الخميس، 25 أبريل 2019

#أذكاوأدعيةالزكاة.

#أذكاوأدعيةالزكاة.
#ماتقولُ إذارأيتَ أوسمعتَ رجلاً ينشد الضالة في المسجد.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال أبو الحسين مسلم بن الحجاج في "صحيحه": 
885: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو ، حدثنا ابن وهب ، عن حيوة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبي عبد الله مولى شداد بن الهاد أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
" من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد ، فليقل : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا " .
وحدثنيه زهير بن حرب ، حدثنا المقرئ ، حدثنا حيوة ، قال : سمعت أبا الأسود ، يقول : حدثني أبو عبد الله مولى شداد ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول بمثله .
886: وحدثني حجاج بن الشاعر ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا الثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، أن رجلا ، نشد في المسجد ، فقال : 
من دعا إلى الجمل الأحمر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا وجدت ، إنما بنيت المساجد لما بنيت له " .
887: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ، عن أبي سنان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما صلى ، قام رجل ، فقال : 
من دعا إلى الجمل الأحمر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
لا وجدت ، " إنما بنيت المساجد لما بنيت له " . 

حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا جرير ، عن محمد بن شيبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال :
جاء أعرابي بعد ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ، فأدخل رأسه من باب المسجد ، فذكر بمثل حديثهما ، قال مسلم : هو وشيبة بن نعامة أبو نعامة ، روى عنه مسعر ، وهشيم ، وجرير ، وغيرهم من الكوفيين .
وقال النسائي في "المجتبى":
710: أخبرنا محمد بن وهب ، قال : حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، قال : حدثني زيد بن أبي أنيسة ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : 
جاء رجل ينشد ضالة في المسجد ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا وجدت " .
وقال ابن خزيمة في "صحيحه":
1242: نا هارون بن إسحاق ، نا ابن فضيل ، عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان ، قال : سمع ابن مسعود رجلا ينشد ضالة في المسجد ، فغضب وسبه ، فقال له رجل : ما كنت فحاشا يا ابن مسعود ، قال :
إنا كنا نؤمر بذلك " . 

وصححه ابن حجرفي نتائج الأفكار، وقال الألباني:إسناده جيّدٌ.
وقال ابن السني في "عمل اليوم والليلة":
151: حدثنا أبو خليفة ، ثنا محمد بن كثير ، أخبرنا سفيان الثوري ، عن عاصم الأحول ، عن الشعبي ، قال : سمع عبد الله ، رجلا ينشد ضالته في المسجد ، فأغضبه ، فقال رجل :
يا أبا عبد الرحمن ، ما كنت فاحشا . فقال : 
" إنا أمرنا بذلك " .
والشعبي لم يسمع من ابن مسعود ـرضي الله عنه، وسمع من كبار أصحابه كمسروق وغيره،وصحح مراسيله أبوداود والعجلي.
قال أبوعبد الله الحاكم :"لم يسمع عبد الله بن مسعود، إنما رآه رؤية.
وقال أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ العجلي :
سمع من ثمانية وأربعين من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، والشعبي أكبر من أبي إِسْحَاق بسنتين، وأَبُو إِسْحَاق أكبر من عَبْد الْمَلِك بْن عمير بسنتين ومرسل الشَّعْبِي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحا" (تهذيب الكمال للحافظ أبي الحجاج المزي)".

قال النووي في "شرح مسلم":
قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
( مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ : لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا ) قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : يُقَالُ :
نَشَدْتُ الدَّابَّةَ إِذَا طَلَبْتَهَا ، وَأَنْشَدْتُهَا إِذَا عَرَّفْتُهَا . وَرِوَايَةُ هَذَا الْحَدِيثِ ( يَنْشُدُ ضَالَّةً ) بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الشِّينِ مِنْ نَشَدْتَ إِذَا طَلَبْتَ . وَمِثْلُهُ : قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى : ( إِنَّ رَجُلًا نَشَدَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ : مَنْ دَعَا إِلَى الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَا وَجَدْتَ إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ ) قَوْلُهُ : ( إِلَى الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ ) فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ فَوَائِدُ مِنْهَا :
النَّهْيُ عَنْ نَشْدِ الضَّالَّةِ فِي الْمَسْجِدِ ، وَيَلْحَقُ بِهِ مَا فِي مَعْنَاهُ مِنَ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَالْإِجَارَةِ وَنَحْوِهَا مِنَ الْعُقُودِ ، وَكَرَاهَةِ رَفْعِ الصَّوْتِ فِي الْمَسْجِدِ .
قَالَ الْقَاضِي : قَالَ مَالِكٌ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ :
يُكْرَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ فِي الْمَسْجِدِ بِالْعِلْمِ وَغَيْرِهِ ، وَأَجَازَ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - رَفْعَ الصَّوْتِ فِيهِ بِالْعِلْمِ
وَالْخُصُومَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ ؛ لِأَنَّهُ مَجْمَعُهُمْ وَلَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ . 
قال النووي أيضاً:
" قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا وَجَدْت ) وَأَمَرَ أَنْ يُقَال مِثْل هَذَا , فَهُوَ عُقُوبَة لَهُ عَلَى مُخَالَفَته وَعِصْيَانه وَيَنْبَغِي لِسَامِعِهِ أَنْ يَقُول : لَا وَجَدْت فَإِنَّ الْمَسَاجِد لَمْ تُبْنَ لِهَذَا . أَوْ يَقُول : لَا وَجَدْت إِنَّمَا بُنِيَتْ الْمَسَاجِد لِمَا بُنِيَتْ لَهُ . كَمَا قَالَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى .

قال ابن عبد البر في " الاستذكار" (2 / 368):
" وقد ذكر الله تعالى المساجد بأنها بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وأن يسبح له فيها بالغدو والآصال ، فلهذا بنيت ، فينبغي أن تنزه عن كل ما لم تبن له " .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق