الخميس، 31 يناير 2019

آثار الصحابة في أحاديث الأنبياء(6).


آثار الصحابة في أحاديث الأنبياء(6).
إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلامُ.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعدُ:
*مارواه علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه.
قال الطبري في " تفسيره":
2050:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَعْبٌ:
أَنَّ الْبَيْتَ، كَانَ غُثَاءَةً عَلَى الْمَاءِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ الْأَرْضَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَمِنْهُ دُحِيَتِ الْأَرْضُ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:
أَنَّ إِبْرَاهِيمَ أَقْبَلَ مِنْ أَرْمِينِيَةَ مَعَهُ السَّكِينَةُ، تَدَلُّهُ عَلَى تَبَوُّءِ الْبَيْتِ كَمَا تَتَبَوَّأُ الْعَنْكَبُوتُ بَيْتَهَا.
قَالَ: فَرُفِعَتْ عَنْ أَحْجَارِ تُطِيقُهُ أَوْ لَا تُطِيقُهُ ثَلَاثُونَ رَجُلًا.
قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ}.
قَالَ: كَانَ ذَاكَ بَعْدُ.
* وقال ابن المنذر في" تفسيره":
717 :حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:
أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ أَرْمِينِيَّةَ، وَمَعَهُ السَّكِينَةُ فَدَلَّهُ، حَتَّى بَنَوُا الْبَيْتَ كَمَا [بَنَوُا] الْعَنْكَبُوتَ بَيْتًا، فَكَانَ يَحْمِلُ أَحْجَارَ الْحَجَرِ يُطِيقُهُ أَوْ لا يُطِيقُهُ ثَلاثُونَ رَجُلا.
فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}؟
قَالَ: كَانَ ذَلِكَ بَعْدُ.
قال الترمذي في "جامعه":
3045:حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ كُوفِيٌّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ :
" سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَتَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ؟ فَقَالَ : أَوَلَيْسَ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ سورة التوبة آية 113 " ، قَالَ أَبُو عِيسَى :
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، قَالَ : وَفِي الْبَابِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ .
قال البيهقي في "شعب الإيمان ":
8124ـ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، قَالا : نا الأَصَمُّ ، نا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ ، نا الْحُسَيْنُ يَعْنِي ابْنَ حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ :
" كَانَتْ آجَرُ لِسَارَّةَ فَأَعْطَتْ إِبْرَاهِيمَ ، فَاسْتَبَقَ إِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ ، فَسَبَقَهُ إِسْمَاعِيلُ فَجلَسَ فِي حِجْرِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَتْ سَارَّةُ : أَظُنُّهُ وَاللَّهِ لأُغَيِّرَنَّ مِنْهَا ثَلاثَةَ أَشْرَافٍ ، فَخَشِيَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ تَجْدَعَهَا أَوْ تَخْرِمَ أُذُنَيْهَا ، فَقَالَ لَهَا : هَلْ لَكِ أَنْ تَفْعَلِي شَيْئًا وَتَبَرِّي يَمِينَكِ ، تَثْقُبِينَ أُذُنَيْهَا أَوْ تَخْفِضِيهَا ، فَكَانَ أَوَّلَ الْخِفَاضِ هَذَا " .

قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
35250:حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : 
" أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ قِبْطِيَّتَيْنِ , ثُمَّ يُكْسَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً ، وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ " .
-------------------------------------------------
مارواه سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه.
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
31138: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ :
" لَمَّا أُرِيَ إبْرَاهِيمُ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَأَى عَبْدًا عَلَى فَاحِشَةٍ فَدَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ , ثُمَّ رَأَى آخَرَ فَدَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ , فَقَالَ اللَّهُ :
أَنْزِلُوا عَبْدِي , لَا يَهْلِكُ عِبَادِي " .
وإسناده صحيحٌ.
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
31139:حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ :
" أُرْسِلَ عَلَى إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَسَدَانِ مُجَوَّعَانِ , فَلَحَسَاهُ وَسَجَدَا لَهُ " .
وإسناده صحيحٌ.
وقال ابن سعد في " الطبقات":
86 : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ عَاصِمٌ : أَرَاهُ عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ :
" سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ رَبَّهُ خَيْرًا فَأَصْبَحَ ثُلُثَا رَأْسِهِ أَبْيَضَ ، فَقَالَ :
مَا هَذَا ؟ فَقِيلَ لَهُ :
" عِبْرَةٌ فِي الدُّنْيَا وَنُورٌ فِي الآخِرَةِ ".
وإسناده صحيحٌ.
---------------------------------------
مارواه أبو هريرة ـ رضي الله عنه.
قال ابن سعد في " الطبقات":
88: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
" اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالْقَدُّومِ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِينَ سَنَةً " .
وإسناده صحيحٌ.
قال ابن الأعرابي في " معجمه":
90:نا ابْنُ الْجُنَيْدِ ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ ، نا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي حَازْمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
" خَيْرُ بَنِي آدَمَ خَمْسَةٌ : نُوحٌ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَمُوسَى ، وَعِيسَى ، وَمُحَمَّدٌ ، وَخَيْرُهُمْ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِمُ السَّلامُ " .
وإسناده قويٌّ.
قال البخاري في " صحيحه":
3205 :حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ الرُّعَيْنِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلاَثًا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
" لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَّا ثَلاَثَ كَذَبَاتٍ، ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَوْلُهُ {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89]. وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63]. وَقَالَ: بَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَارَةُ، إِذْ أَتَى عَلَى جَبَّارٍ مِنَ الجَبَابِرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَا هُنَا رَجُلًا مَعَهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: أُخْتِي، فَأَتَى سَارَةَ قَالَ: يَا سَارَةُ: لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرَكِ، وَإِنَّ هَذَا سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، فَلاَ تُكَذِّبِينِي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا بِيَدِهِ فَأُخِذَ، فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلاَ أَضُرُّكِ، فَدَعَتِ اللَّهَ فَأُطْلِقَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهَا الثَّانِيَةَ فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ، فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلاَ أَضُرُّكِ، فَدَعَتْ فَأُطْلِقَ، فَدَعَا بَعْضَ حَجَبَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَمْ تَأْتُونِي بِإِنْسَانٍ، إِنَّمَا أَتَيْتُمُونِي بِشَيْطَانٍ، فَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ، فَأَتَتْهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ: مَهْيَا، قَالَتْ: رَدَّ اللَّهُ كَيْدَ الكَافِرِ، أَوِ الفَاجِرِ، فِي نَحْرِهِ، وَأَخْدَمَ هَاجَرَ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ تِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ.
وقال النسائي في " السنن الكبرى":
8317 : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
" لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ: ثِنْتَانِ فِي ذَاتِ اللهِ {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] وَقَوْلُهُ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] قَالَ: وَأَتَى عَلَى مَلِكٍ مِنْ بَعْضِ الْمُلُوكِ، وَمَعَهُ امْرَأَةٌ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا أُخْتُهُ قَالَ: قُلْ لَهَا: «تَأْتِيَنِي، أَوْ مُرْهَا أَنْ تَأْتِيَنِي، فَأَتَاهَا» فَقَالَ لَهَا: إِنَّ هَذَا قَدْ سَأَلَنِي عَنْكِ وَإِنِّي أَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي وَإِنَّكِ أُخْتِي فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ غَيْرِي وَغَيْرَكِ، وَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَكِ أَنْ تَأْتِيَهُ قَالَ: «فَأَتَتْ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَضُغِطَ» فَقَالَ: ادْعِي لِي وَلَكِ أَنْ لَا أَعُودَ قَالَ: «فَخُلِّيَ عَنْهُ، فَعَادَ» قَالَ: فَضُغِطَ مِثْلَهَا، أَوْ أَشَدَّ قَالَ: «ادْعِي لِي، وَلَكِ أَلَّا أَعُودَ» قَالَ: فَخُلِّيَ عَنْهُ، فَأَمَرَ لَهَا بِطَعَامٍ، وَأَخْدَمَهَا جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا هَاجَرُ، فَلَمَّا أَتَتْ إِبْرَاهِيمُ قَالَ: «مَهْيَمْ» فَقَالَتْ: كَفَى اللهُ كَيْدَ الْكَافِرِ الْفَاجِرِ وَأَخْدَمَ جَارِيَةً قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «تِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السماء
»".
وقد صح مرفوعاً رواه البخاري ومسلم في " صحيحهما".
-----------------------------------
*مارواه عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما.
قال ابن أبي شيبة في المصنف":
32490:حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ فِرَاسٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ :
أَوَّلُ كَلِمَةٍ قَالَهَا إبْرَاهِيمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ : حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
قال ابن أبي شيبة في المصنف":
30204:حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَن زَكَرِيَّا ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ :لَمَّا أُلْقِيَ إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي النَّارِ ، قَالَ :
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
قال ابن حجر في " المطالب العالية":
1280: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ :
إنَّ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا :
 " إِنِّي مُضْعِفٌ مِنَ الأَهْلِ وَالْحُمُولَةِ ، وَإِنَّمَا حَمولَتُّنا هَذِهِ الْحُمُرُ الدَّبَّابَةُ ، أَلا أُفِيضُ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ ؟ فَقَالَ : أَمَّا إِبْرَاهِيمُ ، فَإِنَّهُ بَاتَ بِمِنًى حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ فَطَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ سَارَ إِلَى عَرَفَةَ ، حَتَّى نَزَلَ مَنْزِلا مِنْهَا ، ثُمَّ رَاحَ ، ثُمَّ وَقَفَ مَوْقِفَهُ مِنْهَا ، حَتَّى إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ أَفَاضَ حَتَّى إِذَا أَتَى جَمْعًا ، فَنَزَلَ مَنْزِلَهُ مِنْهُ حَتَّى بَاتَ بِهِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ صَلاةُ الصُّبْحِ الْمُعَجَّلَةُ وَقَفَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ الصُّبْحُ الْمُسْفِرُ أَفَاضَ . فَذَلِكَ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السلام ، وَقَدْ أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَّبِعَهُ " . وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بِهَذَا .
-----------------------------
*مارواه عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه.
قال الطبراني في "المعجم الكبير":
8516 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءَ ، ح وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ ، قَالَ : ابْنُ رَجَاءَ ، أَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ :
إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَسِّنُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَعَلَّمَنَا ، قَالَ : قُولُوا : اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَاتَكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، إِمَامِ الْخَيْرِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
------------------------------------
*مارواه سليمان بن صرد الخزاعي ـ رضي الله عنه.
قال الطبري في " تفسيره":
27124:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : ثنا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ صَرَدَ ، يَقُولُ :
" لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يُلْقُوا إِبْرَاهِيمَ فِي النَّارِ ، قَالَ : إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ سورة الصافات آية 99 . فَجُمِعَ الْحَطَبُ ، فَجَاءَتْ عَجُوزٌ عَلَى ظَهْرِهَا حَطَبٌ ، فَقِيلَ لَهَا : أَيْنَ تُرِيدِينَ ؟ قَالَتْ : أُرِيدُ أَذْهَبُ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يُلْقَى فِي النَّارِ ، فَلَمَّا أُلْقِيَ فِيهَا ، قَالَ : حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، أَوْ قَالَ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، قَالَ : فَقَالَ اللَّهُ : يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ سورة الأنبياء آية 69 ، قَالَ : فَقَالَ ابْنُ لُوطٍ ، أَوِ ابْنُ أَخِي لُوطٍ : إِنَّ النَّارَ لَمْ تُحْرِقْهُ مِنْ أَجْلِيَ ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا قَرَابَةٌ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ عُنُفًا مِنَ النَّارِ فَأَحْرَقَتْهُ " .
وإسناده صحيحٌ، وله حكم الرفع.
------------------------------
*مارواه ابن عباس ـ رضي الله عنهما.
قال ابن أبي شيبة في المصنف:
31149ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ سورة البقرة آية 124 ، قَالَ : لَمْ يُبْتَلَ أَحَدٌ بِهَذَا الدِّينِ فَأَقَامَهُ إلَّا إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ " .
31147ـ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ سورة البقرة آية 124 ، قَالَ : ابْتُلِيَ بِالْآيَاتِ الَّتِي بَعْدَهَا " .
وقال عبد الرزاق في " التفسير":
116: نا مَعْمَرٌ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ سورة البقرة آية 124 , قَالَ :
" ابْتَلاهُ اللَّهُ بِالطَّهَارَةِ : خَمْسٌ فِي الرَّأْسِ , وَخَمْسٌ فِي الْجَسَدِ , فِي الرَّأْسِ : السِّوَاكُ , وَالاسْتِنْشَاقُ , وَالْمَضْمَضَةُ , وَقَصُّ الشَّارِبِ , وَفَرْقُ الرَّأْسِ , وَفِي الْجَسَدِ خَمْسَةٌ : تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ , وَحَلْقُ الْعَانَةِ , وَالْخِتَانُ , وَالاسْتِنْجَاءُ مِنَ الْغَائِطِ , وَالْبَوْلِ , وَنَتْفُ الإِبِطِ " .
وقال الطبري في " تفسيره":
1907 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
 " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ " قَالَ ، [ ص: 8 ] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَمْ يُبْتَلَ أَحَدٌ بِهَذَا الدِّينِ فَأَقَامَهُ إِلَّا إِبْرَاهِيمَ ، ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِكَلِمَاتٍ ، فَأَتَمَّهُنَّ . قَالَ : فَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ الْبَرَاءَةَ فَقَالَ : ( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ) [ سُورَةُ النَّجْمِ : 37 ] . قَالَ : عَشْرٌ مِنْهَا فِي"الْأَحْزَابِ" ، وَعَشْرٌ مِنْهَا فِي "بَرَاءَةَ" ، وَعَشْرٌ مِنْهَا فِي "الْمُؤْمِنُونَ" وَ "سَأَلَ سَائِلٌ" ، وَقَالَ : إِنَّ هَذَا الْإِسْلَامَ ثَلَاثُونَ سَهْمًا .
1908 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ الطَّحَّانُ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : 
مَا ابْتُلِيَ أَحَدٌ بِهَذَا الدِّينِ فَقَامَ بِهِ كُلِّهِ غَيْرُ إِبْرَاهِيمَ ، ابْتُلِيَ بِالْإِسْلَامِ فَأَتَمَّهُ ، فَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ الْبَرَاءَةَ فَقَالَ :
 "وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى" ، فَذَكَرَ عَشْرًا فِي "بَرَاءَةَ" [ 112 ] فَقَالَ : ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، وَعَشْرًا فِي "الْأَحْزَابِ" [ 35 ] ، ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ) ، وَعَشْرًا فِي "سُورَةِ الْمُؤْمِنُونَ" [ 1 - 9 ] إِلَى قَوْلِهِ : ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) ، وَعَشْرًا فِي "سَأَلَ سَائِلٌ" [ 22 - 34 ] ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) .
قال ابن خزيمة في " التوحيد":
258:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ ، وَأَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، إِمَامَانِ مِنْ أَئِمَّةِ عُلَمَاءِ الْهُدَى ، قَالا : ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : 
" أَتَعْجَبُونَ أَنْ تَكُونَ الْخَلَّةُ لإِبْرَاهِيمَ ، وَالْكَلامُ لِمُوسَى ، وَالرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
قال عبد الله بن أحمد في " السنة":
497:حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
 " أَتَعْجَبُونَ أَنْ تَكُونَ الْخُلَّةُ لإِبْرَاهِيمَ وَالْكَلامُ لِمُوسَى وَالرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ " .
قال النسائي في " السنن الكبرى":
11021:أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" أَتَعْجَبُونَ أَنْ تَكُونَ الْخُلَّةُ لإِبْرَاهِيمَ ، وَالْكَلامُ لِمُوسَى ، وَالرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
وصححه الحاكم في المستدرك وابن حجر في الفتح.
قال ابن خزيمة في " التوحيد":
263: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ بِالْفُسْطَاطِ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، قَالَ : ثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى إِبْرَاهِيمَ بِالْخَلَّةِ ، وَاصْطَفَى مُوسَى بِالْكَلامِ ، وَمُحَمَّدًا بِالرُّؤْيَةِ " .
صححه الحاكم في المستدرك.
قال الطبري في" تفسيره":
13483 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ حَبِيب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ :
مَا زَالَ إِبْرَاهِيم يَسْتَغْفِر لِأَبِيهِ حَتَّى مَاتَ , فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ .
قال عبد الرزاق الصنعاني في" المصنف":
9707ـ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , قَالَ :
" تُوُفِّيَ أَبُو رَجُلٍ وكَانَ يَهُودِيًّا فَلَمْ يَتَّبِعْهُ ابْنُهُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : ومَا عَلَيْهِ لَوْ غَسَّلَهُ ، واتَّبَعَهُ ، واسْتَغَفَرَ لَهُ مَا كَانَ حَيًّا , يَقُولُ :
دَعَا لَهُ مَا كَانَ الأَبُ حَيًّا , قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ سورة التوبة آية 114 , يَقُولُ : لَمَّا مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ " .
قال البخاري في " صحيحه":
4222: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، أُرَاهُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ :
" حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ، قَالُوا : إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ سورة آل عمران آية 173 " .
قال البخاري في " صحيحه":
4225ـ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : 
" كَانَ آخِرَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " .
قال أحمد في " المسند":
2605:حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ ، وَيُونُسُ , قَالَا : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : 
قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : 
يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ بِالْبَيْتِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ, فَقَالَ : صَدَقُوا وَكَذَبُوا , قُلْتُ : وَمَا صَدَقُوا وَمَا كَذَبُوا ؟ قَالَ : صَدَقُوا ، رَمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ ، وَكَذَبُوا ، لَيْسَ بِسُنَّةٍ ، إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ : دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ حَتَّى يَمُوتُوا مَوْتَ النَّغَفِ ، فَلَمَّا صَالَحُوهُ عَلَى أَنْ يَقْدَمُوا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ ، وَيُقِيمُوا بِمَكَّةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : " ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثَلَاثًا " ، وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ , قُلْتُ : وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّهُ طَاف بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ , فَقَالَ : صَدَقُوا وَكَذَبُوا , فَقُلْتُ : وَمَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا ؟ فَقَالَ : صَدَقُوا ، قَدْ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ ، وَكَذَبُوا ، لَيْسَت بِسُنَّةٍ ، كَانَ النَّاسُ لَا يُدْفَعُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَا يُصْرَفُونَ عَنْهُ ، فَطَافَ عَلَى بَعِيرٍ لِيَسْمَعُوا كَلَامَهُ ، وَلَا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ , قُلْتُ : وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ ؟ قَالَ : صَدَقُوا ، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ ، عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ ، قَالَ يُونُسُ : الشَّيْطَانُ , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ، حَتَّى ذَهَبَ ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ، قَالَ : قَدْ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ ، قَالَ يُونُسُ : وَثَمَّ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ ، وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ ، وَقَالَ : يَا أَبَتِ ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ تُكَفِّنُنِي فِيهِ غَيْرُهُ ، فَاخْلَعْهُ حَتَّى تُكَفِّنَنِي فِيهِ ، فَعَالَجَهُ لِيَخْلَعَهُ ، فَنُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ : أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ , قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا سورة الصافات آية 53 - 105 , فَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيمُ ، فَإِذَا هُوَ بِكَبْشٍ أَبْيَضَ , أَقْرَنَ أَعْيَنَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَبِيعُ هَذَا الضَّرْبَ مِنَ الْكِبَاشِ ، قَالَ : ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى ، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى مِنًى ، قَالَ : هَذَا مِنًى ، قَالَ يُونُسُ : هَذَا مُنَاخُ النَّاسِ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا ، فَقَالَ : هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى عَرَفَةَ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هَلْ تَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ ؟ قُلْتُ : لَا , قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ عَرَفْتَ ، قَالَ يُونُسُ : هَلْ عَرَفْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَدْرِي كَيْفَ كَانَتْ التَّلْبِيَةُ ؟ قُلْتُ : وَكَيْفَ كَانَتْ ؟ قَالَ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ، خَفَضَتْ لَهُ الْجِبَالُ رُءُوسَهَا ، وَرُفِعَتْ لَهُ الْقُرَى ، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ".
وأبو عاصم الغنوي :وثقه ابنُ معين.
قال ابن أبي حاتم في " تفسيره":
1213: حَدَّثَنَا أَبِي ، ثنا إِبْرَاهِيمُ ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، " فِي قَوْلِهِ :
اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا سورة البقرة آية 126 ، قَالَ :
كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَحْجُرُهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ دُونِ النَّاسِ " .
وقال الطبراني في " المعجم الكبير":
12240: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ , ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَثِيُّ , ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ , عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ :
" رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ سورة البقرة آية 126 , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :
كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ احْتَجَرَهَا دُونَ النَّاسِ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَنْ كَفَرَ أَيْضًا , فَأَنَا أَرْزُقُهُمْ كَمَا أَرْزُقُ الْمُؤْمِنِينَ , أَخْلُقُ خَلْقًا لا أَرْزُقُهُمْ , أُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا , ثُمَّ اضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابِ النَّارِ , ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا سورة الإسراء آية 20 " .
قال الطبري في " تفسيره":
5995 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى (العنزي) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ(غندر) قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ (الضبعي)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ :
 إِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ . قَالَ : قَطِّعْهُنَّ ، ثُمَّ اجْعَلْهُنَّ فِي أَرْبَاعِ الدُّنْيَا ، رُبْعًا هَهُنَا ، وَرُبْعًا هَهُنَا ، ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا . 

قلتُ: وإسناده صحيحٌ.
-----------------
*مارواه معاذُبنُ جبل ـ رضي الله عنه.
قال البخاري في " صحيحه":
4026:حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ : أَنَّ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا قَدِمَ الْيَمَنَ صَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ ، فَقَرَأَ :
 وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا سورة النساء آية 125 ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : لَقَدْ قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ".
 
، زَادَ مُعَاذٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرٍو ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ ، فَقَرَأَ مُعَاذٌ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ سُورَةَ النِّسَاءِ ، فَلَمَّا ، قَالَ : وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا سورة النساء آية 125 ، قَالَ رَجُلٌ خَلْفَهُ : قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ .

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق