فضل سورة الأنعام.
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن":
374: حدثنا أحمد بن يونس ، عن زهير بن معاوية ، قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن عبد الله بن خليفة ، عن عمر بن الخطاب ، قال :
" الأنعام من نواجب القرآن " .
وقال الدارمي في "المسند":
3306:حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ :
" الْأَنْعَامُ مِنْ نَوَاجِبِ الْقُرْآنِ " .
وإسناده قويٌّ،أحمد بن يونس هو اليربوعي شيخ الإسلام ،وأبو نعيم هو الفضل بن دكين الملائي،وزهير هو ابن معاوية بن حديج الجعفي ،وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي ،وعبد الله بن خليفة هو الهمداني تابعي مخضرم وثقه ابن حبان والسيوطي والهيثمي ، وصحح حديثه : الحاكم في مستدركه وابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكاروابن الزاغوني في كتاب مستقل والمقدسي في المختارة وابن تيمية والذهبي في العرش.
ومعنى نواجب:أي أفاضل سوره ؛وذلك لاشتمالها على التوحيد والأسماء والنعوت والصفات والمعاد وغيرها.
قال ابن القيَّم في "مدارج السالكين":
وأما التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ، ونزلت به كتبه : فوراء ذلك كله وهو نوعان : توحيد في المعرفة والإثبات ، وتوحيد في المطلب والقصد .
فالأول : هو حقيقة ذات الرب تعالى ، وأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وعلوه فوق سماواته على عرشه ، وتكلمه بكتبه ، وتكليمه لمن شاء من عباده ، وإثبات عموم قضائه ، وقدره ، وحكمه ، وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح .
كما في أول سورة الحديد ، وسورة طه ، وآخر سورة الحشر ، وأول سورة " تنزيل " السجدة ، وأول سورة آل عمران ، وسورة الإخلاص بكمالها ، وغير ذلك .
النوع الثاني : مثل ما تضمنته سورة قل ياأيها الكافرون وقوله : قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم - الآية وأول سورة " تنزيل الكتاب " وآخرها ، وأول سورة يونس ووسطها وآخرها ، وأول سورة الأعراف وآخرها ، وجملة سورة الأنعام وغالب سور القرآن ، بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد .
بل نقول قولا كليا : إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد ، شاهدة به ، داعية إليه ، فإن القرآن : إما خبر عن الله ، وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له ، وخلع كل ما يعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمر ونهي ، وإلزام بطاعته في نهيه وأمره ، فهي حقوق التوحيد ومكملاته ، وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته ، وما فعل بهم في الدنيا ، وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك ، وما فعل بهم في الدنيا من النكال ، وما يحل بهم في العقبى من العذاب ، فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد .
قال السعدي في "تفسيره":
اعلم أن هذه السورة الكريمة، قد اشتملت على تقرير التوحيد، بكل دليل عقلي ونقلي،بل كادت أن تكون كلها في شأن التوحيد ومجادلة المشركين بالله المكذبين لرسوله.
فهذه الآيات، ذكر الله فيها ما يتبين به الهدى، وينقمع به الشرك.
قلتُ:وفاتحة الأنعام هي أول التوراة.
قال ابن الضريس في " فضائل القرآن":
193ـ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو النُّمَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبًا ، يَقُولُ :
" فَاتِحَةُ التَّوْرَاةِ الأَنْعَامُ ، وَخَاتِمَةُ التَّوْرَاةِ سُورَةُ هُودٍ " .
قال ابنُ أبي شيبة في " المصنف":
29678ـ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبًا ، يَقُولُ :
" فَاتِحَةُ التَّوْرَاةِ فَاتِحَةُ سُورَةِ الْأَنْعَامِ , وَخَاتِمَةُ التَّوْرَاةِ خَاتِمَةُ سُورَةِ هُودٍ " .
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن":
374: حدثنا أحمد بن يونس ، عن زهير بن معاوية ، قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن عبد الله بن خليفة ، عن عمر بن الخطاب ، قال :
" الأنعام من نواجب القرآن " .
وقال الدارمي في "المسند":
3306:حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ :
" الْأَنْعَامُ مِنْ نَوَاجِبِ الْقُرْآنِ " .
وإسناده قويٌّ،أحمد بن يونس هو اليربوعي شيخ الإسلام ،وأبو نعيم هو الفضل بن دكين الملائي،وزهير هو ابن معاوية بن حديج الجعفي ،وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي ،وعبد الله بن خليفة هو الهمداني تابعي مخضرم وثقه ابن حبان والسيوطي والهيثمي ، وصحح حديثه : الحاكم في مستدركه وابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكاروابن الزاغوني في كتاب مستقل والمقدسي في المختارة وابن تيمية والذهبي في العرش.
ومعنى نواجب:أي أفاضل سوره ؛وذلك لاشتمالها على التوحيد والأسماء والنعوت والصفات والمعاد وغيرها.
قال ابن القيَّم في "مدارج السالكين":
وأما التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ، ونزلت به كتبه : فوراء ذلك كله وهو نوعان : توحيد في المعرفة والإثبات ، وتوحيد في المطلب والقصد .
فالأول : هو حقيقة ذات الرب تعالى ، وأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وعلوه فوق سماواته على عرشه ، وتكلمه بكتبه ، وتكليمه لمن شاء من عباده ، وإثبات عموم قضائه ، وقدره ، وحكمه ، وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح .
كما في أول سورة الحديد ، وسورة طه ، وآخر سورة الحشر ، وأول سورة " تنزيل " السجدة ، وأول سورة آل عمران ، وسورة الإخلاص بكمالها ، وغير ذلك .
النوع الثاني : مثل ما تضمنته سورة قل ياأيها الكافرون وقوله : قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم - الآية وأول سورة " تنزيل الكتاب " وآخرها ، وأول سورة يونس ووسطها وآخرها ، وأول سورة الأعراف وآخرها ، وجملة سورة الأنعام وغالب سور القرآن ، بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد .
بل نقول قولا كليا : إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد ، شاهدة به ، داعية إليه ، فإن القرآن : إما خبر عن الله ، وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له ، وخلع كل ما يعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمر ونهي ، وإلزام بطاعته في نهيه وأمره ، فهي حقوق التوحيد ومكملاته ، وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته ، وما فعل بهم في الدنيا ، وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك ، وما فعل بهم في الدنيا من النكال ، وما يحل بهم في العقبى من العذاب ، فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد .
قال السعدي في "تفسيره":
اعلم أن هذه السورة الكريمة، قد اشتملت على تقرير التوحيد، بكل دليل عقلي ونقلي،بل كادت أن تكون كلها في شأن التوحيد ومجادلة المشركين بالله المكذبين لرسوله.
فهذه الآيات، ذكر الله فيها ما يتبين به الهدى، وينقمع به الشرك.
قلتُ:وفاتحة الأنعام هي أول التوراة.
قال ابن الضريس في " فضائل القرآن":
193ـ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو النُّمَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبًا ، يَقُولُ :
" فَاتِحَةُ التَّوْرَاةِ الأَنْعَامُ ، وَخَاتِمَةُ التَّوْرَاةِ سُورَةُ هُودٍ " .
قال ابنُ أبي شيبة في " المصنف":
29678ـ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبًا ، يَقُولُ :
" فَاتِحَةُ التَّوْرَاةِ فَاتِحَةُ سُورَةِ الْأَنْعَامِ , وَخَاتِمَةُ التَّوْرَاةِ خَاتِمَةُ سُورَةِ هُودٍ " .
قال ابنُ أبي شيبة في المصنف":
35169ـ حَدَّثَنَا شَاذَانُ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قال : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ :
" كَانَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ التَّوْرَاةِ عَشْرَ آيَاتٍ ، وَهِيَ الْعَشْرُ الَّتِي أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ الْأَنْعَامِ " .
شاذانُ : أسود بن عامر، وكعب هو كعب بن ماتع الحميري ـ كعب الأحبار.
وهو أثرٌ صحيحٌ وخبرٌ ثابتٌ عن كعب الأحبار.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في " فضائل القرآن":
338ـ وحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فِي قَوْلِهِ :
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي سورة الحجر آية 87 قَالَ :
" هِيَ السَّبْعُ الطُّوَلُ : الْبَقَرَةُ , وَآلُ عِمْرَانَ , وَالنِّسَاءُ , وَالْمَائِدَةُ , وَالأَنْعَامُ , وَالأَعْرَافُ , وَيُونُسُ " . قَالَ : وَقَالَ مُجَاهِدٌ : هِيَ السَّبْعُ الطُّوَلُ . حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ ، مِثْلَ قَوْلِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَوَاءً , إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : وَالَّتِي يُقَالُ لَهَا يُونُسُ . قَالَ : وَهِيَ السَّابِعَةُ . وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَارِئُ شَدَّادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ :
وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ : وَإِنَّ يُونُسَ تُسَمَّى السَّابِعَةَ . قَالَ : وَقَالَ يَحْيَى : لَيْسَتْ تَعُدُّ الْأَنْفَالُ وَلا بَرَاءَةٌ مِنَ السَّبْعِ الطُّوَلِ .
قال أحمد في "مسنده":
399 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي الْفَارِسِيَّ، قَالَ أَبِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ
قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي، وَإِلَى بَرَاءَةٌ، وَهِيَ مِنَ الْمِئِينَ، فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكْتُبُوا - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: بَيْنَهُمَا - سَطْرًا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ، مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟
قَالَ عُثْمَانُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، وَكَانَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ يَدْعُو بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ عِنْدَهُ، يَقُولُ: ضَعُوا هَذَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا
وَيُنْزَلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ فَيَقُولُ: ضَعُوا هَذِهِ الْآيَاتِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَيُنْزَلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ
فَيَقُولُ: ضَعُوا هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا
وَكَانَتِ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِلِ مَا أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ، وَبَرَاءَةٌ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ، فَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهًة بِقِصَّتِهَا، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا، وَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا، فَمِنْ ثَمَّ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرًا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَوَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ".
35169ـ حَدَّثَنَا شَاذَانُ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قال : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ :
" كَانَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ التَّوْرَاةِ عَشْرَ آيَاتٍ ، وَهِيَ الْعَشْرُ الَّتِي أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ الْأَنْعَامِ " .
شاذانُ : أسود بن عامر، وكعب هو كعب بن ماتع الحميري ـ كعب الأحبار.
وهو أثرٌ صحيحٌ وخبرٌ ثابتٌ عن كعب الأحبار.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في " فضائل القرآن":
338ـ وحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فِي قَوْلِهِ :
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي سورة الحجر آية 87 قَالَ :
" هِيَ السَّبْعُ الطُّوَلُ : الْبَقَرَةُ , وَآلُ عِمْرَانَ , وَالنِّسَاءُ , وَالْمَائِدَةُ , وَالأَنْعَامُ , وَالأَعْرَافُ , وَيُونُسُ " . قَالَ : وَقَالَ مُجَاهِدٌ : هِيَ السَّبْعُ الطُّوَلُ . حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ ، مِثْلَ قَوْلِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَوَاءً , إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : وَالَّتِي يُقَالُ لَهَا يُونُسُ . قَالَ : وَهِيَ السَّابِعَةُ . وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَارِئُ شَدَّادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ :
وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ : وَإِنَّ يُونُسَ تُسَمَّى السَّابِعَةَ . قَالَ : وَقَالَ يَحْيَى : لَيْسَتْ تَعُدُّ الْأَنْفَالُ وَلا بَرَاءَةٌ مِنَ السَّبْعِ الطُّوَلِ .
قال أحمد في "مسنده":
399 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي الْفَارِسِيَّ، قَالَ أَبِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ
قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي، وَإِلَى بَرَاءَةٌ، وَهِيَ مِنَ الْمِئِينَ، فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكْتُبُوا - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: بَيْنَهُمَا - سَطْرًا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ، مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟
قَالَ عُثْمَانُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، وَكَانَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ يَدْعُو بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ عِنْدَهُ، يَقُولُ: ضَعُوا هَذَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا
وَيُنْزَلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ فَيَقُولُ: ضَعُوا هَذِهِ الْآيَاتِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَيُنْزَلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ
فَيَقُولُ: ضَعُوا هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا
وَكَانَتِ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِلِ مَا أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ، وَبَرَاءَةٌ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ، فَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهًة بِقِصَّتِهَا، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا، وَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا، فَمِنْ ثَمَّ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرًا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَوَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ".
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق