الأربعاء، 24 يوليو 2019

الأربعون في"عجائب المخلوقات" من آثار الصحابة.

 الأربعون أثراً في عجائب المخلوقات من آثار الصحابة
جمعها ورتبها
أبو الهمام طارق بن عثمان
عفا الله عنه
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
فقد عقد أبو عبد الله البخاري في "صحيحه" كتاباً سماه "بدء الخلق"وألف أبو الشيخ الأصبهاني كتاباً سماه"العظمة "وغيرهم ،وقد جمعتُ بضعةً وأربعين أثراً من آثار الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ في "عجائب المخلوقات"وسميته"الأربعون في"عجائب المخلوقات" من آثار الصحابة،وحكمتُ على آثارها بالصحة أوذكرتُ ممن صححه من المتقدمين من أهل الشأن،وذكرتُ بعضَ الفوائد المتعلقة بها.
واللهَ أسألُ أن يزيدني علماً وفهماً .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.
1ـ العرش.
قال عبد الله بن أحمد في " السنة":
502: حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ(1) ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
" إِذَا جَلَسَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْكُرْسِيِّ سُمِعَ لَهُ أَطِيطٌ كَأَطِيطِ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ " .
504: حَدَّثَنِي أَبِي ، نا وَكِيعٌ ، بِحَدِيثِ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
" إِذَا جَلَسَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْكُرْسِيِّ " ، فَاقْشَعَرَّ رَجُلٌ سَمَّاهُ أَبِي عِنْدَ وَكِيعٍ فَغَضِبَ وَكِيعٌ وَقَالَ : أَدْرَكْنَا الأَعْمَشَ وَسُفْيَانَ يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ لا يُنْكِرُونَهَا .
قال الحكم بن معبد في كتاب" الرؤية":
"ثنا موسى، ثنا روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي(2)، عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: {الرحمن على العرش استوى}، فقال: جالس.
-------------------------------
(1):قال ابن حبان في الثقات: " 3683 - عبد الله بن خليفه الهمداني يروى عن عمر عداده في أهل الكوفة روى عنه أبو إسحاق السبيعي".
قال السيوطي في أسماء المخضرمين: " وترجمته مشهورة وهو ثقة".
وصحح حديثه : الحاكم في مستدركه وابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكاروابن الزاغوني في كتاب مستقل والمقدسي في المختارة وابن تيمية والذهبي في العرش.
(2) الشعبي لم يسمع من ابن مسعود ـ رضي الله عنه ، وسمع كبارأصحابه كمسروق وغيره،وقد صحح مراسيله العجلي وأبو داود.
2ـ الكرسي.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد في " السنة":
918: حَدَّثَنِي أَبِي ، نا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ ،عن مسلم البطين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
" الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ وَالْعَرْشُ لا يَقْدُرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ " .
919:حَدَّثَنِي أَبِي ، نا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
" الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ ، وَالْعَرْشُ لا يَقْدُرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ " .
قلتُ: إسناده صحيحٌ، فقدصححه أبوزرعة كما في التوحيد لابن منده ،و الحاكم في " المستدرك "، والذهبي في "العلو" وفي" التلخيص"،والأزهري في " تهذيب اللغة " وابن تيمية في " بيان تلبيس الجهمية" والقصاب في نكت القرآن "،والألباني في "مختصر العلو"،والوادعي في " تعليقه على المستدرك"على شرط مسلم فحسب ؛ فمسلم البطين احتج به مسلم، ووثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان «تهذيب التهذيب 5 / 431».
وعمار الدهني وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان «تهذيب التهذيب 4/255» .
وبقية رجاله ثقات .
قال حرب الكرماني في عقيدته التي قال في أولها :
هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب ، أو طعن فيها ، أوعاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق ، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم.
قال حرب : والله تبارك وتعالى على العرش ، والكرسي موضع قدميه ، وهو يعلم ما في السماوات السبع، وما في الأرضين السبع ، وما بينهن ، وما تحتهن ، وما تحت الثرى .اهـ.
قال الدارقطني في "الصفات ":
57 :حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ :
وَذَكَرَ الْبَابَ الَّذِي، يَرْوِي فِيهِ الرُّؤْيَةَ وَالْكُرْسِيَّ وَمَوْضِعَ الْقَدَمَيْنِ ، وَضَحِكِ رَبِّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ ، وَأَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاءَ ، وَأَنَّ جَهَنَّمَ لَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ فِيهَا فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ ، وَأَشْبَاهَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ .
فَقَالَ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ صِحَاحٌ ، حَمَلَهَا أَصْحَابُ الْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ، وهِيَ عِنْدَنَا حَقٌّ لَا نَشُكُّ فِيهَا .
وَلَكِنْ إِذَا قِيلَ كَيْفَ وَضَعَ قَدَمَهُ وَكَيْفَ ضَحِكَ ؟
قُلْنَا لَا يُفَسَّرُ هَذَا وَلَا سَمِعْنَا أَحَدًا يُفَسِّرُهُ .اه.
3ـ حملة العرش.
قال ابن أبي حاتم في "تفسيره":
17064:حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا أَبُو السَّمْحِ الْمصَرِيُّ ، حَدَّثَنَا قُبَيْلُ حُيَيُّ بْنُ هَانِي ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ :
" حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ ، مَا بَيْنَ مُوقِ أَحَدِهِمْ إِلَى مُؤَخَّرِ عَيْنِهِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ ".
وإسناه قويٌّ.
4ـ سدرة المنتهى.
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
33267: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيّ , عَنْ هُزيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ : سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى سورة النجم آية 14 , قَالَ :
" صَبْرُ الْجَنَّةِ يَعْنِي وَسَطَهَا , عَلَيْهَا فُضُولُ السُّنْدُسِ وَالاسْتَبْرَقِ " .
وإسناده صحيحٌ ،ورواه هنَّاد في الزهد بنفس السند والمتن.
5ـ البيت المعمور.
قال أبو جعفر الطبري في "تفسيره":
29882:حدثنا هناد بن السري ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة أن رجلا قال لعلي رضي الله عنه : ما البيت المعمور ؟ قال : بيت في السماء ، يقال له :
الضراح ، وهو بحيال الكعبة من فوقها ، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ، ولا يعودون فيه أبدا .
29883:حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت خالد بن عرعرة ، قال : سمعت عليا رضي الله عنه ، وخرج إلى الرحبة ، فقال له ابن الكواء أو غيره : ما البيت المعمور ؟ قال : بيت في السماء السادسة ، يقال له : الضراح ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون فيه أبدا .
وإسناده قويٌّ.
فخالد بن عرعرة تابعي روى عن عليٍّ ،وروى عنه ثقتان القاسم بن عوف. ،وسماك بن حرب قاله البخاري في " التاريخ الكبير. ،ووثقه ابن حبان والعجلي .
6ـ السكينة.
قال عبد الرزاق في " المصنف":
309:نا الثَّوْرِيُّ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَلِيٍّ , قَالَ : " السَّكِينَةُ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الإِنْسَانِ , ثُمَّ هِيَ بَعْدُ رِيحٌ هَفَّافَةٌ " .
قال ابن أبي حاتم في "تفسيره ":
2513 - حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، ثنا سفيان ، عن مسعر ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الأحوص ، عن علي ، قال :
السكينة لها وجه كوجه الإنسان ، وهي بعد ريح هفافة(1)".
وهذا إسناد صحيح إلى علي ـرضي الله عنه ـ وأبو الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي التابعي الجليل وأبو ه صحابي.
وقال الطبري في "تفسيره":
5669- حدثنا هناد بن السري قال، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة قال، قال علي:
السكينة ريح خجوج(2)، ولها رأسان.
5670:حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك، قال: سمعت خالد بن عرعرة، يحدث، عن علي، نحوه.
5671- حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، وحماد بن سلمة، وأبو الأحوص، كلهم، عن سماك، عن خالد بن عرعرة، عن علي.
خالد بن عرعرة وثقه العجلي وابن حبان وروى عنه ثقتان القاسم بن عوف وسماك بن حرب فهو محتمل في الموقوف ،وقال عنه صاحبا تحرير التقريب :صدوق حسن الحديث.
(1):قال ابن قتيبة الدينوري في "غريب الحديث": والهفّافة: الخفيفة السريعة. اهـ.
وقال قاسم السرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث": الهفافة: السريعة المَرّ، يقال: هفّت تَهِفّ هَفِيفًا.
(2):قال ابن قتيبة الدينوري في "غريب الحديث": الخجوج من الرياح: السريعة المَرّ.

7ـ النون.
قال الطبري في "تاريخه":
فإن قال قائل : فإن كان الأمر كما وصفت من أن الله تعالى خلق الأرض قبل السماء ، فما معنى قول ابن عباس الذي72: حَدَّثَكُمُوهُ وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الأَسَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ شَيْءٍ الْقَلَمُ ، فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ، فَقَالَ : وَمَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ ، قَالَ : فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، ثُمَّ رَفَعَ بُخَارَ الْمَاءِ فَفَتَقَ مِنْهُ السَّمَوَاتِ ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ فَدُحِيَتِ الأَرْضُ ، عَلَى ظَهْرِهِ ، فَاضْطَرَبَ النُّونُ فَمَادَتِ الأَرْضُ فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ ، فَإِنَّهَا لَتَفْخَرُ عَلَى الأَرْضِ " ، حَدَّثَنِي وَاصِلٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، نَحْوَهُ .
73:حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، قال :
" أول ما خلق الله تعالى القلم ، فجرى بما هو كائن ، ثم رفع بخار الماء ، فخلقت منه السموات ، ثم خلق النون ، فبسطت الأرض على ظهر النون ، فتحرك النون , فمادت الأرض , فأثبتت بالجبال ، فإنها الجبال لتفخر على الأرض ، قال : وقرأ ن والقلم وما يسطرون سورة القلم آية 1 حدثني تميم بن المنتصر ، قال : أخبرنا إسحاق ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، بنحوه ، إلا أنه قال : ففتقت منه السموات .
74: حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثني سليمان ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، قال :
" أول ما خلق الله تعالى القلم ، فقال : اكتب ، فقال : ما أكتب ؟ قال : اكتب القدر ، قال : فجرى بما هو كائن ، من ذلك اليوم إلى قيام الساعة ، ثم خلق النون , ورفع بخار الماء ، ففتقت منه السماء ، وبسطت الأرض على ظهر النون ، فاضطرب النون , فمادت الأرض , فأثبتت بالجبال ، قال : فإنها لتفخر على الأرض " .
وإسناده صحيحٌ،وشعبة لا يروي عن شيوخه الأخبار المدلسة فهي محمولة على السماع.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم .
وقال الطبري في "تاريخه":
فالرواية التي رويناها عن أبي ظبيان ، وأبي الضحى ، عن ابن عباس ، أولى بالصحة ، عن ابن عباس من خبر مجاهد عنه ، الذي رواه عنه أبو هاشم ، إذ كان أبو هاشم قد اختلف في رواية ذلك عنه ، شعبة ، وسفيان على ما قد ذكرت من اختلافهما فيها ، وأما ابن إسحاق فإنه لم يسند قوله ، الذي قاله في ذلك إلى أحد ، وذلك من الأمور التي لا يدرك علمها ، إلا بخبر من الله عز وجل ، أو خبر من رسول الله , صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكرت الرواية فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
8ـ دعوة الفرس عند السحر.
قال أحمد في "المسند":
20916: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، وَهَاشِمٌ ، قَالَا : حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ ابْنِ شِمَاسَةَ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ مَرَّ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ فَرَسٍ لَهُ فَسَأَلَهُ مَا تُعَالِجُ مِنْ فَرَسِكَ هَذَا ؟ فَقَالَ :
إِنِّي أَظُنُّ أَنَّ هَذَا الْفَرَسَ قَدْ اسْتُجِيبَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، قَالَ : وَمَا دُعَاءُ لِبَهِيمَةِ مِنَ الْبَهَائِمِ ؟ قَالَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا مِنْ فَرَسٍ إِلَّا وَهُوَ يَدْعُو كُلَّ سَحَرٍ ، فَيَقُولُ :
" اللَّهُمَّ أَنْتَ خَوَّلْتَنِي عَبْدًا مِنْ عِبَادِكَ ، وَجَعَلْتَ رِزْقِي بِيَدِهِ ، فَاجْعَلْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ " ، قَالَ عَبْدُ الله بْنِ أَحْمَدُ : قَالَ أَبِي :
وَوَافَقَهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ .
وإسناده صحيحٌ موقوفاً ،وله حكمُ الرفع.
وروي مرفوعاً تفرد برفعه عبد الحميد بن جعفر وخالفه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث ،ورجحه الدارقطني.
قال الدارقطني في" العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني »:
1472:وسئل عن حديث معاوية بن حديج ، عن أبي ذر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كل فرس عربي يؤذن في كل فجر بدعوتين ، يقول :
اللهم إنك خولتني من خولتني من بني آدم ، فاجعلني أحب أهله وماله إليه " . فقال : يرويه يزيد بن أبي حبيب ، واختلف عنه ، فرواه عبد الحميد بن جعفر ، عن يزيد ، عن سويد بن قيس ، عن معاوية بن حديج ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ذلك يحيى القطان ، عن عبد الحميد ، ووقفه غير يحيى ، عن عبد الحميد ، وكذلك رواه الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب موقوفا أيضا ،وهو المحفوظ .
9ـ كثرة الملائكة.
قال ابن جرير في "تفسيره":
27333: حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ ، قَالَ : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ :
" إِنَّ في السَّمَوَاتِ لَسَمَاءً مَا فِيهَا مَوْضِعُ شِبْرٍ إِلا وَعَلَيْهِ جَبْهَةُ مَلَكٍ أَوْ قَدَمُهُ قَائِمًا ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ : وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ { 165 } وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ { 166 } سورة الصافات آية 165-166 " .
27334: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ :
" إِنَّ مِنَ السَّمَوَاتِ سَمَاءً مَا فِيهَا مَوْضِعٌ إِلا فِيهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ ، أَوْ قَائِمٌ ، ثُمَّ قَرَأَ : وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ { 165 } وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ { 166 } سورة الصافات آية 165-166 " .
وإسناده صحيحٌ،وله حكم الرفع ،وهو أصحُّ حديث في الباب.
10ـ بكاء القمر.
قال وكيع في "الزهد":
23 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ ، وَنَافِعُ بْنُ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُوَ سَاجِدٌ فِي الْحِجْرِ وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ : أَتَعْجَبُ أَنْ أَبْكِيَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَهَذَا الْقَمَرُ يَبْكِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ حِينَ شَفَّ أَنْ يَغِيبَ ".
إسناده صحيحٌ،قوله: حين شف أن يغيب. يعني كاد القمر يغيب ولم يبق منه إلا شيء قليل.
11ـ طلوع القمر مع الشمس من المغرب كالبعيرين المقرونين.
قال ابن جرير في "تفسيره":
13086:حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : ، يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا سورة الأنعام آية 158 ، قَالَ :
طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا مَعَ الْقَمَرِ ، كَأَنَّهُمَا بَعِيرَانِ مَقْرُونَانِ .
13089:حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، وَالأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : ، يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا سورة الأنعام آية 158 ، قَالَ : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا مَعَ الْقَمَرِ كَالْبَعِيرَيْنِ الْقَرِينَيْنِ .
وإسنادهما صحيحانِ.
12ـبكاء السماء والأرض.
قال الطبري في "تفسيره":
28746:حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا طلق بن غنام، عن زائدة، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جُبير، قال: أتى ابن عباس رجل، فقال:
يا أبا عباس أرأيت قول الله تبارك وتعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟
قال: نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء منه ينزل رزقه، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله، وينزل منه رزقه، بكى عليه; وإذا فقده مُصَلاه من الأرض التي كان يصلي فيها، ويذكر الله فيها بكت عليه، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد إلى السماء منهم خير، قال: فلم تبك عليهم السماء والأرض.
قال أبو داود في" الزهد ":
330 : نا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ :
أَتَبْكِي السَّمَاءُ وَالأَرْضُ عَلَى أَحَدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلائِقِ إِلا لَهُ بَابٌ فِي السَّمَاءِ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ ، وَيَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ ، فَإِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ افْتَقَدَهُ بَابُهُ فَبَكَى عَلَيْهِ ، وَبَكَتْ عَلَيْهِ بِقَاعُهُ مِنَ الأَرْضِ ، وَآثَارُهُ الْحَسَنَةُ الَّتِي كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ ، وَإِنَّ آلَ فِرْعَوْنَ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ أَعْمَالٌ حَسَنَةٌ وَلا آثَارٌ حَسَنَةٌ فِي الأَرْضِ .
13ـ من عجائب المخلوقات في البحار.
قال ابن أبي الدنيا في "العقوبات":
278:حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَعَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ ، قَالَ :
" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَى الْبَحْرِ الْغَرْبِيِّ حِينَ خَلَقَهُ : قَدْ خَلَقْتُكَ فَأَحْسَنْتُ خَلْقَكَ ، وَأَكْثَرْتُ فِيكَ مِنَ الْمَاءِ ، وَإِنِّي حَامِلٌ فِيكَ عِبَادًا لِي يُكَبِّرُونِي وَيُسَبِّحُونِي وَيُهَلِّلُونِي وَيُقَدِّسُونِي ، فَكَيْفَ تَفْعَلُ بِهِمْ ؟ قَالَ : أُغْرِقُهُمْ ، قَالَ تَعَالَى : فَإِنِّي أَحْمِلُهُمْ عَلَى كَفِّي ، وَأَجْعَلُ بَأْسَكَ فِي نَوَاحِيكَ . ثُمَّ قَالَ لِلْبَحْرِ الشَّرْقِيِّ :
قَدْ خَلَقْتُكَ فَأَحْسَنْتُ خَلْقَكَ ، وَأَكْثَرْتُ فِيكَ الْمَاءَ ، وَإِنِّي حَامِلٌ فِيكَ عِبَادًا لِي ، فَيُكَبِّرُونِي وَيُهَلِّلُونِي وَيُسَبِّحُونِي ، فَكَيْفَ أَنْتَ فَاعِلٌ بِهِمْ ؟ قَالَ :
أُكَبِّرُكَ مَعَهُمْ ، وَأُهَلِّلُكَ مَعَهُمْ ، وَأَحْمَدُكَ مَعَهُمْ ، وَأَحْمِلُهُمْ بَيْنَ ظَهْرِي وَبَطْنِي ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحِلْيَةَ وَالصَّيْدَ وَالطَّيِّبَ " .
وإسناده قويٌّ،أبو صالح عن ابن عمرو متصل ،وعن كعب بن ماتع منقطع.
وفيه فوائد:
1ـ تفاضل البحار؛فالبحر الشرقي أفضل من البحر الغربي.
2ـ أن المخلوقات لها اختيار.
قال الله ـ تعالى ـ ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) سورة فصلت.
(فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا)
قال ابن كثير :
" أَيِ: اسْتَجِيبَا لِأَمْرِي ، وَانْفَعِلَا لِفِعْلِي طَائِعَتَيْنِ أَوْ مُكْرَهَتَيْنِ .
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلسَّمَوَاتِ: أَطْلِعِي شَمْسِي وَقَمَرِي وَنُجُومِي. وَقَالَ لِلْأَرْضِ: شَقِّقِي أَنْهَارَكِ، وَأَخْرِجِي ثِمَارَكِ. فَقَالَتَا: (أَتَيْنَا طَائِعِينَ) . وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ."
وقال :
" (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) أَيْ: بَلْ نَسْتَجِيبُ لَكَ مُطِيعِينَ بِمَا فِينَا، مِمَّا تُرِيدُ خَلْقَهُ ، مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْإِنْسِ وَالْجِنِّ جَمِيعًا مُطِيعِينَ لَكَ. حَكَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ .
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: لَوْ أَبَيَا عَلَيْهِ أَمْرَهُ ، لَعَذَّبَهُمَا عَذَابًا يَجِدَانِ أَلَمَهُ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ " .
انتهى من " تفسير ابن كثير " (7/ 167) .
وقال السعدي :
" أي: انقادا لأمري ، طائعتين أو مكرهتين ، فلا بد من نفوذه. (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) ليس لنا إرادة تخالف إرادتك " انتهى من " تفسير السعدي " (ص 745) .
3ـ فضل التواضع والاستجابة لله ـ تعالى.
14ـ اللؤلؤ.
قال ابن أبي حاتم في " تفسيره":
16992:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" إِذَا أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ فَتَحَتِ الْأَصْدَافُ فِي الْبَحْرِ أَفْوَاهَهَا ، فَمَا وَقَعَ فِيهَا ، يَعْنِي مِنْ مَطَرٍ فَهُوَ اللُّؤْلُؤُ " .
قلتُ: إسناده صحيحٌ ،كما قال ابن كثير في " تفسيره".
قال ابن كثير في " تفسيره":
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
إذا أمطرت السماء ، فتحت الأصداف في البحر أفواهها ، فما وقع فيها - يعني : من قطر - فهو اللؤلؤ .
إسناده صحيح .
15ـ نهر الفرات.
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
22909:حدثنا عثام بن علي ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت :
" من أصابه بسرة(1) أو سم أو سحر ، فليأت الفرات , فليستقبل الجرية , فيغتمس فيه سبع مرات " .
وقال ابن سعد في "الطبقات":
7045: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ :
" مَا مِنْ يَوْمٍ إِلا يَنْزِلُ فِي فُرَاتِكُمْ هَذَا مَثَاقِيلُ مِنْ بَرَكَةِ الْجَنَّةِ " .
16ـ 17ـ 18ـ الحجر الأسود والركن والمقام من الجنَّة.
قال ابن أبي حاتم في "العلل":
875: وَسَمِعْتُ أَبِي ، وَذَكَرَ حَدِيثًا : رَوَاهُ رَجَاءُ بْنُ صُبَيْحٍ أَبُو يَحْيَى الْحَرَشِيّ صَاحِبُ السَّقَطِ ، عَنْ مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّهُ قَالَ : أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
" الرُّكْنُ ، وَالْمَقَامُ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ ، وَلَوْلا أَنَّ اللَّهَ طَمَسَ نُورَهُمَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ ، وَالأَرْضِ . . . " . فَقَالَ أَبِي : رَوَاهُ الزهريُّ، وَشُعْبَةُ ، كلاهما عَنْ مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو . مَوْقُوفٌ ، وَهُوَ أَشْبَهُ ، وَرَجَاءٌ شَيْخٌ لَيْسَ بِقَوِيٍّ .
قال أبو القاسم البغوي في "الجعديات":
940 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
«الْحَجَرُ مِنَ الْجَنَّةِ».
وقال أحمد في "المسند":
13718: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ".
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
16977 : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
" الْحَجَرُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ " .
قال ابن أبي حاتم في "العلل":
794: وَسألت أبي عَنْ حديث رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
" الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ " . قَالَ أَبِي : أَخْطَأَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ . وَرَوَاهُ شُعْبَةُ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ . مَوْقُوفٌ .
وقال الدارقطني في "العلل":
2527:وسُئِل عَن حَديث قتادة ، عن أنس قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : الحجر الأسود من حجار الجنة.
فقال : يرويه عمر بن إبراهيم العبدي ، عن قتادة ، عن أنس مَرفوعًا.ورواه غندر ، عن شعبة مَوقوفًا . وهو الصواب .
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
16973 : حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، " أَنَّ إبْرَاهِيمَ قَالَ لِابْنِهِ :
أَبْغِنِي حَجَرًا ، قَالَ : فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ وَقَدْ رَكِبَهُ , فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ هَذَا ؟ قَالَ : جَاءَنِي بِهِ مَنْ لَمْ يَتَّكِلْ عَلَى بِنَائِكَ , جَاءَنِي بِهِ جِبْرِيلُ مِنَ السَّمَاءِ " .
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
16975: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ :
" لَقَدْ نزل الْحَجَرُ مِنَ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ , فَمَا سَوَّدَهُ إلَّا خَطَايَا بَنِي آدَمَ " .
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
16978:حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا وكيع ، عن سوادة بن أبي الأسود ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، قال :
" حجوا هذا البيت واستلموا هذا الحجر , فوالله ليرفعن أو ليصيبنه أمر من السماء , إن كانا الحجرين أهبطا من الجنة فرفع أحدهما وسيرفع الآخر , وإن لم يكن كما قلت فمن مر على قبري فليقل : هذا قبر عبد الله بن عمرو الكذاب " .
وإسناده قويُّ،وسوادة بن أبي الأسود اسمه:عبد الله بن مخراق وهو ثقةوأبوه صدوق.
19ـ إساف ونائلة رجلٌ وامرأةٌ مسخا.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ أَنَّهَا قَالَتْ :
[ ص: 83 ] سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ : مَا زِلْنَا نَسْمَعُ أَنَّ إسَافًا وَنَائِلَةً كَانَا رَجُلًا وَامْرَأَةً مِنْ جُرْهُمٍ ، أَحْدَثَا فِي الْكَعْبَةِ ، فَمَسَخَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى حَجَرَيْنِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
قلتُ: وإسناده صحيحٌ.
عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم :ثقة، وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة تابعية ثقة أكثرت عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ وهي أم أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن.
وقولها :أحدثا:زنيا.
20ـ قبة الصخرة.
قال ابن جرير في "تفسيره ":
(16/ 311) : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ الْمَرْوَزِيُّ أَبُو عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} قَالَ: الشَّاْمُ، وَمَا مِنْ مَاءٍ عَذْبٍ إِلَّا خَرَجَ مِنْ تِلْكِ الصَّخْرَةِ الَّتِي بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ".
21ـ مشارق الشمس ومغاربها وكلامها.
قال الطبري في "تفسيره":
32531: حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا عمارة بن أبي حفصة ، عن عكرمة ، قال : قال ابن عباس : إن الشمس تطلع كل سنة في ثلاثمائة وستين كوة ، تطلع كل يوم في كوة ، لا ترجع إلى تلك الكوة إلى ذلك اليوم من العام المقبل ، ولا تطلع إلا وهي كارهة ، تقول : رب لا تطلعني على عبادك ، فإني أراهم يعصونك ، يعملون بمعاصيك أراهم . قال : أولم تسمعوا إلى قول أمية بن أبي الصلت : حتى تجر وتجلد قلت : يا مولاه ، وتجلد الشمس ؟ فقال : عضضت بهن أبيك ، إنما اضطره الروي إلى الجلد .
وقال أبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة":
553: حدثنا أبو يعلى ، حدثنا أبو الربيع ، حدثنا إسماعيل بن علية ، حدثنا عمارة بن أبي حفصة ، عن عكرمة ، قال :
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
" إن الشمس كل سنة في ثلاث مائة وستين كوة ، تطلع كل يوم في كوة ، فلا ترجع إلى تلك الكوة إلى ذلك اليوم من العام المقبل ، ولا تطلع إلا وهي كارهة ، تقول : رب ! لا تطلعني على عبادك ، فإني أراهم يعصونك ، يعملون بمعاصيك ، أراهم أراهم " وقال : ألم تسمعي إلى ما قاله أمية بن أبي الصلت ، قال : . . . . . . . حتى تجر وتجلدا فقلت : يا مولاه ! تجلد الشمس ؟ قال : عضضت بهن أبيك ، إنما أضطره الروي إلى الجلد " .
قال أبو العباس السراج في "حديثه "برواية أبي القاسم الشحامي":
2149: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَنِيعٍ ، صَدُوقٌ ثِقَةٌ ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ كُلَّ سَنَةٍ فِي ثَلاثِمِائَةٍ وَسِتِّينَ كُوَّةً تَطْلُعُ كُلَّ يَوْمٍ فِي كُوَّةٍ فَلا تَرْجِعُ إِلَى تِلْكَ الْكُوَّةِ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ وَلا تَطْلُعُ إِلا وَهِيَ كَارِهَةٌ فَتَقُولُ : رَبِّ لا تُطْلِعْنِي عَلَى عِبَادِكَ فَإِنِّي أَرَاهُمْ يَعْصُونَكَ يَعْمَلُونَ بِمَعَاصِيكَ فَقَالَ : أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى مَا قَالَهُ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ : حَتَّى تَجُرَّ وَتَجْلِدَ فَقُلْتُ : يَا مَوْلايَ أَوَتَجْلِدُ الشَّمْسُ فَقَالَ : عَضَضْتَ بِهِنَّ أَبِيكَ إِنَّمَا اضْطَرَّهُ الرَّوِيُّ إِلَى الْجَلْدِ " .
قلتُ:ورواه من طريقه الثعلبي في "تفسيره"،وابن عساكر في "تاريخ دمشق".
وإسناده صحيحٌ،وله حكمُ الرفعِ.
22ـ الرعد ملك.
قال البخاري في الأدب المفرد":
722: حَدثنا بِشْرٌ، قَالَ: حَدثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ قَالَ:سُبْحَانَ الَّذِي سَبَّحْتَ لَهُ، قَالَ:إِنَّ الرَّعْدَ مَلَكٌ يَنْعِقُ بِالْغَيْثِ، كَمَا يَنْعِقُ الرَّاعِي بِغَنَمِهِ.
23ـ بكاءالجنِّ على الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما.

قال أحمد في فضائل الصحابة":
:1209ـ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ :
" سَمِعْتُ الْجِنَّ يَبْكِينَ عَلَى حُسَيْنٍ ، قَالَ : وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : سَمِعْتُ الْجِنَّ تَنُوحُ عَلَى الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " .
24ـ بئر برهوت.
قال أبو بكر عبد الرزّاق في " المصنف":
8854 عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن فرات القزاز ، عن أبي الطفيل ، عن علي قال :
خير واديين في الناس ذي مكة ، وواد في الهند هبط به آدم صلى الله عليه وسلم فيه هذا الطيب الذي تطيبون به ، وشر واديين في الناس وادي الأحقاف ، وواد بحضرموت يقال له : برهوت ، وخير بئر في الناس زمزم ، وشر بئر في الناس بلهوت ، وهي بئر في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار".
وإسناده صحيحٌ ، وله حكمُ الرفعِ.
25ـ تفاوت الملائكة في الخلق.
قال ابن منده في " الرد على الجهمية":
81: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، ثنا أَبُو الأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيُّ ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ سَابِقٍ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ :
" خَلَقَ اللَّهُ الْمَلائِكَةَ ، ثُمّ قَالَ :
لِيَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفُ أَلْفَيْنِ ، فَيَكُونُونَ ، فَإِنَّ فِي الْمَلائِكَةِ لَخَلْقًاهُمْ أَصْغَرُ مِنَ الذُّبَابِ " وَقَالَ غَيْرُهُ وَزَادَ فِيهِ وَخَلَقَهُمْ مِنْ نُورِ الذِّرَاعَيْنِ وَالصَّدْرِ .
26ـ الأوزاغ.
قال الفاكهي في " أخبار مكة":
2299:حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ , قَالَ : ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ حَنْظَلَةَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , قَالَتْ :
" إِنَّ الأَوْزَاغَ يَوْمَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَوْمَ حُرِقَ يَنْفُخُ ، وَالْوَطَاوِيطُ تُطْفِيهِ بِأَجْنِحَتِهَا " .
وإسناده صحيحٌ.
27ـ نقيق الضفدع تسبيح.
وقال البيهقي في " السنن الكبرى ":
17837: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالا : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ، ثنا يَحْيَى ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، أنبا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
" لا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّ نَقِيقَهَا تَسْبِيحٌ ،
وَلا تَقْتُلُوا الْخُفَّاشَ فَإِنَّهُ لَمَّا خَرِبَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، قَالَ :
يَا رَبِّ سَلِّطْنِي عَلَى الْبَحْرِ حَتَّى أُغْرِقَهُمْ "
، فَهَذَانِ مَوْقُوفَانِ فِي الْخُفَّاشِ ، وَإِسْنَادُهُمَا صَحِيحٌ.
28ـ مسخ ملك جبَّار.
قال ابن أبي الدنيا في "العقوبات ":
239 : حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :
تكلم ملك من الملوك بكلمة وهو جالس على سريره ، فمسخه الله عز وجل ، فما يدرى أي شيء مسخ : أذبابا أم غيره ؟ إلا أنه ذهب فلم[ يُرَ]".
وإسناده صحيحٌ.
29ـ الحيات مسخ الجنّ.
قال ابن أبي حاتم في علله :
2331ـ وَسَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ ، وَحَدَّثَنَا : عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبِ بْنِ الْحَسَنِ الْقُرَشِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الْحَيَّاتُ مَسْخُ الْجِنِّ كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ . فسمعت أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ : هَذَا الْحَدِيثُ هُوَ مَوْقُوفٌ ، لا يَرْفَعُهُ إِلا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ ، وَلا بَأْسَ بِحَدِيثِهِ .
والراجح وقفه.
قال ابن أبي شيبة في مصنفه:
19318ـ حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ " كَانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ وَيَأْمُرُ بِقَتْلِهَا وَيَقُولُ :
الْجَانُّ مُسِيخُ الْجِنِّ كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ " .
وإسناده صحيحٌ .
30ـ هاروت وماروت.
قال ابن حجر في "المطالب العالية ":
3615 - قال إسحاق : أنا جرير ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عمير بن سعيد قال : سمعت عليا ، يخبر القوم أن هذه الزهرة ، تسميها العرب الزهرة وتسميها العجم أناهيد ، فكان الملكان يحكمان بين الناس ، فأتتهما كل واحد منهما من غير علم صاحبه ،فقال أحدهما لصاحبه : يا أخي إن في نفسي بعض الأمر أريد أن أذكره لك ؟
قال : اذكره يا أخي ، لعل الذي في نفسي مثل الذي في نفسك ، فاتفقا على أمر في ذلك
فقالت لهما : لا حتى تخبراني بما تصعدان به إلى السماء ، وبما تهبطان به إلى الأرض قالا : باسم الله الأعظم نهبط ، وبه نصعد،فقالت : ما أنا بمؤاتيتكما الذي تريدان حتى تعلمانيه . فقال أحدهما لصاحبه : علمها إياه .
فقال : كيف لنا بشدة عذاب الله ؟
فقال الآخر : إنا نرجو سعة رحمة الله . فعلمها إياه ، فتكلمت به فطارت إلى السماء ، ففزع ملك لصعودها ، فطأطأ رأسه ، فلم يجلس بعد
ومسخها الله فكانت كوكبا في السماء.
وهذا إسناد صحيحٌ ولا يعرف عليٌّ ـ رضي الله عنه ـ بالأخذ عن أهل الكتاب.
قلتُ:وفي الباب عن ابن عمروابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وإسنادهما قويّان ولهما حكم الرفع.
31ـ مسخ بني إسرائيل قردة وخنازير.
قال الطبري في " تفسيره":
25187: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدٌ ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ ، قَالا : ثنا عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ :
" مَا أَهْلَكَ اللَّهُ قَوْمًا بِعَذَابٍ مِنَ السَّمَاءِ وَلا مِنَ الأَرْضِ بَعْدَ مَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ غَيْرَ الْقَرْيَةِ الَّتِي مُسِخُوا قِرَدَةً ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ سورة القصص آية 43 " .
قال ابن أبي حاتم في "تفسيره":
16136:حَدَّثنا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ ، ثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، ثنا عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ :
" مَا أَهْلَكَ اللَّهُ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ ، وَلا قَرْنًا مِنَ الْقُرُونِ ، وَلا قَرْيَةً مِنَ الْقُرَى لا مِنَ السَّمَاءِ وَلا مِنَ الأَرْضِ ، مُنْذُ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ غَيْرَ الْقَرْيَةِ الَّتِي مَسَخَهُمُ اللَّهُ قِرَدَةً ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً سورة القصص آية 43 " .
والراجح وقفه؛ فيحيى بن سعيد القطان أثبت من عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي وقد تابع يحيى بن سعيد القطان محمد بن جعفر وعبد الوهاب بن عطاء وهوذة بن خليفة فهؤلاء أربعة من الثقات يروونه موقوفاً فهم أكثر وأرجح من عبد الأعلى وروح بن عبادة، وخبرأبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ له حكم الرفع .
32ـ للنمل سادة.
قال أبو زكريا يحيى بن معين في " الفوائد":
100 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ قَسَامَةَ [ص: 179] ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:
«لِكُلِّ شَيْءٍ سَادَةٌ، حَتَّى أَنَّ لِلنَّمْلِ سَادَةً».
33ـ الغيلان سحرة الجنِّ.
قال ابن فضيل الضبي في "الدعاء":
120:حدثنا أبو إسحاق الشيباني ، عن يسير بن عمرو ، قال : ذكرت الغيلان عند عمر ، فقال :
" إنه ليس من شيء يستطيع يتغير عن خلق الله الذي خلقه ، ولكن لهم سحرة كسحرتكم ، فإذا رأيتم من ذلك شيئا ، فَأَذِّنُوا " .
وإسناده صحيحٌ.
قال ابن حجر في "الفتح":

أخرج ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن الغيلان ذكروا عند عمر، فقال: إن أحدا لا يستطيع أن يتحول عن صورته التي خلقه الله عليها، ولكن لهم سحرة كسحرتكم، فإذا رأيتم ذلك فأذنوا.
وقال ابن الأثير في "النهاية":

 الغول أحد الغيلان ، وهي جنس من الجن والشياطين ، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا : أي تتلون تلونا في صور شتى ، وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم ، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله ".
وقال ابن منظور في "لسان العرب":
والسعلاة السعلا: الغول وقيل هي ساحرة الجن.. وقيل السعلاة أخبث الغيلان وكذلك السعلا يمد ويقصر والجمع سعالى سعال وسعليات وقيل هي الأنثى من الغيلان.. وفيه: والغول: ساحرة الجن، والجمع غيلان، وقال أبو الوفاء الأعرابي: الغول الذكر من الجن، فسئل عن الأنثى فقال: هي السعلاة... وفيه أيضاً: القطرب: دويبة كانت في الجاهلية، يزعمون أنها ليس لها قرار البتة، وقيل: لا تستريح نهارها سعياً.. والقطرب: ذكر الغيلان، الليث: القطرب.. والقطروب الذكر من السعالي.
34ـ الكلاب مسخ.
وقال الدارقطني في "العلل":
452: وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْكِلَابُ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ مُسِخَتْ كِلَابًا " ، فَقَالَ :
يَرْوِيهِ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، وَاخْتُلِفَ عَنِ الثَّوْرِيِّ ، فَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ عَنْ وَكِيعٍ فَوَقَفَهُ ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، وَغَيْرُهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ مَوْقُوفًا ، وَهُوَ الصَّحِيحُ .
453: حَدَّثَنَاهُ ابْنُ مُبَشِّرٍ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سَلَمَةَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ :
" الْكِلَابُ أُمَّةٌ مِنَ الْجِنِّ لُعِنَتْ ، فَجُعِلَتْ كِلَابًا " .
وإسناده حسنٌ؛رجاله ثقات سوى حصين بن عقبة الفزاري قال عنه ابن حجر في " التقريب:صدوق من الثالثة،وابنه مالك ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولاعدالةً ،ووثقه ابن حبان ،وصحح له الحاكم والذهبي.
35ـ تسبيح الطعام.
قال البخاري في "صحيحه":
3417 :حدثني محمد بن المثنى ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا إسرائيل ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : كنا نعد الآيات بركة ، وأنتم تعدونها تخويفا ، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فقل الماء ، فقال : اطلبوا فضلة من ماء فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ، ثم قال : حي على الطهور المبارك ، والبركة من الله فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل".
36ـ ناقة صالح.
قال عبد الرزاق في "تفسيره":
891:عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ , عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ , قَالَ :
" قَالَتَ ثَمُودُ لِصَالِحٍ : ائْتِنَا بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ , فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ : اخْرُجُوا إِلَى هَضْبَةٍ مِنَ الأَرْضِ , فَخَرَجُوا ، فَإِذَا هِيَ تَمَخَّضُ كَمَا تَمَخَّضُ الْحَامِلُ , ثُمَّ إِنَّهَا انْفَرَجَتْ ، فَخَرَجَ مِنْ وَسَطِهَا النَّاقَةُ , فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ : هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ سورة الأعراف آية 73 ، لَهَا شِرْبٌ ، وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ , فَلَمَّا مَلُّوهَا عَقَرُوهَا , فَقَالَ لَهُمْ : تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ سورة هود آية 65 ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ :
وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ آخَرُ : " أَنَّ صَالِحًا , قَالَ لَهُمْ : إِنَّ آيَةَ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ أَنُ تُصْبِحُوا غَدًا حُمْرًا , وَالْيَوْمَ الثَّانِي صُفْرًا , وَالْيَوْمَ الثَّالِثِ سُودًا , قَالَ : فَصَبَّهُمُ الْعَذَابُ , فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ تَحَنَّطُوا وَاسْتَعَدُّوا ".
وإسناده قويٌّ .
37ـ سلسلة بني إسرائيل.

قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
20562:حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إلَيْهِ فِي دَابَّةٍ , فَأَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْبَيِّنَةَ أَنَّهَا لَهُ , فَقَضَى بِهِ بَيْنَهُمَا, وَقَالَ :
" مَا كَانَ أَحْوَجَكُمَا إلَى مثل سِلْسِلَةِ بَنِي إسْرَائِيلَ " .
وقال عبد الرزاق في " المصنف":
15204 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَاخْتَصَمَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ فِي فَرَسٍ ، فَأَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةً أَنَّهُ فَرَسُهُ نَتَجَهُ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَبِعْهُ ، وَلَمْ يَهَبْهُ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : " إِنَّ أَحَدَكُمَا لَكَاذِبٌ " [ ص: 277 ] ثُمَّ قَسَمَهُ بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ :
" وَمَا أَحْوَجَكُمَا إِلَى السِّلْسِلَةِ مِثْلِ سِلْسِلَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَنْزِلُ فَتَأْخُذُ بِعُنُقِ الظَّالِمِ " .
وإسناده صحيحٌ .
38ـ خسف قارون.

قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
31161:حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" لَمَّا أَتَى مُوسَى قَوْمَهُ فَأَمَرَهُمْ بِالزَّكَاةِ , فَجَمَعَهُمْ قَارُونُ ، فَقَالَ : هَذَا قَدْ جَاءَكُمْ بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَبِأَشْيَاءَ تُطِيقُونَهَا , تَحْتَمِلُونَ أَنْ تُعْطُوهُ أَمْوَالَكُمْ ؟ قَالُوا : مَا نَحْتَمِلُ أَنْ نُعْطِيَهُ أَمْوَالَنَا فَمَا تَرَى ؟ قَالَ : أَرَى أَنْ نُرْسِلَ إلَى بَغِيِّ بَنِي إسْرَائِيلَ فَنَأْمُرَهَا أَنْ تَرْمِيَهُ عَلَى رُءُوسِ الأَحْبَارِ وَالنَّاسِ بِأَنَّهُ أَرَادَهَا عَلَى نَفْسِهَا , فَفَعَلُوا , فَرَمَتْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَدَعَا اللَّهَ عَلَيْهِمْ ,فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إلَى الْأَرْضِ أَنْ أَطِيعِيهِ ، فَقَالَ لَهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ " : خُذِيهِمْ " , فَأَخَذَتْهُمْ إلَى رُكَبِهِمْ , قَالَ : فَجَعَلُوا يَقُولُونَ :
يَا مُوسَى يَا مُوسَى , قَالَ : " خُذِيهِمْ " , فَأَخَذَتْهُمْ إلَى حُجَزِهِمْ , فَجَعَلُوا يَقُولُونَ : يَا مُوسَى يَا مُوسَى فَقَالَ : " خُذِيهِمْ " , فَأَخَذَتْهُمْ إلَى أَعْنَاقِهِمْ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ : يَا مُوسَى يَا مُوسَى , قَالَ : فَأَخَذَتْهُمْ فَغَيَّبَتْهُمْ , فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : " يَا مُوسَى , سَأَلَكَ عِبَادِي وَتَضَرَّعُوا إلَيْكَ فَأَبَيْتَ أَنْ تُجِيبَهُمْ , أَمَا وَعِزَّتِي لَوْ إِيَّايَ دَعَوْا لَأَجَبْتُهُمْ " .
ورواه الطبري في تفسيره ، وابن أبي حاتم في تفسيره ، والحاكم في المستدرك ، وابن أبي الدنيا في العقوبات ، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
قلتُ: وإسناده صحيحٌ،وله حكمُ الرفعِ،وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
39ـ تظليل الملائكة لآسية بنت مزاحم .
قال ابن أبي شيبة في مصنفه :
33968:حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , عَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَلْمَانَ , قَالَ : " كَانَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ تُعَذَّبُ بِالشَّمْسِ , فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْهَا أَظَلَّتْهَا الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا , فَكَانَتْ تَرَى بَيْتَهَا مِنَ الْجَنَّةِ " .
قلتُ: إسناده صحيحٌ، وله حكمُ الرفعِ، وقد صححه الحاكم على شرط الشيخينِ، ووافقه الذهبي.
قال أبو يعلى الموصلي في " المسند":
6394: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،..6395: وَبِإِسْنَادِهِ غَيْرِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه)،
" أَنَّ فِرْعَوْنَ أَوْتَدَ لامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ فِي يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا ، فَكَانَ إِذَا تَفَرَّقُوا عَنْهَا ظَلَّلَتْهَا الْمَلائِكَةُ ، فَقَالَتْ : رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ ، وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، فَكَشَفَ لَهَا عَنْ بَيْتِهَا فِي الْجَنَّةِ " .
وقال ابن حجر في " المطالب العالية": صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ .
40ـ الرخم.
قال الحافظ في "المطالب العالية":
3455:وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابن عباس - رَضِيَ الله عَنْهما - عن علي رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : { لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ } .
قَالَ : صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجَبَلَ ، فَمَاتَ هَارُونُ ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ : أَنْتَ قَتَلْتَهُ ، وَكَانَ أَشَدَّ حُبًّا لَنَا مِنْكَ ، وَأَلْيَنَ لَنَا مِنْكَ ، فَآذَوْهُ بِذَلِكَ ، فأمر الله تعالى الْمَلَائِكَةَ فَحَمَلُوهُ حَتَّى مَرُّوا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فتكلمت الملائكة -عليهم السلام- بِمَوْتِهِ ، حَتَّى عَرَفَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَدَفَنُوهُ ، فَلَمْ يَطَّلِعْ عَلَى قَبْرِهِ أَحَدٌ مِنْ خلق الله تعالى إِلَّا الرَّخَمُ ، فجعله الله عز وجل أَصَمَّ أَبْكَمَ .
قال الحافظ : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ .
41ـ بقرة بني إسرائيل.
قال ابن أبي حاتم في " تفسيره":
749:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، ثنا سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" إِنَّ أَصْحَابَ بَقَرَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ طَلَبُوهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى وَجَدُوهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي بَقَرٍ لَهُ ، وَكَانَتْ بَقَرَةً تُعْجِبُهُ ، قَالَ : فَجَعَلُوا يُعْطُونَهُ بِهَا وَيَأْبَى حَتَّى أَعْطَوْهُ مِلْءَ مَسَكِّهَا دَنَانِيرَ ، فَذَبَحُوهَا ، فَضَرَبُوهُ بِعُضْوٍ مِنْهَا ، فَقَامَ تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا ، فَقَالُوا لَهُ : مَنْ قَتَلَكَ ؟ فَقَالَ : قَتَلَنِي فُلانٌ " .
قال أبو جعفر الطبري في" تفسيره":
1235 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا عثام بن علي ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لو أخذوا أدنى بقرة اكتفوا بها ، لكنهم شددوا فشدد الله عليهم .
42ـ ممن عاش بعد الموت.
قال ابن أبي الدنيا في" من عاش بعد الموت":
38ـ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، أَظُنُّهُ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" بُعِثَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلامُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ يُعَلِّمَونَ النَّاسَ ، فَكَانُوا فِيمَا يُعَلِّمُونَهُمْ أَنْ يَنْهَوْهُمْ عَنْ نِكَاحِ ابْنَةِ الأُخْتِ ، وَكَانَ لِمَلِكِهِمِ ابْنَةُ أُخْتٍ تُعْجِبُهُ ، وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا ، وَكَانَ لَهَا كُلَّ يَوْمٍ حَاجَةٌ يَقْضِيهَا ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أُمَّهَا أَنَّهُمْ نُهُوا عَنْ نِكَاحِ ابْنَةِ الأُخْتِ ، قَالَتْ لَهَا : إِذَا دَخَلْتِ عَلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ : أَلَكِ حَاجَةٌ ؟ فَقُولِي لَهُ : حَاجَتِي أَنْ تَذْبَحَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ فَسَأَلَهَا حَاجَتَهَا ، قَالَتْ : حَاجَتِي أَنْ تَذْبَحَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا ، فَقَالَ : سَلِينِي سِوَى هَذَا ، قَالَتْ : مَا أَسْأَلُكَ إِلا هَذَا ، فَلَمَّا أَبَتْ عَلَيْهِ دَعَا بِطِسْتٍ وَدَعَا بِهِ ، فَذَبَحَهُ فَبَدَرَتْ قَطْرَةٌ مِنْ دَمِهِ عَلَى الأَرْضِ ، فَلَمْ تَزَلْ تَغْلِي حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ بُخْتُنَصَّرَ عَلَيْهِمْ ، فَأَلْقَى فِي نَفْسِهِ أَنْ يَقْتُلَ عَلَى ذَلِكَ الدَّمِ مِنْهُمْ حَتَّى يَسْكُنَ ، فَقَتَلَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ سَبْعِينَ أَلْفًا ".
قال الطبري في "تفسيره":
[ 18/ 93] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ، فَقَالَ :
كَانَ عَبْدًا نَاصَحَ اللَّهَ فَنَاصَحَهُ ، فَدَعَا قَوْمَهُ إِلَى اللَّهِ ، فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنِهِ فَمَاتَ ، فَأَحْيَاهُ اللَّهُ ، فَدَعَا قَوْمَهُ إِلَى اللَّهِ ، فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنِهِ فَمَاتَ ، فَسُمِّيَ ذَا الْقَرْنَيْنِ .
* وقال أيضاً : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَلِيًّا وَسَأَلُوهُ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ أَنَبِيًّا كَانَ ؟ قَالَ : كَانَ عَبْدًا صَالِحًا ، أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ ، وَنَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ ، فَبَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى قَوْمِهِ ، فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ فِي رَأْسِهِ ، فَسُمِّيَ ذَا الْقَرْنَيْنِ , وَفِيكُمُ الْيَوْمَ مِثْلُهُ .
قال ابن أبي حاتم في "تفسيره":
8693 : حدثنا محمد بن عمار ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا داود بن أبي الفرات ، عن علباء بن أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :
أن صالحا النبي ، صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى قومه فآمنوا به ، ثم أنه مات فرجعوا بعده ، عن الإسلام ، فأحيا الله صالحا وبعثه إليهم فأخبرهم أنه صالح فكذبوه
وقالوا : قد مات صالح فأتنا بآية فأتاهم الله بالناقة فكفروا به وعقروها فأهلكهم الله .
وهذا إسنادٌ قوي.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق