الجمعة، 17 مايو 2019

" انزعه ، فإنما يظله عمله".

" انزعه ، فإنما يظله عمله".

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

 قال البخاري في "صحيحه"كِتَاب الْجَنَائِزِ » بَاب الْجَرِيدِ عَلَى الْقَبْرِ:

"وَرَأَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فُسْطَاطًا عَلَى قَبْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَقَالَ :

 انْزِعْهُ يَا غُلَامُ فَإِنَّمَا يُظِلُّهُ عَمَلُهُ".

قال ابن حجر في "تغليق التعليق":

"وأما خبر ابن عمر ، فالمراد به عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي "الطَّبَقَاتِ ":

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَني أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يسارٍ ، قَالَ :

 مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَلَى قَبْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَخِي عَائِشَةَ ، وَعَلَيْهِ فُسْطَاطٌ مَضْرُوبٌ ، فَقَالَ لِلْغُلامِ : " انْزِعْهُ ، فَإِنَّمَا يُظِلُّهُ عَمَلُهُ " . قَالَ الْغُلامُ : يَضْرِبُنِي مَوْلايَ . قَالَ : " كَلا فَنَزَعَهُ " .

وإسناده صحيحٌ.

وقال ابن حجر في "الفتح":

وله : ( ورأى ابن عمر فسطاطا على قبر عبد الرحمن ) الفسطاط بضم الفاء وسكون المهملة وبطاءين مهملتين : هو البيت من الشعر ، وقد يطلق على غير الشعر ، وفيه لغات أخرى بتثليث الفاء وبالمثناتين بدل الطاءين ، وإبدال الطاء الأولى مثناة ، وإدغامهما في السين وكسر أوله في الثلاثة . وعبد الرحمن هو ابن أبي بكر الصديق ، بينه ابن سعد في روايته له موصولا من طريق أيوب بن عبد الله بن يسار ، قال : مر عبد الله بن [ ص: 265 ] عمر على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر أخي عائشة ، وعليه فسطاط مضروب ، فقال : يا غلام ، انزعه ، فإنما يظله عمله . 

وقال العيني في "عمدة القاري":

وجه إدخال أثر ابن عمر في هذه الترجمة من حيث إنه كان يرى أن وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - الجريدتين على القبرين خاص بهما ، وأن بريدة حمله على العموم ، فلذلك عقب أثر بريدة بأثر عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ، وعبد الرحمن هو ابن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما بينه ابن سعد في روايته له موصولا من طريق أيوب بن عبد الله بن يسار قال :

 مر عبد الله بن عمر على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر أخي عائشة رضي الله تعالى عنهم وعليه فسطاط مضروب فقال : يا غلام انزعه فإنما يظله عمله ، قال الغلام : تضربني مولاتي قال : كلا فنزعه ، قوله : ( انزعه ) أي اقلعه ، وكان الغلام الذي خاطبه عبد الله غلام عائشة أخت عبد الرحمن ، قوله : ( فإنما يظله ) أي لا يظله الفسطاط بل يظله العمل الصالح ، فدل هذا على أن نصب الخيام على القبر مكروه ، ولا ينفع الميت ذلك ولا ينفعه إلا عمله الصالح الذي قدمه ، وتفسير الفسطاط قد مر مستوفى في باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور .

وقال ابن كثير في "البداية والنهاية":

وروى ابن سعد أن ابن عمر رأى فسطاطا مضروبا على قبر عبد الرحمن - ضربته عائشة بعد ما ارتحلت - فأمر ابن عمر بنزعه وقال : إنما يظله عمله . وكانت وفاته في هذا العام في قول كثير من علماء التاريخ ، ويقال : إن [ ص: 332 ] عبد الرحمن توفي سنة ثلاث وخمسين . قاله الواقدي وكاتبه محمد بن سعد وأبو عبيد وغير واحد . وقيل : سنة أربع وخمسين . فالله أعلم . 

قلتُ:قال هناد بن السري في " الزهد":

331 : حدثنا أبو معاوية , عن الأعمش , عن أبي ظبيان , عن أبي موسى قال :الشمس فوق رؤوس الناس يوم القيامة وأعمالهم تظلهم وتصحبهم .

وإسناده صحيحٌ،وله حكمُ الرفعِ.

وصلِ اللهمَّ على نبينا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق