الخميس، 25 أبريل 2019

فضل السماحة في البيع والشراء.

فضل السماحة في البيع والشراء.

الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:

قال أبو عبد الله البخاري في "صحيحه":

1944: حدثنا علي بن عياش ، حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف ، قال : حدثني محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :

" رحم الله رجلا سمحا ، إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى " .

قلتُ:وهو من غرائب صحيح البخاري،وصححه الإمامان البخاري وابن حبان.

قال ابن حبان في "صحيحه":

5012:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا ، إِذَا بَاعَ سَمْحًا ، إِذَا اشْتَرَى سَمْحًا ، سَمْحًا إِذَا قَضَى " .

قال أبو محمد ابن أبي حاتم في "العلل":

1116: وَسألت أبي عَنْ حديث رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا إِذَا بَاعَ سَمْحًا ، وَإِذَا اقْتَضَى سَمْحًا ، وَإِذَا اشْتَرَى سَمْحًا " .1117:وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ " . قَالَ أَبِي : وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ مُنْكَرَانِ . قُلْتُ لأَبِي : فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ سَهْلا إِذَا بَاعَ ، سَهْلا إِذَا اشْتَرَى ، سَهْلا إِذَا قَضَى ، سَهْلا إِذَا اقْتَضَى " .

وقال أبوعيسى الترمذي في "الجامع":

1237:حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ للَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

 " غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ ، كَانَ قَبْلَكُمْ ، كَانَ سَهْلًا إِذَا بَاعَ سَهْلًا ، إِذَا اشْتَرَى سَهْلًا ، إِذَا اقْتَضَى " . قَالَ : 

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .

قلتُ:والحديث صححه الترمذي ،وحسنه البخاري.

قال أبوعيسى الترمذي في "العلل الكبير":

214: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ , حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ زَيْدِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

 " غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ سَهْلا إِذَا بَاعَ , سَهْلا إِذَا اشْتَرَى , سَهْلا إِذَا اقْتَضَى " . سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَقَالَ :

 هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ .

قال ابن حجر في "الفتح":قَوْلُهُ :

 ( حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ) بِالتَّحْتَانِيَّةِ وَالْمُعْجَمَةِ . قَوْلُهُ : ( رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا ) يَحْتَمِلُ الدُّعَاءَ وَيَحْتَمِلُ الْخَبَرَ ، وَبِالْأَوَّلِ جَزَمَ ابْنُ حَبِيبٍ الْمَالِكِيُّ وَابْنُ بَطَّالٍ وَرَجَّحَهُ الدَّاوُدِيُّ ، وَيُؤَيِّدُ الثَّانِيَ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِلَفْظِ : " غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ سَهْلًا إِذَا بَاعَ " الْحَدِيثَ ، وَهَذَا يُشْعِرُ بِأَنَّهُ قَصَدَ رَجُلًا بِعَيْنِهِ فِي حَدِيثِ الْبَابِ ، قَالَ الْكِرْمَانِيُّ : ظَاهِرُهُ الْإِخْبَارُ لَكِنَّ قَرِينَةَ الِاسْتِقْبَالِ الْمُسْتَفَادُ مِنْ " إِذَا " تَجْعَلُهُ دُعَاءً وَتَقْدِيرُهُ رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا يَكُونُ كَذَلِكَ ، وَقَدْ يُسْتَفَادُ الْعُمُومُ مِنْ تَقْيِيدِهِ بِالشَّرْطِ . قَوْلُهُ : ( سَمْحًا ) بِسُكُونِ الْمِيمِ وَبِالْمُهْمَلَتَيْنِ أَيْ : سَهْلًا ، وَهِيَ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ تَدُلُّ عَلَى الثُّبُوتِ ، فَلِذَلِكَ كَرَّرَ أَحْوَالَ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَالتَّقَاضِي ، وَالسَّمْحُ الْجَوَادُ ، يُقَالُ سَمْحٌ بِكَذَا إِذَا جَادَ ، وَالْمُرَادُ هُنَا الْمُسَاهَلَةُ .قَوْلُهُ : ( وَإِذَا اقْتَضَى ) أَيْ : طَلَبَ قَضَاءَ حَقِّهِ بِسُهُولَةٍ وَعَدَمِ إِلْحَافٍ ، فِي رِوَايَةٍ حَكَاهَا ابْنُ التِّينِ : " وَإِذَا قَضَى " أَيْ : أَعْطَى الَّذِي عَلَيْهِ بِسُهُولَةٍ بِغَيْرِ مَطْلٍ ، وَلِلتِّرْمِذِيِّ وَالْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ سَمْحَ الشِّرَاءِ سَمْحَ الْقَضَاءِ " وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ رَفَعَهُ : " أَدْخَلَ اللَّهُ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَهْلًا مُشْتَرِيًا وَبَائِعًا وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا " وَلِأَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو نَحْوُهُ وَفِيهِ الْحَضُّ عَلَى السَّمَاحَةِ فِي الْمُعَامَلَةِ وَاسْتِعْمَالِ مَعَالِي الْأَخْلَاقِ وَتَرْكُ الْمُشَاحَةِ وَالْحَضُّ عَلَى تَرْكِ التَّضْيِيقِ عَلَى النَّاسِ فِي الْمُطَالَبَةِ وَأَخْذُ الْعَفْوِ مِنْهُمْ . 

وقال المباركفوري في "تحفة الأحوذي":

قَوْلُهُ : ( غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ سَهْلًا إِلَخْ ) قَالَ الْمُنَاوِيُّ :

 فِيهِ حَثٌّ لَنَا عَلَى التَّأَسِّي بِذَلِكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا ( إِذَا اقْتَضَى ) أَيْ : إِذَا طَلَبَ دَيْنًا لَهُ عَلَى غَرِيمٍ يَطْلُبُهُ بِالرِّفْقِ وَاللُّطْفِ لَا بِالْخَرْقِ وَالْعُنْفِ . قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ) وَرَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، قَالَ الْمُنَاوِيُّ فِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ : ذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ أَنَّهُ سَأَلَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فَقَالَ : حَسَنٌ . انْتَهَى ، ورَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ بِلَفْظِ : رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى . 

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق