البخاري في " صحيحه":
3710:حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : 
" بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ , وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَكُلُّنَا فَارِسٌ ، قَالَ : " انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ " , فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقُلْنَا : الْكِتَابُ ، فَقَالَتْ : مَا مَعَنَا كِتَابٌ , فَأَنَخْنَاهَا , فَالْتَمَسْنَا فَلَمْ نَرَ كِتَابًا ، فَقُلْنَا : مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُجَرِّدَنَّكِ , فَلَمَّا رَأَتِ الْجِدَّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْهُ , فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلِأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ " ، قَالَ حَاطِبٌ : وَاللَّهِ مَا بِي أَنْ لَا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي , وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَّا لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَتِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَدَقَ وَلَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا " ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلِأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، فَقَالَ : 
" أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ " ، فَقَالَ :
" لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ :
اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ , أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ "
, فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ ، وَقَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ .
وقال البخاري في " صحيحه":
3718:حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، قَالَ : جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : 
مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ ؟ قَالَ : 
" مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ " أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا ، قَالَ : وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ " .

وقال مسلم في " صحيحه":
4557:حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ . ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ :
" أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو حَاطِبًا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
كَذَبْتَ ، لَا يَدْخُلُهَا فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا ، وَالْحُدَيْبِيَةَ " .

*اعتزاله الفتن.
وقال أبو القاسم الطبراني في "المعجم الكبير": 
15941:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ ، أُصِيبَ بَصَرُهُ قَبْلَ قَتْلِ عُثْمَانَ ، فَقَالَ :
" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَتَّعَنِي بِبَصَرِي فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ الْفِتْنَةَ فِي عِبَادِهِ كَفَّ بَصَرِي عَنْهَا " .

وقال أبو القاسم ابن عساكر في "تاريخ دمشق":
70933:أَخْبَرَنَا أبو سهل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بْن عَبْد اللَّهِ ، نا مُحَمَّد بْن هَارُونَ ، نا مُحَمَّد بْن إسحاق ، نا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم أبو علي الْمَوْصِلِيّ ، نا حماد بْن زَيْد ، عَنْ يزيد بْن حازم ، عَنْ سليمان بْن يسار ، قَالَ : 
قَالَ أبو أسيد حين ذهب بصره : 
الحمد لله الذي متعني ببصري في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنظر إليه ، فلما قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأرادوا الفتنة كف علي بصري . 

وقال الحاكم في "المستدرك":
6202:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثَنَا عَارِمُ أَبُو النُّعْمَانِ ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ أُصِيبَ بِبَصَرِهِ قَبْلَ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ :
" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَتِّعْنِي بِبَصَرِي فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ الْفِتْنَةَ فِي عِبَادِهِ كَفَّ بَصَرِي عَنْهَا " .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

كرامات أبي عمرو عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه.

كرامات أبي عمرو عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال ابن حبان في "صحيحه":
7077: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، وأحمد بن المقدام ، قالا : حدثنا المعتمر بن سليمان ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري ، قال : " سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم ، فلما سمعوا به ، أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه ، فقالوا له : ادع المصحف ، فدعا بالمصحف ، فقالوا له : افتح السابعة ، قال : وكانوا يسمون سورة يونس السابعة ، فقرأها حتى أتى على هذه الآية : قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون سورة يونس آية 59 ، قالوا له : قف ، أرأيت ما حميت من الحمى ، آلله أذن لك به أم على الله تفتري ؟ فقال : أمضه ، نزلت في كذا وكذا ، وأما الحمى لإبل الصدقة ، فلما ولدت زادت إبل الصدقة ، فزدت في الحمى لما زاد في إبل الصدقة ، أمضه ، قالوا : فجعلوا يأخذونه بآية آية ، فيقول : أمضه نزلت في كذا وكذا ، فقال لهم : ما تريدون ؟ قالوا : ميثاقك ، قال : فكتبوا عليه شرطا ، فأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا ، ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم ، وقال لهم : ما تريدون ؟ قالوا : نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء ، قال : لا ، إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين ، قال : فقام ، فخطب ، فقال : ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه ، ومن كان له ضرع فليحتلبه ، ألا إنه لا مال لكم عندنا ، إنما هذا المال لمن قاتل عليه ، ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فغضب الناس ، وقالوا : هذا مكر بني أمية ، قال : ثم رجع المصريون ، فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ، ثم يفارقهم ، ثم يرجع إليهم ، ثم يفارقهم ويسبهم ، قالوا : ما لك ، إن لك الأمان ، ما شأنك ؟ قال : أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ، قال : ففتشوه ، فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم ، فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا عليا ، فقالوا : ألم تر إلى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا ، وإن الله قد أحل دمه ، قم معنا إليه ، قال : والله لا أقوم معكم ، قالوا : فلم كتبت إلينا ؟ قال : والله ما كتبت إليكم كتابا قط ، فنظر بعضهم إلى بعض ، ثم قال بعضهم إلى بعض : ألهذا تقاتلون ، أو لهذا تغضبون ؟ فانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية ، وانطلقوا حتى دخلوا على عثمان ، فقالوا : كتبت بكذا وكذا ؟ فقال : إنما هما اثنتان ، أن تقيموا علي رجلين من المسلمين ، أو يميني بالله الذي لا إله إلا الله ما كتبت ولا أمليت ولا علمت ، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل ، وقد ينقش الخاتم على الخاتم ، فقالوا : والله ، أحل الله دمك ، ونقضوا العهد والميثاق فحاصروه ، فأشرف عليهم ذات يوم ، فقال : السلام عليكم ، فما أسمع أحدا من الناس رد عليه السلام ، إلا أن يرد رجل في نفسه ، فقال : " أنشدكم الله ، هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي ، فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين ؟ قيل : نعم ، قال : فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر ؟ أنشدكم الله ، هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد ؟ قيل : نعم ، قال : فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي ؟ " ، أنشدكم الله ، هل سمعتم نبي الله صلى الله عليه وسلم يذكر كذا وكذا ؟ أشياء في شأنه عددها ، قال : ورأيته أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم ، فلم تأخذ منهم الموعظة ، وكان الناس تأخذ منهم الموعظة في أول ما يسمعونها ، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ منهم ، فقال لامرأته : افتحي الباب ، ووضع المصحف بين يديه ، وذلك أنه رأى من الليل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، يقول له : أفطر عندنا الليلة ، فدخل عليه رجل ، فقال : بيني وبينك كتاب الله ، فخرج وتركه ، ثم دخل عليه آخر ، فقال : بيني وبينك كتاب الله ، والمصحف بين يديه ، قال : فأهوى له بالسيف ، فاتقاه بيده فقطعها ، فلا أدري أقطعها ولم يبنها ، أم أبانها ؟ قال عثمان : أما والله إنها لأول كف خطت المفصل ، وفي غير حديث أبي سعيد : فدخل عليه التجيبي فضربه مشقصا ، فنضح الدم على هذه الآية : فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم سورة البقرة آية 137 ، قال : وإنها في المصحف ما حكت ، قال : وأخذت بنت الفرافصة ، في حديث أبي سعيد : حليها ووضعته في حجرها ، وذلك قبل أن يقتل ، فلما قتل ، تفاجت عليه ، قال بعضهم : قاتلها الله ، ما أعظم عجيزتها ، فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا .
قال الحافظ في "المطالب العالية" (18/ 47):
" رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، سَمِعَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ".
وتابعه على ذلك البوصيري في "إتحاف الخيرة" (8/10) .
وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على "ابن حبان" (15/361) : " رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد مولى أبي أسيد فقد ذكره المؤلف في "الثقات" " .
وقال الحاكم في "المستدرك":
4610 - أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ، بهمدان ، ثنا إسحاق بن أحمد بن مهران الرازي ، ثنا إسحاق بن سليمان ، ثنا أبو جعفر الرازي ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - ، أن عثمان أصبح فحدث ، فقال : إني رأيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في المنام الليلة ، فقال :
" يا عثمان ، أفطر عندنا " فأصبح عثمان صائما فقتل من يومه - رضي الله عنه - .
هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .
وقال الحافظ البيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 48):
" رُوِيَتْ هَذِهِ الرُّؤْيَا مِنْ أَوْجُهٍ كَثِيرَةٍ " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
2887 : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ فَيَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ " .
وقال أيضاً:
2888 : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ : 
قُمْتُ خَلْفَ الْمَقَامِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لا يَغْلِبُنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ يَغْمِزُنِي فَلَمْ أَلْتَفِتْ ، ثُمَّ غَمَزَنِي فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَفَتَنَحَّيْتُ ، فَتَقَدَّمَ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ ، ثُمَّ انْصَرَفَ " .
وقال أيضاً:
2892: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ ، قَالا : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، قَالَ : " لَمَّا أَحَاطُوا بِعُثْمَانَ وَدَخَلُوا عَلَيْهِ لِيَقْتُلُوهُ ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ :
إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَدَعُوهُ ، فَقَدْ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةٍ ، يَجْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنَ " .
وقال الترمذي في " الجامع":
"وَرُوِي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ يُوتِرُ بِهَا
وَرُوِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ فِي الْكَعْبَةِ وَالتَّرْتِيلُ فِي الْقِرَاءَةِ أَحَبُّ إِلَى أَهْلِ الْعِلْمِ".
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
32035 - حدثنا ابن إدريس ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع :
 أن رجلا يقال له : جهجاه تناول عصى كانت في يد عثمان فكسرها بركبته ، فرمى ، عن ذلك الموضع بآكلة.
وقال ابن شبة في "تاريخ المدينة":
1800: حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ جَهْجَاهًا دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَانْتَزَعَ عَصَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كَانَ يَتَخَصَّرُ بِهَا , فَكَسَرَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ ، فَأَخَذَتْهُ فِي رُكْبَتِهِ الْأَكَلَةُ.
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية":
كما قال الواقدي : حدثني أسامة بن زيد ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه قال :
 بينا أنا أنظر إلى عثمان يخطب على عصا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، التي كان يخطب عليها وأبو بكر وعمر ، فقال له جهجاه : قم يا نعثل فانزل عن هذا المنبر . وأخذ العصا فكسرها على ركبته اليمنى فدخلت شظية منها فيها ، فبقي الجرح حتى أصابته الأكلة فرأيتها تدود ، فنزل عثمان وحملوه وأمر بالعصا فشدوها ، فكانت مضببة ، فما خرج بعد ذلك اليوم إلا خرجة أو خرجتين ، حتى حصر فقتل . 
قال ابن جرير : حدثني أحمد بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن إدريس ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع أن جهجاها الغفاري أخذ عصا كانت في يد عثمان فكسرها على ركبته ، فرمي في ذلك المكان بأكلة . 
وقال ابن حجر في "الإصابة":
ورواه بن السكن من طريق سليمان بن بلال وعبد الله بن ادريس ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر مثله ورواه من طريق فليح بن سليمان ، عن عمته وأبيها وعمها أنهما حضرا عثمان ، قال : فقام إليه جهجاه بن سعيد الغفاري حتى أخذ القضيب من يده فوضعها على ركبته فكسرها فصاح به الناس ونزل عثمان فدخل داره ورمى الله الغفاري في ركبته فلم يحل عليه الحول حتى مات ، ورويناه في المحامليات من طريق حماد بن زيد ، عن يزيد بن حازم ، عن سليمان بن يسار أن جهجاه الغفاري نحو الأول ، وقال ابن السكن : مات بعد عثمان بأقل من سنة‏.‏

قال ابن أبي حاتم في"تـفسيره":
1309ـ قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، ثنا زِيَادُ بْنُ يُونُسَ ، ثنا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ ، قَالَ :
 " أَرْسَلَ إِلَيَّ بَعْضُ الْخُلَفَاءِ مُصْحَفَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لِيُصْلِحَهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : إِنَّ مُصْحَفَهُ كَانَ فِي حِجْرِهِ حِينَ قُتِلَ فَوَقَعَ الدَّمُ عَلَي فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ سورة البقرة آية 137 ، فَقَالَ نَافِعٌ : بَصُرَتْ عَيْنِي بِالدَّمِ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ .
قال عبدالله بن أحمد في " فضائل عثمان":
152ـ حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ الْعَدَوِيُّ حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ ، قَالَ : ثنا جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ أَرْطَأَةَ الْعَدَوِيَّةِ ، قَالَتْ : 
خَرَجْتُ مَعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سَنَةَ ، قُتِلَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ ، فَمَرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ ، وَرَأَيْنَا الْمُصْحَفَ الَّذِي قُتِلَ وَهُوَ فِي حِجْرِهِ ، فَكَانَتْ أَوَّلُ قَطْرَةٍ قُطِرَتْ مِنْ دَمِهِ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ : فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ سورة البقرة آية 137 ، قَالَتْ عَمْرَةُ : فَمَا مَاتَ مِنْهُمْ رَجُلٌ سَوِيًّا .
قال خليفة بن خياط في " تاريخه":
303ـ حَدَّثَنَا المعتمر ، عَن أبيه ، عَن أَبِي نضرة ، عَن أَبِي سعيد مولى أَبِي أسيد ، قَالَ : فتح عثمان الباب ووضع المصحف بين يديه فدخل عَلَيْهِ رجل ، فَقَالَ : بيني وبينك كتاب اللَّه فخرج وتركه . ثم دخل عَلَيْهِ آخر ، فَقَالَ : بيني وبينك كتاب اللَّه ، فأهوى إليه بالسيف فاتقاه فقطعها فلا أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها . فَقَالَ : " أما والله إنها لأول كف خطت المفصل " .
وقال أيضاً:
311ـ حَدَّثَنَا خالد بْن الحارث ، قَالَ : نا عمران بْن حدير ، قَالَ :
 " أن لا يكن عَبْد اللَّهِ بْن شقيق حَدَّثَنِي أن أول قطرة قطرت من دمه عَلَى فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ سورة البقرة آية 137 . فان أبا حريث ذكر أنه ذهب وسهيل النميري ، فأخرجوا إليه المصحف فإذا القطرة عَلَى فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ سورة البقرة آية 137 . قَالَ : فإنها فِي المصحف ما حكت " .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

الأحد، 23 يونيو 2019

وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا سورة الإسراء آية 33.

وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا سورة الإسراء آية 33.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال معمر بن راشد الأزدي في "الجامع":
1580:عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ زَهْدَمٍ ، قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَوْمًا ، فَقَالَ :
 " وَاللَّهِ لأُحَدِّثَنَّكُمْ بِحَدِيثٍ مَا هُوَ بِسِرٍّ وَلا عَلانِيَةٍ ، مَا هُوَ بِسِرٍّ فَأَكْتُمُكُمُوهُ ، وَلا عَلانِيَةٍ فَأَخْطُبُ بِهِ ، وَإِنَّهُ لَمَّا وُثِبَ عَلَى عُثْمَانَ فَقُتِلَ ، قُلْتُ لابْنِ أَبِي طَالِبٍ : اجْتَنِبْ هَذَا الأَمْرَ فَسَتُكْفَاهُ ، فَعَصَانِي ، وَمَا أُرَاهُ يَظْفَرُ ، وَايْمُ اللَّهِ لَيَظْهَرَنَّ عَلَيْكُمُ ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، لأَنَّ اللَّهَ قَالَ :
وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا
سورة الإسراء آية 33 وَايْمُ اللَّهِ لَتَسِيرَنَّ فِيكُمْ قُرَيْشٌ بِسِيرَةِ فَارِسَ وَالرُّومِ " ، قَالَ : قُلْنَا : فَمَا تَأْمُرُنَا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنْ أَدْرَكْنَا ذَلِكَ ؟ ، قَالَ : " مَنْ أَخَذَ مِنْكُمْ بِمَا يَعْرِفُ نَجَا ، وَمَنْ تَرَكَ وَأَنْتُمْ تَارِكُونَ كَانَ كَبَعْضِ هَذِهِ الْقُرُونِ الَّتِي هَلَكَتْ " .
وإسناده صحيحٌ.
وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق":
689:أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْفَرَضِيُّ ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ الأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ الْقَاضِي ، أنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ، أَنْبَأَنَا بُنْدَارٌ ، أَنْبَأَنَا أَبُو دَاوُدَ ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ يُحَدِّثُ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الأَقْمَرِ ، قَالَ :
خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ :
أَلا إِنَّ بسرًا قَدْ طَلَعَ عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ ، وَلا أَرَى هَؤُلاءِ الْقَوْمَ إِلا سَيَظْهَرُونَ عَلَيْكُمْ بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ ، وَبِطَاعَتِهِمْ أَمِيرِهِمْ وَمَعْصِيَتِكُمْ أَمِيرِكِمْ وبأدائهم الأمانة وَبِخَيَانَتِكُمُ . اسْتَعْمَلْتُ فُلانًا فَغَلَّ وَغَدَرَ ، وَحَمَلَ الْمَالَ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، وَاسْتَعْمَلْتُ فُلانًا فَخَانَ وَغَدَرَ وَحَمَلَ الْمَالَ إِلَى مُعَاوِيَةَ حَتَّى لَوِ ائْتَمَنْتُ أَحَدَهُمْ عَلَى قَدَحٍ خَشِيتُ عَلَى عِلاقَتِهِ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْغَضْتُهُمْ وَأَبْغَضُونِي فَأَرِحْهُمْ مِنِّي وَأَرَحْنِي مِنْهُمْ .
وإسناده صحيحٌ.
هذا وصلِ اللهمَّ على محمَّدٍ وعلى آله وسلم ، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

عقوبة مقتل عثمان ـ رضي الله عنه.

عقوبة مقتل عثمان ـ رضي الله عنه.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قرن الله ـ تعالى ـ بين قتل النبيين وبين قتل الذين يأمرون الناس بالقسط .
قال الله ـ تعالى ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}سورة آل عمران.
وعثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ كان حكماً مقسطاً
قال ابن أبي شيبة في" مصنفه":
31356ـ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، وَحَمَّادٌ ، قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
" هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ سورة النحل آية 76 قَالَ : هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ " .

ومن عدله :جلده أخاه لأمه الوليد بن عقبة ـ رضي الله عنه ـ وعزله لسعيد بن العاص ،وتولية أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ على الكوفة.
قال ابن شبة النميري في "تاريخ المدينة":
1901ـ حدثنا عمرو بن عاصم ، قال : حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، قال : حدثنا عبد الله بن مغفل ، قال : 
لما هاج الناس بعثمان ، قال عبد الله بن سلام : " يا أيها الناس لا تقتلوا عثمان واستعتبوه ، فوالذي نفسي بيده ما قتلت أمة نبيها فأصلح الله الذي بينهم حتى يهرقوا دماء سبعين ألفا ، وما قتلت أمة قط خليفتها فيصلح الله الذي بينهم حتى يهريقوا دماء أربعين ألفا ، وما هلكت أمة قط حتى يرفعوا القرآن على السلطان ، ألم تر إلى أهل هذه الأهواء كيف يتأولون القرآن على السلطان ، فلم ينظروا فيما قال وقتلوه " .
وقال الخلال في "السنة":
710:أخبرنا الدوري ، قال : ثنا قراد ، قال : ثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن عبد الله بن مغفل ، قال :
" كان عبد الله بن سلام رحمه الله قريبا من المدينة ، وكان يدخل كل جمعة على حمار ، فإذا قضيت الصلاة انصرف ، قال : فلما هاج الناس لقتل عثمان رحمه الله جاء ، فقال : يا أيها الناس ، لا تقتلوا عثمان ، واستعتبوه ، فإنه ليس من أمة قتلت نبيها فيصلح الله أمرهم أبدا حتى يهريقوا دماء سبعين ألفا ، ولا قتلت أمة خليفتها فيصلح الله أمرهم أبدا حتى يهريقوا دماء أربعين ألفا ، ولا قتلت أمة خليفتها حتى يرفعوا القرآن على السلطان ، قال سليمان : فقلت لحميد : ما يرفع القرآن على السلطان ؟ قال : ألم تر إلى أهل الأهواء كيف يتأولون القرآن على غير تأويله ، يطعنون به على السلطان ، فلا تقتلوا عثمان ، فأبوا ، فلما قتلوه جاء عبد الله بن سلام فجلس على طريق علي بن أبي طالب رحمه الله حتى أتى عليه ، فقال له : يا علي ، أين تريد ؟ قال : أريد العراق ، قال : ارجع إلى منبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنك إن فارقته لم تره أبدا ، فقال بعض من معه : دعنا فلنقتل هذا ، قال علي : مه ، هذا عبد الله بن سلام ، رجل منا صالح ، قال عبد الله بن مغفل : كنت أستشيره في شراء أرض إلى جنب أرضه ، فقال : يا عبد الله اشتر تلك الأرض ، فإنها لم تكن أربعين سنة إلا كان فيها حدث ، قال : فوقع صلح الناس واجتماعهم على رأس أربعين سنة من مهاجر النبي إلى المدينة " .
ومقتله ـ رضي الله عنه ـ أول الفتن.
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
35233: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْجُهَنِيِّ يَعْنِي زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، فَذَكَرَ قَتْلَ عُثْمَانَ ، قَالَ : 
" أَمَا إِنَّهَا أَوَّلُ الْفِتَنِ " .
وقال ابن أبي شيبة في "المصنف":
35234: حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا عمار بن زريق ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة ، قال :
" أرأيتم يوم الدار ؟ كانت فتنة ، يعني :
 قتل عثمان فإنها أول الفتن ، وآخرها الدجال " .
وكان بعد قتله موقعة صفين والجمل.
قال أبو حاتم الرازي في "الزهد":
74:حَدَّثَنِي سُوَيْدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي الْفَضْلِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ :
" قُتِلَ مِنْ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَوْمَ صِفِّينَ " .

وقال خليفة بن خياط في "تاريخه":
362:حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى ، عَن هشام ، عَن مُحَمَّد بْن سيرين ، قَالَ :
" افترقوا عَن سبعين ألفا يعدون بالقصب " .

وكان ممن قتل مع معاوية : 
ذو كلاع ، وحوشب ، وعبيد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب ، وعمرو بْن الحضرمي ، وحابس بْن سعد الطائي ، وعروة بْن داود الدمشقي فِي جماعة كثيرة . وقتل من أصحاب عَلِيّ : 
عمار بْن ياسر ، وهاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص ، وعبد اللَّه بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي ، وعبد اللَّه بْن كعب المرادي ، وعبد الرحمن بْن كلدة الجمحي فِي جماعة كثيرة .
هذا وصلِ اللهمَّ على محمَّدٍ وعلى آله وسلم ، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

الخميس، 20 يونيو 2019

الرد على أبي عزيز نور المروعي و أبي نصرمحمّد بن عبد الله الإمام الريمي في عدم احتجاجهم بآثار الصحابة في الأسماء والصفات.

الرد على أبي عزيز نور المروعي و أبي نصرمحمّد بن عبد الله الإمام الريمي في عدم احتجاجهم بآثار الصحابة في الأسماء والصفات.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال الآجري في "الشريعة":
اعلموا وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل أن أهل الحق يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه عز وجل ، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبما وصفه به الصحابة رضي الله عنهم ، وهذا مذهب العلماء ممن اتبع ولم يبتدع ، ولا يقال فيه : كيف ؟ بل التسليم له ، والإيمان به أن الله عز وجل يضحك ، كذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن صحابته ، ولا ينكر هذا إلا من لا يحمد حاله عند أهل الحق وسنذكر منه ما حضرنا ذكره ، والله الموفق للصواب ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
قال أبو عزيز نور بن حسن المروعي في "مختصر الجامع الصحيح ص38 معلقاً:
قال الشيخ محمد بن عبد الله الإمام ـ حفظه الله تعالى ـ:من باب الفائدة:إن أسماءه وصفاته متوقف ثبوتها على ورودها في الكتاب والسُنّة هذا الذي نعلمه.اه.وهذا الذي يقوله شيخنا مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ تعالى ـ،وجماعة من أئمتنا المتقدمين،وقد زدت هذا بياناً في الطبعة الثانية من "الجامع الصحيح"ا.هـ.
قلتُ:قوله هذا باطل فأهل السنة والجماعة والسلف الصالح ـ رحمهم الله ـ تعالى ـ يحتجون بآثار الصحابة في الأسماء والصفات ،بل يحتجون بآثار التابعين فقد احتجوا بأثر مجاهد في الإقعاد على العرش.

أولاً: الأسماء .
(http://716717922.blogspot.com/2019/01/blog-post_9.html) ينظرمقالنا في آثار الصحابة في  " الأسماء الحسنى".
ثانياً: الصفات.
1ـ احتجَّ البخاري في "صحيحه"بأثر خبيب بن عدي في إثبات الذات ،وكذا أثر أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في إثبات الذات.

قال البخاري في صحيحه: 
3804ـ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى , أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : " بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً عَيْنًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ وَهُوَ جَدُّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لَحْيَانَ , فَتَبِعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَامٍ , فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى أَتَوْا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ تَزَوَّدُوهُ مِنْ الْمَدِينَةِ , فَقَالُوا : هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ فَتَبِعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ , فَلَمَّا انْتَهَى عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ , وَجَاءَ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ , فَقَالُوا : لَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا , فَقَالَ عَاصِمٌ : أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ , اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ فَقَاتَلُوهُمْ حَتَّى قَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ بِالنَّبْلِ وَبَقِيَ خُبَيْبٌ وَزَيْدٌ وَرَجُلٌ آخَرُ فَأَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ , فَلَمَّا أَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ نَزَلُوا إِلَيْهِمْ , فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا , فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُمَا : هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ , فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَلَمْ يَفْعَلْ فَقَتَلُوهُ , وَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدٍ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ فَاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ يَوْمَ بَدْرٍ , فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا حَتَّى إِذَا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ اسْتَعَارَ مُوسًى مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ لِيَسْتَحِدَّ بِهَا , فَأَعَارَتْهُ , قَالَتْ : فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي فَدَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ , فَلَمَّا رَأَيْتُهُ فَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَ ذَاكَ مِنِّي وَفِي يَدِهِ الْمُوسَى , فَقَالَ : أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَاكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَكَانَتْ تَقُولُ : مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ , وَمَا كَانَ إِلَّا رِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ , فَخَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ , فَقَالَ : دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ : لَوْلَا أَنْ تَرَوْا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ مِنَ الْمَوْتِ لَزِدْتُ , فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ هُوَ , ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا , ثُمَّ قَالَ : مَا أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقبَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَتَلَهُ , وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى عَاصِمٍ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ يَعْرِفُونَهُ , وَكَانَ عَاصِمٌ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ , فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ فَلَمْ يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ " .وفيه إثبات الذات لله ـ تعالى.
قال البخاري في " صحيحه":
3205 :حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ الرُّعَيْنِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلاَثًا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
" لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَّا ثَلاَثَ كَذَبَاتٍ، ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَوْلُهُ {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89]. وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63]. وَقَالَ: بَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَارَةُ، إِذْ أَتَى عَلَى جَبَّارٍ مِنَ الجَبَابِرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَا هُنَا رَجُلًا مَعَهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: أُخْتِي، فَأَتَى سَارَةَ قَالَ: يَا سَارَةُ: لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرَكِ، وَإِنَّ هَذَا سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، فَلاَ تُكَذِّبِينِي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا بِيَدِهِ فَأُخِذَ، فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلاَ أَضُرُّكِ، فَدَعَتِ اللَّهَ فَأُطْلِقَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهَا الثَّانِيَةَ فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ، فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلاَ أَضُرُّكِ، فَدَعَتْ فَأُطْلِقَ، فَدَعَا بَعْضَ حَجَبَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَمْ تَأْتُونِي بِإِنْسَانٍ، إِنَّمَا أَتَيْتُمُونِي بِشَيْطَانٍ، فَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ، فَأَتَتْهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ: مَهْيَا، قَالَتْ: رَدَّ اللَّهُ كَيْدَ الكَافِرِ، أَوِ الفَاجِرِ، فِي نَحْرِهِ، وَأَخْدَمَ هَاجَرَ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ تِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ.
وقال النسائي في " السنن الكبرى":
8317 : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
" لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ: ثِنْتَانِ فِي ذَاتِ اللهِ {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] وَقَوْلُهُ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] قَالَ: وَأَتَى عَلَى مَلِكٍ مِنْ بَعْضِ الْمُلُوكِ، وَمَعَهُ امْرَأَةٌ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا أُخْتُهُ قَالَ: قُلْ لَهَا: «تَأْتِيَنِي، أَوْ مُرْهَا أَنْ تَأْتِيَنِي، فَأَتَاهَا» فَقَالَ لَهَا: إِنَّ هَذَا قَدْ سَأَلَنِي عَنْكِ وَإِنِّي أَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي وَإِنَّكِ أُخْتِي فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ غَيْرِي وَغَيْرَكِ، وَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَكِ أَنْ تَأْتِيَهُ قَالَ: «فَأَتَتْ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَضُغِطَ» فَقَالَ: ادْعِي لِي وَلَكِ أَنْ لَا أَعُودَ قَالَ: «فَخُلِّيَ عَنْهُ، فَعَادَ» قَالَ: فَضُغِطَ مِثْلَهَا، أَوْ أَشَدَّ قَالَ: «ادْعِي لِي، وَلَكِ أَلَّا أَعُودَ» قَالَ: فَخُلِّيَ عَنْهُ، فَأَمَرَ لَهَا بِطَعَامٍ، وَأَخْدَمَهَا جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا هَاجَرُ، فَلَمَّا أَتَتْ إِبْرَاهِيمُ قَالَ: «مَهْيَمْ» فَقَالَتْ: كَفَى اللهُ كَيْدَ الْكَافِرِ الْفَاجِرِ وَأَخْدَمَ جَارِيَةً قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «تِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السماء".
وفيه إثبات الذات لله ـ تعالى.
2ـ احتجَّ ابن ماجه في السنن في المقدمة بأثر أبي رزين في إثبات صفة الضحك.
وقال ابن ماجه في " السنن":
177: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ " ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ ؟ ، قَالَ : " نَعَمْ " قُلْتُ :
لَنْ نَعْدِمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا .
وإسناده قويٌّ،فوكيعٌ قال ابن حبان في كتاب(مشاهير علماء الأمصار)) : (من الأثبات)) ، وقال الجورقاني في كتاب الأباطيل((صدوق، صالح الحديث)) ، وصحح له الإمام الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم) (مشاهير علماء الأمصار (ص 24) ، الأباطيل والصحاح والمشاهير (1/232)، تهذيب التهذيب(1/131)،والجوزقاني صنفه التهانوي مع المتشددين في كتابه «قواعد في علم الحديث »« ص191»وأقره عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على قواعد التهانوي، وقد صحح ابن جرير الطبري له حديثاً في تاريخه «1/19».
وقول الصحابي أبي رزين ـ رضي الله عنه ـ :
"لَنْ نَعْدِمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا "فيه إثبات صفة الضحك لله ـ تعالى ـا.هـ.
3ـ احتجَّ حرب الكرماني بأثر ابن عباس في صفة القدمين وكذا عبد الله بن أحمد في السنة.
قال حرب الكرماني في عقيدته التي قال في أولها : 
هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب ، أو طعن فيها ، أوعاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق ، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم.
قال حرب : والله تبارك وتعالى على العرش ، والكرسي موضع قدميه ، وهو يعلم ما في السماوات السبع، وما في الأرضين السبع ، وما بينهن ، وما تحتهن ، وما تحت الثرى .اهـ.
4ـ احتجَّ ابن خزيمة في "التوحيد "بآثار الصحابة في الصفات.
قال ابن خزيمة في " التوحيد":
334:حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ السَّبَائِيِّ ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ« واسمه يزيد ين رباح» ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : 
" يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى صَاحِبِ الْبَحْرِ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، حِينَ يَرْكَبُهُ وَيَتَخَلَّى مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ ، وَحِينَ يَمِيدُ ، وَحِينَ يَرَى إِلَى إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ".
وإسناده صحيحٌ إلى الصحابي الجليل أبي محمَّدٍ عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي ـ رضي الله عنه وعن أبيه،وفيه إثبات صفة الضحك لله ـ تعالى ـ.
5ـ احتجَّ أبو عبيد القاسم بن سلام بأثر الكرسي موضع القدمين.
قال الدارقطني في "الصفات ":
57 :حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ :
وَذَكَرَ الْبَابَ الَّذِي، يَرْوِي فِيهِ الرُّؤْيَةَ وَالْكُرْسِيَّ وَمَوْضِعَ الْقَدَمَيْنِ ، وَضَحِكِ رَبِّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ ، وَأَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاءَ ، وَأَنَّ جَهَنَّمَ لَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ فِيهَا فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ ، وَأَشْبَاهَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ .
فَقَالَ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ صِحَاحٌ ، حَمَلَهَا أَصْحَابُ الْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ، وهِيَ عِنْدَنَا حَقٌّ لَا نَشُكُّ فِيهَا .
وَلَكِنْ إِذَا قِيلَ كَيْفَ وَضَعَ قَدَمَهُ وَكَيْفَ ضَحِكَ ؟
قُلْنَا لَا يُفَسَّرُ هَذَا وَلَا سَمِعْنَا أَحَدًا يُفَسِّرُهُ .اه.

قال إسحاق بن منصور الكوسج -رحمه الله-: 
قلت لأحمد -يعني ابن حنبل- ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة ، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا))، أليس تقول بهذه الأحاديث ؟ و((يراه أهل الجنة )) ، يعني ربهم عز وجل . و(( لاتقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته )) . و (( اشتكت النار إلى ربها عز وجل حتى وضع فيها قدمه )) . و (( إن موسى لطم ملك الموت))، قال أحمد: كل هذا صحيح، قال إسحاق : هذا صحيح ، ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي". رواه الآجري (306) بسند صحيح.
قال البخاري في " الأدب المفرد":
166:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
" لا تَقُولَنَّ :
قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صُورَتِهِ " .
وإسناده قويٌّ. 
ورواه ابن خزيمة في صحيحه "مرفوعاً عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وصححه أحمد وإسحاق.
هذا وصلِ اللهمَّ على محمَّدٍ وعلى آله وسلم ، والحمدُ لله ربِّ العالمين.