الأحد، 28 يوليو 2019

[ماء البحرطهور].

[ماء البحرطهور].
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمابعد:
قال الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في "المجتبى":
59: أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا ، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 
" هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ " .

وإسناده صحيحٌ،سعيد بن سلمة،والمغيرة بن أبي بردة وثقهما النسائي وابن حبان،وصححه جمعٌ من المتقدمين والمتأخرين:كالبخاري والترمذي والبيهقي والجوزقاني وابن المنذر والبغوي وابن الأثير وابن الملقن .
وقال ابن حجر في ترجمة المغيرة بن أبي بردة في "تهذيب التهذيب"(10/ 257): «وصحَّح حديثه عن أبي هريرة في البحر: ابن خزيمة، وابن حبان، وابن المنذر، والخطابي، والطحاوي، وابن منده، والحاكم، وابن حزم، والبيهقي، وعبد الحق، وآخرون»اهـ. 
وقال ابن عبد البرفي "التمهيد":
" وهذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده ، وهو عندي صحيح ; لأن العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به".
وقال الترمذي في "الجامع":
وَفِي الْبَاب عَنْ جَابِرٍ , وَالْفِرَاسِيِّ . قال أبو عيسى : هَذَا حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ , وَعُمَرُ , وَابْنُ عَبَّاسٍ لَمْ يَرَوْا بَأْسًا بِمَاءِ الْبَحْرِ ، وَقَدْ كَرِهَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوُضُوءَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ، مِنْهُمْ ابْنُ عُمَرَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : هُوَ نَارٌ .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد":
وقد أجمع جمهور العلماء وجماعة أئمة الفتيا بالأمصار من الفقهاء ، أن البحر طهور ماؤه ، وأن الوضوء جائز به ، إلا ما روي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، فإنه روي عنهما أنهما كرها الوضوء من ماء البحر ، ولم يتابعهما أحد من فقهاء الأمصار على ذلك ، ولا عرج عليه ، ولا التفت إليه ; لحديث هذا الباب عن النبي ، صلى الله عليه وسلم . 
وهذا يدلك على استشهار الحديث عندهم ، وعملهم به ، وقبولهم له ، وهذا أولى عندهم من الإسناد الظاهر الصحة بمعنى ترده الأصول . وبالله التوفيق . 
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
1336:حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ : سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَيُتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ ؟ فَقَالَ : " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ وَالْحَلَالُ مَيْتَتُهُ " .
وقال ابن المنذر في "الأوسط":
160: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا حَجَّاجٌ ، ثنا حَمَّادٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ ، وَأَبِي التَّيَّاحِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ :
" مَاءُ الْبَحْرِ طَهُورٌ " .
وقال ابن المنذر في "الأوسط أيضاً:
وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ ، وَطَاوُسٌ ، وَالْحَسَنُ ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَأَهْلِ الْكُوفَةِ ، وَالأَوْزَاعِيِّ ، وَأَهْلِ الشَّامِ ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَأَبُو عُبَيْدٍ ، وَبِهِ نَقُولُ لِظَاهِرِ نَصِّ الْكِتَابِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً سورة النساء آية 43 ، وَمَاءُ الْبَحْرِ مِنَ الْمِيَاهِ دَاخِلٌ فِي جُمْلَةِ قَوْلِهِ : فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً سورة النساء آية 43 ، وَلِلثَّابِتِ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " هُوَ الطُّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ " ، وَلِلْرِوَايَةِ الَّتِي رُوِّينَاهَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَهُوَ قَوْلُ عَوَامِّ أَهْلِ الْعِلْمِ . وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ : ابْنِ عُمَرَ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ قَالَ : فِي الْوُضُوءِ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ التَّيَمُّمُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ . وَرُوِّينَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ تَحْتَ بَحْرِكُمْ هَذَا نَارًا ، وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرًا ، وَتَحْتَ الْبَحْرِ نَارًا ، وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرًا حَتَّى عَدَّ سَبْعَةَ أَبْحُرٍ وَسَبْعَةَ أَنْوُرٍ ، لا يَجْزِي مِنْهُ الْوُضُوءُ ، وَلا الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، وَالتَّيَمُّمِ أَعْجَبُ إِلَيَّ . 

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق