قراءة القرآن العظيم من دون مس له لمن لم يكن جنباً.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
قال أبوعبيد القاسم بن سلام الهروي في "فضائل القرآن":
262:حدثنا حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا منصور ، ويونس ، عن ابن سيرين ، أن عمر بن الخطاب ، قرأ من القرآن بعدما خرج من الغائط ، فقال له أبو مريم الحنفي :
أتقرأ وقد أحدثت ؟ ، فقال : أمسيلمة أفتاك بهذا ؟ ! " ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن عمر بن أبي مريم ، مثل ذلك ، حدثنا معاذ ، عن عون ، عن ابن سيرين ، عن عمر ، مثل ذلك ، إلا أنه قال له ذلك القول صبيح ، أو ابن صبيح ، قال :وكانوا يرون أن في قلب عمر عليه بعض الشدة ، قال : وكانوا يرون أنه قتل زيد بن الخطاب يوم اليمامة , فقال : يا أمير المؤمنين ، " إن الله أكرم زيدا بيدي ، ولم يهني بيده " .
قال مالك في " الموطأ"برواية يحيى":
466: حَدَّثَنِي يَحْيَى ، عَنْ مَالِك ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ فِي قَوْمٍ وَهُمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ :
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَلَسْتَ عَلَى وُضُوءٍ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : " مَنْ أَفْتَاكَ بِهَذَا أَمُسَيْلِمَةُ ؟ " .
ومحمد بن سيرين تابعي جليل لايروي إلاعن ثقة ؛ولذا صحح ابن عبد البر النمري مراسيله.
قال ابن سعد في "الطبقات":
8495: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْحَنَفِيِّ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ مِرْبَدًا لَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، قَالَ لَهُ أَبُو مَرْيَمَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّكَ خَرَجْتَ مِنَ الْخَلاءِ ، فَقَالَ : " أَمُسَيْلِمَةُ أَفْتَاكَ بِهَذَا ؟ " ، قَالُوا :
وَتُوُفِّيَ أَبُو مَرْيَمَ بِسَنْبِيلَ نَاحِيَةَ الأَهْوَازِ ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ .وقال ابن حجر في "الإصابة(1/428)":
إسناده صحيحٌ.
وقال النووي في "المجموع"(2/69):
"أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَوَازِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ لِلْمُحْدِثِ وَالْأَفْضَلُ أَنَّهُ يَتَطَهَّرُ لَهَا ".
قال أبوعبيد القاسم بن سلام الهروي في "فضائل القرآن":
263:حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ :
" أَقْرَأَ رَجُلًا بَعْدَمَا أَحْدَثَ مِنْ غَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ " .
قال ابن عبدالبر النمري رحمه الله: "وأجمعوا أن مراسيل إبراهيم صحاح"اهـ الاستذكار (6/137).
قال ابن سعد في "الطبقات":
10319: أَخبَرنا عَمرو بن الهَيثَم أَبو قَطَنٍ، قالَ: حَدَّثَنا شُعبَةُ، عَن الأَعمَشِ، قالَ:
قُلتُ لإِبراهيمَ: إِذا حَدَّثتَني عَن عَبد الله، فَأَسنِدقالَ: إِذا قُلتُ: قالَ عَبدُ الله فَقَد سَمِعتُهُ مِن غَير واحِدٍ مِن أَصحابِه .وإِذا قُلتُ: حَدثَني فُلاَنٌ فَحَدثَني فُلاَنٌ .
قال ابن رجب في شرح العلل :
وحكاه الترمذي عن بعض أهل العلم ، وذكر كلام إبراهيم النخعي : " أنه كان إذا أرسل فقد حدثه به غير واحد , وإن أسند لم يكن عنده إلا عمن سماه" .وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند ، لكن عن النخعي خاصة فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة .
وقال العلائي :
هو مكثر من الإرسال ، وجماعة من الأئمة صححوا مراسيله ، وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود .
قال ابن رجب في "شرح العلل"(1/96) :
" وقال ابن معين : "مرسلات سعيد بن المسيب أحب إلىّ من مرسلات الحسن ، ومرسلات إبراهيم صحيحةإلا حديث تاجر البحرين ، وحديث الضحك في الصلاة ".قال أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن":
264:حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن معاوية العبسي ، عن علقمة ، والأسود ، قالا :
أتينا سلمان ، " فقرأ علينا وقد خرج من الغائط والبول ".
قال ابن قطلوبغا في "كتاب الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة":
4172 - زيد بن معاوية العَبْسي، من أهل الكوفة.يروي عن علقمة والأسود. روى عنه أبو إسحاق السبيعي .وروى عنه أيضاً أشعث بن أبي الشعثاء .وقال العجلي : كوفي ثقة.
وقال الذهبي : إن المؤلف ذكره في الذيل على الضعفاء.
قلتُ:وزاد ابن حجر في اللسان أن ابن حبان ذكره في الثقات .
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن":
266: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ كِلاهُمَا ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ،
" أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ أَجْزَاءَهُمَا بَعْدَمَا يَخْرُجَانِ مِنَ الْخَلاءِ قَبْلَ أَنْ يَتَوَضَّأَ " .
وإسناده صحيحٌ.
قال مالك في موطئه:
465ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، أَنَّ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ " . قَالَ مَالِك :وَلَا يَحْمِلُ أَحَدٌ الْمُصْحَفَ بِعِلَاقَتِهِ وَلَا عَلَى وِسَادَةٍ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ ، وَلَوْ جَازَ ذَلِكَ لَحُمِلَ فِي خَبِيئَتِهِ ، وَلَمْ يُكْرَهْ ذَلِكَ إِلا أَنْ يَكُونَ فِي يَدَيِ الَّذِي يَحْمِلُهُ شَيْءٌ يُدَنِّسُ بِهِ الْمُصْحَفَ ، وَلَكِنْ إِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ لِمَنْ يَحْمِلُهُ وَهُوَ غَيْرُ طَاهِرٍ ، إِكْرَامًا لِلْقُرْآنِ وَتَعْظِيمًا لَهُ . قَالَ مَالِك : أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ سورة الواقعة آية 79 إِنَّمَا هِيَ بِمَنْزِلَةِ هَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي فِي : عَبَسَ وَتَوَلَّى ، قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ { 11 } فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ { 12 } فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ { 13 } مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ { 14 } بِأَيْدِي سَفَرَةٍ { 15 } كِرَامٍ بَرَرَةٍ سورة عبس آية 11-16 .
قال الحافظ بن حجر:
" وقد صحح الحديث بالكتاب المذكور جماعة من الأئمة ، لا من حيث الإسناد ، بل من حيث الشهرة ". انتهى من" التلخيص الحبير " (4/58) .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله :
" فلما وجدنا كتاب آل عمرو بن حزم فيه أن رسول الله قال : ( وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإبل )، ولم يقبلوا – يعني الصحابة الكرام - كتاب آل عمرو بن حزم والله أعلم حتى يثبت لهم أنه كتاب رسول الله ". انتهى من" الرسالة " (ص/422) .وقال ابن عبد البر رحمه الله :
" لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث بهذا الإسناد ، وقد روي مسندا من وجه صالح ، وهو كتاب مشهور عند أهل السير ، معروف ما فيه عند أهل العلم معرفة تستغني بشهرتها عن الإسناد ؛ لأنه أشبه التواتر في مجيئه ، لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة .....
وكتاب عمرو بن حزم معروف عند العلماء ، وما فيه فمتفق عليه إلا قليلا ، وبالله التوفيق ". انتهى باختصار من" التمهيد " (17/338-339) .
وقال أيضا :
" وكتاب عمرو بن حزم هذا قد تلقاه العلماء بالقبول والعمل ، وهو عندهم أشهر وأظهر من الإسناد الواحد المتصل " انتهى من" الاستذكار " (2/471) .
وقال أيضا :
" وفي إجماع العلماء في كل مصر على معاني ما في حديث عمرو بن حزم دليل واضح على صحة الحديث ، وأنه يستغني عن الإسناد لشهرته عند علماء أهل المدينة وغيرهم ". انتهى من " الاستذكار " (8/37) .
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي رحمه الله :
" لا أعلم في جميع الكتب كتابًا أصح من كتاب عَمْرو بن حزم ، وقَال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون يرجعون إليه ويَدَعون آراءهم ". انتهى من" المعرفة والتاريخ " (2/217) تحقيق د. أكرم العمري .
فهومرسل تلقاه العلماء بالقبول.
قال أحمد في "مسنده ":
20761 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: ابْنُ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ ، أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ قَالَ:
«إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ، إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ».
وإسناده صحيحٌ.
قال مالك في "الموطأ "برواية يحيى الليثي:
88ـ وَحَدَّثَنِي ، عَنْ مَالِك ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّهُ قَالَ :
كُنْتُ أُمْسِكُ الْمُصْحَفَ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَاحْتَكَكْتُ ، فَقَالَ سَعْدٌ :
" لَعَلَّكَ مَسَسْتَ ذَكَرَكَ " ، قَالَ : فَقُلْتُ : نَعَمْ . فَقَالَ : " قُمْ فَتَوَضَّأْ " ، فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ .
وسنده صحيح.
هذا وصلِ اللهمَّ على نبينا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق