أفضل الذكر بعد القرآن :سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ " .
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين ،أما بعد:
قال ابن فضيل الضبي في " الدعاء":
97: حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ :
" إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لَكُمْ مِنَ الْكَلامِ أَرْبَعًا مِنَ الْقُرْآنِ ، وَلَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ :
سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ " .
وإسناده قوي ،إذرواية ليث عن مجاهد في المقطوع قوية،وهو نفس إسناد أثر مجاهد في الإقعاد على العرش الذي صححه الأئمة وقبلوه.
قال يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ":
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، قال : سمعت أَيُّوبَ يَقُولُ لِلَّيْثِ : انْظُرْ مَا سَمِعْتُ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَاشْدُدْ يَدَيْكَ - يُرِيدُ بِهِ طَاوُسًا وَمُجَاهِدًا".
قال البرقاني في "سؤالاته للدارقطني":
421::سألته عن ليث بن أبي سليم، فقال: صاحب سنة يخرج حديثه.
ثم قال: أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب.
وقد حسنَّ له الترمذي في الأحاديث المرفوعة.
قَالَ أَبُو عِيسَى :
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ طَاوُسٍ ، عَنْ جَابِرٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ صَدُوقٌ ، وَرُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل : وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ :
لَيْثٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ ، كَانَ لَيْثٌ يَرْفَعُ أَشْيَاءَ لَا يَرْفَعُهَا غَيْرُهُ فَلِذَلِكَ ضَعَّفُوهُ .
وحسنَّ له الدارمي أثراً موقوفاً.
قال الدارمي في"المسند":
3386: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ ، عَنْ عَنْبسة ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ ، قَالَ : " إِذَا وَافَقَ خَتْمُ الْقُرْآنِ أَوَّلَ اللَّيْلِ ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَإِنْ وَافَقَ خَتْمُهُ آخِرَ اللَّيْلِ ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُمْسِيَ ، فَرُبَّمَا بَقِيَ عَلَى أَحَدِنَا الشَّيْءُ ، فَيُؤَخِّرَهُ حَتَّى يُمْسِيَ أَوْ يُصْبِحَ " . قَالَ أَبُو مُحَمَّد : هَذَا حَسَنٌ عَنْ سَعْدٍ .
ووافقه السيوطي في "الإتقان"فقال:بسندٍ حسنٍ".
وهذاأثرٌ مقطوعٌ فتصحيحه من باب أولى.
و قال النسائي في " المجتبى":
914:أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى قال : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ، قال :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِئُنِي مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ :
" قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ " .
وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
وقال النخشبي في "تخريج الحنائيات":
20: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ , قَالَ : أنبأ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَذْلَمٍ , قثنا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْبَكْرَاوِيُّ , قثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , قثنا مِسْعَرٌ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ , عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَشَكَا إِلَيْهِ نِسْيَانَ الْقُرْآنِ , فَقَالَ : " قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ , وَاللَّهُ أَكْبَرُ , وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ " , قَالَ : فَعَقَدَهُنَّ فِي يَدِهِ , وَضَمَّ أَصَابِعَهُ جَمِيعًا , ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا لِلَّهِ , فَمَا لِيَ ؟ قَالَ : " قُلِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي وَاهْدِنِي " , قَالَ : فَعَقَدَهُنَّ فِي يَدِهِ , وَضَمَّ أَصَابِعَهُ الأُخْرَى , قَالَ : فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا هَذَا فَقَدْ مَلأَ يَدَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ " . هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامِ بْنِ ظَهِيرٍ الْهِلالِيِّ الْكُوفِيِّ , عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّكْسَكِيِّ , نَزَلَ الْكُوفَةَ , عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ , وَيُقَالُ : أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى , وَيُقَالُ : هُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالْكُوفَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ . وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هُشَيْمٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ , عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى , حَدِيثًا فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا سورة آل عمران آية 77 . فَهَذَا يُلْزِمُهُ إِخْرَاجَهُ عَلَى شَرْطِهِ ؛ لأَنَّ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ أَحَدُ الأَئِمَّةِ , وَقَدْ خُرِّجَ حَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحِ , وَلا يُعْرَفُ لَهُ عِلَّةٌ تَمْنَعُ مِنْ إِخْرَاجِهِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وقال الدارمي في "المسند":
983:أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَطَّافٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ :
" أَرْبَعٌ لَا يَحْرُمْنَ عَلَى جُنُبٍ وَلَا حَائِضٍ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ " ، سُئِلَ أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ : يَقْرَأُ الْجُنُبُ آيَةً آيَةً ؟ ، قَالَ : لَا يُعْجِبُنِي .
أبو عطاف الأزدي،ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"وسكت عنه ،وذكره ابن حبان في الثقات،فهو مقبول على قاعدة ابن حجر،وحديث المقبول يدور بين الصحيح والحسن.
وقال النووي في شرح صحيح مسلم:
أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده ـ وفي رواية: أفضل ـ هذا محمول على كلام الآدمي، وإلا فالقرآن أفضل، وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح، والتهليل المطلق، فأما المأثور في وقت، أو حال، ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى":
فالأصل الأول أن جنس تلاوة القرآن أفضل من جنس الأذكار كما أن جنس الذكر أفضل من جنس الدعاء كما في الحديث الذي في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهن من القرآن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر } وفي الترمذي عن أبي سعيد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين } " وكما في الحديث الذي في السنن في الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم { فقال : إني لا أستطيع أن آخذ شيئا من القرآن فعلمني ما يجزئني في صلاتي . قال : قل : سبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر } ولهذا كانت القراءة في الصلاة واجبة فإن الأئمة لا تعدل عنها إلى الذكر إلا عند العجز . والبدل دون المبدل منه .
وأيضا : فالقراءة تشترط لها الطهارة الكبرى دون الذكر والدعاء وما لم يشرع إلا على الحال الأكمل فهو أفضل كما أن الصلاة لما اشترط لها الطهارتان كانت أفضل من مجرد القراءة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم { استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة } ولهذا نص العلماء على أن أفضل تطوع البدن الصلاة .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى":
فإن الكلام إما إخبار وإما إنشاء وأفضل الإخبار ما كان خبرا عن الله والإخبار عن الله أفضل من الخبر عن غيره ومن الإنشاءات ولهذا كانت { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن ; لأنها تتضمن الخبر عن الله وكانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن ; لأنها خبر عن الله فما كان من الذكر من جنس هذه السورة وهذه الآية فهو أفضل الأنواع . والسؤال للرب هو بعد الذكر المحض كما في حديث مالك بن الحويرث : { من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين } .
ولهذا كانت الفاتحة نصفين : نصفا ثناء ونصفا دعاء . ونصف الثناء هو المقدم وهو الذي لله عز وجل وكذلك في حديث الشفاعة الصحيح قال : { فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا أحسنها الآن فيقول : أي محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع } فبدأ بالحمد لله حتى أذن له في السؤال فسأل .
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والحمد لله وسبحان الله والله أكبر اللهم اغفر لي . فإن دعا استجيب دعاؤه وإن توضأ وصلى قبلت صلاته } وقال : { أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير } ولهذا كان التشهد ثناء على الله عز وجل . وقال في آخره ثم ليتخير من المسألة ما شاء .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى":
فهذا أفضل من الدعاء ودون الثناء فإنه إنشاء وإخبار بما يحبه الله ويأمر به العبد فمقصوده محبوب الحق فهو أفضل مما مقصوده مطلوب العبد لكن جنس الثناء أفضل منه كما روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهن من القرآن : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر } فجعل هذا الكلام الذي هو ذكر الله أفضل من جميع الكلام بعد القرآن . وكذلك { قال للرجل الذي قال : لا أستطيع أن آخذ شيئا من القرآن فعلمني ما يجزيني فعله : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر } فجعل ذلك بدلا عن القرآن .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى":
قراءة القرآن أفضل من الذكر والذكر أفضل من الدعاء من حيث الجملة ; لكن قد يكون المفضول أفضل من الفاضل في بعض الأحوال كما أن الصلاة أفضل من ذلك كله .
ومع هذا فالقراءة والذكر والدعاء في أوقات النهي عن الصلاة كالأوقات الخمسة ووقت الخطبة هي أفضل من الصلاة والتسبيح في الركوع والسجود أفضل من القراءة والتشهد الأخير أفضل من الذكر .
وقد يكون بعض الناس انتفاعه بالمفضول أكثر بحسب حاله إما لاجتماع قلبه عليه وانشراح صدره له ووجود قوته له مثل من يجد ذلك في الذكر أحيانا دون القراءة فيكون العمل الذي أتى به على الوجه الكامل أفضل في حقه من العمل الذي يأتي به على الوجه الناقص وإن كان جنس هذا [ أفضل ] وقد يكون الرجل عاجزا عن الأفضل فيكون ما يقدر عليه في حقه أفضل له والله أعلم .
وقال ابن القيم في "زاد المعاد":
ومنها : أنه استفتاح أخلص للثناء على الله ، وغيره متضمن للدعاء ، والثناء أفضل من الدعاء ، ولهذا كانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ، لأنها أخلصت لوصف الرحمن تبارك وتعالى والثناء عليه ، ولهذا كان " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " أفضل الكلام بعد القرآن ، فيلزم أن ما تضمنها من الاستفتاحات أفضل من غيره من الاستفتاحات .
#اجتباها_وانتخبها_أبو_الهمام_طارق_عثمان
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين ،أما بعد:
قال ابن فضيل الضبي في " الدعاء":
97: حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ :
" إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لَكُمْ مِنَ الْكَلامِ أَرْبَعًا مِنَ الْقُرْآنِ ، وَلَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ :
سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ " .
وإسناده قوي ،إذرواية ليث عن مجاهد في المقطوع قوية،وهو نفس إسناد أثر مجاهد في الإقعاد على العرش الذي صححه الأئمة وقبلوه.
قال يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ":
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، قال : سمعت أَيُّوبَ يَقُولُ لِلَّيْثِ : انْظُرْ مَا سَمِعْتُ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَاشْدُدْ يَدَيْكَ - يُرِيدُ بِهِ طَاوُسًا وَمُجَاهِدًا".
قال البرقاني في "سؤالاته للدارقطني":
421::سألته عن ليث بن أبي سليم، فقال: صاحب سنة يخرج حديثه.
ثم قال: أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب.
وقد حسنَّ له الترمذي في الأحاديث المرفوعة.
قَالَ أَبُو عِيسَى :
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ طَاوُسٍ ، عَنْ جَابِرٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ صَدُوقٌ ، وَرُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل : وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ :
لَيْثٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ ، كَانَ لَيْثٌ يَرْفَعُ أَشْيَاءَ لَا يَرْفَعُهَا غَيْرُهُ فَلِذَلِكَ ضَعَّفُوهُ .
وحسنَّ له الدارمي أثراً موقوفاً.
قال الدارمي في"المسند":
3386: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ ، عَنْ عَنْبسة ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ ، قَالَ : " إِذَا وَافَقَ خَتْمُ الْقُرْآنِ أَوَّلَ اللَّيْلِ ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَإِنْ وَافَقَ خَتْمُهُ آخِرَ اللَّيْلِ ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُمْسِيَ ، فَرُبَّمَا بَقِيَ عَلَى أَحَدِنَا الشَّيْءُ ، فَيُؤَخِّرَهُ حَتَّى يُمْسِيَ أَوْ يُصْبِحَ " . قَالَ أَبُو مُحَمَّد : هَذَا حَسَنٌ عَنْ سَعْدٍ .
ووافقه السيوطي في "الإتقان"فقال:بسندٍ حسنٍ".
وهذاأثرٌ مقطوعٌ فتصحيحه من باب أولى.
و قال النسائي في " المجتبى":
914:أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى قال : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ، قال :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِئُنِي مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ :
" قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ " .
وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
وقال النخشبي في "تخريج الحنائيات":
20: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ , قَالَ : أنبأ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَذْلَمٍ , قثنا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْبَكْرَاوِيُّ , قثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , قثنا مِسْعَرٌ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ , عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَشَكَا إِلَيْهِ نِسْيَانَ الْقُرْآنِ , فَقَالَ : " قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ , وَاللَّهُ أَكْبَرُ , وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ " , قَالَ : فَعَقَدَهُنَّ فِي يَدِهِ , وَضَمَّ أَصَابِعَهُ جَمِيعًا , ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا لِلَّهِ , فَمَا لِيَ ؟ قَالَ : " قُلِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي وَاهْدِنِي " , قَالَ : فَعَقَدَهُنَّ فِي يَدِهِ , وَضَمَّ أَصَابِعَهُ الأُخْرَى , قَالَ : فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا هَذَا فَقَدْ مَلأَ يَدَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ " . هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامِ بْنِ ظَهِيرٍ الْهِلالِيِّ الْكُوفِيِّ , عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّكْسَكِيِّ , نَزَلَ الْكُوفَةَ , عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ , وَيُقَالُ : أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى , وَيُقَالُ : هُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالْكُوفَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ . وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هُشَيْمٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ , عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى , حَدِيثًا فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا سورة آل عمران آية 77 . فَهَذَا يُلْزِمُهُ إِخْرَاجَهُ عَلَى شَرْطِهِ ؛ لأَنَّ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ أَحَدُ الأَئِمَّةِ , وَقَدْ خُرِّجَ حَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحِ , وَلا يُعْرَفُ لَهُ عِلَّةٌ تَمْنَعُ مِنْ إِخْرَاجِهِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وقال الدارمي في "المسند":
983:أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَطَّافٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ :
" أَرْبَعٌ لَا يَحْرُمْنَ عَلَى جُنُبٍ وَلَا حَائِضٍ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ " ، سُئِلَ أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ : يَقْرَأُ الْجُنُبُ آيَةً آيَةً ؟ ، قَالَ : لَا يُعْجِبُنِي .
أبو عطاف الأزدي،ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"وسكت عنه ،وذكره ابن حبان في الثقات،فهو مقبول على قاعدة ابن حجر،وحديث المقبول يدور بين الصحيح والحسن.
وقال النووي في شرح صحيح مسلم:
أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده ـ وفي رواية: أفضل ـ هذا محمول على كلام الآدمي، وإلا فالقرآن أفضل، وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح، والتهليل المطلق، فأما المأثور في وقت، أو حال، ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى":
فالأصل الأول أن جنس تلاوة القرآن أفضل من جنس الأذكار كما أن جنس الذكر أفضل من جنس الدعاء كما في الحديث الذي في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهن من القرآن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر } وفي الترمذي عن أبي سعيد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين } " وكما في الحديث الذي في السنن في الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم { فقال : إني لا أستطيع أن آخذ شيئا من القرآن فعلمني ما يجزئني في صلاتي . قال : قل : سبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر } ولهذا كانت القراءة في الصلاة واجبة فإن الأئمة لا تعدل عنها إلى الذكر إلا عند العجز . والبدل دون المبدل منه .
وأيضا : فالقراءة تشترط لها الطهارة الكبرى دون الذكر والدعاء وما لم يشرع إلا على الحال الأكمل فهو أفضل كما أن الصلاة لما اشترط لها الطهارتان كانت أفضل من مجرد القراءة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم { استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة } ولهذا نص العلماء على أن أفضل تطوع البدن الصلاة .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى":
فإن الكلام إما إخبار وإما إنشاء وأفضل الإخبار ما كان خبرا عن الله والإخبار عن الله أفضل من الخبر عن غيره ومن الإنشاءات ولهذا كانت { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن ; لأنها تتضمن الخبر عن الله وكانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن ; لأنها خبر عن الله فما كان من الذكر من جنس هذه السورة وهذه الآية فهو أفضل الأنواع . والسؤال للرب هو بعد الذكر المحض كما في حديث مالك بن الحويرث : { من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين } .
ولهذا كانت الفاتحة نصفين : نصفا ثناء ونصفا دعاء . ونصف الثناء هو المقدم وهو الذي لله عز وجل وكذلك في حديث الشفاعة الصحيح قال : { فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا أحسنها الآن فيقول : أي محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع } فبدأ بالحمد لله حتى أذن له في السؤال فسأل .
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والحمد لله وسبحان الله والله أكبر اللهم اغفر لي . فإن دعا استجيب دعاؤه وإن توضأ وصلى قبلت صلاته } وقال : { أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير } ولهذا كان التشهد ثناء على الله عز وجل . وقال في آخره ثم ليتخير من المسألة ما شاء .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى":
فهذا أفضل من الدعاء ودون الثناء فإنه إنشاء وإخبار بما يحبه الله ويأمر به العبد فمقصوده محبوب الحق فهو أفضل مما مقصوده مطلوب العبد لكن جنس الثناء أفضل منه كما روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهن من القرآن : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر } فجعل هذا الكلام الذي هو ذكر الله أفضل من جميع الكلام بعد القرآن . وكذلك { قال للرجل الذي قال : لا أستطيع أن آخذ شيئا من القرآن فعلمني ما يجزيني فعله : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر } فجعل ذلك بدلا عن القرآن .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى":
قراءة القرآن أفضل من الذكر والذكر أفضل من الدعاء من حيث الجملة ; لكن قد يكون المفضول أفضل من الفاضل في بعض الأحوال كما أن الصلاة أفضل من ذلك كله .
ومع هذا فالقراءة والذكر والدعاء في أوقات النهي عن الصلاة كالأوقات الخمسة ووقت الخطبة هي أفضل من الصلاة والتسبيح في الركوع والسجود أفضل من القراءة والتشهد الأخير أفضل من الذكر .
وقد يكون بعض الناس انتفاعه بالمفضول أكثر بحسب حاله إما لاجتماع قلبه عليه وانشراح صدره له ووجود قوته له مثل من يجد ذلك في الذكر أحيانا دون القراءة فيكون العمل الذي أتى به على الوجه الكامل أفضل في حقه من العمل الذي يأتي به على الوجه الناقص وإن كان جنس هذا [ أفضل ] وقد يكون الرجل عاجزا عن الأفضل فيكون ما يقدر عليه في حقه أفضل له والله أعلم .
وقال ابن القيم في "زاد المعاد":
ومنها : أنه استفتاح أخلص للثناء على الله ، وغيره متضمن للدعاء ، والثناء أفضل من الدعاء ، ولهذا كانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ، لأنها أخلصت لوصف الرحمن تبارك وتعالى والثناء عليه ، ولهذا كان " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " أفضل الكلام بعد القرآن ، فيلزم أن ما تضمنها من الاستفتاحات أفضل من غيره من الاستفتاحات .
#اجتباها_وانتخبها_أبو_الهمام_طارق_عثمان
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق