آثار الصحابة في الصراط.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال مسلم في "صحيحه":
283ـ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، وإِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ كلاهما ، عَنْ رَوْحٍ ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ الْقَيْسِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يُسْأَلُ عَنِ الْوُرُودِ ، فَقَالَ :
نَجِيءُ نَحْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ كَذَا ، وَكَذَا ، انْظُرْ أَيْ ذَلِكَ فَوْقَ النَّاسِ ، قَالَ :فَتُدْعَى الأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا ، وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ ، ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : مَنْ تَنْظُرُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَنْظُرُ رَبَّنَا ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ : حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ ، فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ ، وَيَتَّبِعُونَهُ ، وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٍ ، أَوْ مُؤْمِنٍ نُورًا ، ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ وَعَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ ، وَحَسَكٌ تَأْخُذُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ ، ثُمَّ يَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ ، فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ وُجُوهُهُمْ ، كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ سَبْعُونَ أَلْفًا لَا يُحَاسَبُونَ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ ، ثُمَّ تَحِلُّ الشَّفَاعَةُ ، وَيَشْفَعُونَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، فَيُجْعَلُونَ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ وَيَجْعَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ ، حَتَّى يَنْبُتُوا نَبَاتَ الشَّيْءِ فِي السَّيْلِ وَيَذْهَبُ حُرَاقُهُ ، ثُمَّ يَسْأَلُ حَتَّى تُجْعَلَ لَهُ الدُّنْيَا وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهَا مَعَهَا " .
قال الترمذي في "سننه":
3104ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ :سَأَلْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا سورة مريم آية 71 فَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ ، قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ ، فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ثُمَّ كَالرِّيحِ ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَسِ ثُمَّ كَالرَّاكِبِ فِي رَحْلِهِ ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ ثُمَّ كَمَشْيِهِ " ، قَالَ :
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وَرَوَاهُ شُعْبَةُ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، فَلَمْ يَرْفَعْهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا سورة مريم آية 71 ، قَالَ :يَرِدُونَهَا ثُمَّ يَصْدُرُونَ بِأَعْمَالِهِمْ " ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ السُّدِّيِّ بِمِثْلِهِ ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قُلْتُ لِشُعْبَةَ : إِنَّ إِسْرَائِيلَ حَدَّثَنِي ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ شُعْبَةُ : وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنَ السُّدِّيِّ مَرْفُوعًا وَلَكِنِّي عَمْدًا أَدَعُهُ .
قال ابن رجب الحنبلي في "التخويف من النّار":
ص 246 : وروى إسرائيل عن السدي ، قال : سألت مرة الهمداني ، عن قول الله عز وجل : {وإن منكم إلا واردها} ؟فحدثني عن ابن مسعود أنه حدثهم ، قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
يرد الناس النار ، ثم يصدرون عنها بأعمالهم .فأولهم كلمح البرق ، ثم كالريح ، ثم كحضر الفرس ، ثم كالراكب في رحله ، ثم كسير الرجل ، ثم كمشيه".
خرجه الترمذي، وقال حديث حسن.
وخرج الإمام أحمد أوله ، وخرجه الحاكم وقال : صحيح.
ورواه شعبة، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله موقوفاً.
ولم يرفعه شعبة، مع أنه قرأ بأن السدي حدثه به مرفوعاً.
قال الدر قطني : يحتمل أن يكون مرفوعاً.
قلت : ورواه أسباط ، عن مرة الهمداني ، عن عبد الله موقوفاً أيضاً . انتهى.
قال الحاكم في مستدركه:
3352ـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، ثنا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا سورة مريم آية 71 ، قَالَ :
" الصِّرَاطُ عَلَى جَهَنَّمَ مِثْلُ حَدِّ السَّيْفِ فَتَمُرُّ الطَّائِفَةُ الأُولَى كَالْبَرْقِ ، وَالثَّانِيَةُ كَالرِّيحِ ، وَالثَّالِثَةُ كَأَجْوَدِ الْخَيْلِ ، وَالرَّابِعَةُ كَأَجْوَدِ الإِبِلِ وَالْبَهَائِمِ ، ثُمَّ يَمُرُّونَ وَالْمَلائِكَةُ تَقُولُ : رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ " ,
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .
قلتُ:ووافقه الذهبي في "التلخيص".
قال ابن أبي شيبة في "المصنف ":
29866: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ ، عَن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَن طَيْسَلِةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
مَنْ قَالَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ وَإِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ : اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا , عَدَدَ الشَّفْعِ وَالْوِتْرِ , وَكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ , الطَّيِّبَاتِ الْمُبَارَكَاتِ ثَلاثًا ، وَلا إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مِثْلُ ذَلِكَ ، كُنَّ لَهُ فِي قَبْرِهِ نُورًا ، وَعَلَى الْجِسْرِ نُورًا ، وَعَلَى الصِّرَاطِ نُورًا حَتَّى يُدْخِلْنَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ.
قال المتقي الهندي في كنزل العمال"4967":
وسنده حسن".
قال ابن أبي شيبة في" المصنف":
35335:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، قَالَ :
يُوضَعُ الصِّرَاطُ وَلَهُ حَدٌّ كَحَدِّ الْمُوسَى ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : رَبَّنَا مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا ؟فَيَقُولُ : أُجِيزَ عَلَيْهِ مَنْ شِئْتُ.
* وقال أسد بن موسى في الزهد" :
43:نا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي ، قال :
يؤتى بالصراط ، حده كحد الموسى فتقول الملائكة : يا ربنا - أو كلمة غير هذا ، أكبر ظني أنه - من يجيز على هذا ؟فيقول : من شئت من خلقي .قال : فيقولون : ربنا ما عبدناك حق عبادتك .
قال ابن رجب الحنبلي في التخويف من النّار":
232 : وخرج الحاكم ، من حديث سليمان الفارسي، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، قال: [ يوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة:
ما عبدناك حق عبادتك ] وقال:
صحيح.
قلت: المعروف أنه موقوف على سلمان الفارسي، من قوله . انتهى
كتبه أبو الهمام طارق بن علي بن يحيى بن عثمان غفر الله له وبدل سيئاته حسنات ولوالديه وللمؤمنين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق