الأربعاء، 31 يوليو 2019

[الرد على من أنكر تسمية سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل].

[الرد على من أنكر تسمية سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل].
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
ﺗَﺴﻤﻴَﺔُ ﺳُﻮﺭَﺓِ ‏( ﺍﻹﺳﺮﺍﺀِ ‏) ﺑِﺴﻮﺭَﺓِ ‏( ﺑَﻨِﻲ ﺇِﺳﺮﺍﺋِﻴﻞَ ‏) ﺗَﺴﻤِﻴَﺔٌ ﺻَﺤﻴﺤﺔٌ ﻭﻣُﻌْﺘَﺒَﺮﺓٌ ﻟَﺪﻯ ﺃَﻫﻞِ ﺍﻟﻌِﻠْﻢ.

قال البخاري في "صحيحه":
4364: حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَالْكَهْفِ ، وَمَرْيَمَ : 
" إِنَّهُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الْأُوَلِ ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي ".
قال الحافظ ابن حجر : 
" ( مِنَ العِتَاقِ ) جمع عتيق وهو القديم ، أو هو كل ما بلغ الغاية في الجودة ، وبالثاني جزم جماعة في هذا الحديث . 
وقوله : ( هُنَّ مِن تِلَادِي ) أي : مما حفظ قديما ، والتلاد قديم الملك ، وهو بخلاف الطارف ، ومراد ابن مسعود أنهن من أول ما تعلم من القرآن ، وأن لهن فضلا لما فيهن من القصص وأخبار الأنبياء والأمم " انتهى من " فتح الباري " (8/388).
وقال الترمذي في "جامعه":
3352: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : 
" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الزُّمَرَ ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ " . قَالَ أَبُو عِيسَى :
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل قَالَ : أَبُو لُبَابَةَ هَذَا اسْمُهُ مَرْوَانُ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ ، وَسَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ سَمِعَ مِنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ .

وقال أيضاً:
2863:حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ ، قَالَ : 
قَالَتْ عَائِشَةُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى يَقْرَأَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَالزُّمَرَ " ، قَالَ أَبُو عِيسَى : 
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وَأَبُو لُبَابَةَ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ ، قَدْ رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ غَيْرَ حَدِيثٍ وَيُقَالُ اسْمُهُ مَرْوَانُ ، أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل فِي كِتَابِ التَّارِيخِ .
وإسناده قويٌّ؛لأجل أبي لبابة وثقه ابن معين وابن حبان وابن حجر والذهبي ،وحسن حديثه الترمذي وابن حجر والألباني والوادعي وغيرهم.

وقال السيوطي في "الإتقان":
الإسراء : تسمى أيضا سورة ( سبحان ) وسورة بني إسرائيل .  
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

[من أسباب لبس الإمام في الصلاة].

[من أسباب لبس الإمام في الصلاة].
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
1ـ نقصان الوضوء.
قال النسائي في "المجتبى":
937:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قال : أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ شَبِيبٍ أَبِي رَوْحٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَقَرَأَ الرُّومَ فَالْتَبَسَ عَلَيْهِ فَلَمَّا صَلَّى قَالَ : 
" مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُصَلُّونَ مَعَنَا لَا يُحْسِنُونَ الطُّهُورَ فَإِنَّمَا يَلْبِسُ عَلَيْنَا الْقُرْآنَ أُولَئِكَ " .
وقال أحمد في "المسند":
22469: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبدِ الْمَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ شَبيب بن أَبي رَوْحٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَاب النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
 صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ ، فَقَرَأَ فِيهِمَا ، فَالْتُبسَ عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَةِ ، فَلَمَّا صَلَّى ، قَالَ : " مَا بالُ رِجَالٍ يَحْضُرُونَ مَعَنَا الصَّلَاةَ بغَيْرِ طُهُورٍ ! أُولَئِكَ الَّذِينَ يَلْبسُونَ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا ، مَنْ شَهِدَ مَعَنَا الصَّلَاةَ ، فَلْيُحْسِنْ الطُّهُورَ " .
وقال أحمد في "المسند": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ شَبِيبًا أَبَا رَوْحٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ صَلَّى الصُّبْحَ ، فَقَرَأَ فِيهَا الرُّومَ ، فَأَوْهَمَ ، فَذَكَرَهُ .
قال ابن كثير في "تفسيره":
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، سمعت شبيبا أبا روح يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح فقرأ بهم الروم فأوهم ، فلما انصرف قال : " إنه يلبس علينا القرآن ، إن أقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء ، فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء " . 
ثم رواه من طريقين آخرين ، عن عبد الملك بن عمير ، عن شبيب أبي روح من ذي الكلاع : أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره فدل هذا على أن إكمال الطهارة يسهل القيام في العبادة ، ويعين على إتمامها وإكمالها والقيام بمشروعاتها . 
وقال أيضاً:
قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، سمعت شبيبا - أبا روح - يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح ، فقرأ فيها الروم فأوهم ، فقال : " إنه يلبس علينا القرآن ، فإن أقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء ، فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء " .
وهذا إسناد حسن ومتن حسن وفيه سر عجيب ، ونبأ غريب ، وهو أنه ، عليه السلام تأثر بنقصان وضوء من ائتم به ، فدل ذلك أن صلاة المأموم متعلقة بصلاة الإمام .
 
والحديث اجتباه النسائي وصححه الضياء المقدسي ،وحسنه ابن كثير والألباني وشعيب الأرنؤط ومصطفى بن العدوي.
2ـ الهم.
قال ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل":
393:حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، قال :
 أخبرني أبي ، قال : كنا نبيت عند عمر رضي الله عنه أنا ويرفأ ، قال : فكانت له ساعة من الليل يصليها ، فربما لم يقل ، فيقول لا يقوم كما كان يقوم ، فيكون أبكر ما كان قائما ، وكان إذا استيقظ قرأ هذه الآية : وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها سورة طه آية 132 ، قال : حتى إذا كانت ليلة قام فصلى ، ثم انصرف ، قال : " قوما فصليا ، فوالله ما أستطيع أن أصلي وما أستطيع أن أرقد ، وإني لأفتتح السورة فلا أدري في أولها أو في آخرها " ، قلنا : ولم يا أمير المؤمنين ؟ قال :
 " من همي بالناس منذ جاءني هذا الخبر عن أبي عبيدة " ، رحمهما الله .
وصححه ابن كثير في "مسند الفاروق".
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ":
1304:حدثنا أبو اليمان ، ثنا حريز بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن ميسرة ، عن أبي عذبة الحمصي ، قال :
قدمت على عمر بن الخطاب رابع أربعة من الشام ونحن حجاج ، فبينا نحن عنده أتاه آت من قبل العراق ، فأخبر أنهم قد حصبوا إمامهم ، وقد كان عمر عوضهم منه مكان إمام كان قبله ، فحصبوه ، فخرج إلى الصلاة مغضبا فسها في صلاته ، ثم أقبل على الناس ، فقال : " من هاهنا من أهل الشام " ؟ فقمت أنا وأصحابي ، فقال :
" يا أهل الشام تجهزوا لأهل العراق ، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ " ، ثم قال : " اللهم إنهم قد لبسوا علي فلبس عليهم ، وعجل لهم الغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية ، لا يقبل من محسنهم ، ولا يتجاوز عن مسيئهم " .
وحسّن إسناده الألباني.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

قل ياأيها الكافرون براءة من الشرك.

قل ياأيها الكافرون براءة من الشرك.
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال الترمذي في "جامعه":
3350: حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا أبو داود ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن رجل ، عن فروة بن نوفل رضي الله عنه ، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :
 يا رسول الله ، علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي ، قال : " اقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك " ، قال شعبة : أحيانا يقول مرة وأحيانا لا يقولها ، حدثنا موسى بن حزام ، أخبرنا يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن فروة بن نوفل ، عن أبيه ، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر نحوه ، بمعناه وهذا أصح،قال أبو عيسى :
وروى زهير هذا الحديث ، عن أبي إسحاق ، عن فروة بن نوفل ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ، وهذا أشبه وأصح من حديث شعبة ، قد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث ، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه وقد رواه عبد الرحمن بن نوفل ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعبد الرحمن هو أخو فروة بن نوفل .
وقال ابن حجر في "نتائج الأفكار":
"حديث حسن وفي سنده اختلاف كثير على أبي اسحاق السبيعي، فلذا اقتصرت على تحسينه".

وقال الدارمي في "المسند":
3331:حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُهَاجِرٍ ، قَالَ : " جَاءَ رَجُل زَمَنَ زِيَادٍ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ ، قَالَ : وَرُكْبَتِي تُصِيبُ أَوْ تَمَسُّ رُكْبَتَهُ ، فَسَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، قَالَ : " بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ " ، وَسَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، قَالَ : غُفِرَ لَهُ " .
وقال ابن أبي شيبة في "المسند":
964:نا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ شَيْخًا ، فِي إِمَارَةِ ابْنِ أَبِي الْحَكَمِ يُحَدِّثُ ، قَالَ :
بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ ، فَسَمِعَ رَجُلا يَقْرَأُ قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا هَذَا فَقَدْ عُوفِيَ مِنَ الشِّرْكِ " وَسَمِعَ رَجُلا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا هَذَا فَقَدْ غُفِرَ لَهُ " .
وقال ابن الضريس في "فضائل القرآن":
295: أَخْبَرَنَا مُسَدَّدٌ ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : " كُنْتُ أُسَايِرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ ذَاتِ رِيحٍ ، فَسَمِعَ رَجُلا يَقْرَأُ بِـ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فَقَالُ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ , فَسِرْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَرَاحِلَتِي بِجَنْبِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعَ رَجُلا آخَرَ يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ حَتَّى خَتَمَهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ غُفِرَ لَهُ ، فَقَصَّرْتُ رَاحِلَتِي لأَنْظُرَ مَنِ الَّذِي قَرَأَ فَأُبَشِّرَهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا دَرَيْتُ أَيَّ النَّاسِ هُوَ " , وَاللَّفْظُ لِمُسَدَّدٍ .
وصححّه البوصيري و الألباني والوادعي وغيرهم.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

فضل سورة الأنعام.

فضل سورة الأنعام.
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن":
374: حدثنا أحمد بن يونس ، عن زهير بن معاوية ، قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن عبد الله بن خليفة ، عن عمر بن الخطاب ، قال : 
" الأنعام من نواجب القرآن " .

وقال الدارمي في "المسند":
3306:حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : 
" الْأَنْعَامُ مِنْ نَوَاجِبِ الْقُرْآنِ " .

وإسناده قويٌّ،أحمد بن يونس هو اليربوعي شيخ الإسلام ،وأبو نعيم هو الفضل بن دكين الملائي،وزهير هو ابن معاوية بن حديج الجعفي ،وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي ،وعبد الله بن خليفة هو الهمداني تابعي مخضرم وثقه ابن حبان والسيوطي والهيثمي ، وصحح حديثه : الحاكم في مستدركه وابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكاروابن الزاغوني في كتاب مستقل والمقدسي في المختارة وابن تيمية والذهبي في العرش.

ومعنى نواجب:أي أفاضل سوره ؛وذلك لاشتمالها على التوحيد والأسماء والنعوت والصفات والمعاد وغيرها.
قال ابن القيَّم في "مدارج السالكين":
وأما التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ، ونزلت به كتبه : فوراء ذلك كله وهو نوعان : توحيد في المعرفة والإثبات ، وتوحيد في المطلب والقصد . 
فالأول : هو حقيقة ذات الرب تعالى ، وأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وعلوه فوق سماواته على عرشه ، وتكلمه بكتبه ، وتكليمه لمن شاء من عباده ، وإثبات عموم قضائه ، وقدره ، وحكمه ، وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح . 
كما في أول سورة الحديد ، وسورة طه ، وآخر سورة الحشر ، وأول سورة " تنزيل " السجدة ، وأول سورة آل عمران ، وسورة الإخلاص بكمالها ، وغير ذلك . 
النوع الثاني : مثل ما تضمنته سورة قل ياأيها الكافرون وقوله : قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم - الآية وأول سورة " تنزيل الكتاب " وآخرها ، وأول سورة يونس ووسطها وآخرها ، وأول سورة الأعراف وآخرها ، وجملة سورة الأنعام وغالب سور القرآن ، بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد . 
بل نقول قولا كليا : إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد ، شاهدة به ، داعية إليه ، فإن القرآن : إما خبر عن الله ، وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له ، وخلع كل ما يعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمر ونهي ، وإلزام بطاعته في نهيه وأمره ، فهي حقوق التوحيد ومكملاته ، وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته ، وما فعل بهم في الدنيا ، وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك ، وما فعل بهم في الدنيا من النكال ، وما يحل بهم في العقبى من العذاب ، فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد . 
قال السعدي في "تفسيره":
اعلم أن هذه السورة الكريمة، قد اشتملت على تقرير التوحيد، بكل دليل عقلي ونقلي،بل كادت أن تكون كلها في شأن التوحيد ومجادلة المشركين بالله المكذبين لرسوله.
فهذه الآيات، ذكر الله فيها ما يتبين به الهدى، وينقمع به الشرك. 

قلتُ:وفاتحة الأنعام هي أول التوراة.
قال ابن الضريس في " فضائل القرآن":
193ـ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو النُّمَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبًا ، يَقُولُ : 
" فَاتِحَةُ التَّوْرَاةِ الأَنْعَامُ ، وَخَاتِمَةُ التَّوْرَاةِ سُورَةُ هُودٍ " .
قال ابنُ أبي شيبة في " المصنف":
29678ـ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبًا ، يَقُولُ : 
" فَاتِحَةُ التَّوْرَاةِ فَاتِحَةُ سُورَةِ الْأَنْعَامِ , وَخَاتِمَةُ التَّوْرَاةِ خَاتِمَةُ سُورَةِ هُودٍ " .
قال ابنُ أبي شيبة في المصنف":
35169ـ حَدَّثَنَا شَاذَانُ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قال : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ :
" كَانَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ التَّوْرَاةِ عَشْرَ آيَاتٍ ، وَهِيَ الْعَشْرُ الَّتِي أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ الْأَنْعَامِ " .
شاذانُ : أسود بن عامر، وكعب هو كعب بن ماتع الحميري ـ كعب الأحبار.
وهو أثرٌ صحيحٌ وخبرٌ ثابتٌ عن كعب الأحبار.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في " فضائل القرآن":
338ـ وحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فِي قَوْلِهِ :
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي سورة الحجر آية 87 قَالَ :
" هِيَ السَّبْعُ الطُّوَلُ : الْبَقَرَةُ , وَآلُ عِمْرَانَ , وَالنِّسَاءُ , وَالْمَائِدَةُ , وَالأَنْعَامُ , وَالأَعْرَافُ , وَيُونُسُ " . قَالَ : وَقَالَ مُجَاهِدٌ : هِيَ السَّبْعُ الطُّوَلُ . حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ ، مِثْلَ قَوْلِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَوَاءً , إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : وَالَّتِي يُقَالُ لَهَا يُونُسُ . قَالَ : وَهِيَ السَّابِعَةُ . وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَارِئُ شَدَّادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ :
وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ : وَإِنَّ يُونُسَ تُسَمَّى السَّابِعَةَ . قَالَ : وَقَالَ يَحْيَى : لَيْسَتْ تَعُدُّ الْأَنْفَالُ وَلا بَرَاءَةٌ مِنَ السَّبْعِ الطُّوَلِ .
قال أحمد في "مسنده":
399 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي الْفَارِسِيَّ، قَالَ أَبِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ
قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي، وَإِلَى بَرَاءَةٌ، وَهِيَ مِنَ الْمِئِينَ، فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكْتُبُوا - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: بَيْنَهُمَا - سَطْرًا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ، مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟
قَالَ عُثْمَانُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، وَكَانَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ يَدْعُو بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ عِنْدَهُ، يَقُولُ: ضَعُوا هَذَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا
وَيُنْزَلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ فَيَقُولُ: ضَعُوا هَذِهِ الْآيَاتِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَيُنْزَلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ
فَيَقُولُ: ضَعُوا هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا
وَكَانَتِ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِلِ مَا أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ، وَبَرَاءَةٌ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ، فَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهًة بِقِصَّتِهَا، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا، وَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا، فَمِنْ ثَمَّ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرًا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَوَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ".
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

الاثنين، 29 يوليو 2019

فتحُ العزيزِالأمينِ في ثبوت حديث أبي زهير في التأمين.

فتحُ العزيزِالأمينِ في ثبوت حديث أبي زهير في التأمين.
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال أبوداود في "السنن":
804:حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي ، ومحمود بن خالد ، قالا : حدثنا الفريابي ، عن صبيح بن محرز الحمصي ، حدثني أبو مصبح المقرائي ، قال :

 كنا نجلس إلى أبي زهير النميري ، وكان من الصحابة ، فيتحدث أحسن الحديث ، فإذا دعا الرجل منا بدعاء ، قال : اختمه بآمين ، فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة . قال أبو زهير : أخبركم عن ذلك ، خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فأتينا على رجل قد ألح في المسألة ، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يستمع منه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أوجب إن ختم " ، فقال رجل من القوم : بأي شيء يختم ؟ قال : " بآمين ، فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب " ، فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتى الرجل ، فقال : اختم يا فلان بآمين وأبشر . وهذا لفظ محمود . قال أبو داود : المقراء : قبيل من حمير .
قلتُ:إسناده حسنٌ إن شاء الله ـ تعالى ـ .
صبيح بن محرز الحمصي :تفرد بالرواية عنه محمد بن يوسف الفريابي ،ووثقه ابن حبان ،وقال ابن حجر :مقبول،وقال الذهبي:وثق.
*ممن أثبته:
1ـ أبوداود في السنن "أورده في "السنن"وسكت عنه .
وقد قال في رسالته لأهل مكة:
كل ما سكت عنه فهو صالح.
2ـ المنذري في "الترغيب والترهيب".
3ـ ابن حجر العسقلاني في "تخريج مشكاة المصابيح".
4ـ السيوطي في "الدر المنثور".
فقال :"وأخرج أبوداود في "السنن"بسندٍ حسنٍ عن أبي زهير النميري....".
5ـ علاء الدين مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه".
فقال:وحديث أبي زهير النميري وهومن عنده أيضاً بسندٍ صحيحٍ.

*شواهده:
1ـ قال البخاري في " صحيحه":
742:حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 
" إذا قال أحدكم آمين ، وقالت : الملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه " .
741: حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :
" إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " ، وقال ابن شهاب : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : آمين .
743: حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن سمي مولى أبي بكر ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 
" إذا قال : الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين سورة الفاتحة آية 7 فقولوا : آمين ، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " ، تابعه محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ونعيم المجمر ، عن أبي هريرة رضي الله عنه .
2ـقال مسلم في " صحيحه":
617:حدثنا سعيد بن منصور ، وقتيبة بن سعيد ، وأبو كامل الجحدري واللفظ لأبي كامل ، ومحمد بن عبد الملك الأموي ، قالوا : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، عن حطان بن عبد الله الرقاشي ، قال : 
صليت مع أبي موسى الأشعري صلاة ، فلما كان عند القعدة ، قال رجل من القوم : أقرت الصلاة بالبر والزكاة ؟ قال : فلما قضى أبو موسى الصلاة وسلم ، انصرف ، فقال : أيكم القائل كلمة كذا وكذا ، قال : فأرم القوم ، ثم قال : أيكم القائل كلمة كذا وكذا ، فأرم القوم ، فقال : لعلك يا حطان قلتها ، قال : ما قلتها ، ولقد رهبت أن تبكعني بها ، فقال رجل من القوم أنا قلتها ، ولم أرد بها إلا الخير ، فقال أبو موسى : أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا ، فبين لنا سنتنا ، وعلمنا صلاتنا ، فقال : إذا صليتم ، فأقيموا صفوفكم ، ثم ليؤمكم أحدكم ، فإذا كبر فكبروا ، وإذ قال : 
غير المغضوب عليهم ولا الضالين سورة الفاتحة آية 7 ، فقولوا : آمين ،يُجِبْكُمُ الله ، فإذا كبر وركع ، فكبروا واركعوا ، فإن الإمام يركع قبلكم ، ويرفع قبلكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فتلك بتلك ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ، يسمع الله لكم ، فإن الله تبارك وتعالى ، قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده ، وإذا كبر وسجد ، فكبروا ، واسجدوا ، فإن الإمام يسجد قبلكم ، ويرفع قبلكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فتلك بتلك ، وإذا كان عند القعدة ، فليكن من أول قول أحدكم : التحيات الطيبات ، الصلوات لله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أبو أسامة ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة . ح وحدثنا أبو غسان المسمعي ، حدثنا معاذ بن هشام ، حدثنا أبي . ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا جرير ، عن سليمان التيمي ، كل هؤلاء ، عن قتادة ، في هذا الإسناد بمثله ، وفي حديث جرير ، عن سليمان ، عن قتادة : من الزيادة ، وإذا قرأ فأنصتوا ، وليس في حديث أحد منهم : فإن الله ، قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده ، إلا في رواية أبي كامل وحده ، عن أبي عوانة ، قال أبو إسحاق ، قال أبو بكر ابن أخت أبي النضر : في هذا الحديث ، فقال مسلم : تريد أحفظ من سليمان ؟ فقال له أبو بكر : فحديث أبي هريرة ، فقال : هو صحيح ، يعني وإذا قرأ فأنصتوا ، فقال : هو عندي صحيح ، فقال : لم ، لم تضعه ها هنا ؟ قال : ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا ، إنما وضعت ها هنا ما أجمعوا عليه ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وابن أبي عمر ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، بهذا الإسناد ، وقال في الحديث : فإن الله عز وجل ، قضى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده .
3ـ قال مسلم في " صحيحه":
603 ـ وحَدَّثَنَاه إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : 
" مَنْ صَلَّى صَلَاةً ، لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ ، فَهِيَ خِدَاجٌ ، ثَلَاثًا غَيْرُ تَمَامٍ ، فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ ، فَقَالَ : اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الفاتحة آية 2 ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : حَمِدَنِي عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ : الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 3 ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ :مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ سورة الفاتحة آية 4 ، قَالَ : مَجَّدَنِي عَبْدِي ، وَقَالَ : مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي ، فَإِذَا قَالَ : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ سورة الفاتحة آية 5 ، قَالَ : هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، فَإِذَا قَالَ : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ { 6 } صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
وَلا الضَّالِّينَ { 7 } سورة الفاتحة آية 6-7 ، قَالَ : هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ " ، قَالَ سُفْيَانُ : حَدَّثَنِي بِهِ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ مَرِيضٌ فِي بَيْتِهِ فَسَأَلْتُهُ أَنَا عَنْهُ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ح وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ ، أَنَّ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 
مَنْ صَلَّى صَلَاةً فَلَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ ، بِمِثْلِ حَدِيثِ سُفْيَانَ وَفِي حَدِيثِهِمَا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ ، فَنِصْفُهَا لِي ، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيُّ ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مِنْ أَبِي ، وَمِنْ أَبِي السَّائِبِ ، وَكَانَا جَلِيسَيْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَا : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَنْ صَلَّى صَلَاةً ، لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، فَهِيَ خِدَاجٌ ، يَقُولُهَا ثَلَاثًا " ، بِمِثْلِ حَدِيثِهِمْ .
قوله: فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة .

قلتُ:وذلك أن آمين تقال عقب الدعاء وتقال بعد قراءة سورة الفاتحة،وهذا له شواهد:
قال أحمد في مسنده":
23926ـ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا خَلادُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ : أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَلَسَ مَجْلِسًا أَوْ صَلَّى تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ ، فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ عَنِ الْكَلِمَاتِ ؟ فَقَالَ :
" إِنْ تَكَلَّمَ بِخَيْرٍ كَانَ طَابِعًا عَلَيْهِنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَإِنْ تَكَلَّمَ بغَيْرِ ذَلِكَ كَانَ كَفَّارَةً سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ " .
وإسناده قوي.
خَلَّادُ بْنُ سُلَيْمَانَ أبو سليمان الحضرمي وثقه عليُّ بنُ الحسين بن الجنيد وروى عنه أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي وهو لايروي إلا عن ثقة.وصححّ سنده ابن حجر والألباني والوادعي وغيرهم.
وهذا أصحُ شيء في الباب ، وفي الباب عن رافع بن خديج وجبير بن مطعم وأبي هريرة وأبي برزة الأسلمي وغيرهم كثير.

قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
29306 حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي هاشم الواسطي ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : من قال إذا فرغ من وضوئه : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، ختمت بخاتم ثم رفعت تحت العرش فلم يكسر إلى يوم القيامة".
وسنده صحيحٌ على رسم الشيخين .
وروي مرفوعاً والراجح وقفه.

قال أبو عبد الرحمن النسائي في " السنن الكبرى":
8648 أخبرنا يحيى بن محمد بن السكن قال : حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان قال : حدثنا شعبة قال : حدثنا أبو هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من توضأ فقال : سبحانك اللهم ، وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة".
قال أبو عبد الرحمن : هذا خطأ ، والصواب موقوف ، خالفه محمد بن جعفر فوقفه ، أخبرنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة ، عن أبي هاشم قال : سمعت أبا مجلز ، يحدث عن قيس بن عباد ، عن أبي سعيد قوله . قال أبو عبد الرحمن : وكذلك رواه سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري.
قال محمد بن فضيل الضبي في " الدعاء":
145:حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذِهِ السَّارِيَةِ ، أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ قَالَ :
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، إِلا كُتِبَ فِي رَقٍّ ، ثُمَّ طُبِعَ عَلَيْهَا طَابَعٌ مِنْ مِسْكٍ ، فَلَمْ يُكْسَرْ حَتَّى يُوَفَّى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
وإسناده صحيحٌ،وله حكمُ الرفع.
عاصم هو ابن سليمان الأحول ، وثابت هو ابن أسلم البناني ، وإبهام الصحابي لايضرُّ ؛لأن الصحابةَ كلَّهم عدولٌ.

قوله:" أوجب إن ختم ".
قلتُ:وذلك أن التأمين سببٌ من أسباب المغفرة ،ومن غفر الله له لا يعذبه ووجبت له الجنَّة.

قال مسلم في صحيحه:
184ـ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، وَإِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ ، قَالَ إِسْحَاق : أَخْبَرَنَا ، وَقَالَ الآخَرَانِ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَوْلَى خَالِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ سورة البقرة آية 284 ، قَالَ : دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ ، لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا " ، قَالَ : فَأَلْقَى اللَّهُ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا سورة البقرة آية 286 ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا سورة البقرة آية 286 ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا سورة البقرة آية 286 ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ .
وقال البخاري في "صحيحه":
2201:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ سُمَيٍّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَالَ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي ، فَمَلَأَ خُفَّهُ ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ، ثُمَّ رَقِيَ ، فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا ، قَالَ : فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ " . تَابَعَهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَالرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ .
قال ابن حجر في "الفتح":
. ووقع في رواية عبد الله بن دينار بدل فغفر له " فأدخله الجنة " وكذا في رواية ابن حبان . 
قلتُ:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَه ) .
رواه البخاري ( 624 ) ومسلم ( 1914 ) .
وإماطة الأذى عن الطريق موجب لدخول الجنة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ ) .
رواه مسلم ( 1914 ) .
وفي رواية :
( مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ) .
أوأن التأمين ثناء على الله ـ تعالى ـ والثناء على الله ـ تعالى ـ وتمجيده من موجبات الجنَّةِ. 
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
7795: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ ، قَالَ : " آمِينَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ " حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : ثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ مِثْلَهُ .
7796:حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ طَارِقٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : " آمِينَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى " .
7797: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : 
" آمِينَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ " .
فهذه ثلاثة آثار صحيحة في أنها اسم من أسماء الله ـ تعالى ـ .
آمين بمعنى أمين بالقصرلغة في آمين الممدودة.

والأمين اسم من أسماء الله ـ تعالى ـ وكذلك المؤمن والمهيمن .
وقال ابن حجر في" المطالب العالية":
4110: قال إسحاق : أنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها وكانت من المهاجرين الأول ، قالت : 
" غشي على عبد الرحمن بن عوف غشية حتى ظنوا أنه فاضت نفسه ، فخرجت أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة ، فلما أفاق ، قال : أغشي علي ؟ قالوا : نعم ، قال : " صدقتم ، إنه جاءني ملكان فقالا : انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين ، فقال ملك آخر : أرجعاه ، فإن هذا ممن كتبت له السعادة وهم في بطون أمهاتهم ، وسيمتع به بنوه ما شاء الله ، فعاش بعد ذلك شهرا ثم مات رضي الله عنه " ، وقال أبو أسامة : قال : رجلان ملكان كانوا يأتون في صورة الرجال ، قال الله تعالى : ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا سورة الأنعام آية 9 أي : في صورة رجل .
قلتُ:وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
وفي المتن فوائد :
ـإثبات اسم الأمين لله ـ تعالى ـ.
وقال النسائي في "المجتبى":
983: أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، قال : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يقول : أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ { 1 } اللَّهُ الصَّمَدُ { 2 } لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ { 3 } وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ { 4 } سورة الإخلاص آية 1-4 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَجَبَتْ فَسَأَلْتُهُ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : الْجَنَّةُ " .
وحسنه الترمذي وصححه الضياء المقدسي وابن عبد البر والمنذري والألباني والوادعي.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

الأحد، 28 يوليو 2019

[أكل الجراد].

[أكل الجراد].
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال البخاري في "صحيحه": 
5200 حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : 
غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ أَوْ سِتًّا ، كُنَّا نَأْكُلُ مَعَهُ الجَرَادَ قَالَ سُفْيَانُ ، وَأَبُو عَوَانَةَ ، وَإِسْرَائِيلُ : عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى : سَبْعَ غَزَوَاتٍ".
قال العيني في "عمدة القاري":
وَأَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك الطَّيَالِسِيّ، وَأَبُو يَعْفُور بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَضم الْفَاء وبالواو وبالراء متصرفا اسْمه وقدان بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْقَاف وبالدال الْمُهْملَة وبالنون، وَيُقَال: اسْمه وَاقد، ووقدان لقبه، وَكَذَا قَالَه مُسلم وَهُوَ الْأَكْبَر وَلَهُم أَبُو يَعْفُور الْأَصْغَر اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عبيد وَكِلَاهُمَا ثِقَة من أهل الْكُوفَة.
وَلَيْسَ للأكبر فِي البُخَارِيّ سوى هَذَا الحَدِيث وَآخر تقدم فِي الصَّلَاة فِي أَبْوَاب الرُّكُوع من صفة الصَّلَاة، وَجزم النَّوَوِيّ بِأَنَّهُ الْأَصْغَر هُنَا.
وَتبع فِي ذَلِك ابْن الْعَرَبِيّ وَغَيره، وَالصَّوَاب أَنه الْأَكْبَر، وَبِه جزم الكلاباذي، وَالَّذِي يرجح كَلَامه جزم التِّرْمِذِيّ بعد تَخْرِيجه هَذَا الحَدِيث بِأَن رَاوِي حَدِيث الْجَرَاد هُوَ الَّذِي اسْمه وَاقد، وَيُقَال: وقدان، وَهَذَا هُوَ الْأَكْبَر، وَيُؤَيِّدهُ أَيْضا أَن ابْن أبي حَاتِم جزم فِي تَرْجَمَة الْأَصْغَر بِأَنَّهُ لم يسمع من عبد الله بن أبي أوفى،. 
وَقَالَ شَيخنَا زين الدّين: رَحمَه الله، أَبُو يَعْفُور الْأَصْغَر لم يسمع من أحد من الصَّحَابَة، وَأَبُو يَعْفُور الْأَكْبَر سمع من جمَاعَة من الصَّحَابَة مِنْهُم ابْن عمر وَأنس وَعبد الله بن أبي أوفي، وَمَات سنة عشْرين وَمِائَة، وَاسم أبي أوفى عَلْقَمَة بن خَالِد الْأَسْلَمِيّ.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الذَّبَائِح عَن مُحَمَّد بن مثنى وَغَيره وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْأَطْعِمَة عَن حَفْص بن عُمْر وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِيهِ عَن أَحْمدبْن منيع وَغَيره وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الصَّيْد عَن قُتَيْبَة وَغَيره.
وقال العيني أيضاً:
وَهَذَا الحَدِيث يدل على جَوَاز أكل الْجَرَاد قَالُوا أكل الْجَرَاد حَلَال بِالْإِجْمَاع، وَخَصه ابْن الْعَرَبِيّ بِغَيْر جَراد الأندلس لما فِيهِ من الضَّرَر الْمَحْض، وَعَن الْمَالِكِيَّة فِي الْمَشْهُور خِلَافه ووردت أَحَادِيث أُخْرَى بِأَكْلِهِ.

وقال ابن حجر في "الفتح":
 وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ أَكْلِهِ بِغَيْرِ تَذْكِيَةٍ إِلَّا أَنَّ الْمَشْهُورَ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ اشْتِرَاطُ تَذْكِيَتِهِ وَاخْتَلَفُوا فِي صِفَتِهَا فَقِيلَ بِقَطْعِ رَأْسِهِ وَقِيلَ إِنْ وَقَعَ فِي قدر أَو نَار حل. 
وقال الدارقطني في "العلل الواردة في الأحاديث النبوية":
3058: وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ " . فَقَالَ : يَرْوِيهِ الْمِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَخَالَفَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، مَوْقُوفًا ، وَهُوَ الصَّوَابُ .
وقال مالك في "الموطأ":
1698 :وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ : سُئِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنِ الْجَرَادِ ؟ فَقَالَ : 
وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي قَفْعَةً نَأْكُلُ مِنْهُ. 

قال الزرقاني في شرحه على الموطأ":
بفتح القاف ، وإسكان الفاء ، ثم عين مهملة - قال ابن الأثير : شيء شبيه بالزنبيل من الخوص ، ليس له عرى ، وليس بالكبير ، وقيل : شيء كالقفة تتخذ واسعة الأسفل ، ضيقة الأعلى".

وقال البيهقي في "السنن الكبرى":
1105:أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّبِيعِيُّ فِي آخَرِينَ , قَالُوا : أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ قَالَ :
 " أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ : الْجَرَادُ , وَالْحِيتَانِ ، وَالْكَبِدُ , وَالطِّحَالُ " . هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَهُوَ فِي مَعْنَى الْمُسْنَدِ , وَقَدْ رَفَعَهُ أَوْلادُ زَيْدٍ , عَنْ أَبِيهِمْ .
وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير":
ورواه الدارقطني من رواية سليمان بن بلال ، عن زيد بن أسلم موقوفا . قال : وهو أصح . وكذا صحح الموقوف : أبو زرعة وأبو حاتم . وعبد الرحمن بن زيد ضعيف ، متروك . وقال أحمد : حديثه هذا منكر . وقال البيهقي : رفع هذا الحديث أولاد زيد بن أسلم : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وأسامة ، وقد ضعفهم ابن معين ، وكان أحمد بن حنبل يوثق عبد الله .
قلت : رواه الدارقطني وابن عدي من رواية عبد الله بن زيد بن أسلم ، قال ابن عدي : الحديث يدور على هؤلاء الثلاثة ، قلت : تابعهم شخص أضعف منهم ، وهو أبو هاشم كثير بن عبد الله الأبلي ، أخرجه ابن مردويه في تفسير سورة الأنعام من طريقه : عن زيد بن أسلم به ، بلفظ : " { يحل من الميتة اثنان ، ومن الدم اثنان ، فأما الميتة : فالسمك والجراد ، وأما الدم : فالكبد والطحال }ورواه المسور بن الصلت أيضا ، عن زيد بن أسلم ، لكنه خالف في إسناده ، قال : عن عطاء ، عن أبي سعيد مرفوعا . أخرجه الخطيب ، وذكره الدارقطني في العلل ، والمسور كذاب ، نعم الرواية الموقوفة التي صححها أبو حاتم وغيره ، هي في حكم المرفوع ; لأن قول الصحابي : أحل لنا ، وحرم علينا كذا ، مثل قوله : أمرنا بكذا ، ونهينا عن كذا ، فيحصل الاستدلال بهذه الرواية ; لأنها في معنى المرفوع ، والله أعلم .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

بكاء عمر ـ رضي الله عنه ـ من خشية الله ـ أشد بكاءً من الثكلى التي فقدت ولدها.

بكاء عمر ـ رضي الله عنه ـ من خشية الله ـ أشد بكاءً من الثكلى التي فقدت ولدها.
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
34838: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ ، قَالَ :
" كَانَ عُمَرُ إِذَا صَلَّى أَخْرَجَ النَّاسَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ إِلَيْنَا , فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابَهُ أَلْقَى الدُّرَّةَ وَجَلَسَ فَقَالَ : ادْعُوا , فَدَعَوْا , قَالَ : فَجَعَلَ يَدْعُو وَيَدْعُو حَتَّى انْتَهَتِ الدَّعْوَةُ إِلَيَّ , فَدَعَوْتُ وَأَنَا مَمْلُوكٌ , فَرَأَيْتُهُ دَعَا وَبَكَى بُكَاءً لَا تَبْكِيهِ الثَّكْلَى " , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هَذَا الَّذِي يَقُولُونَ : إِنَّهُ غَلِيظٌ " .
وإسناده قويٌّ،أبو سعيد مولى أبي أسيد ،وثقه ابن حبان وابن حجر والهيثمي وصحح له ابن خزيمة وابن حبان.
والثكلى:هي المرأة التي فقدت ولدها.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

[أول قسامة قسامة بني هاشم].

[أول قسامة قسامة بني هاشم].
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال سعيد بن منصور في "السنن":
2781:نا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبي ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، يَقُولُ :
" وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ بَنِيَ أُمَيَّةَ رَضُوا لَنَفَّلْنَاهُمْ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يَحْلِفُونَ مَا قَتَلْنَا عُثْمَانَ ، وَلا نَعْلَمُ لَهُ قَاتِلا " .

قال عمر بن شبة في "تاريخ المدينة":
2117:حَدَّثَنَا يَحْيَى ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الأَسَدِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
" لَوْ أَعْلَمُ بَنِي أُمَيَّةَ يَقْبَلُونَ مِنِّي لَنَفَلْتُهُمْ خَمْسِينَ يَمِينا قَسَامَةً مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ ، وَلا مَالأْتُ عَلَى قَتْلِهِ " .
وقال البخاري في "صحيحه":
3582ـ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا قَطَنٌ أَبُو الْهَيْثَمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
" إِنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى , فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ , فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ ، فَقَالَ : أَغِثْنِي بِعِقَالٍ أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي لَا تَنْفِرُ الْإِبِلُ , فَأَعْطَاهُ عِقَالًا فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِ , فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الْإِبِلُ إِلَّا بَعِيرًا وَاحِدًا ، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ : مَا شَأْنُ هَذَا الْبَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الْإِبِلِ ، قَالَ : لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ ، قَالَ : فَأَيْنَ عِقَالُهُ ؟ قَالَ : فَحَذَفَهُ بِعَصًا كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَ : أَتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ ؟ قَالَ : مَا أَشْهَدُ وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ ، قَالَ : هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسَالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَكَتَبَ إِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ فَنَادِ يَا آلَ قُرَيْشٍ فَإِذَا أَجَابُوكَ فَنَادِ يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ , فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا ؟ قَالَ : مَرِضَ فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ عَلَيْهِ فَوَلِيتُ دَفْنَهُ ، قَالَ : قَدْ كَانَ أَهْلَ ذَاكَ مِنْكَ فَمَكُثَ حِينًا , ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ عَنْهُ وَافَى الْمَوْسِمَ ، فَقَالَ : يَا آلَ قُرَيْشٍ ، قَالُوا : هَذِهِ قُرَيْشٌ ، قَالَ : يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ ، قَالُوا : هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ ، قَالَ : أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ ؟ قَالُوا : هَذَا أَبُو طَالِبٍ ، قَالَ : أَمَرَنِي فُلَانٌ أَنْ أُبْلِغَكَ رِسَالَةً أَنَّ فُلَانًا قَتَلَهُ فِي عِقَالٍ , فَأَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ : لَهُ اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلَاثٍ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ إِنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ , فَإِنْ أَبَيْتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ فَأَتَى قَوْمَهُ ، فَقَالُوا : نَحْلِفُ , فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا طَالِبٍ أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنَ الْخَمْسِينَ وَلَا تُصْبِرْ يَمِينَهُ حَيْثُ تُصْبَرُ الْأَيْمَانُ , فَفَعَلَ , فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَقَالَ : يَا أَبَا طَالِبٍ أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلًا أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرَانِ , هَذَانِ بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا عَنِّي وَلَا تُصْبِرْ يَمِينِي حَيْثُ تُصْبَرُ الْأَيْمَانُ , فَقَبِلَهُمَا وَجَاءَ ثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا حَالَ الْحَوْلُ وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ " .
وقال البخاري في "صحيحه":
6682:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي لَيْلَى . ح حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي لَيْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ هُوَ وَرِجَالٌ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ ، وَمُحَيِّصَةَ خَرَجَا إِلَى خَيْبَرَ مِنْ جَهْدٍ أَصَابَهُمْ ، فَأُخْبِرَ مُحَيِّصَةُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قُتِلَ وَطُرِحَ فِي فَقِيرٍ أَوْ عَيْنٍ ، فَأَتَى يَهُودَ ، فَقَالَ : أَنْتُمْ وَاللَّهِ قَتَلْتُمُوهُ ، قَالُوا :
 مَا قَتَلْنَاهُ وَاللَّهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ فَذَكَرَ لَهُمْ ، وَأَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوهُ حُوَيِّصَةُ ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ ، فَذَهَبَ لِيَتَكَلَّمَ وَهُوَ الَّذِي كَانَ بِخَيْبَرَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُحَيِّصَةَ : كَبِّرْ كَبِّرْ ، يُرِيدُ السِّنَّ ، فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
 إِمَّا أَنْ يَدُوا صَاحِبَكُمْ ، وَإِمَّا أَنْ يُؤْذِنُوا بِحَرْبٍ ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ بِهِ ، فَكُتِبَ مَا قَتَلْنَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحُوَيِّصَةَ ، وَمُحَيِّصَةَ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ : 
أَتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ ؟ ، قَالُوا : لَا ، قَالَ : أَفَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ ؟ ، قَالُوا : لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ مِائَةَ نَاقَةٍ حَتَّى أُدْخِلَتِ الدَّارَ " ، قَالَ سَهْلٌ : فَرَكَضَتْنِي مِنْهَا نَاقَةٌ .
والْقَسَامَةِ هي الْأَيْمَانُ الْمُكَرَّرَةُ فِي دَعْوَى الْقَتْلِ .
قال ابن دقيق العيد :
" وَمَوْضِعُ جَرَيَانِ الْقَسَامَةِ : أَنْ يُوجَدَ قَتِيلٌ لَا يُعْرَفُ قَاتِلُهُ ، وَلَا تَقُومُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ وَيَدَّعِي وَلِيُّ الْقَتِيلِ قَتْلَهُ عَلَى وَاحِدٍ أَوْ جَمَاعَةٍ ، وَيَقْتَرِنُ بِالْحَالِ : مَا يُشْعِرُ بِصِدْقِ الْوَلِيِّ ، عَلَى تَفْصِيلٍ فِي الشُّرُوطِ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ ، أَوْ بَعْضِهِمْ ، وَيُقَالُ لَهُ : " اللَّوَثُ " ؛ فَيَحْلِفُ عَلَى مَا يَدَّعِيهِ " .
انتهى من " إحكام الأحكام " (2/ 222) .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

[ماء البحرطهور].

[ماء البحرطهور].
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في "المجتبى":
59: أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا ، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 
" هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ " .

وإسناده صحيحٌ،سعيد بن سلمة،والمغيرة بن أبي بردة وثقهما النسائي وابن حبان،وصححه جمعٌ من المتقدمين والمتأخرين:كالبخاري والترمذي والبيهقي والجوزقاني وابن المنذر والبغوي وابن الأثير وابن الملقن .
وقال ابن حجر في ترجمة المغيرة بن أبي بردة في "تهذيب التهذيب"(10/ 257): «وصحَّح حديثه عن أبي هريرة في البحر: ابن خزيمة، وابن حبان، وابن المنذر، والخطابي، والطحاوي، وابن منده، والحاكم، وابن حزم، والبيهقي، وعبد الحق، وآخرون»اهـ. 
وقال ابن عبد البرفي "التمهيد":
" وهذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده ، وهو عندي صحيح ; لأن العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به".
وقال الترمذي في "الجامع":
وَفِي الْبَاب عَنْ جَابِرٍ , وَالْفِرَاسِيِّ . قال أبو عيسى : هَذَا حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ , وَعُمَرُ , وَابْنُ عَبَّاسٍ لَمْ يَرَوْا بَأْسًا بِمَاءِ الْبَحْرِ ، وَقَدْ كَرِهَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوُضُوءَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ، مِنْهُمْ ابْنُ عُمَرَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : هُوَ نَارٌ .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد":
وقد أجمع جمهور العلماء وجماعة أئمة الفتيا بالأمصار من الفقهاء ، أن البحر طهور ماؤه ، وأن الوضوء جائز به ، إلا ما روي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، فإنه روي عنهما أنهما كرها الوضوء من ماء البحر ، ولم يتابعهما أحد من فقهاء الأمصار على ذلك ، ولا عرج عليه ، ولا التفت إليه ; لحديث هذا الباب عن النبي ، صلى الله عليه وسلم . 
وهذا يدلك على استشهار الحديث عندهم ، وعملهم به ، وقبولهم له ، وهذا أولى عندهم من الإسناد الظاهر الصحة بمعنى ترده الأصول . وبالله التوفيق . 
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
1336:حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ : سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَيُتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ ؟ فَقَالَ : " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ وَالْحَلَالُ مَيْتَتُهُ " .
وقال ابن المنذر في "الأوسط":
160: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا حَجَّاجٌ ، ثنا حَمَّادٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ ، وَأَبِي التَّيَّاحِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ :
" مَاءُ الْبَحْرِ طَهُورٌ " .
وقال ابن المنذر في "الأوسط أيضاً:
وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ ، وَطَاوُسٌ ، وَالْحَسَنُ ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَأَهْلِ الْكُوفَةِ ، وَالأَوْزَاعِيِّ ، وَأَهْلِ الشَّامِ ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَأَبُو عُبَيْدٍ ، وَبِهِ نَقُولُ لِظَاهِرِ نَصِّ الْكِتَابِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً سورة النساء آية 43 ، وَمَاءُ الْبَحْرِ مِنَ الْمِيَاهِ دَاخِلٌ فِي جُمْلَةِ قَوْلِهِ : فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً سورة النساء آية 43 ، وَلِلثَّابِتِ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " هُوَ الطُّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ " ، وَلِلْرِوَايَةِ الَّتِي رُوِّينَاهَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَهُوَ قَوْلُ عَوَامِّ أَهْلِ الْعِلْمِ . وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ : ابْنِ عُمَرَ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ قَالَ : فِي الْوُضُوءِ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ التَّيَمُّمُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ . وَرُوِّينَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ تَحْتَ بَحْرِكُمْ هَذَا نَارًا ، وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرًا ، وَتَحْتَ الْبَحْرِ نَارًا ، وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرًا حَتَّى عَدَّ سَبْعَةَ أَبْحُرٍ وَسَبْعَةَ أَنْوُرٍ ، لا يَجْزِي مِنْهُ الْوُضُوءُ ، وَلا الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، وَالتَّيَمُّمِ أَعْجَبُ إِلَيَّ . 

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

" أَصْحَابُ الْعَرَبِيَّةِ جِنُّ الإِنْسِ ، يُبْصِرُونَ مَا لا يُبْصِرُ غَيْرُهُمْ " .

" أَصْحَابُ الْعَرَبِيَّةِ جِنُّ الإِنْسِ ، يُبْصِرُونَ مَا لا يُبْصِرُ غَيْرُهُمْ " .
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
قال ابن أبي حاتم في "مناقب الشافعي وآدابه":
153: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ ، ثنا أَبِي ، ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ ، يَقُولُ :
" أَصْحَابُ الْعَرَبِيَّةِ جِنُّ الإِنْسِ ، يُبْصِرُونَ مَا لا يُبْصِرُ غَيْرُهُمْ " .

قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث":
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : نَكْتَفِي بِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ مِثَالِ هَذَا الْجِنْسِ ، فَقَدْ صَحَّ مِثْلُ ذَلِكَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، وَشِبَاكٍ ، وَأَبِي إِسْحَاقَ ، وَمُغِيرَةَ ، وَهُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ وَفِيمَا حَدَّثُونَا أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ هُشَيْمٍ اجْتَمَعُوا يَوْمًا عَلَى أَنْ لَا يَأْخُذُوا مِنْهُ التَّدْلِيسَ فَفَطِنَ لِذَلِكَ ، فَكَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ حَدِيثٍ يَذْكُرُهُ : حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ , وَمُغِيرَةُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُمْ : هَلْ دَلَّسْتُ لَكُمُ الْيَوْمَ فَقَالُوا : لَا ، فَقَالَ : لَمْ أَسْمَعْ مِنْ مُغِيرَةَ حَرْفًا مِمَّا ذَكَرْتُهُ ، إِنَّمَا قُلْتُ : حَدَّثَنِي حُصَيْنٌ وَمُغِيرَةُ غَيْرُ مَسْمُوعٍ لِي .
فالواو:استئنافية وليست عاطفة.
وقال الذهبي في "السير":
قال الأعمش : رأيت ابن أبي ليلى وقد ضربه الحجاج ، وكأن ظهره مسح وهو متكئ على ابنه وهم يقولون : العن الكذابين فيقول : لعن الله الكذابين . يقول : الله الله علي بن أبي طالب ، عبد الله بن الزبير ، المختار بن أبي عبيد . قال : وأهل الشام كأنهم حمير لا يدرون ما يقصد ، وهو يخرجهم من اللعن .
وقال ابن القيم في "الطرق الحكمية":
12 - (فَصْلٌ) وَمِنْ ذَلِكَ: قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْفَقِيهِ - وَقَدْ أُقِيمَ عَلَى دُكَّانٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ - فَقَامَ عَلَى الدُّكَّانِ، وَقَالَ:
إنَّ الْأَمِيرَ أَمَرَنِي أَنْ أَلْعَنَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَالْعَنُوهُ. لَعَنَهُ اللَّهُ.
واللعن يعود على الأمير.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

[توقي الصحابة في الرواية].

[توقي الصحابة في الرواية].
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
قال ابن حجر في "الفتح":
"وقد أخرج سعيد بن منصور بسند آخر صحيح عن الشعبي عن قرظة بن كعب عن عمر قال : أقلوا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم ".
وقال الطحاوي في "مشكل الآثار ":
5276 كَمَا حَدَّثَنَا يُونُسُ ، وَابْنُ أَبِي عَقِيلٍ قَالَا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ بَيَانٍ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : خَرَجْنَا نُرِيدُ الْعِرَاقَ فَمَشَى مَعَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى صِرَارَ ، فَتَوَضَّأَ ، فَغَسَلَ اثْنَتَيْنِ ، فَقَالَ : أَتَدْرُونَ لِمَ مَشَيْتُ مَعَكُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، نَحْنُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشَيْتَ مَعَنَا ، قَالَ : إِنَّكُمْ تَأْتُونَ أَهْلَ قَرْيَةٍ لَهُمْ دَوِيُّ بِالْقُرْآنِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، فَلَا تَصُدُّوهُمْ بِالْأَحَادِيثِ ، فَتَشْغَلُوهُمْ ، جَرِّدُوا الْقُرْآنَ ، وَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، امْضُوا ، وَأَنَا شَرِيكُكُمْ ، فَلَمَّا قَدِمَ قَرَظَةَ قَالُوا : حَدِّثْنَا ، قَالَ : نَهَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاللَّفْظُ لِيُونُسَ".
وقال البخاري في "صحيحه":
6752:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ :
أَرَأَيْتَ حَدِيثَ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَاعَدْتُ ابْنَ عُمَرَ ؟ قَرِيبًا مِنْ سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةٍ وَنِصْفٍ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ هَذَا ، قَالَ : كَانَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ سَعْدٌ ، فَذَهَبُوا يَأْكُلُونَ مِنْ لَحْمٍ ، فَنَادَتْهُمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ ، فَأَمْسَكُوا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُوا أَوِ اطْعَمُوا فَإِنَّهُ حَلَالٌ ، أَوْ قَالَ : لَا بَأْسَ بِهِ شَكَّ فِيهِ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِي " .
قال الحاكم في "المستدرك":
6115:حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : " صَحِبْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَذَا وَكَذَا سَنَةً ، فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا " .
وقال البخاري في "صحيحه":
105:حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ : إِنِّي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، قَالَ :
أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " .
وقال البخاري في "صحيحه":
2625: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وسَعْدًا والْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يُحَدِّثُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ ، يُحَدِّثُ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ .
قال ابن حجر في "الفتح":
قوله : ( فما سمعت أحدا منهم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) في رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن السائب " صحبت سعد بن مالك من المدينة إلى مكة فما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث واحد " أخرجه ابن ماجه ، وسعد بن مالك هو ابن أبي وقاص ، وأخرج آدم بن أبي إياس في العلم له من هذا الوجه فقال فيه : صحبت سعدا كذا وكذا سنة " .
وقال ابن ماجه في "السنن":
20: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ :
" إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْنَاهُ ، وَأَهْدَاهُ ، وَأَتْقَاهُ " .
وقال الطبراني في "المعجم الكبير":
4978 - حدثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا أبو الوليد ، ثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : كنا إذا قلنا لزيد بن أرقم : حدثنا ، قال :
 " كبرنا ونسينا ، والحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شديد " .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

الخميس، 25 يوليو 2019

[أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ].

[أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ].
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال البخاري في "صحيحه":
6839:حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا إبراهيم ، أخبرنا ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، أن ابن عباس رضي الله عنهما قال : 
" كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرءونه محضا لم يشب ؟ وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب ، وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا سورة البقرة آية 79 ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم " .

وقال ابن أبي حاتم في "تفسيره":
16680: حدثنا جعفر بن منير المدائني ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين ، حدثني عبد الله بن أبي مليكة ، أن ابن عامر أهدى إلى عائشة ، فظنت أنه عبد الله بن عمرو ، فقالت : 
" لا حاجة لي بهدية من تبع الكتب ، وقالت : أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم سورة العنكبوت آية 51 " .

وإسناده قويٌّ.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين

[لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ].

[لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ].
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال البخاري في "صحيحه":
735:حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : 
" قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أُمِرَ وَسَكَتَ فِيمَا أُمِرَ ، وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " .
قال البخاري في "صحيحه":
1527: حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا عمرو بن دينار ، قال : سمعت ابن عمر رضي الله عنهما ، يقول : " قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا ، وصلى خلف المقام ركعتين ، ثم خرج إلى الصفا , وقد قال الله تعالى :
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
سورة الأحزاب آية 21 " .
قال البخاري في "صحيحه":
3975: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ أَهَلَّ وَقَالَ :
إِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حِينَ حَالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَتَلاَ : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }.
قال البخاري في "صحيحه":
4887: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ ، سَمِعَ الرَّبِيعَ بْنَ نَافِعٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ :
" إِذَا حَرَّمَ امْرَأَتَهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ سورة الأحزاب آية 21 " .
قال البخاري في "صحيحه":
6239:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ أَبِي حُرَّةَ الْأَسْلَمِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ لَا يَأْتِيَ عَلَيْهِ يَوْمٌ إِلَّا صَامَ ، فَوَافَقَ يَوْمَ أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ ، فَقَالَ :
" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ، لَمْ يَكُنْ يَصُومُ يَوْمَ الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ ، وَلَا يَرَى صِيَامَهُمَا " .
وقال مسلم في "صحيحه":
1119:حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا يزيد يعني ابن زريع ، عن عمر بن محمد ، عن حفص بن عاصم ، قال : مرضت مرضا ، فجاء ابن عمر يعودني ، قال : وسألته عن السبحة في السفر ، فقال " صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر ، فما رأيته يسبح ، ولو كنت مسبحا لأتممت " ، وقد قال الله تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة سورة الأحزاب آية 21 .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين