آثار الصحابة في "أحاديث الأنبياء(3)".
إدريس ـ عليه السلام.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعدُ:
مارواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه.
قال الطبري في " تفسيره":
12400: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " إِدْرِيسُ هُوَ إِلْيَاسُ ، وَإِسْرَائِيلُ هُوَ يَعْقُوبُ " .
وقال ابن كثير في" تفسيره":
(7/ 36) :" وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة ، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال:
إلياس هو إدريس. وكذا قال الضحاك".
وممن حسنه:
أـ ابن حجر في "الفتح":
قَوْلُهُ : ( وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إِدْرِيسُ ) أَمَّا قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ فَوَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْهُ قَالَ : إِلْيَاسُ هُوَ إِدْرِيسُ ، وَيَعْقُوبُ هُوَ إِسْرَائِيلُ . وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ . فَوَصَلَهُ جُوَيْبِرٌ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنْهُ وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ ، وَلِهَذَا لَمْ يَجْزِمْ بِهِ الْبُخَارِيُّ .
ب ـ السيوطي في " الدر المنثور":
"وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِسَنَدٍ حَسَنٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : إِدْرِيسُ هُوَ إِلْيَاسُ ".
وهو قول أبي الخطاب قتادة بن دعامة التابعي المفسر.
قال الطبري في " تفسيره":
(21/95) : وقيل: إنه إدريس، حدثنا بذلك بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان يقال: إلياس هو إدريس. وقد ذكرنا ذلك فيما مضى قبل.
وقال ابن كثير في " البداية والنهاية":
"وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ إِدْرِيسَ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ نُوحٍ بَلْ فِي زَمَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ . قَالَ الْبُخَارِيُّ : وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ :
أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إِدْرِيسُ ، وَاسْتَأْنَسُوا فِي ذَلِكَ بِمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ فِي الْإِسْرَاءِ أَنَّهُ لَمَّا مَرَّ بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لَهُ :مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ . وَلَمْ يَقُلْ كَمَا قَالَ آدَمُ وَإِبْرَاهِيمُ : مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ . قَالُوا : فَلَوْ كَانَ فِي عَمُودِ نَسَبِهِ لَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَا لَهُ . وَهَذَا لَا يَدُلُّ وَلَا بُدَّ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُ قَدْ لَا يَكُونُ الرَّاوِي حَفِظَهُ جَيِّدًا أَوْ لَعَلَّهُ قَالَهُ لَهُ عَلَى سَبِيلِ الْهَضْمِ وَالتَّوَاضُعِ ، وَلَمْ يَنْتَصِبْ لَهُ فِي مَقَامِ الْأُبُوَّةِ ، كَمَا انْتَصَبَ لِآدَمَ أَبِي الْبَشَرِ ، وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي هُوَ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ ، وَهُوَ أَكْبَرُ أُولِي الْعَزْمِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ "ا.هـ.
فقول إدريس هو إلياس قولٌ مرويٌّ عن السلف كابن مسعود وقتادة وغيرهما.
قال أبو بكر ابن العربي في" أحكام القرآن ":
نوح أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض بعد آدم بتحريم البنات والأخوات والعمات والخالات وسائر الفرائض ; كذلك في صحيح الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن قال من المؤرخين : إن إدريس كان قبله فقد وهم . والدليل على صحة وهمه في اتباعه صحف اليهود وكتب الإسرائليات الحديث الصحيح في الإسراء , حين لقي النبي صلى الله عليه وسلم آدم وإدريس , فقال له آدم : مرحبا بالنبي الصالح , والابن الصالح . وقال له إدريس : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح .
ولو كان إدريس أبا لنوح على صلب محمد لقال له : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح . فلما قال له : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح دل على أنه يجتمع معه في أبيهم نوح , ولا كلام لمنصف بعد هذا "
وقال ابن عثيمين :
" أول الرسل عليهم الصلاة والسلام نوح عليه الصلاة والسلام ، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وأما قبل نوح فلم يبعث رسول ، وبهذا نعلم خطأ المؤرخين الذين قالوا : إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان قبل نوح ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : في كتابه : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) النساء / 163 .
وفي الحديث الصحيح في قصة الشفاعة " أن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له : أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض " فلا رسول قبل نوح ، ولا رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب / 40 .
((مجموع فتاوى ابن عثيمين 1/315)) .
-----------------------
*مارواه أبو العباس عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه.
قال الطبري في " تفسيره":
21739:حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ ، قَالَ :
" سَأَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَعْبًا وَأَنَا حَاضِرُهُ ، فَقَالَ لَهُ :
مَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى لإِدْرِيسَ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا سورة مريم آية 57 ؟ قَالَ كَعْبٌ : أَمَّا إِدْرِيسُ ، فَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ : إِنِّي أرفع لَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِثْلَ عَمَلِ جَمِيعِ بَنِي آدَمَ ، فَأَحِبَّ أَنْ يَزْدَادَ عَمَلا ، فَأَتَاهُ خَلِيلٌ لَهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، فَقَالَ :
إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ كَذَا وَكَذَا ، فَكَلِّمْ لِي مَلَكَ الْمَوْتِ ، فَلْيُؤَخِرَنِي حَتَّى أَزْدَادَ عَمَلا ، فَحَمَلَهُ بَيْنَ جَنَاحَيْهِ ، ثُمَّ صَعِدَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ؛ فَلَمَّا كَانَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، تَلَقَّاهُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ مُنْحَدِرًا ، فَكَلَّمَهُ وَكَلَّمَهُ مَلَكَ الْمَوْتِ فِي الَّذِي كَلَّمَهُ فِيهِ إِدْرِيسُ ، فَقَالَ : وَأَيْنَ إِدْرِيسُ ؟ فَقَالَ : هُوَ ذَا هُوَ عَلَى ظَهْرِي ، قَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ : فَالْعَجَبُ بُعِثْتُ وقيل لي : أَقْبِضُ رُوحَ إِدْرِيسَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ : كَيْفَ أَقْبِضُ رُوحَهُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَهُوَ فِي الأَرْضِ ؟ فَقَبَضَ رُوحَهُ هُنَاكَ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا سورة مريم آية 57 " .
وهذاإسناد صحيحٌ ،وخبرٌ ثابتٌ .
وقال الطبري في " تفسيره":
26158: حَدَّثَنِي ابْنُ زُهَيْرٍ ، قَالَ : ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : ثنا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ ، قَالَ : ثنا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" تَلا هَذِهِ الآيَةَ :
وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى سورة الأحزاب آية 33 , قَالَ :
إدريس ـ عليه السلام.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعدُ:
مارواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه.
قال الطبري في " تفسيره":
12400: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " إِدْرِيسُ هُوَ إِلْيَاسُ ، وَإِسْرَائِيلُ هُوَ يَعْقُوبُ " .
وقال ابن كثير في" تفسيره":
(7/ 36) :" وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة ، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال:
إلياس هو إدريس. وكذا قال الضحاك".
وممن حسنه:
أـ ابن حجر في "الفتح":
قَوْلُهُ : ( وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إِدْرِيسُ ) أَمَّا قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ فَوَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْهُ قَالَ : إِلْيَاسُ هُوَ إِدْرِيسُ ، وَيَعْقُوبُ هُوَ إِسْرَائِيلُ . وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ . فَوَصَلَهُ جُوَيْبِرٌ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنْهُ وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ ، وَلِهَذَا لَمْ يَجْزِمْ بِهِ الْبُخَارِيُّ .
ب ـ السيوطي في " الدر المنثور":
"وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِسَنَدٍ حَسَنٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : إِدْرِيسُ هُوَ إِلْيَاسُ ".
وهو قول أبي الخطاب قتادة بن دعامة التابعي المفسر.
قال الطبري في " تفسيره":
(21/95) : وقيل: إنه إدريس، حدثنا بذلك بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان يقال: إلياس هو إدريس. وقد ذكرنا ذلك فيما مضى قبل.
وقال ابن كثير في " البداية والنهاية":
"وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ إِدْرِيسَ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ نُوحٍ بَلْ فِي زَمَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ . قَالَ الْبُخَارِيُّ : وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ :
أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إِدْرِيسُ ، وَاسْتَأْنَسُوا فِي ذَلِكَ بِمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ فِي الْإِسْرَاءِ أَنَّهُ لَمَّا مَرَّ بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لَهُ :مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ . وَلَمْ يَقُلْ كَمَا قَالَ آدَمُ وَإِبْرَاهِيمُ : مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ . قَالُوا : فَلَوْ كَانَ فِي عَمُودِ نَسَبِهِ لَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَا لَهُ . وَهَذَا لَا يَدُلُّ وَلَا بُدَّ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُ قَدْ لَا يَكُونُ الرَّاوِي حَفِظَهُ جَيِّدًا أَوْ لَعَلَّهُ قَالَهُ لَهُ عَلَى سَبِيلِ الْهَضْمِ وَالتَّوَاضُعِ ، وَلَمْ يَنْتَصِبْ لَهُ فِي مَقَامِ الْأُبُوَّةِ ، كَمَا انْتَصَبَ لِآدَمَ أَبِي الْبَشَرِ ، وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي هُوَ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ ، وَهُوَ أَكْبَرُ أُولِي الْعَزْمِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ "ا.هـ.
فقول إدريس هو إلياس قولٌ مرويٌّ عن السلف كابن مسعود وقتادة وغيرهما.
قال أبو بكر ابن العربي في" أحكام القرآن ":
نوح أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض بعد آدم بتحريم البنات والأخوات والعمات والخالات وسائر الفرائض ; كذلك في صحيح الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن قال من المؤرخين : إن إدريس كان قبله فقد وهم . والدليل على صحة وهمه في اتباعه صحف اليهود وكتب الإسرائليات الحديث الصحيح في الإسراء , حين لقي النبي صلى الله عليه وسلم آدم وإدريس , فقال له آدم : مرحبا بالنبي الصالح , والابن الصالح . وقال له إدريس : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح .
ولو كان إدريس أبا لنوح على صلب محمد لقال له : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح . فلما قال له : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح دل على أنه يجتمع معه في أبيهم نوح , ولا كلام لمنصف بعد هذا "
وقال ابن عثيمين :
" أول الرسل عليهم الصلاة والسلام نوح عليه الصلاة والسلام ، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وأما قبل نوح فلم يبعث رسول ، وبهذا نعلم خطأ المؤرخين الذين قالوا : إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان قبل نوح ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : في كتابه : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) النساء / 163 .
وفي الحديث الصحيح في قصة الشفاعة " أن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له : أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض " فلا رسول قبل نوح ، ولا رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب / 40 .
((مجموع فتاوى ابن عثيمين 1/315)) .
-----------------------
*مارواه أبو العباس عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه.
قال الطبري في " تفسيره":
21739:حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ ، قَالَ :
" سَأَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَعْبًا وَأَنَا حَاضِرُهُ ، فَقَالَ لَهُ :
مَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى لإِدْرِيسَ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا سورة مريم آية 57 ؟ قَالَ كَعْبٌ : أَمَّا إِدْرِيسُ ، فَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ : إِنِّي أرفع لَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِثْلَ عَمَلِ جَمِيعِ بَنِي آدَمَ ، فَأَحِبَّ أَنْ يَزْدَادَ عَمَلا ، فَأَتَاهُ خَلِيلٌ لَهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، فَقَالَ :
إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ كَذَا وَكَذَا ، فَكَلِّمْ لِي مَلَكَ الْمَوْتِ ، فَلْيُؤَخِرَنِي حَتَّى أَزْدَادَ عَمَلا ، فَحَمَلَهُ بَيْنَ جَنَاحَيْهِ ، ثُمَّ صَعِدَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ؛ فَلَمَّا كَانَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، تَلَقَّاهُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ مُنْحَدِرًا ، فَكَلَّمَهُ وَكَلَّمَهُ مَلَكَ الْمَوْتِ فِي الَّذِي كَلَّمَهُ فِيهِ إِدْرِيسُ ، فَقَالَ : وَأَيْنَ إِدْرِيسُ ؟ فَقَالَ : هُوَ ذَا هُوَ عَلَى ظَهْرِي ، قَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ : فَالْعَجَبُ بُعِثْتُ وقيل لي : أَقْبِضُ رُوحَ إِدْرِيسَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ : كَيْفَ أَقْبِضُ رُوحَهُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَهُوَ فِي الأَرْضِ ؟ فَقَبَضَ رُوحَهُ هُنَاكَ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا سورة مريم آية 57 " .
وهذاإسناد صحيحٌ ،وخبرٌ ثابتٌ .
وقال الطبري في " تفسيره":
26158: حَدَّثَنِي ابْنُ زُهَيْرٍ ، قَالَ : ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : ثنا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ ، قَالَ : ثنا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" تَلا هَذِهِ الآيَةَ :
وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى سورة الأحزاب آية 33 , قَالَ :
كَانَت فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ ، وَكَانَتْ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَإِنَّ بَطْنَيْنِ مِنْ وَلَدِ آدَمَ ، كَانَ أَحَدُهُمَا يَسْكُنُ السَّهْلَ ، وَالآخَرُ يَسْكُنُ الْجَبَلَ ، وَكَانَ رِجَالُ الْجَبَلِ صُبَاحًا ، وَفِي النِّسَاءِ دَمَامَةٌ ، وَكَانَ نِسَاءُ السَّهْلِ صُبَاحًا ، وَفِي الرِّجَالِ دَمَامَةٌ ، وَإِنَّ إِبْلِيسَ أَتَى رَجُلا مِنْ أَهْلِ السَّهْلِ فِي صُورَةِ غُلامٍ ، فَأَجَرَ نَفْسَهُ مِنْهُ ، وَكَانَ يَخْدُمُهُ ، وَاتَّخَذَ إِبْلِيسُ شَيْئًا مِثْلَ ذَلِكَ الَّذِي يَزْمُرُ فِيهِ الرِّعَاءُ ، فَجَاءَ فِيهِ بِصوْتٍ لَمْ يُسْمَعْ مِثْلُهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مَنْ حَوْلَهُمْ ، فَانْتَابُوهُمْ يَسْمَعُونَ إِلَيْهِ ، وَاتَّخَذُوا عِيدًا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ ، فَتَتَبَرَّجُ الرِّجَالُ لِلنِّسَاءِ ، قَالَ : وَيَتَزَيَّنُ النِّسَاءُ لِلرِّجَالِ ، وَإِنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ هَجَمَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ ذَلِكَ ، فَرَأَى النِّسَاءَ ، فَأَتَى أَصْحَابَهُ ، فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ ، فَتَحَوَّلُوا إِلَيْهِنَّ ، فَنَزَلُوا مَعَهُنَّ ، فَظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِيهِنَّ ، فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ : وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى سورة الأحزاب آية 33 " .
وقال الطبري في " تاريخه":191:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ , يَعْنِي : ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ تَلا هَذِهِ الآيَةَ :
" وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى سورة الأحزاب آية 33 ، قَالَ : كَانَتْ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ ، وَكَانَتْ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَإِنَّ بَطْنَيْنِ مِنْ وَلَدِ آدَمَ كَانَ أَحَدُهُمَا يَسْكُنُ السَّهْلَ ، وَالآخَرُ يَسْكُنُ الْجَبَلَ ، وَكَانَ رِجَالُ الْجَبَلِ صِبَاحًا وَفِي النِّسَاءِ دَمَامَةٌ ، وَكَانَ نِسَاءُ السَّهْلِ صِبَاحًا وَفِي الرِّجَالِ دَمَامَةٌ ، وَإِنَّ إِبْلِيسَ أَتَى رَجُلا مِنْ أَهْلِ السَّهْلِ فِي صُورَةِ غُلامٍ فَآجَرَ نَفْسَهُ مِنْهُ وَكَانَ يَخْدِمُهُ ، وَاتَّخَذَ إِبْلِيسُ , لَعَنَهُ اللَّهُ , شَيْئًا مِثْلَ الَّذِي يَزْمِرُ فِيهِ الرِّعَاءُ ، فَجَاءَ فِيهِ بِصَوْتٍ لَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ مِثْلَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مَنْ حَوْلَهُمْ فَانْتَابُوهُمْ يَسْمَعُونَ إِلَيْهِ ، وَاتَّخَذُوا عِيدًا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ ، فَتَتَبَرَّجُ النِّسَاءُ لِلرِّجَالِ ، قَالَ : وَيَنْزِلُ الرِّجَالُ لَهُنَّ ، وَإِنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ هَجَمَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ ذَلِكَ ، فَرَأَى النِّسَاءَ وَصَبَاحَتَهُنَّ ، فَأَتَى أَصْحَابَهُ فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ ، فَتَحَوَّلُوا إِلَيْهِمْ فَنَزَلُوا عَلَيْهِنَّ ، فَظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِيهِنَّ ، فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى سورة الأحزاب آية 33 " .
وإسناده صحيحٌ.
قال البيهقي في "شعب الإيمان":
5039ـ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ ، ثنا [عَلِباء بْنُ أَحْمَرَ] ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ تَلا هَذِهِ الآيَةَ : وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى سورة الأحزاب آية 33 ، قَالَ : كَانَتْ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ أَلْفُ سَنَةٍ ، وَإِنَّ بَطْنَيْنِ مِنْ وَلَدِ آدَمَ كَانَ أَحَدُهُمَا يَسْكُنُ السَّهْلَ وَالآخَرُ الْجَبَلَ ، وَكَانَ رِجَالُ الْجَبَلِ صِبَاحًا وَفِي النِّسَاءِ دَمَامَةٌ ، وَكَانَتْ نِسَاءُ السَّهْلِ صِبَاحًا وَفِي الرِّجَالِ دَمَامَةٌ ، وَإِنَّ إِبْلِيسَ أَتَى رَجُلا مِنْ أَهْلِ السَّهْلِ فِي صُورَةِ غُلامٍ دَعَاهُ ، فَجَاءَ فِيهِ صَوْتٌ لَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ مِثْلَهُ ، فَاتَّخَذُوا عِيدًا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ ، وَإِنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ هَجَمَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ ، فَرَأَى النِّسَاءَ وَصَبَاحَتَهُنَّ ، فَأَتَى أَصْحَابَهُ فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ ، فَتَحَوَّلُوا إِلَيْهِنَّ وَنَزَلُوا مَعَهُنَّ ، فَظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِيهِنَّ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى سورة الأحزاب آية 33 " .
5039ـ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ ، ثنا [عَلِباء بْنُ أَحْمَرَ] ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ تَلا هَذِهِ الآيَةَ : وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى سورة الأحزاب آية 33 ، قَالَ : كَانَتْ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ أَلْفُ سَنَةٍ ، وَإِنَّ بَطْنَيْنِ مِنْ وَلَدِ آدَمَ كَانَ أَحَدُهُمَا يَسْكُنُ السَّهْلَ وَالآخَرُ الْجَبَلَ ، وَكَانَ رِجَالُ الْجَبَلِ صِبَاحًا وَفِي النِّسَاءِ دَمَامَةٌ ، وَكَانَتْ نِسَاءُ السَّهْلِ صِبَاحًا وَفِي الرِّجَالِ دَمَامَةٌ ، وَإِنَّ إِبْلِيسَ أَتَى رَجُلا مِنْ أَهْلِ السَّهْلِ فِي صُورَةِ غُلامٍ دَعَاهُ ، فَجَاءَ فِيهِ صَوْتٌ لَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ مِثْلَهُ ، فَاتَّخَذُوا عِيدًا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ ، وَإِنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ هَجَمَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ ، فَرَأَى النِّسَاءَ وَصَبَاحَتَهُنَّ ، فَأَتَى أَصْحَابَهُ فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ ، فَتَحَوَّلُوا إِلَيْهِنَّ وَنَزَلُوا مَعَهُنَّ ، فَظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِيهِنَّ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى سورة الأحزاب آية 33 " .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق