الأربعاء، 15 مايو 2019

#أذكاروأدعيةالجهاد.

#أذكاروأدعيةالجهاد.

#قولُ_أنا_فلانٌ_أوابنُ_فلانٍ__لإرعاب_وإرهاب_العدو.

الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:

قال البخاري في "صحيحه":

 2831:حدثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، قال : سأل رجل البراء رضي الله عنه ، فقال : يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين ، قال البراء وأنا أسمع أما رسول الله صلى الله عليه وسلم " لم يول يومئذ كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته ، فلما غشيه المشركون نزل فجعل ، يقول :

 أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب قال : فما رئي من الناس يومئذ أشد منه " .

3898: حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا حاتم ، عن يزيد بن أبي عبيد ، قال : سمعت سلمة بن الأكوع ، يقول :

 خرجت قبل أن يؤذن بالأولى ، وكانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قرد ، قال : فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف ، فقال : أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : من أخذها ؟ قال : غطفان ، قال : فصرخت ثلاث صرخات : يا صباحاه ، قال : فأسمعت ما بين لابتي المدينة ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم , وقد أخذوا يستقون من الماء ، فجعلت أرميهم بنبلي :

أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع وكنت راميا وأقول وأرتجز حتى استنقذت اللقاح منهم ، واستلبت منهم ثلاثين بردة ، قال : وجاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس , فقلت : يا نبي الله ، قد حميت القوم الماء وهم عطاش ، فابعث إليهم الساعة ، فقال : " يا ابن الأكوع ، ملكت فأسجح " ، قال : ثم رجعنا ويردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته حتى دخلنا المدينة .

وقال مسلم في "صحيحه":

3378: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن القاسم . ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا أبو عامر العقدي كلاهما ، عن عكرمة بن عمار . ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وهذا حديثه ، أخبرنا أبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد ، حدثنا عكرمة وهو ابن عمار ، حدثني إياس بن سلمة ، حدثني أبي ، قال : " قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها ، قال : فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبا الركية ، فإما دعا ، وإما بسق فيها ، قال : فجاشت فسقينا واستقينا ، قال : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعانا للبيعة في أصل الشجرة ، قال : فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس ، قال : بايع يا سلمة ، قال : قلت : قد بايعتك يا رسول الله ، في أول الناس ، قال : وأيضا ، قال : ورآني رسول الله صلى الله عليه وسلم عزلا يعني ليس معه سلاح ، قال : فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس ، قال : ألا تبايعني يا سلمة ؟ ، قال : قلت : قد بايعتك يا رسول الله ، في أول الناس ، وفي أوسط الناس ، قال : وأيضا ، قال : فبايعته الثالثة ، ثم قال لي يا سلمة : أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك ؟ ، قال : قلت : يا رسول الله ، لقيني عمي عامر عزلا ، فأعطيته إياها ، قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : إنك كالذي قال الأول اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي ، ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض واصطلحنا ، قال : وكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أسقي فرسه وأحسه وأخدمه وآكل من طعامه ، وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، قال : فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض ، أتيت شجرة فكسحت شوكها ، فاضطجعت في أصلها ، قال : فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة ، فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبغضتهم فتحولت إلى شجرة أخرى وعلقوا سلاحهم واضطجعوا ، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي ، يا للمهاجرين قتل ابن زنيم ، قال : فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود ، فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثا في يدي ، قال ، ثم قلت : والذي كرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه ، قال : ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس ، مجفف في سبعين من المشركين ، فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : دعوهم يكن لهم بدء الفجور ، وثناه فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنزل الله وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم سورة الفتح آية 24 الآية كلها ، قال : ثم خرجنا راجعين إلى المدينة ، فنزلنا منزلا بيننا وبين بني لحيان جبل وهم المشركون ، فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رقي هذا الجبل الليلة ، كأنه طليعة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قال سلمة : فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثا ، ثم قدمنا المدينة ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بظهره مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه ، وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر ، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستاقه أجمع وقتل راعيه ، قال : فقلت يا رباح : خذ هذا الفرس ، فأبلغه طلحة بن عبيد الله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشركين قد أغاروا على سرحه ، قال : ثم قمت على أكمة ، فاستقبلت المدينة ، فناديت ثلاثا يا صباحاه ، ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز ، أقول : أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع ، فألحق رجلا منهم ، فأصك سهما في رحله حتى خلص نصل السهم إلى كتفه ، قال : قلت :

خذها ، وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع ، قال : فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم ، فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة ، فجلست في أصلها ثم رميته ، فعقرت به حتى إذا تضايق الجبل ، فدخلوا في تضايقه علوت الجبل ، فجعلت أرديهم بالحجارة ، قال : فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا خلفته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه ، ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يستخفون ولا يطرحون شيئا ، إلا جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، حتى أتوا متضايقا من ثنية ، فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري ، فجلسوا يتضحون يعني يتغدون ، وجلست على رأس قرن ، قال الفزاري : ما هذا الذي أرى ؟ ، قالوا : لقينا من هذا البرح والله ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا ، قال : فليقم إليه نفر منكم أربعة ، قال : فصعد إلي منهم أربعة في الجبل ، قال : فلما أمكنوني من الكلام ، قال : قلت : هل تعرفوني ؟ ، قالوا : لا ، ومن أنت ؟ ، قال ، قلت : أنا سلمة بن الأكوع ، والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم ، لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته ولا يطلبني رجل منكم فيدركني ، قال أحدهم : أنا أظن ، قال : فرجعوا ، فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر ، قال : فإذا أولهم الأخرم الأسدي على إثره أبو قتادة الأنصاري ، وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي ، قال : فأخذت بعنان الأخرم ، قال : فولوا مدبرين ، قلت يا أخرم : احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قال يا سلمة : إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة ، قال : فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن ، قال : فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله ، وتحول على فرسه ولحق أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الرحمن ، فطعنه فقتله ، فوالذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا غبارهم شيئا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء ، يقال له ذو قرد ليشربوا منه وهم عطاش ، قال : فنظروا إلي أعدو وراءهم ، فخليتهم عنه يعني أجليتهم عنه ، فما ذاقوا منه قطرة ، قال : ويخرجون فيشتدون في ثنية ، قال : فأعدو فألحق رجلا منهم ، فأصكه بسهم في نغض كتفه ، قال : قلت : خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع ، قال : يا ثكلته أمه أكوعه بكرة ، قال : قلت : نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة ، قال : وأردوا فرسين على ثنية ، قال : فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء ، فتوضأت وشربت ، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حلأتهم عنه ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة ، وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم ، وإذا هو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها ، قال : قلت : يا رسول الله ، خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم ، فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته ، قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه في ضوء النار ، فقال يا سلمة : أتراك كنت فاعلا ؟ ، قلت : نعم والذي أكرمك ، فقال : إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان " ، قال : فجاء رجل من غطفان ، فقال : نحر لهم فلان جزورا ، فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا ، فقالوا : أتاكم القوم ، فخرجوا هاربين ، فلما أصبحنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة ، وخير رجالتنا سلمة ، قال : ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين سهم الفارس وسهم الراجل ، فجمعهما لي جميعا ثم أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة ، قال : فبينما نحن نسير ، قال : وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا ، قال : فجعل يقول ألا مسابق إلى المدينة هل من مسابق ، فجعل يعيد ذلك ، قال : فلما سمعت كلامه ، قلت : أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا ، قال : لا ، إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : قلت : يا رسول الله ، بأبي وأمي ذرني فلأسابق الرجل ، قال : إن شئت ، قال : قلت : اذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت ، قال : فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره ، فربطت عليه شرفا أو شرفين ، ثم إني رفعت حتى ألحقه ، قال : فأصكه بين كتفيه ، قال : قلت : قد سبقت والله ، قال : أنا أظن ، قال : فسبقته إلى المدينة ، قال : فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :

 فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا ، ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا ؟ ، قال : أنا عامر ، قال : غفر لك ربك ، قال : وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد ، قال فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له : يا نبي الله لولا ما متعتنا بعامر ، قال : فلما قدمنا خيبر ، قال : خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول :

 قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب ، قال وبرز له عمي عامر ، فقال :

 قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر ، قال : فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له ، فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله ، فكانت فيها نفسه ، قال سلمة : فخرجت ، فإذا نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه ، قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، فقلت : يا رسول الله ، بطل عمل عامر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال ذلك ؟ ، قال : قلت : ناس من أصحابك ، قال : كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين ، ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد ، فقال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله ، قال : فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب ، فقال :

 قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب ، فقال علي :

 أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره ، قال : فضرب رأس مرحب ، فقتله ثم كان الفتح على يديه " ، قال إبراهيم ، حدثنا محمد بن يحيي ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله ، وحدثنا أحمد بن يوسف الأزدي السلمي ، حدثنا النضر بن محمد ، عن عكرمة بن عمار بهذا .

وقال أبوداود في "السنن":

3568:حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ بِشْرٍ التَّغْلِبِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ :

كَانَ بِدِمَشْقَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ : ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ وَكَانَ رَجُلًا مُتَوَحِّدًا قَلَّمَا يُجَالِسُ النَّاسَ إِنَّمَا هُوَ صَلَاةٌ فَإِذَا فَرَغَ فَإِنَّمَا هُوَ تَسْبِيحٌ وَتَكْبِيرٌ حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ ، فَمَرَّ بِنَا وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ : كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَقَدِمَتْ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَلَسَ فِي الْمَجْلِسِ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ : لَوْ رَأَيْتَنَا حِينَ الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَالْعَدُوُّ فَحَمَلَ فُلَانٌ فَطَعَنَ ، فَقَالَ : خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الْغُلَامُ الْغِفَارِيُّ كَيْفَ تَرَى فِي قَوْلِهِ ؟ قَالَ مَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ بَطَلَ أَجْرُهُ ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ آخَرُ ، فَقَالَ : مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا فَتَنَازَعَا حَتَّى سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ لَا بَأْسَ أَنْ يُؤْجَرَ وَيُحْمَدَ ، فَرَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ سُرَّ بِذَلِكَ وَجَعَلَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ : أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَمَا زَالَ يُعِيدُ عَلَيْهِ حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ لَيَبْرُكَنَّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، قَالَ : فَمَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ : كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ ، قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُنْفِقُ عَلَى الْخَيْلِ كَالْبَاسِطِ يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ لَا يَقْبِضُهَا ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ : كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ لَوْلَا طُولُ جُمَّتِهِ وَإِسْبَالُ إِزَارِهِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ خُرَيْمًا فَعَجِلَ فَأَخَذَ شَفْرَةً فَقَطَعَ بِهَا جُمَّتَهُ إِلَى أُذُنَيْهِ وَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ : كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ " ، قَالَ أَبُو دَاوُد : وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، قَالَ : حَتَّى تَكُونُوا كَالشَّامَةِ فِي النَّاسِ .

وإسناده قويٌّ ، صححه الحاكم في " المستدرك"،ووافقه الذهبي، وحسنه النووي في " رياض الصالحين.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق