الجمعة، 1 فبراير 2019

آثار الصحابة في " أحاديث الأنبياء"(12).

آثار الصحابة في " أحاديث الأنبياء"(12).
يونس بن متى ـ عليه السلامُ.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعدُ: 

قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
31181:حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ (المرادي)، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ :
 " قَالَ يَعْنِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ :
 لَيْسَ لِعَبْدٍ لِي أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى , سَبَّحَ اللَّهَ فِي الظُّلُمَاتِ " .

وإسناده لابأسَ به في الموقوف،وله شواهد عن أبي هريرةوابن عباس وابن مسعود ـ رضي الله عنهم.
وقال ابن أبي شيبة في " المصنف":
31184: حدثنا عبيد الله ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : حدثنا عبد الله بن مسعود في بيت المال ، عن يونس ، قال :
إن يونس كان وعد قومه العذاب وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام , ففرقوا بين كل والدة وولدها , ثم خرجوا فجأروا إلى الله واستغفروه , فكف الله عنهم العذاب , وغدا يونس ينتظر العذاب ، فلم ير شيئا , وكان من كذب ولم تكن له بينة قتل , فانطلق مغاضبا حتى أتى قوما في سفينة فحملوه وعرفوه , فلما دخل السفينة ركدت , والسفن تسير يمينا وشمالا , فقال : " ما لسفينتكم ؟ " ، قالوا : ما ندري ؟ ، قال يونس : " إن فيها عبدا أبق من ربه , وإنها لا تسير حتى تلقوه " , فقالوا : أما أنت يا نبي الله فوالله لا نلقيك , فقال لهم يونس : " فاقترعوا فمن قرع فليقع , فقرعهم يونس فأبوا أن يدعوه " فقالوا : من قرع ثلاث مرات فليقع , فقرعهم يونس ثلاث مرات فوقع ، وقد كان وكل به الحوت , فلما وقع ابتلعه فأهوى به إلى قرار الأرض , فسمع يونس تسبيح الحصى فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين سورة الأنبياء آية 87 ظلمات ثلاث : ظلمة بطن الحوت , وظلمة البحر , وظلمة الليل , قال : فنبذناه بالعراء وهو سقيم سورة الصافات آية 145 ، قال : كهيئة الفرخ الممعوط , ليس عليه ريش وأنبت الله عليه شجرة من يقطين كان يستظل بها ويصيب منها , فيبست فبكى عليها حين يبست , فأوحى الله إليه : تبكي على شجرة يبست ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم , فخرج فإذا هو بغلام يرعى غنما ، فقال , " ممن أنت يا غلام ؟ " ، فقال : من قوم يونس , قال : " فإذا رجعت إليهم فأخبرهم أنك قد لقيت يونس " ، قال : فقال له الغلام : إن تكن يونس فقد تعلم أن من كذب ولم تكن له بينة أن يقتل , فمن يشهد لي ؟ ، فقال له يونس : " يشهد لك هذه الشجرة , وهذه البقعة " , فقال الغلام : مرهما , فقال لهما يونس : " إن جاءكما هذا الغلام فاشهدا له " , قالتا : نعم , فرجع الغلام إلى قومه , وكان له إخوة وكان في منعة , فأتى الملك فقال : إني لقيت يونس وهو يقرأ عليكم السلام , فأمر به الملك أن يقتل , فقالوا له : إن له بينة , فأرسل معه فانتهوا إلى الشجرة والبقعة , فقال لهما الغلام : أنشدكما بالله هل أشهدكما يونس , قالتا : نعم , فرجع القوم مذعورين يقولون : تشهد له الشجر والأرض , فأتوا الملك فحدثوه بما رأوه , قال عبد الله : فتناوله الملك فأخذ بيد الغلام فأجلسه في مجلسه وقال : أنت أحق بهذا المكان مني , قال عبد الله : فأقام لهم ذلك الغلام أمرهم أربعين سنة .
قلتُ: وإسناده صحيحٌ ،عبيد الله هو ابن موسى العبسي من أثبت الناس في إسرائيل ، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ،وأبو إسحاق السبيعي عمروبن عبد الله السبيعي الهمداني ، وعمروهو ابن ميمون الأودي التابعي المخضرم،وابن مسعود ـرضي الله عنه ـ صحابي جليل.
قال أبوجعفرالطبري في "تفسيره":
27278: حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : ثني أَبُو صَخْرٍ ، قَالَ : ثني ابْنُ قُسَيْطٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : 

" طُرِحَ بِالْعَرَاءِ ، فَأَنْبَتَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَقْطِينَةً ، فَقُلْنَا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَمَا الْيَقْطِينَةُ ؟ قَالَ : الشَّجَرَةُ الدُّبَّاءُ ، هَيَّأَ اللَّهُ لَهُ أَرْوِيَّةً وَحْشِيَّةً تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ ، أَوْ هَشَاشِ ، فَتَفْشَخُ عَلَيْهِ فَتَرْوِيهِ مِنْ لَبَنِهَا كُلَّ عَشِيَّةٍ وَبَكْرَةٍ حَتَّى نَبَتَ ،
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الصَّلْتِ قَبْلَ الإِسْلامِ فِي ذَلِكَ بَيْتًا مِنْ شِعْرٍ : فَأَنْبَتَ يَقْطِينًا عَلَيْهِ بِرَحْمَةِ مِنَ اللَّهِ لَوْلا اللَّهُ أُلْفِيَ ضَاحِيًا " .

وقال في "تاريخه":
367: حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ قُسَيْطٍ ، إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ :

 " طُرِحَ بِالْعَرَاءِ فَأَنْبَتَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَقْطِينَةً . فَقُلْنَا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ , وَمَا الْيَقْطِينَةُ ؟ قَالَ : شَجَرَةُ الدُّبَّاءِ , هَيَّأَ اللَّهُ لَهُ أُرْوِيَّةً وَحْشِيَّةً تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ , أَوْ هَشَاشِ الأَرْضِ , فَتَفْشَحُ عَلَيْهِ فَتَرْوِيهِ مِنْ لَبَنِهَا كُلَّ عَشِيَّةٍ وَبُكْرَةٍ حَتَّى نَبَتَ .
وإسناده قويٌّ،يونس هو ابن عبد الأعلى، وابن وهب هو عبد الله بن وهب ، وأبو صخرهو حميد بن زياد بن أبي المخارق الخراط،وابن قسيط هو يزيد بن عبد الله بن قسيط ،وأبو هريرة الدوسي اليماني صحابي فخبره له حكمُ الرفعِ.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق