الأربعاء، 22 مايو 2019

أول فارس في الإسلام المقداد بن عمروـ رضي الله عنه.

أول فارس في الإسلام المقداد بن عمروـ رضي الله عنه.

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:

هو أبو معبد المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعي الكندي البهراني،حالف الأسود بْن عَبْد يغوث الزُّهْرِيّ فِي الجاهلية فتبناه ، فكان يُقَالُ له : المقداد بْن الأسود ،تزوج ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم ،شهد بدرا والمشاهد ، وثبت أنه كان يوم بدر فارسا ، واختلف يومئذ في الزبير .

قال أحمد في "المسند":

993: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : 

مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرُ الْمِقْدَادِ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلَّا نَائِمٌ ، إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ يُصَلِّي ، وَيَبْكِي ، حَتَّى أَصْبَحَ " .

وإسناده صحيحٌ ،رجاله ثقاتٌ ،رجال الصحيح سوى حارثة بن مضرب فهو ثقةٌ أخرج له أحمد وأصحاب السنن، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والألباني والوادعي وغيرهم.

وقال الحاكم في "المستدرك": 

2553 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأ ابن وهب ، أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه حدثه قال :

 بينما أنا في الحجر جالس ، أتاني رجل ، فسألني عن العاديات ضبحا فقلت له :

 " الخيل حين تغير في سبيل الله ، ثم تأوي إلى الليل ، فيصنعون طعامهم ، ويوقدون نارهم " ، فانفتل عني فذهب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو تحت سقاية زمزم ، فسأله عن العاديات فقال : هل سألت عنها أحدا قبلي ؟ قال : نعم ، سألت عنها ابن عباس فقال : هي الخيل حين تغير في سبيل الله " . قال : فاذهب فادعه لي قال : فلما وقف على رأسه قال : تفتي الناس بلا علم لك ، والله إن كانت أول غزوة في الإسلام لبدر ، وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير ، وفرس للمقداد بن الأسود ، فكيف يكون العاديات ضبحا ؟ " إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى المزدلفة ، ومن المزدلفة إلى منى ، فأثرن به نقعا حين تطؤها بأخفافها وحوافرها " قال ابن عباس : فنزعت عن قولي ، ورجعت إلى الذي قال علي "

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " .

فقد احتجا بأبي صخر وهو حميد بن زياد الخراط المصري وبأبي معاوية البجلي وهو والد عمار بن أبي معاوية الدهني الكوفي . 

قال ابن سعد في "الطبقات":

3207: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالا : أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : 

" أَوَّلُ مَنْ عَدَا بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ " .

3208 : أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : 
" أَوَّلُ مَنْ عَدَا بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ " .

وقال ابن سعد في "الطبقات":

2983 : أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، قَالَ : 
" لَمْ يَكُنْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ فَرَسَيْنِ أَحَدُهُمَا عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ " .

من آثاره:

1ـ قال البخاري في " الأدب المفرد":

86:حدثنا بشر بن محمد ، قال : أخبرنا عبد الله ، قال : أخبرنا صفوان بن عمرو ، قال : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، قال : جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما ، فمر به رجل ، فقال :

 " طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت ، وشهدنا ما شهدت ، فاستغضب ، فجعلت أعجب ، ما قال إلا خيرا ، ثم أقبل عليه ، فقال : ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه ؟ لا يدري لو شهده كيف يكون فيه ؟ والله ، لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم ، لم يجيبوه ولم يصدقوه ، أولا تحمدون الله عز وجل إذ أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم ، فتصدقون بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم ، قد كفيتم البلاء بغيركم ، والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبي قط ، في فترة وجاهلية ، ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل ، وفرق به بين الوالد وولده ، حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا ، وقد فتح الله قفل قلبه بالإيمان ، ويعلم أنه إن هلك دخل النار ، فلا تقر عينه ، وهو يعلم أن حبيبه في النار ، وإنها للتي قال الله عز وجل : والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين سورة الفرقان آية 74 " .
2ـ قال ابن سعد في "الطبقات":

3212: أَخْبَرَنَا قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَرِيز بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ ، قَالَ : 
خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا أَنَا بِالْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ عَلَى تَابُوتٍ مِنْ تَوَابِيتِ الصَّيَارِفَةِ قَدْ فَضَلَ عَنْهَا عِظَمًا ، فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْكَ ، فَقَالَ :

" أَبَتْ عَلَيْنَا سُورَةُ الْبُعُوثِ : انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا سورة التوبة آية 41 " .
وقال الطبري في " تفسيره":

15469: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ ، قَالَ : ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ : ثنا حَرِيزٌ ، قَالَ : ثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ ، قَالَ : ثني أَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ ، قَالَ : وَافَيْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ " فَارِسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا عَلَى تَابُوتٍ مِنْ تَوَابِيتِ الصَّيَارِفَةِ بِحِمْصَ ، قَدْ فَضُلَ عَنْها مِنْ عَظْمِهِ ، يُرِيدُ الْغَزْوَ ، فَقُلْتُ لَهُ :لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْكَ ، فَقَالَ :

 " أَبَتْ عَلَيْنَا سُورَةُ الْبُحُوثِ : انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا سورة التوبة آية 41 " .
وقال ابن أبي حاتم في " تفسيره":

10389:حَدَّثَنَا أَبِي ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو رَاشِدٍ الْحَبْرانِيُّ ، قَالَ : وَافَيْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ جَالِسًا عَلَى تَابُوتٍ مِنْ تَوَابِيتِ الصَّيَارِفَةِ يُرِيدُ الْغَزْو ، فَقُلْتُ : لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْكَ ، فَقَالَ :

 أَبَتْ عَلَيْنَا سُورَةِ الْبُحُوثِ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا سورة التوبة آية 41 يَعْنِي : سُورَةَ التَّوْبَةِ . وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعِكْرِمَةَ ، وَأَبِي صَالِحٍ ، وَالْحَسَنِ ، وَشَمَّرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، وَالشَّعْبِيِّ ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالُوا : شُبَّانًا وَكُهُولا .

وسورة البحوث هي سورة التوبة ،وسماها ابن عباس الفاضحة ،وسماها حذيفة سورة العذاب.

هذا وصلِ اللهمَّ على نبينا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق