استشهاد أبي الحسن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
قال أحمد في "المسند":
17949:حدثنا علي بن بحر ، حدثنا عيسى بن يونس ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن محمد بن خثيم أبي يزيد ، عن عمار بن ياسر ، قال :
كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذات العشيرة ، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقام بها ، رأينا أناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل ، فقال لي علي : يا أبا اليقظان ، هل لك أن تأتي هؤلاء ، فننظر كيف يعملون ؟ فجئناهم ، فنظرنا إلى عملهم ساعة ، ثم غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب ، فنمنا ، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله ، وقد تتربنا من تلك الدقعاء ، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " يا أبا تراب " لما يرى عليه من التراب . قال :
" ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ؟ " قلنا : بلى يا رسول الله . قال : " أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي على هذه " يعني قرنه " حتى تبل منه هذه " يعني لحيته " .
وصححه الحاكم في "المستدرك" ،ووافقه الذهبي.
قال البيهقي في " السنن الكبرى":
14769:وَاحْتَجُّوا فِي ذَلِكَ بِمَا : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنبأ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِيُّ ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ صَالِحٍ ، حدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ أَبَا سِنَانٍ الدُّؤَلِيَّ حَدَّثَهُ :أَنَّهُ عَادَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي شَكْوًى لَهُ اشْتَكَاهَا ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ :
لَقَدْ تَخَوَّفْنَا عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَكْوَاكَ هَذَا ، فَقَالَ : لَكِنِّي وَاللَّهِ مَا تَخَوَّفْتُ عَلَى نَفْسِي مِنْهُ ، لأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ ، يَقُولُ :
" إِنَّكَ سَتُضْرَبُ ضَرْبَةً هَاهُنَا ، وَضَرْبَةً هَاهُنَا ، وَأَشَارَ إِلَى صُدْغَيْهِ ، فَيَسِيلُ دَمُهَا حَتَّى يَخْضِبَ لِحْيَتَكَ ، وَيَكُونُ صَاحِبُهَا أَشْقَاهَا كَمَا كَانَ عَاقِرُ النَّاقَةِ أَشْقَى ثَمُودَ " .
وقال البيهقي في "دلائل النبوة":
وَرَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ السُّنَنِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، فِي أَخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ .
قال أبو يعلى الموصلي في "المسند":
6714:حَدَّثَنَا السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ :لَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ ، قَامَ حُسْنُ بْنُ عَلِيٍّ خَطِيبًا ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ :
" أَمَّا بَعْدُ ، وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُمُ اللَّيْلَةَ رَجُلا فِي لَيْلَةٍ نَزَلَ فِيهَا الْقُرْآنُ ، وَفِيهَا رُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَفِيهَا قُتِلَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ فَتَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ " .
وإسناده قويٌّ.
وقال عبد الرزاق في " المصنف":
7481:وَأَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (صدوق)، عَنْ أَبِيهِ (ثقة)، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَتَحَرَّى لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ ، وَثَلاثٍ وَعِشْرِينَ " .
قال عبد الله في زوائد المسند لأبيه ":
703 :حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :
قَدِمَ عَلِيٌّ ، عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْخَوَارِجِ ، فِيهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : الْجَعْدُ بْنُ بَعْجَةَ فَقَالَ لَهُ :
اتَّقِ اللَّهَ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ . فَقَالَ عَلِيٌّ :
بَلْ مَقْتُولٌ ، ضَرْبَةٌ عَلَى هَذَا تَخْضِبُ هَذِهِ - يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ - عَهْدٌ مَعْهُودٌ ، وَقَضَاءٌ مَقْضِيٌّ ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى .وَعَاتَبَهُ فِي لِبَاسِهِ ، فَقَالَ : مَا لَكُمْ وَلِلِّبَاسِ هُوَ أَبْعَدُ مِنَ الْكِبْرِ ، وَأَجْدَرُ أَنْ يَقْتَدِيَ بِيَ الْمُسْلِمُ .
قال الحربي في "غريب الحديث":
918:حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ زَكَرِيَّا , عَنِ أبي إِسْحَاقَ , عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ , سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ :
" اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْتِ فَإِنَّ الْمَوْتَ لاقِيكَا
وَلا تَجْزَعْ مِنَ الْمَوْتِ إِذَا حَلَّ بِوَادِيكَا " .
وهو في مصنف ابن أبي شيبة.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق