الجمعة، 31 مايو 2019

ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ".

ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ".

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:

 قال أبوداودفي "السنن":

4415:حدثنا أحمد بن صالح , حدثنا عبد الله بن وهب , قال : أخبرني عمرو , أن سالما الفراء حدثه , أن عبد الحميد مولى بني هاشم حدثه ، أن أمه حدثته ، وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم ، أن ابنة النبي صلى الله عليه وسلم حدثتها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول :

" قولي حين تصبحين : سبحان الله وبحمده ، لا قوة إلا بالله ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، أعلم أن الله على كل شيء قدير , وأن الله قد أحاط بكل شيء علما , وأنه من قالها حين يصبح حفظ حتى يمسي ، ومن قالها حين يمسي حفظ حتى يصبح " .

وإسناده حسنٌ محتملٌ في الأذكار والدعوات، فقد أخرجه أبوداود في "السنن"وسكت عنه ،وحسنه ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح،وحسنه أبو عبد الرحمن العبيلان في "كتاب الذكر والدعاء"وهو كما قالوا؛لأمور:

1ـ أن سالمَ الفراءوكذا عبد الحميد مولى بني هاشم قد وثقهما ابن حبان،،وقال الذهبي في الكاشف عن سالم الفراء:وثق،وذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل ،فلم يذكر فيه جرحاً ولاتعديلاً،فقال":

سالم القزار مصري روى عن زيد بن أسلم روى عنه عمرو.
ابن الحارث سمعت أبي يقول ذلك.
وقال ابن حبان في " الثقات":
سَالم الْفراء شيخ يروي عَن زيد بن أسلم روى عَنهُ عَمْرو بن الْحَارِث.
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً،فقال:سالم الفراء، 
عَنْ زيد بْن أسلم، روى عَنْهُ عَمْرو بْن الحارث. 
وأما عبد الحميد مولى بني هاشم فوثقه ابن حبان.
قال ابن حبان في " الثقات":
عبد الحميد مولى بني هَاشم يروي عَنْ أَبِيه روى عَنهُ عَمْرو بْن الْحَارِث عَن سَالم الْفراء عَنْهُ
وذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل ،ولم يذكر فيه جرحاً ولاتعديلاً،فقال: 
عبد الحميد مولى بني هاشم روى عن امه، روى عمرو بن الحارث عن سالم الفراء عنه سمعت أبي يقول ذلك.
وتوثيق ابن حبان لهما تزكية وتصحيح ؛فقد قال البخاري في " صحيحه"كتاب الشهادات: بـاب : إذا زكَّى رجلٌ رجلاً كفاه .

2ـ أن ابن حجر العسقلاني قال فيهما مقبول،وقد حسن وصحح ابن حجر أحاديث لرواة قال فيهم :مقبول ينظر"التَّعْلِيقُ الْمَأْمُولْ عَلَى مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ حَجَرٍ مَقْبُولْ"لأبي محمد أحمد بن شحاتة الألفي السكندري ـ وفقه الله(http://www.startimes.com/…). ـ

 3ـ ليس لهما سوى هذا الحديث الواحد.

أم عبد الحميد صحابية بدليل قول: وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم "وبنات النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ رقية وأم كلثوم وزينب توفين في عهد النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أما فاطمة ـ فتوفيت بعدوفاة النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بستة أشهر فهي أول أهله لحوقاً به أو تابعية كبيرة ولايضر جهالتها فالنساء الصدق فيهن فاش ،

وقد الذهبي في "الميزان"(7/465) :

" فصل في النسوة المجهولات . وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها ".

5ـ قال الذهبي في "ديوان الضعفاء والمتروكين":(ص374) :

" وأما المجهولون من الرواة ، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن ، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ " . 

6ـ أن أحاديث الدعوات يُتساهل فيها ويُتسامح فيها.

قال الحاكم في «المستدرك» (1/ 666) : - سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري، يقول: سمعت أبا الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، يقول: كان أبي يحكي، عن عبد الرحمن بن مهدي، يقول: إذا روينا، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال، والحرام، والأحكام، شدّدنا في الأسانيد، وانتقدنا الرجال، وإذا روينا في فضائل الأعمال والثواب، والعقاب، والمباحات، والدعوات تساهلنا في الأسانيد.

أن لفظه مستقيم ،وليس فيه مايُستنكر.

سبحان الله وبحمده يشهد له أحاديث كثيرة صحيحة.

لا قوة إلا بالله ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن يشهد له قول الله ـ تعالى ـ {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} [الكهف: 39].

أعلم أن الله على كل شيء قدير , وأن الله قد أحاط بكل شيء علما يشهد له قوله ـ تعالى ـ( فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)]سورة البقرة.

وقوله تعالى ـ ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)}خاتمة سورة الطلاق.

وقوله ـ تعالى ـ (..وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}سورة الجن.

هذا وصلِ اللهمَّ على نبينا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

{وأتوا به متشابهاً }.

{وأتوا به متشابهاً }.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد: 
قال أبومحمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في "تفسيره":
258:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ شَيْءٌ يُشْبِهُ مَا فِي الدُّنْيَا إِلا الأَسْمَاءَ "
.
قلتُ:وإسناده صحيحٌ،وله حكمُ الرفع،وصححه ابن حزم في "الفصل"،والمنذري في "الترغيب والترهيب"،والألباني في "السلسلة الصحيحة".

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وسلم.

{ وقودها الناس والحجارة }.

{ وقودها الناس والحجارة }.

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد: 

قال عبد الله بن المبارك في "الزهد":

307:أنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن ابن سابط عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود قال :

إِنَّ الْحِجَارَةَ الَّتِي سَمَّى اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ، حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ ، خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى عِنْدَهُ كَيْفَ شَاءَ أَوْ كَمَا شَاءَ.

وقال هناد في "الزهد":

260:حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنِ ابْنِ سَابِطٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ :

وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ سورة البقرة آية 24 , قَالَ :

 " حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ خَلَقَهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِنْدَهُ " , قَالَ مِسْعَرٌ : كَيْفَ شَاءَ أَوْ كَمَا شَاءَ .

وإسناده صحيحٌ،وله حكم الرفع،وصححه الحاكم والذهبي والألباني.

قال ابن رجب الحنبلي في "التخويف من النار":

" وأكثر المفسرين على أن المراد بالحجارة حجارة الكبريت توقد بها النار. ويقال: إن فيها خمسة أنواع من العذاب ليس في غيرها:

 سرعة الإيقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، قوة حرها إذا حميت ". 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وسلم.

الخميس، 30 مايو 2019

سؤال الله ـ تعالى ـ الثبات على دينه.

 سؤال الله ـ تعالى ـ الثبات على دينه.

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
قال مسلم في "صحيحه": 
4804: حدثني زهير بن حرب ، وابن نمير كلاهما ، عن المقرئ ، قال زهير : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : حدثنا حيوة ، أخبرني أبو هانئ ، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي ، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص ، يقول : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :

" إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

اللهمَّ مصرف القلوبِ صرف قلوبنا على طاعتِكَ.

17290:حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : سمعت يعني ابن جابر ، يقول : حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي ، أنه سمع أبا إدريس الخولاني ، يقول : سمعت النواس بن سمعان الكلابي ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع رب العالمين ، إن شاء أن يقيمه أقامه ، وإن شاء أن يزيغه أزاغه . وكان يقول :

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .
والميزان بيد الرحمن عز وجل يخفضه ويرفعه " .
قال الترمذي في "الجامع":
3468:حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ صَاحِبِ الْحَرِيرِ ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عِنْدَكِ ، قَالَتْ : 

كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ :
" يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " ،قَالَتْ :
 فَقُلْتُ :
 يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لأَكْثَرِ دُعَاءَكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ؟ قَالَ : يَا أُمَّ سَلَمَةَ : " إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ " ، فَتَلَا مُعَاذٌ : رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا سورة آل عمران آية 8 ، قَالَ : وَفِي الْبَابِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، وَالنَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، وَأَنَسٍ ، وَجَابِرٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَنُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ . 
قَالَ أَبُو عِيسَى :
 وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ .
قال أحمد بن حنبل :
حديثه عن شهر مقارب، ومرة: شيخ ثقة.
قال أحمد بن صالح المصري:

ثقة يعجبني حديثه، أحاديثه عن شهر صحيحة.
قال علي بن المديني :

كان عندنا ثقة، إنما يروي عن شهر بن حوشب من كتاب كان عنده.
قال علي بن يحيى المالكي:

من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن بهرام.
قال يحيى بن سعيد القطان:

من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن بهرام.
قال يحيى بن معين:

ثقة عنده كتاب عن شهر بن حوشب.
قال أحمد بن حنبل:

 حديث عبد الحميد عن شهر مقارب، كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن، وهي سبعون حديثاً طوال.
وقال أيضاً: 

لا بأس بحديث عبد الحميد عن شهر.
وقال أبو حاتم:

 أحاديثه عن شهر صحاح، لا أعلم روى عن شهر أحاديث أحسن منها ولا أكثر منها.
قال الترمذي في " سننه":

 سَمِعْت أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ يَذْكُرُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : لَا بَأْسَ بِحَدِيثِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ .
وقال أيضاً:

قَالَ أَبُو عِيسَى :

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لَا بَأْسَ بِحَدِيثِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل : شَهْرٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ , وَقَوَّى أَمْرَهُ ، وَقَالَ : إِنَّمَا تَكَلَّمَ فِيهِ ابْنُ عَوْنٍ ثُمَّ رَوَى عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمَصَاحِفِيُّ بَلْخِيٌّ ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، قَالَ : إِنَّ شَهْرًا نَزَكُوهُ , قَالَ أَبُو دَاوُدَ : قَالَ النَّضْرُ : نَزَكُوهُ أَيْ طَعَنُوا فِيهِ ، وَإِنَّمَا طَعَنُوا فِيهِ لِأَنَّهُ وَلِيَ أَمْرَ السُّلْطَانِ .
قال الترمذي في "جامعه":
2066: حدثنا هناد ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : 
" يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك " ، فقلت : يا رسول الله ، آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال : " نعم ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء " ،
قال أبو عيسى : وفي الباب عن النواس بن سمعان ، وأم سلمة ، وعبد الله بن عمرو ، وعائشة ، وهذا حديث حسن ، وهكذا روى غير واحد ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس ، وروى بعضهم عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحديث أبي سفيان ، عن أنس أصح .
قال الترمذي في "جامعه":
3541: حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري ، حدثنا عبد الله بن معدان ، قال : أخبرني عاصم بن كليب الجرمي ، عن أبيه ، عن جده ، قال :
 دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي وقد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ، وقبض أصابعه وبسط السبابة وهو يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " . 
قال أبو عيسى : هذا غريب هذا الوجه .
وقال مالك في "الموطأ"برواية الليثي":
170: عن مالك ، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك ، عن عبادة بن نسي ، عن قيس بن الحارث ، عن أبي عبد الله الصنابحي ، قال : " قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصديق فصليت وراءه المغرب فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن ، وسورة سورة من قصار المفصل ، ثم قام في الثالثة فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد أن تمس ثيابه . فسمعته قرأ بأم القرآن وبهذه الآية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب سورة آل عمران آية 8 " .
وقال مالك في "الموطأ"برواية الليثي":
814:عَنْ مَالِك ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَهُوَ عَلَى الصَّفَا يَدْعُو ، يَقُولُ : " اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ :
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ، وَإِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ كَمَا هَدَيْتَنِي لِلْإِسْلَامِ ، أَنْ لَا تَنْزِعَهُ مِنِّي ، حَتَّى تَتَوَفَّانِي وَأَنَا مُسْلِمٌ " .
وقال البغوي في "الجعديات":
1251: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، أنا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ غُنَيْمَ بْنَ قَيْسٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ :
" إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ قَلْبًا ، لِتَقَلُّبِهِ ، وَإِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ رِيشَةٍ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ " .
قال ابن أبي شيبة في" المصنف":
35965: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : الْجَلِيسُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ وَالْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ ، أَلاَ إنَّ مَثَلَ الْجَلِيس الْصَّالِح كَمَثَلِ الْعِطْرِ أَلاَ يُحْذِكَ يَعْبَقُ بِكَ مِنْ رِيحِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ مَثَلَ جَلِيسِ السُّوءِ كَمَثَلِ الْكِيرِ إِلاَّ يَحْرُقُك يَعْبَقُ بِكَ مِنْ رِيحِهِ ، أَلاَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ مَثَلَ الْقَلْبِ مَثَلُ رِيشَةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِشَجَرَةٍ فِي فَضَاءٍ مِنَ الأَرْضِ فَالرِّيحُ تُقَلِّبُهَا ظَهْرًا وَبَطْنًا.
قال البغوي في "شرح السنة"(1/130):
‏الأقدار غالبةٌ ، والعاقبة غائبةٌ ، فلا ينبغي لأحدٍ أن يغترَّ بظاهر الحالِ ،
ولهذا شُرِع الدُّعاءُ بالثَّباتِ على الدِّين ، وحُسنِ الخاتمة .
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وسلم.

الدعاءُ بكشف العذاب.

الدعاءُ بكشف العذاب.

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:

قال الله ـ تعالى ـ (رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)}سورة الدخان.

قال البخاري في " صحيحه":

5309: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :

" الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ " ،

قَالَ نَافِعٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ :اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ .

قلتُ: الرجز:العذاب.

قال الله ـ تعالى ـ ( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135)}سورة الأعراف.

قال البخاري في "صحيحه":

 باب قوله: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، يُقَالُ الرِّجْزُ وَالرِّجْسُ : الْعَذَابُ".

قال ابن حجر في "الفتح":

قَوْلُهُ : ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، يُقَالُ الرِّجْزُ وَالرِّجْسُ : الْعَذَابُ ) هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الَّذِي قَبْلَهُ أَنَّ الرُّجْزَ الْأَوْثَانُ ، وَهُوَ تَفْسِيرُ مَعْنًى ، أَيِ اهْجُرْ أَسْبَابَ الرُّجْزِ أَيِ : الْعَذَابِ وَهِيَ الْأَوْثَانُ . وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ : فُسِّرَ الْمُفْرَدُ بِالْجَمْعِ لِأَنَّهُ اسْمَ جِنْسٍ ، وَبَيَّنَ مَا فِي سِيَاقِ رِوَايَةِ الْبَابِ أَنَّ تَفْسِيرَهَا بِالْأَوْثَانِ مِنْ قَوْلِ أَبِي سَلَمَةَ ، وَعِنْدَ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : وَالرُّجْزَ بِضَمِّ الرَّاءِ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ حَفْصٍ عَنْ عَاصِمٍ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : هُمَا بِمَعْنًى ، وَيُرْوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَالْحَسَنِ بِالضَّمِّ اسْمُ الصَّنَمِ وَبِالْكَسْرِ اسْمُ الْعَذَابِ . 

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

كرامة عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري ـ رضي الله عنه.

 كرامة عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري ـ رضي الله عنه.

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
قال الذهبي في "السير":
عبد الله بن سعد
ابن أبي سرح بن الحارث ، الأمير ، قائد الجيوش ، أبو يحيى القرشي العامري ، من عامر بن لؤي بن غالب . هو أخو عثمان من الرضاعة ، له صحبة ورواية حديث . روى عنه الهيثم بن شفي . ولي مصر لعثمان . وقيل : شهد صفين . والظاهر أنه اعتزل الفتنة ، وانزوى إلى الرملة .
قال مصعب بن عبد الله : استأمن عثمان لابن أبي سرح يوم الفتح من النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان أمر بقتله . وهو الذي فتح إفريقية . قال الدارقطني : ارتد ، فأهدر النبي دمه ، ثم عاد مسلما ، واستوهبه عثمان . قال ابن يونس : كان صاحب ميمنة عمرو بن العاص ، وكان فارس بني عامر المعدود فيهم . غزا إفريقية . نزل بأخرة عسقلان ، فلم يبايع عليا ولا معاوية .
[ ص: 34 ] قال أبو نعيم : قيل : توفي سنة تسع وخمسين

وقال أيضاً:
أبو صالح ، عن الليث قال :
كان عبد الله بن سعد واليا لعمر على الصعيد ، ثم ولاه عثمان مصر كلها ، وكان محمودا . غزا إفريقية ، فقتل جرجير صاحبها . وبلغ السهم للفارس ثلاثة آلاف دينار ، وللراجل ألف دينار . ثم غزا ذات الصواري ، فلقوا ألف مركب للروم ، فقتلت الروم مقتلة لم يقتلوا مثلها قط . ثم غزوة الأساود .
وقيل : إن عبد الله أسلم يوم الفتح ولم يتعد ولا فعل ما ينقم عليه بعدها . وكان أحد عقلاء الرجال وأجوادهم .
 
قال النسائي في "المجتبى":
4023: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، قَالَ :
 زَعَمَ السُّدِّيُّ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
 لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ ، وَقَالَ : " اقْتُلُوهُمْ ، وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ " . عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ ، وَمَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ ، فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ فَأُدْرِكَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا ، وَكَانَ أَشَبَّ الرَّجُلَيْنِ , فَقَتَلَهُ ، وَأَمَّا مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ فِي السُّوقِ فَقَتَلُوهُ ، وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ ، فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ : أَخْلِصُوا ، فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لَا تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا هَاهُنَا . فَقَالَ عِكْرِمَةُ : وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يُنَجِّنِي مِنَ الْبَحْرِ إِلَّا الْإِخْلَاصُ لَا يُنَجِّينِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ ، اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَلَيَّ عَهْدًا إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ ، أَنْ آتِيَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ ، فَلَأَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا . فَجَاءَ فَأَسْلَمَ ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ ، فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ . قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ يَأْبَى فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : " أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ " . فَقَالُوا : وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا فِي نَفْسِكَ هَلَّا ، أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ؟ قَالَ : " إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ أَعْيُنٍ " .
وإسناده حسن محتمل في السيروالمغازي وصححه ابن تيمية في الصارم المسلول،وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير:إسناده صالح،وقال الذهبي في "المهذب ":إسناده صالح، وحسن إسناده شعيب الأرنؤط،وصححه الشيخ الألباني،وقال ابن القيم في "زاد المعاد":وأيضا ففي " السنن " بإسناد صحيح :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يوم فتح مكة ، قال : أمنوا الناس إلا امرأتين ، وأربعة نفر . اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة ) والله أعلم . 

وقال النسائي في "المجتبى":
4025: أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا علي بن الحسين بن واقد ، قال : أخبرني أبي ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : " في سورة النحل : من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره إلى قوله لهم عذاب عظيم سورة النحل آية 106 , فنسخ واستثنى من ذلك ، فقال : ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم سورة النحل آية 110 ,وهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان على مصر ، كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأزله الشيطان , فلحق بالكفار ، فأمر به ، أن يقتل يوم الفتح ، فاستجار له عثمان بن عفان ، فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قال أبوداود في "السنن":
3794:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ ، فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
سكت عنه أبوداود وانتقاه النسائي وصححه الحاكم وحسنه الألباني والوادعي وشعيب الأرنؤط.

وقال البغوي في "معجم الصحابة":
(1565):[حدثنا] مصعب، نا مالك، عن زيد بن أسلم ،عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح [].
حدثني محمد بن إسحاق ،نا أبو عبد الرحمن المقرىء ح
وحدثني أحمد بن منصور، حدنا أبو إسحاق الطالقاني، نا عبد الله بن يزيد [] المقرىء ،عن سعيد بن أبي أيوب قال: ثي يزد بن أبي حبيب قال: 
لما حضرت عبد الله بن سعد بن أبي سرح الوفاة وهو بالرملة وكان خرج إليها فارا من الفتنة فجعل يقول لهم من الليل: أصبحتم.
فيقولون: لا فلما كان عند الصبح قال: نا هشام بن كنانة: إني لأجد برد الصبح فانظروا ثم قال:
اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح، فتوضأ ثم صلى فقرأ في أول ركعة بأم القرآن والعاديات، وفي الآخرة بأم القرآن وسورة، فسلَّم عن يمينه، وذهب يسلَّم عن يساره، فقبض الله عز وجل روحه.
 
واللفظ لأحمد بن منصور.
قلتُ:إسناده صحيح.
وصححه الحافظ في الإصابة (6/179)فقال:وَرَوَى البَغَوِيُّ بإسناد صحيح، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: خرج ابنُ أبي سرح إلى الرّملة، فلما كان عند الصبح قال: اللهم اجعل آخر عملي الصبح، فتوضأ ثم صلى فسلم عن يمينه ثم ذهب يسلم عن يساره، فقبض الله روحَه. يرحمه الله.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

الأربعاء، 29 مايو 2019

فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ".

فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ".
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
قال ابن أبي شيبة في "المصنف": 
37197:حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قال : حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيِّ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، قَالَ :
لَمَّا كَانَتِ الْحُكُومَةُ بِصِفِّينَ وَبَايَنَ الْخَوَارِجُ عَلِيًّا ، رَجَعُوا مُبَايِنِينَ لَهُ ، وَهُمْ فِي عَسْكَرٍ , وَعَلِيٌّ فِي عَسْكَرٍ , حَتَّى دَخَلَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ مَعَ النَّاسِ بِعَسْكَرِهِ , وَمَضَوْا هُمْ إِلَى حَرُورَاءَ فِي عَسْكَرِهِمْ , فَبَعَثَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَكَلَّمَهُمْ ، فَلَمْ يَقَعْ مِنْهُمْ مَوْقِعًا , فَخَرَجَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ فَكَلَّمَهُمْ ، حَتَّى أَجْمَعُوا هُمْ وَهُوَ عَلَى الرِّضَا , فَرَجَعُوا حَتَّى دَخَلُوا الْكُوفَةَ عَلَى الرِّضَا مِنْهُ وَمِنْهُمْ , فَأَقَامُوا يَوْمَيْنِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ , قَالَ : فَدَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ رَجَعَتْ لَهُمْ عَنْ كُفْرِهِ , فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْغَدُ وَالْجُمُعَةُ ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَخَطَبَ ، فَذَكَّرَهُمْ وَمُبَايَنَتَهُمُ النَّاسَ وَأَمْرَهُمُ الَّذِي فَارَقُوهُ فِيهِ , فَعَابَهُمْ وَعَابَ أَمْرَهُمْ ، قَالَ : فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ ، حَتَّى تَنَادَوْا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : حُكْمُ اللَّهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ , ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يُسْكِتُهُمْ بِالْإِشَارَةِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى أَتَى رَجُلٌ مِنْهُمْ وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ سورة الزمر آية 65 .

وقال أبو جعفر الطبري في "تاريخه":
: 1558: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيَّ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، قَالَ : 
" لَمَّا وَقَعَ التَّحْكِيمُ وَرَجَعَ عَلِيٌّ مِنْ صِفِّينَ رَجَعُوا مُبَايِنِينَ لَهُ ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى النَّهْرِ أَقَامُوا بِهِ ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ فِي النَّاسِ الْكُوفَةَ وَنَزَلُوا بِحَرُورَاءَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ فَكَلَّمَهُمْ حَتَّى وَقَعَ الرِّضَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَدَخَلُوا الْكُوفَةَ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ تَحَدَّثُوا إِنَّكَ رَجَعْتَ لَهُمْ عَنْ كُفْرِكَ ، فَخَطَبَ النَّاسَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ فَذَكَرَ أَمْرَهُمْ ، فَعَابَهُ ، فَوَثَبُوا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ ، يَقُولُونَ : لا حُكْمَ إِلا لِلَّهِ ، وَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ وَاضِعٌ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ، فَقَالَ : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ سورة الزمر آية 65 . فَقَالَ عَلِيٌّ : فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ سورة الروم آية 60 " .

وإسناده صحيحٌ.
قلتُ:وفيه التمثل بآيات القرآن.

قال البخاري في " صحيحه":
594 حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن حميد ، عن أنس بن مالك : 
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بنا قوما ، لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر ، فإن سمع أذانا كف عنهم ، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم ، قال : فخرجنا إلى خيبر ، فانتهينا إليهم ليلا ، فلما أصبح ولم يسمع أذانا ركب ، وركبت خلف أبي طلحة ، وإن قدمي لتمس قدم النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فخرجوا إلينا بمكاتلهم ومساحيهم ، فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم ، قالوا : محمد والله ، محمد والخميس ، قال : فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الله أكبر ، الله أكبر ، خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم { فساء صباح المنذرين }.
قال البخاري في " صحيحه":
1127 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَيْلَةً، فَقَالَ: «أَلاَ تُصَلِّيَانِ؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: 
{وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54].

قال البخاري في " صحيحه":
3975:حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ ، وَحَوْلَ الْبَيْتِ سِتُّونَ وَثَلَاثُ مِائَةِ نُصُبٍ ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ ، وَيَقُولُ : 
" جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ " .
قال البخاري في " صحيحه":
4376: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَحَوْلَ الْبَيْتِ سِتُّونَ وَثَلَاثُ مِائَةِ نُصُبٍ ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ ، وَيَقُولُ : 
" جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ " .
قال البخاري في " صحيحه":
4347: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : . ح ، وحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ ، سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ، وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا ، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ ، كُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 
" إِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً ، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ " ، قُلْتُ :
إِنِّي وَاللَّهِ لَا أَجِدُ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ ، فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ سورة يوسف آية 18 ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ سورة النور آية 11 ، الْعَشْرَ الْآيَاتِ .
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
36382:حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، قال : سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى الْكِنْدِيَّ ، قَالَ :
رَأَيْتُ عُثْمَانَ اطَّلَعَ إِلَى النَّاسِ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ , لَا تَقْتُلُونِي وَاسْتَعْتِبُونِي , فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي لَا تُقَاتِلُونَ جَمِيعًا أَبَدًا , وَلَا تُجَاهِدُونَ عَدُوًّا أَبَدًا , وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا ، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ , يَا قَوْمُ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ سورة هود آية 89 " قَالَ : وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ فَسَأَلَهُ ؟ فَقَالَ : الْكَفُّ الْكَفُّ , فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لَكَ فِي الْحُجَّةِ . فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ ".
وقال أحمد في "فضائل الصحابة":
632:قثنا حَجَّاجٌ ، قثنا لَيْثٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَقِيلٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ ِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَتْ تَقُولُ : " يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ، فَأَمَّا الَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِ عُثْمَانَ فَوَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ يُنْتَهَكَ مِنْ عُثْمَانَ أَمْرٌ قَطُّ إِلا انْتُهِكَ مِنِّي مِثْلُهُ ، حَتَّى لَوْ أَحْبَبْتُ قَتْلَهُ قُتِلْتُ ، يَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ ، لا يَغُرَّنَّكَ أَحَدٌ بَعْدَ الَّذِي تَعْلَمُ ، فَوَاللَّهِ مَا احْتَقَرْتُ أَعْمَالَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَجَمَ النَّفَرُ الَّذِينَ طَعَنُوا فِي عُثْمَانَ ، فَقَالُوا قَوْلا لا يَحْسُنُ مِثْلُهُ ، وَقَرَءُوا قِرَاءَةً لا يَحْسُنُ مِثْلُهَا ، وَصَلَّوْا صَلاةً لا يُصَلَّى مِثْلُهَا ، فَلَمَّا تَدَبَّرْتُ الصَّنِيعَ إِذَنْ وَاللَّهِ مَا تَقَارَبُوا أَعْمَالَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ قَوْلِ امْرِئٍ ، فَقُلِ : اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ سورة التوبة آية 105 ، وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ " .
قال النووي في شرح مسلم:
[ ص: 493 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ) ( الساحة ) : الفناء ، وأصلها : الفضاء بين المنازل ، ففيه : جواز الاستشهاد في مثل هذا السياق بالقرآن في الأمور المحققة ، وقد جاء لهذا نظائر كثيرة ، كما سبق قريبا في فتح مكة أنه صلى الله عليه وسلم جعل يطعن في الأصنام ويقول : جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ، جاء الحق وزهق الباطل . قال العلماء : يكره من ذلك ما كان على ضرب الأمثال في المحاورات والمزح ولغو الحديث ، فيكره في كل ذلك تعظيما لكتاب الله تعالى . 
وقال السيوطي في تنوير الحوالك شرح موطأ مالك ج1/ص312":
قوله : "إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" الساحة الفناء وأصله الفضاء بين المنازل وهذا الحديث أصل في جواز التمثل والاستشهاد بالقرآن والاقتباس نص عليه بن عبد البر في التمهيد وابن رشيق في شرح الموطأ وهما مالكيان والنووي في شرح مسلم كلهم عند شرح هذا الحديث ولا أعلم بين المسلمين خلافا في جوازه في النثر في غير المجون والخلاعة وهزل الفساق وشربة الخمر واللاطة ونحو ذلك وقد نص على جوازه أئمة مذهبنا بأسرهم واستعملوه في الخطب والرسائل والمقامات وسائر أنواع الإنشاء ونقلوا استعماله عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابنه الحسن وعبد الله بن مسعود وغيرهم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم وأوردوا فيه عدة أحاديث صحيحة عن النبي – صلى الله عليه وسلم".
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

ألا إن اللاعب بها ليأكل قمرها كآكل لحم الخنزير ، ومتوضئ بالدم..".

ألا إن اللاعب بها ليأكل قمرها كآكل لحم الخنزير ، ومتوضئ بالدم..".
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
قال البخاري في "الأدب المفرد":
1243:حدثنا عصام , قال : حدثنا حريز ، عن سلمان الألهاني ، عن فضالة بن عبيد ، وكان مجمعا من المجامع ، فبلغه أن أقواما يلعبون بالكوبة ، فقام غضبانا ينهى عنها أشد النهي ، ثم قال : 

" ألا إن اللاعب بها ليأكل قمرها كآكل لحم الخنزير ، ومتوضئ بالدم , يعني بالكوبة : النرد . 

وإسناده قويٌّ،عصام هوابن خالد الحضرمي صدوق،وحريز هوابن عثمان الرحبي أبو عثمان الحمصي ثقة،وسلمان الألهاني وثقه ابن حبان والعجلي،قال أَبُو عبيد الآجري , عَنْ أبي داود : شيوخ حريز كلهم ثقات،وقال ابن حجر في"التقريب": مقبولٌ من الثالثة،وذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل"،والبخاري في "التاريخ الكبير"،ولم يذكرا فيه جرحاًولاتعديلاً.
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل":
سلمان بن سمير الشامي الألهاني روى عن أبي أمامة وأبي هريرة روى عنه حريز بن عثمان الرحبي سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد :وروى عن أبي الدرداء وكثير بن مرة وجبير بن نفير.
وقال العجلي في "معرفة الثقات":
سلمان بن سمير: "شامي"، تابعي، ثقة.
وقال ابن حبان في "الثقات":
سُلَيْمَان بن سمير يروي عَن أَبِي أُمَامَة روى عَنهُ حريز بن عُثْمَان.
الرَّحبِي وَقد قِيلَ سلمَان.
وقال أيضاً:
سُلَيْمَان بن سمير الْأَلْهَانِي من أهل الشَّام يروي عَن جمَاعَة من التَّابِعين رَوَى عَنْهُ أهل الشَّام.
وقال أيضاً:
سلمَان بْن شمير يَرْوِي عَن أَبِي أُمَامَة وأَبِي هُرَيْرَة روى عَنهُ حريز بن عُثْمَان.
وقال البخاري في " التاريخ الكبير":
سلمَان بْن شمير يَرْوِي عَن أَبِي أُمَامَة وأَبِي هُرَيْرَة روى عَنهُ حريز بن عُثْمَان.
وفضالة هو أبو محمد فضالة بن عبيد الأوسي الأنصاري صحابي جليل.
ويشهدلهذاالأثر.
مارواه مسلم في "صحيحه":4201:حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
من لعب بالنردشيرفكأنما صبغَ يدَه في لحمِ خنزيرٍ،ودمه.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

قتال ابن أم مكتوم الأعمى ـ رضي الله عنه ـ في القادسية.

قتال ابن أم مكتوم الأعمى ـ رضي الله عنه ـ في القادسية.

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:

قال ابن سعد في "الطبقات":

5388 قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ كَانَتْ مَعَهُ رَايَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ , وَعَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ.
وقال ابن جرير الطبري في "تفسيره":
33803: حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، قَالَ : ثنا يَزِيدُ ، قَالَ : ثنا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ رَآهُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ مَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ .
وإسناده صحيحٌ،وعنعنة قتادة لاتضر لاسيما والراوي عنه سعيد بن أبي عروبة من الأثبات فيه؛ولأنه موقوف،وللأثرطرقٌ كثيرةٌ هذه أحسنها وأصلحها. 

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .


هجرة صهيب بن سنان ـ رضي الله عنه.

هجرة صهيب بن سنان ـ رضي الله عنه.

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:

قال ابن سعد في "الطبقات":

3491 : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : 

أَقْبَلَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا نَحْوَ الْمَدِينَةِ وَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ وَانْتَشَلَ مَا فِي كِنَانَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ :

يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلا ، وَايْمُ اللَّهِ ، لا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِيَ فِي كِنَانَتِي ، ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي مِنْهُ شَيْءٌ ، فَافْعَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَإِنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي وَخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي ، قَالُوا : نَعَمْ ، فَفَعَلَ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى ، رَبِحَ الْبَيْعُ " ، قَالَ : وَنَزَلَتْ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ سورة البقرة آية 207 .

قال ابن سعد في "الطبقات":

3490 : أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ :

 بَلَغَنِي أَنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، قَالَ لَهُ أَهْلُ مَكَّةَ : أَتَيْتَنَا هَاهُنَا صُعْلُوكًا حَقِيرًا فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا ، وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تَنْطَلِقُ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ ؟ وَاللَّهِ لا يَكُونُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ تَرَكْتُ مَالِي تُخَلُّونَ أَنْتُمْ سَبِيلِي ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَجَعَلَ لَهُمْ مَالَهُ أَجْمَعَ ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " رَبِحَ صُهَيْبٌ ، رَبِحَ صُهَيْبٌ " .

قال الهيثمي في "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث":

677: حدثنا عفان , ثنا حماد بن سلمة , عن علي بن زيد , عن سعيد بن المسيب , قال :

أقبل صهيب مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فاتبعه نفر من قريش , ونزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته ، ثم قال :يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا , وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي , ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء , ثم افعلوا ما شئتم , وإن شئتم دللتكم على مالي وقينتي بمكة وخليتم سبيلي " , قالوا : نعم , ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال : " ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى , قال : ونزلت ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد سورة البقرة آية 207 " .

قال ابن أبي حاتم في " تفسيره":

 1977:حدثنا أبي ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، " أن صهيبا ، أقبل مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم ، فتبعه نفر من قريش مشركون ، فنزل وانتثل كنانته ، فقال :

يا معشر قريش ، قد علمتم أني أرماكم رجلا بسهم ، وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي ، ثم أضربكم بسيفي ، ما بقي في يدي منه شيء ، ثم شأنكم بعد ، وقال : إن شئتم دللتكم على مالي بمكة ، وتخلون سبيلي ؟ , قالوا : فدلنا على مالك بمكة ونخلي عنك ، فتعاهدوا على ذلك ، فدلهم ، وأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن : ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد سورة البقرة آية 207 فلما رأى رسول الله صهيبا ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ربح البيع يا أبا يحيى ، ربح البيع يا أبا يحيى ، ربح البيع يا أبا يحيى , وقرأ عليه القرآن ، يعني قوله : ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد سورة البقرة آية 207 " .

وروي عن أبي العالية ، والربيع بن أنس ، نحو ذلك .

قلتُ:، ومراسيل سعيد بن المسيب من أصح المراسيل .

روى الخطيب البغدادي في "الكفاية" (ص404) عن ابن معين أنه قال :

" أَصَحُّ الْمَرَاسِيلِ مَرَاسِيلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ". انتهى ،

وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب" (ص241) :

" اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل ". انتهى

وقال ابن حجر في "المطالب العالية":

4168:قال إسحاق : أنا النضر بن شميل ، وروح بن عبادة ، وأبو[أسامة]* ، قالوا : ثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي ، عن أبي عثمان النهدي ، قال :

 إن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له كفار قريش : أتيتنا صعلوكا فكثر مالك عندنا ، وبلغت ما بلغت ثم تريد أن تخرج بنفسك ومالك ؟ ، والله لا يكون ذلك . فقال لهم : أرأيتم إن أعطيتكم مالي تخلون سبيلي ؟ فقالوا : نعم ، فقال : أشهدكم أن قد جعلت لكم مالي ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ربح صهيب ، ربح صهيب " . 

هذا حديث صحيح إن كان أبو عثمان سمعه من صهيب ، وقد رواه جعفر بن سليمان الضبعي ، عن عوف ، عن أبي عثمان ، عن صهيب ، قال :

 لما أردت . . . . فذكر نحوه . فصح اتصاله ولله الحمد أخرجه ابن مردويه في التفسير للمسند من حديث جعفر . وله شاهد من حديث علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيب ، عن صهيب رضي الله عنه ، تقدم في تفسير للبقرة . 

وقال ابن حبان في "صحيحه":

7239: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا النضر ، وروح ، وأبو أسامة ، قالوا : حدثنا عوف بن أبي جميلة ، عن أبي عثمان النهدي ، أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة ، قال له كفار قريش :

أتيتنا صعلوكا ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت ما بلغت ، ثم تريد أن تخرج بنفسك ومالك ، والله لا يكون ذلك ، فقال لهم : " أرأيتم إن أعطيتكم مالي ، أتخلون سبيلي ؟ فقالوا : نعم ، فقال : أشهدكم أني قد جعلت لهم مالي ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ربح صهيب ، ربح صهيب " .

قلتُ:أبوعثمان النهدي عبد الرحمن بن مل النهدي تابعي جليل مخضرم أدرك الجاهلية ،وأسلم على عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وصدق إليه ولم يلقه،وأغلب روايته عن الصحابة،وهو من أفضل التابعين . قال ابن هانئ(مسائله): وسمعت أبا عبد اللَّه في قول: أفضل التابعين قيس وأبو عثمان وعلقمة ومسروق، هؤلاء كانوا فاضلين، ومن علية التابعين(مسائل ابن هانئ(2070). 

والمراسيل إذا تعددت طرقها ، دون تواطؤ : كانت صحيحة مقبولة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (13/347) :

" و" الْمَرَاسِيلُ إذَا تَعَدَّدَتْ طُرُقُهَا ، وَخَلَتْ عَنْ الْمُوَاطَأَةِ قَصْدًا ، أَوْ الِاتِّفَاقِ بِغَيْرِ قَصْدٍ : كَانَتْ صَحِيحَةً قَطْعًا ". انتهى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الصارم المسلول" (ص147) :

" و مثل هذا مما يشتهر عند هؤلاء مثل الزهري و ابن عقبة و ابن إسحاق و الواقدي و الأموي و غيرهم .وأكثر ما فيه أنه مرسل ، والمرسل إذا روي من جهات مختلفة ، ولا سيما ممن له عناية بهذا الأمر وتتبع له : كان كالمسند ، بل بعض ما يشتهر عند أهل المغازي ويستفيض : أقوى مما يروى بالإسناد الواحد ". انتهى

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .