الأربعاء، 31 يوليو 2019

[من أسباب لبس الإمام في الصلاة].

[من أسباب لبس الإمام في الصلاة].
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
1ـ نقصان الوضوء.
قال النسائي في "المجتبى":
937:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قال : أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ شَبِيبٍ أَبِي رَوْحٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَقَرَأَ الرُّومَ فَالْتَبَسَ عَلَيْهِ فَلَمَّا صَلَّى قَالَ : 
" مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُصَلُّونَ مَعَنَا لَا يُحْسِنُونَ الطُّهُورَ فَإِنَّمَا يَلْبِسُ عَلَيْنَا الْقُرْآنَ أُولَئِكَ " .
وقال أحمد في "المسند":
22469: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبدِ الْمَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ شَبيب بن أَبي رَوْحٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَاب النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
 صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ ، فَقَرَأَ فِيهِمَا ، فَالْتُبسَ عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَةِ ، فَلَمَّا صَلَّى ، قَالَ : " مَا بالُ رِجَالٍ يَحْضُرُونَ مَعَنَا الصَّلَاةَ بغَيْرِ طُهُورٍ ! أُولَئِكَ الَّذِينَ يَلْبسُونَ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا ، مَنْ شَهِدَ مَعَنَا الصَّلَاةَ ، فَلْيُحْسِنْ الطُّهُورَ " .
وقال أحمد في "المسند": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ شَبِيبًا أَبَا رَوْحٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ صَلَّى الصُّبْحَ ، فَقَرَأَ فِيهَا الرُّومَ ، فَأَوْهَمَ ، فَذَكَرَهُ .
قال ابن كثير في "تفسيره":
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، سمعت شبيبا أبا روح يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح فقرأ بهم الروم فأوهم ، فلما انصرف قال : " إنه يلبس علينا القرآن ، إن أقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء ، فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء " . 
ثم رواه من طريقين آخرين ، عن عبد الملك بن عمير ، عن شبيب أبي روح من ذي الكلاع : أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره فدل هذا على أن إكمال الطهارة يسهل القيام في العبادة ، ويعين على إتمامها وإكمالها والقيام بمشروعاتها . 
وقال أيضاً:
قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، سمعت شبيبا - أبا روح - يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح ، فقرأ فيها الروم فأوهم ، فقال : " إنه يلبس علينا القرآن ، فإن أقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء ، فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء " .
وهذا إسناد حسن ومتن حسن وفيه سر عجيب ، ونبأ غريب ، وهو أنه ، عليه السلام تأثر بنقصان وضوء من ائتم به ، فدل ذلك أن صلاة المأموم متعلقة بصلاة الإمام .
 
والحديث اجتباه النسائي وصححه الضياء المقدسي ،وحسنه ابن كثير والألباني وشعيب الأرنؤط ومصطفى بن العدوي.
2ـ الهم.
قال ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل":
393:حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، قال :
 أخبرني أبي ، قال : كنا نبيت عند عمر رضي الله عنه أنا ويرفأ ، قال : فكانت له ساعة من الليل يصليها ، فربما لم يقل ، فيقول لا يقوم كما كان يقوم ، فيكون أبكر ما كان قائما ، وكان إذا استيقظ قرأ هذه الآية : وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها سورة طه آية 132 ، قال : حتى إذا كانت ليلة قام فصلى ، ثم انصرف ، قال : " قوما فصليا ، فوالله ما أستطيع أن أصلي وما أستطيع أن أرقد ، وإني لأفتتح السورة فلا أدري في أولها أو في آخرها " ، قلنا : ولم يا أمير المؤمنين ؟ قال :
 " من همي بالناس منذ جاءني هذا الخبر عن أبي عبيدة " ، رحمهما الله .
وصححه ابن كثير في "مسند الفاروق".
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ":
1304:حدثنا أبو اليمان ، ثنا حريز بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن ميسرة ، عن أبي عذبة الحمصي ، قال :
قدمت على عمر بن الخطاب رابع أربعة من الشام ونحن حجاج ، فبينا نحن عنده أتاه آت من قبل العراق ، فأخبر أنهم قد حصبوا إمامهم ، وقد كان عمر عوضهم منه مكان إمام كان قبله ، فحصبوه ، فخرج إلى الصلاة مغضبا فسها في صلاته ، ثم أقبل على الناس ، فقال : " من هاهنا من أهل الشام " ؟ فقمت أنا وأصحابي ، فقال :
" يا أهل الشام تجهزوا لأهل العراق ، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ " ، ثم قال : " اللهم إنهم قد لبسوا علي فلبس عليهم ، وعجل لهم الغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية ، لا يقبل من محسنهم ، ولا يتجاوز عن مسيئهم " .
وحسّن إسناده الألباني.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق