آثار الصحابة في "أحاديث الأنبياء(1).
آدم ـ عليه السلامُ.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعدُ:
*مارواه أبو المنذر أُبي بن كعب ـ رضي الله عنه.
قال ابن سعد في " الطبقات":
54: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ :
" كَانَ آدَمُ طُوَالا آدَمَ جَعْدًا كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ " .
وإسناده صحيحٌ، عتي بن ضمرة السعدي روى عنه ابنه عبد الله ، والحسن البصري ، ووثقه ابن سعد وابن حبان والعجلي والذهبي وابن حجر.
وقال ابن سعد في " الطبقات":
61 : أخبرنا سعيد بن سليمان ، أخبرنا هشيم قال : أخبرنا يونس بن عبيد ، عن حسن قال : أخبرنا عتي السعدي ، عن أبي بن كعب قال :
لما احتضر آدم قال لبنيه : انطلقوا فاجتنبوا لي من ثمار الجنة . فخرج بنوه فاستقبلتهم الملائكة فقالوا : أين تريدون ؟ قالوا : بعثنا أبونا لنجتبي له من ثمار الجنة . قالوا : ارجعوا فقد كفيتم ، فرجعوا معهم حتى دخلوا على آدم ، فلما رأتهم حواء ذعرت ، فجعلت تدنوا آدم فتلزق به ، فقال لها آدم : إليك عني فمن قبلك أتيت ، خلي بيني وبين ملائكة ربي . فقبضوا روحه ، ثم غسلوه وكفنوه وحنطوه ، ثم صلوا عليه وحفروا ، ثم دفنوه ، فقالوا : يا بني آدم ، هذه سنتكم في موتاكم .
وقال الفريابي في " القدر":
41:حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قَالَ أَبِي عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ { 172 } أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ { 173 } سورة الأعراف آية 172-173 قَالَ :
" جَمَعَهُمْ ثُمَّ جَعَلَهُمْ أَرْوَاحًا فَاسْتَنْطَقَهُمْ فَتَكَلَّمُوا وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ : وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ إِلَى قَوْلِهِ الْمُبْطِلُونَ سورة الأعراف آية 172 - 173 قَالَ :
فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ ، وَالأَرَضِيَنَ السَّبْعَ ، وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ ، أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ نَعْلَمْ بِهَذَا ، اعْلَمُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ غَيْرِي وَلا رَبِّ غَيْرِي ، فَلا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا ، فَإِنِّي سَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلا يُذَكِّرُونَكُمْ عَهْدِي وَمِيثَاقِي ، وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ كِتَابِي ، قَالُوا : نَشْهَدُ إِنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا لا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ وَلا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ ، فَأَقَرُّوا يَوْمَئِذٍ بِالطَّاعَةِ ، وَرُفِعَ عَلَيْهِمْ أَبَاهُمْ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَرَأَى فِيهِمُ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ وَحَسَنَ الصُّورَةِ وَدُونَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : رَبِّ لَوْ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ ، قَالَ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ ، فَرَأَى فِيهِمُ الأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ عَلَيْهِمُ النُّورُ ، وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخَرَ بِالرِّسَالَةَ ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ :
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا سورة الأحزاب آية 7 وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ سورة الروم آية 30 وَكَانَ رُوحُ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فِي تِلْكَ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَخَذَ عَلَيْهَا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ ، فَأَرْسَلَ تِلْكَ الرُّوحَ إِلَى مَرْيمَ عَلَيْهَا السَّلامُ ، قَالَ : فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا { 17 } قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنْ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا { 18 } قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا { 19 } حَتَّى بَلَغَ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا سورة مريم آية 17 - 21 " قَالَ : " حَمَلَتْ بِالَّذِي خَاطَبَهَا وَهُوَ رُوحُ عِيسَى " . قَالَ : فَسَأَلْتُ مُقَاتِلَ بْنَ حَيَّانَ : مِنْ أَيْنَ دَخَلَ الرُّوحُ ؟ فَذَكَرَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : " أَنَّهُ دَخَلَ مِنْ فِيهَا " .
وإسناده صحيحٌ.
*مارواه أبو موسى الأشعري ـ رضي الله عنه.
قال البزار في "مسنده":
2636: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا رِبْعِيُّ بْنُ عُلَيَّةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَوْفٌ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَفَعَهُ ، قَالَ :
" لَمَّا أُخْرِجَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ ، زُوِّدَ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، وَعَلَّمَهُ صَنْعَةَ كُلِّ شَيْءٍ ، فَثِمَارُكُمْ هَذِهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، غَيْرَ أَنَّ هَذِهِ تَغَيَّرُ وَتِلْكَ لا تَغَيَّرُ " .
وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ قَسَامَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى مَوْقُوفًا ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ إِلا رِبْعِيُّ . أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ قَسَامَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، بِنَحْوِهِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ .
*مارواه عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه.
قال الفريابي في " القدر":
1:حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ ، أَنَّهُ قَالَ :
" خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الأَرْضَ يَوْمَ الأَحَدِ وَالاثْنَيْنِ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مَنْ فَوْقِهَا يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَالأَرْبِعَاءِ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَخَلَقَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى عَجَلٍ ، ثُمَّ تَرَكَهُْ أَْرْبَعِينَ يَوْمًا يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ : فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ سورة المؤمنون آية 14 ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مَنْ رُوحِهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي بَعْضِهِ الرُّوحُ وَذَهَبَ لِيَجْلِسَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ، فَلَمَّا تَتَابَعَ فِيهِ الرُّوحُ عَطَسَ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : يَرْحَمُكَ رَبُّكَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ ، فَفَعَلَ ، فَقَالَ : هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَدَيْهِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا مَنْ هُوَ خَالِقٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ قَبَضَ يَدَيْهِ وَقَالَ : اخْتَرْ يَا آدَمُ ، فَقَالَ : اخْتَرْتُ يَمِينَكَ يَا رَبِّ وَكِلْتَا يَدَيْكَ يَمِينٌ ، فَبَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا ذُرِّيَّتُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : مَا هَؤُلاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمْ مَنْ قَضَيْتُ أَنْ أَخْلُقَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، فَإِذَا فِيهِمْ مَنْ لَهُ وَبِيصٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمُ الأَنْبِيَاءُ ، قَالَ : فَمَنْ هَذَا الَّذِي كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ ؟ قَالَ : هُوَ ابْنُكَ دَاوُدُ ، قَالَ : فَكَمْ جَعَلْتَ عُمُرَهُ ؟ قَالَ : سِتِّينَ سَنَةً ، قَالَ : فَكَمْ عُمُرِي ؟ قَالَ : أَلْفُ سَنَةٍ ، قَالَ : فَزِدْهُ يَا رَبِّ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً ، قَالَ : إِنْ شِئْتَ ، قَالَ : فَقَدْ شِئْتُ ، قَالَ : إِذَنْ يُكْتَبُ ثُمَّ يُخْتَمُ ثُمَّ لا يُبَدَّلُ ، ثُمَّ رَأَى مِنْ آخِرِ كَفِّ الرَّحْمَنِ مِنْهُمْ آخَرُ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ ، قَالَ : فَمَنْ هَذَا يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هَذَا مُحَمَّدٌ ، هُوَ آخِرُهُمْ وَأَوَّلُهُمْ أُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، فَلَمَّا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ ، قَالَ : إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً ، قَالَ : أَوَلَمْ تَكُنْ وَهَبْتَهَا لابْنِكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ : لا ، قَالَ : فَنَسِيَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَعَصَى آدَمُ فَعَصَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُمِرَ بِالشُّهَدَاءِ " .
قال ابن سعد في "الطبقات":
44- أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ، قَالَ :
خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فِي آخِرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ.
وقال الفريابي في " القدر":
2: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
" بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَ الأَرْضِ فَخَلَقَ سَبْعَ أَرَاضِينَ فِي يَوْمَيْنِ يَوْمِ الأَحَدِ وَيَوْمِ الاثْنَيْنِ ، وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي يَوْمَيْنِ يَوْمِ الثُّلاثَاءِ وَيَوْمِ الأَرْبِعَاءِ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَخَلَقَهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ فَقَضَاهُنَّ آخِرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، وَهِيَ السَّاعَةُ الَّتِي خَلَقَ فِيهَا آدَمَ عَلَى عَجَلٍ ، وَالسَّاعَةُ الَّتِي تَقُومُ فِيهَا السَّاعَةُ ، مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ دَابَّةٍ إِلا وَهِيَ تَفْزَعُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلا الإِنْسَانَ وَالشَّيْطَانَ " .
وإسناده صحيحٌ.
*مارواه عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما.
قال الحاكم في " المستدرك":
3089 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الصَّيْدَلَانِيُّ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - ، قَالَ :
لَقَدْ أَخْرَجَ اللَّهُ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا أَحَدٌ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) ، وَقَدْ كَانَ فِيهَا قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ بِأَلْفَيْ عَامٍ الْجِنُّ بَنُو الْجَانِّ ، فَأَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءِ ، فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) [ ص: 650 ] يَعْنُونَ الْجِنَّ بَنِي الْجَانِّ ، فَلَمَّا أَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ بَعَثَ عَلَيْهِمْ جُنُودًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَضَرَبُوهُمْ حَتَّى أَلْحَقُوهُمْ بِجَزَائِرِ الْبُحُورِ . قَالَ : فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا ) كَمَا فَعَلَ أُولَئِكَ الْجِنُّ بَنُو الْجَانِّ ؟ قَالَ : فَقَالَ اللَّهُ : ( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .
قلتُ: إسناده صحيحٌ.
قال ابن سعد في " الطبقات":
33: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ :
" إِنَّمَا سُمِّيَ آدَمُ لأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدِيمِ الأَرْضِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ إِنْسَانًا لأَنَّهُ نَسِيَ " .
وقال ابن سعد في " الطبقات":
58: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" كَانَ لآدَمَ أَرْبَعَةُ أَوْلادٍ تُؤَامٍ ، ذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ ، وَذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ ، فَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْحَرْثِ وَضِيئَةً ، وَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْغَنَمِ قَبِيحَةً ، فَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ : أَنَا أَحَقُّ بِهَا ، وَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ : أَنَا أَحَقُّ بِهَا ، فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ : وَيْحَكَ ، أَتُرِيدُ أَنْ تَسْتَأْثِرَ بِوَضَاءَتِهَا عَلَيَّ ، تَعَالَ حَتَّى نُقَرِّبَ قُرْبَانًا ، فَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانُكَ كُنْتَ أَحَقَّ بِهَا ، وَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانِي كُنْتُ أَحَقَّ بِهَا ، قَالَ : فَقَرَّبَا قُرْبَانَهُمَا فَجَاءَ صَاحِبُ الْغَنَمِ بِكَبْشٍ أَعْيَنَ أَقْرَنَ أَبْيَضَ ، وَجَاءَ صَاحِبُ الْحَرْثِ بِصُبْرَةٍ مِنْ طَعَامِهِ ، فَقُبِلَ الْكَبْشُ فَخَزَنَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا ، وَهُوَ الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ : لأَقْتُلَنَّكَ ، فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ : لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِلَى قَوْلِهِ : وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ سورة المائدة آية 28 - 29 . فَقَتَلَهُ ، فَوَلَدُ آدَمَ كُلُّهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْكَافِرِ " .
قال ابن أبي الدنيا في " العقوبات":
117: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَعْصِيَنِي ؟ قَالَ : رَبِّ ، زَيَّنَتْهُ لِي حَوَّاءُ ، قَالَ : فَإِنِّي أَعْقَبْتُهَا أَنْ لا تَحْمِلَ إِلا كُرْهًا ، وَلا تَضَعُ إِلا كُرْهًا ، وَدَمَيْتُهَا فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْنِ . فَلَمَّا سَمِعَتْ حَوَّاءُ ذَلِكَ رَنَّتْ ، فَقَالَ : عَلَيْكِ الرَّنَّةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ " .
قلتُ: صححه الحاكم في " المستدرك"، ووافقه الذهبي .
قلتُ: هو كما قالا.
قال الفريابي في " القدر":
47: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " مَسَحَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ ظَهْرَ آدَمَ بِنَعْمَانَ هَذِهِ ، وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ عَرَفَاتٍ ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، ثُمَّ تَلا : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ { 172 } أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ سورة الأعراف آية 172-173 " .
وقال الفريابي في " القدر":
48: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَأَلْتُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ سورة الأعراف آية 172 قَالَ : " مَسَحَ رَبُّكَ ظَهْرَ آدَمَ فَخَرَّجَ كُلَّ مُسْهِرٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، يَنْظُرُ نَعْمَانَ السَّحَابِ ، وَذَكَرَ عِزَّتَهُ ، وَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا قَرَأَهَا إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى الْمُبْطِلُونَ سورة الأعراف آية 172 - 173 ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ : " يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، وَاللَّهِ لَيَخْرُجَنَّ مَا فِي ظَهْرِكَ مِنَ الْمُسْتَوْدَعِينَ " قَالَ : " فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ سورة الأنعام آية 98 مَا كَانَ فِي الأَصْلابُ ، فَاسْتَقَرُّوا فِي الأَرْحَامِ ، وَعَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ وَبَطْنِهَا فَذَلِكَ الْمُسْتَقَرُّ " .
قال الطبري في " تفسيره":
26357: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ : " إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ سورة الأحزاب آية 72 , قَالَ : عُرِضَتْ عَلَى آدَمَ ، فَقَالَ : خُذْهَا بِمَا فِيهَا ، فَإِنْ أَطَعْتَ غَفَرْتُ لَكَ ، وَإِنْ عَصِيتَ عَذَّبْتُكَ ، قَالَ : قَدْ قَبِلْتُ ، فَمَا كَانَ إِلا قَدْرَ مَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى أَصَابَ الْخَطِيئَةَ " .
قال عبد الرزاق في "المصنف":
5428ـ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ :
أَبَا عَبَّاسٍ ، السَّاعَةُ الَّتِي تُذْكَرُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ؟ فَقَالَ " اللَّهُ أَعْلَمُ مَرَّاتٍ ، خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فِي آخِرِ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ ، فَخَلَقَهُ مِنْ أَدِيمِ الأَرْضِ كُلِّهَا ، أَحْمَرِهَا ، وَأَسْوَدِهَا ، وَطَيِّبِهَا ، وَخَبِيثِهَا ، وَحَزْنِهَا ، وَسَهْلِهَا ، فَلِذَلِكَ فِي وَلَدِهِ الطَّيِّبُ ، وَالْخَبِيثُ ، وَالأَحْمَرُ ، وَالأَسْوَدُ ، وَالسَّهْلُ ، وَالْحَزْنُ ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَسْكَنَهُ جَنَّتَّهُ ، وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَهُ ، وَعَهِدَ إِلَيْهِ عَهْدًا فَنَسِيَ فَسُمِّيَ الإِنْسَانَ ، فَلِلَّهِ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْهَا " .
* عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما.
قال الطبري في" تفسيره":
14150: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فِي قَوْلِهِ :
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ سورة الأعراف آية 172 ، قَالَ : أَخَذَهُمْ كَمَا يَأْخُذُ الْمُشْطُ مِنَ الرَّأْسِ .
*سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه.
قال الآجري في " الشريعة":
430 -أخبرنا الفريابي قال: نا عبيد الله بن معاذ قال: نا أبي قال: نا حماد بن سلمة، عن أبي نعامة السعدي قال:
كنا عند أبي عثمان النهدي، فحمدنا الله عز وجل وذكرناه، فقلت: لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحا مني بآخره،
فقال: ثبتك الله، كنا عند سلمان فحمدنا الله عز وجل وذكرناه، فقلت: لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحا مني بآخره،
فقال سلمان: ثبتك الله عز وجل، «إن الله تعالى لما خلق آدم مسح على ظهره، فأخرج منه ما هو ذاريء إلى يوم القيامة، فخلق الذكر والأنثى، والشقاوة والسعادة، والأرزاق والآجال والألوان، فمن عِلْمَ السعادة فعل الخير، ومجالس الخير، ومن عِلْمَ الشقاوة فعل الشر، ومجالس الشر».
وإسناده قويٌّ.
قال ابن فضيل الضبي في " الدعاء":
68:حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو مَعْتمرٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَلْمَانَ ابْنِ الإِسْلامِ قَالَ :
" لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ قَالَ : ثَلاثٌ : وَاحِدَةٌ لِي ، وَوَاحِدَةٌ لَكَ ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، فَأَمَّا الَّتِي لِي : تَعْبُدُنِي ، لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا ، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ : فَمَا عَمِلْتَ مِنْ شَيْءٍ جَزَيْتُكَ بِهِ ، وَأَنْ أَغْفِرَ ، فَأَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ : فَمِنْكَ الْمَسْأَلَةُ ، وَالدُّعَاءُ ، وَمِنِّي الإِجَابَةُ وَالْعَطَاءُ " .
*ابن مسعود ـ رضي الله عنه.
قال ابن سعد في " الطبقات":
36: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ :
" خَمَّرَ اللَّهُ طِينَةَ آدَمَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، أَوْ قَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فِيهِ فَخَرَجَ كُلُّ طَيِّبٍ فِي يَمِينِهِ ، وَخَرَجَ كُلُّ خَبِيثٍ فِي يَدِهِ الأُخْرَى ، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا ، قَالَ : فَمِنْ ثَمَّ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَالْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ " .
قلتُ: وإسناده صحيحٌ.
*ابن عمر ـ رضي الله عنهما.
قال عثمان بن سعيد الدارمي في "نقضه على المريسي":
23:حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ وَهُوَ الْمُكْتِبُ ، ثنا مُجَاهِدٌ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ :
" خَلَقَ اللَّهُ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : الْعَرْشُ ، وَالْقَلَمُ ، وَعَدْنٌ ، وَآدَمُ ، ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الْخَلْقِ : كُنْ فَكَانَ " .
وقال الآجري في "الشريعة ":
775: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، وَأَبُو صَالِحٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " خـَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَالْعَرْشَ ، وَالْقَلَمَ ، وَجَنَّاتِ عَدْنٍ ، ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الْخَلْقِ : كُنْ فَكَانَ " .
وقال أبو الشيخ في "العظمة ":
905: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدٌ الْمُكْتِبُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى أَرْبَعًا بِيَدِهِ : الْعَرْشَ ، وَعَدْنَ ، وَالْقَلَمَ ، وَآدَمَ ، ثُمَّ قَالَ لِكُلِّ شَيْءٍ : كُنْ فَكَانَ " .
وهذا إسناد صحيح ، عبيد هو ابن مهران المكتب الكوفي وثقه النسائي وابن معين ، انظر "تهذيب التهذيب" (7/68) .
وصححه الحاكم في المستدرك فقال: " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ،ووافقه الذهبي .
*أنس بن مالك ـ رضي الله عنه.
قال الحاكم في " المستدرك":
7756 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الضَّبِّيُّ ، وَهِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ ، قَالَا : ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ ، ثَنَاحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : لَمَّا نُفِخَ فِي آدَمَ الرُّوحُ فَبَلَغَ الْخَيَاشِيمَ عَطَسَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : يَرْحَمُكَ اللَّهُ .
آدم ـ عليه السلامُ.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعدُ:
*مارواه أبو المنذر أُبي بن كعب ـ رضي الله عنه.
قال ابن سعد في " الطبقات":
54: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ :
" كَانَ آدَمُ طُوَالا آدَمَ جَعْدًا كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ " .
وإسناده صحيحٌ، عتي بن ضمرة السعدي روى عنه ابنه عبد الله ، والحسن البصري ، ووثقه ابن سعد وابن حبان والعجلي والذهبي وابن حجر.
وقال ابن سعد في " الطبقات":
61 : أخبرنا سعيد بن سليمان ، أخبرنا هشيم قال : أخبرنا يونس بن عبيد ، عن حسن قال : أخبرنا عتي السعدي ، عن أبي بن كعب قال :
لما احتضر آدم قال لبنيه : انطلقوا فاجتنبوا لي من ثمار الجنة . فخرج بنوه فاستقبلتهم الملائكة فقالوا : أين تريدون ؟ قالوا : بعثنا أبونا لنجتبي له من ثمار الجنة . قالوا : ارجعوا فقد كفيتم ، فرجعوا معهم حتى دخلوا على آدم ، فلما رأتهم حواء ذعرت ، فجعلت تدنوا آدم فتلزق به ، فقال لها آدم : إليك عني فمن قبلك أتيت ، خلي بيني وبين ملائكة ربي . فقبضوا روحه ، ثم غسلوه وكفنوه وحنطوه ، ثم صلوا عليه وحفروا ، ثم دفنوه ، فقالوا : يا بني آدم ، هذه سنتكم في موتاكم .
وقال الفريابي في " القدر":
41:حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قَالَ أَبِي عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ { 172 } أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ { 173 } سورة الأعراف آية 172-173 قَالَ :
" جَمَعَهُمْ ثُمَّ جَعَلَهُمْ أَرْوَاحًا فَاسْتَنْطَقَهُمْ فَتَكَلَّمُوا وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ : وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ إِلَى قَوْلِهِ الْمُبْطِلُونَ سورة الأعراف آية 172 - 173 قَالَ :
فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ ، وَالأَرَضِيَنَ السَّبْعَ ، وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ ، أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ نَعْلَمْ بِهَذَا ، اعْلَمُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ غَيْرِي وَلا رَبِّ غَيْرِي ، فَلا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا ، فَإِنِّي سَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلا يُذَكِّرُونَكُمْ عَهْدِي وَمِيثَاقِي ، وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ كِتَابِي ، قَالُوا : نَشْهَدُ إِنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا لا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ وَلا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ ، فَأَقَرُّوا يَوْمَئِذٍ بِالطَّاعَةِ ، وَرُفِعَ عَلَيْهِمْ أَبَاهُمْ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَرَأَى فِيهِمُ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ وَحَسَنَ الصُّورَةِ وَدُونَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : رَبِّ لَوْ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ ، قَالَ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ ، فَرَأَى فِيهِمُ الأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ عَلَيْهِمُ النُّورُ ، وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخَرَ بِالرِّسَالَةَ ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ :
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا سورة الأحزاب آية 7 وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ سورة الروم آية 30 وَكَانَ رُوحُ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فِي تِلْكَ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَخَذَ عَلَيْهَا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ ، فَأَرْسَلَ تِلْكَ الرُّوحَ إِلَى مَرْيمَ عَلَيْهَا السَّلامُ ، قَالَ : فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا { 17 } قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنْ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا { 18 } قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا { 19 } حَتَّى بَلَغَ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا سورة مريم آية 17 - 21 " قَالَ : " حَمَلَتْ بِالَّذِي خَاطَبَهَا وَهُوَ رُوحُ عِيسَى " . قَالَ : فَسَأَلْتُ مُقَاتِلَ بْنَ حَيَّانَ : مِنْ أَيْنَ دَخَلَ الرُّوحُ ؟ فَذَكَرَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : " أَنَّهُ دَخَلَ مِنْ فِيهَا " .
وإسناده صحيحٌ.
*مارواه أبو موسى الأشعري ـ رضي الله عنه.
قال البزار في "مسنده":
2636: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا رِبْعِيُّ بْنُ عُلَيَّةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَوْفٌ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَفَعَهُ ، قَالَ :
" لَمَّا أُخْرِجَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ ، زُوِّدَ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، وَعَلَّمَهُ صَنْعَةَ كُلِّ شَيْءٍ ، فَثِمَارُكُمْ هَذِهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، غَيْرَ أَنَّ هَذِهِ تَغَيَّرُ وَتِلْكَ لا تَغَيَّرُ " .
وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ قَسَامَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى مَوْقُوفًا ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ إِلا رِبْعِيُّ . أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ قَسَامَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، بِنَحْوِهِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ .
*مارواه عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه.
قال الفريابي في " القدر":
1:حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ ، أَنَّهُ قَالَ :
" خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الأَرْضَ يَوْمَ الأَحَدِ وَالاثْنَيْنِ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مَنْ فَوْقِهَا يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَالأَرْبِعَاءِ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَخَلَقَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى عَجَلٍ ، ثُمَّ تَرَكَهُْ أَْرْبَعِينَ يَوْمًا يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ : فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ سورة المؤمنون آية 14 ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مَنْ رُوحِهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي بَعْضِهِ الرُّوحُ وَذَهَبَ لِيَجْلِسَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ، فَلَمَّا تَتَابَعَ فِيهِ الرُّوحُ عَطَسَ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : يَرْحَمُكَ رَبُّكَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ ، فَفَعَلَ ، فَقَالَ : هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَدَيْهِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا مَنْ هُوَ خَالِقٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ قَبَضَ يَدَيْهِ وَقَالَ : اخْتَرْ يَا آدَمُ ، فَقَالَ : اخْتَرْتُ يَمِينَكَ يَا رَبِّ وَكِلْتَا يَدَيْكَ يَمِينٌ ، فَبَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا ذُرِّيَّتُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : مَا هَؤُلاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمْ مَنْ قَضَيْتُ أَنْ أَخْلُقَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، فَإِذَا فِيهِمْ مَنْ لَهُ وَبِيصٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمُ الأَنْبِيَاءُ ، قَالَ : فَمَنْ هَذَا الَّذِي كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ ؟ قَالَ : هُوَ ابْنُكَ دَاوُدُ ، قَالَ : فَكَمْ جَعَلْتَ عُمُرَهُ ؟ قَالَ : سِتِّينَ سَنَةً ، قَالَ : فَكَمْ عُمُرِي ؟ قَالَ : أَلْفُ سَنَةٍ ، قَالَ : فَزِدْهُ يَا رَبِّ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً ، قَالَ : إِنْ شِئْتَ ، قَالَ : فَقَدْ شِئْتُ ، قَالَ : إِذَنْ يُكْتَبُ ثُمَّ يُخْتَمُ ثُمَّ لا يُبَدَّلُ ، ثُمَّ رَأَى مِنْ آخِرِ كَفِّ الرَّحْمَنِ مِنْهُمْ آخَرُ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ ، قَالَ : فَمَنْ هَذَا يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هَذَا مُحَمَّدٌ ، هُوَ آخِرُهُمْ وَأَوَّلُهُمْ أُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، فَلَمَّا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ ، قَالَ : إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً ، قَالَ : أَوَلَمْ تَكُنْ وَهَبْتَهَا لابْنِكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ : لا ، قَالَ : فَنَسِيَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَعَصَى آدَمُ فَعَصَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُمِرَ بِالشُّهَدَاءِ " .
قال ابن سعد في "الطبقات":
44- أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ، قَالَ :
خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فِي آخِرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ.
وقال الفريابي في " القدر":
2: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
" بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَ الأَرْضِ فَخَلَقَ سَبْعَ أَرَاضِينَ فِي يَوْمَيْنِ يَوْمِ الأَحَدِ وَيَوْمِ الاثْنَيْنِ ، وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي يَوْمَيْنِ يَوْمِ الثُّلاثَاءِ وَيَوْمِ الأَرْبِعَاءِ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَخَلَقَهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ فَقَضَاهُنَّ آخِرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، وَهِيَ السَّاعَةُ الَّتِي خَلَقَ فِيهَا آدَمَ عَلَى عَجَلٍ ، وَالسَّاعَةُ الَّتِي تَقُومُ فِيهَا السَّاعَةُ ، مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ دَابَّةٍ إِلا وَهِيَ تَفْزَعُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلا الإِنْسَانَ وَالشَّيْطَانَ " .
وإسناده صحيحٌ.
*مارواه عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما.
قال الحاكم في " المستدرك":
3089 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الصَّيْدَلَانِيُّ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - ، قَالَ :
لَقَدْ أَخْرَجَ اللَّهُ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا أَحَدٌ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) ، وَقَدْ كَانَ فِيهَا قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ بِأَلْفَيْ عَامٍ الْجِنُّ بَنُو الْجَانِّ ، فَأَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءِ ، فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) [ ص: 650 ] يَعْنُونَ الْجِنَّ بَنِي الْجَانِّ ، فَلَمَّا أَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ بَعَثَ عَلَيْهِمْ جُنُودًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَضَرَبُوهُمْ حَتَّى أَلْحَقُوهُمْ بِجَزَائِرِ الْبُحُورِ . قَالَ : فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا ) كَمَا فَعَلَ أُولَئِكَ الْجِنُّ بَنُو الْجَانِّ ؟ قَالَ : فَقَالَ اللَّهُ : ( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .
قلتُ: إسناده صحيحٌ.
قال ابن سعد في " الطبقات":
33: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ :
" إِنَّمَا سُمِّيَ آدَمُ لأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدِيمِ الأَرْضِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ إِنْسَانًا لأَنَّهُ نَسِيَ " .
وقال ابن سعد في " الطبقات":
58: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" كَانَ لآدَمَ أَرْبَعَةُ أَوْلادٍ تُؤَامٍ ، ذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ ، وَذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ ، فَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْحَرْثِ وَضِيئَةً ، وَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْغَنَمِ قَبِيحَةً ، فَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ : أَنَا أَحَقُّ بِهَا ، وَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ : أَنَا أَحَقُّ بِهَا ، فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ : وَيْحَكَ ، أَتُرِيدُ أَنْ تَسْتَأْثِرَ بِوَضَاءَتِهَا عَلَيَّ ، تَعَالَ حَتَّى نُقَرِّبَ قُرْبَانًا ، فَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانُكَ كُنْتَ أَحَقَّ بِهَا ، وَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانِي كُنْتُ أَحَقَّ بِهَا ، قَالَ : فَقَرَّبَا قُرْبَانَهُمَا فَجَاءَ صَاحِبُ الْغَنَمِ بِكَبْشٍ أَعْيَنَ أَقْرَنَ أَبْيَضَ ، وَجَاءَ صَاحِبُ الْحَرْثِ بِصُبْرَةٍ مِنْ طَعَامِهِ ، فَقُبِلَ الْكَبْشُ فَخَزَنَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا ، وَهُوَ الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ : لأَقْتُلَنَّكَ ، فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ : لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِلَى قَوْلِهِ : وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ سورة المائدة آية 28 - 29 . فَقَتَلَهُ ، فَوَلَدُ آدَمَ كُلُّهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْكَافِرِ " .
قال ابن أبي الدنيا في " العقوبات":
117: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَعْصِيَنِي ؟ قَالَ : رَبِّ ، زَيَّنَتْهُ لِي حَوَّاءُ ، قَالَ : فَإِنِّي أَعْقَبْتُهَا أَنْ لا تَحْمِلَ إِلا كُرْهًا ، وَلا تَضَعُ إِلا كُرْهًا ، وَدَمَيْتُهَا فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْنِ . فَلَمَّا سَمِعَتْ حَوَّاءُ ذَلِكَ رَنَّتْ ، فَقَالَ : عَلَيْكِ الرَّنَّةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ " .
قلتُ: صححه الحاكم في " المستدرك"، ووافقه الذهبي .
قلتُ: هو كما قالا.
قال الفريابي في " القدر":
47: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " مَسَحَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ ظَهْرَ آدَمَ بِنَعْمَانَ هَذِهِ ، وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ عَرَفَاتٍ ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، ثُمَّ تَلا : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ { 172 } أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ سورة الأعراف آية 172-173 " .
وقال الفريابي في " القدر":
48: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَأَلْتُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ سورة الأعراف آية 172 قَالَ : " مَسَحَ رَبُّكَ ظَهْرَ آدَمَ فَخَرَّجَ كُلَّ مُسْهِرٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، يَنْظُرُ نَعْمَانَ السَّحَابِ ، وَذَكَرَ عِزَّتَهُ ، وَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا قَرَأَهَا إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى الْمُبْطِلُونَ سورة الأعراف آية 172 - 173 ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ : " يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، وَاللَّهِ لَيَخْرُجَنَّ مَا فِي ظَهْرِكَ مِنَ الْمُسْتَوْدَعِينَ " قَالَ : " فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ سورة الأنعام آية 98 مَا كَانَ فِي الأَصْلابُ ، فَاسْتَقَرُّوا فِي الأَرْحَامِ ، وَعَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ وَبَطْنِهَا فَذَلِكَ الْمُسْتَقَرُّ " .
قال الطبري في " تفسيره":
26357: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ : " إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ سورة الأحزاب آية 72 , قَالَ : عُرِضَتْ عَلَى آدَمَ ، فَقَالَ : خُذْهَا بِمَا فِيهَا ، فَإِنْ أَطَعْتَ غَفَرْتُ لَكَ ، وَإِنْ عَصِيتَ عَذَّبْتُكَ ، قَالَ : قَدْ قَبِلْتُ ، فَمَا كَانَ إِلا قَدْرَ مَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى أَصَابَ الْخَطِيئَةَ " .
قال عبد الرزاق في "المصنف":
5428ـ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ :
أَبَا عَبَّاسٍ ، السَّاعَةُ الَّتِي تُذْكَرُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ؟ فَقَالَ " اللَّهُ أَعْلَمُ مَرَّاتٍ ، خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فِي آخِرِ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ ، فَخَلَقَهُ مِنْ أَدِيمِ الأَرْضِ كُلِّهَا ، أَحْمَرِهَا ، وَأَسْوَدِهَا ، وَطَيِّبِهَا ، وَخَبِيثِهَا ، وَحَزْنِهَا ، وَسَهْلِهَا ، فَلِذَلِكَ فِي وَلَدِهِ الطَّيِّبُ ، وَالْخَبِيثُ ، وَالأَحْمَرُ ، وَالأَسْوَدُ ، وَالسَّهْلُ ، وَالْحَزْنُ ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَسْكَنَهُ جَنَّتَّهُ ، وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَهُ ، وَعَهِدَ إِلَيْهِ عَهْدًا فَنَسِيَ فَسُمِّيَ الإِنْسَانَ ، فَلِلَّهِ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْهَا " .
* عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما.
قال الطبري في" تفسيره":
14150: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فِي قَوْلِهِ :
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ سورة الأعراف آية 172 ، قَالَ : أَخَذَهُمْ كَمَا يَأْخُذُ الْمُشْطُ مِنَ الرَّأْسِ .
*سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه.
قال الآجري في " الشريعة":
430 -أخبرنا الفريابي قال: نا عبيد الله بن معاذ قال: نا أبي قال: نا حماد بن سلمة، عن أبي نعامة السعدي قال:
كنا عند أبي عثمان النهدي، فحمدنا الله عز وجل وذكرناه، فقلت: لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحا مني بآخره،
فقال: ثبتك الله، كنا عند سلمان فحمدنا الله عز وجل وذكرناه، فقلت: لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحا مني بآخره،
فقال سلمان: ثبتك الله عز وجل، «إن الله تعالى لما خلق آدم مسح على ظهره، فأخرج منه ما هو ذاريء إلى يوم القيامة، فخلق الذكر والأنثى، والشقاوة والسعادة، والأرزاق والآجال والألوان، فمن عِلْمَ السعادة فعل الخير، ومجالس الخير، ومن عِلْمَ الشقاوة فعل الشر، ومجالس الشر».
وإسناده قويٌّ.
قال ابن فضيل الضبي في " الدعاء":
68:حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو مَعْتمرٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَلْمَانَ ابْنِ الإِسْلامِ قَالَ :
" لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ قَالَ : ثَلاثٌ : وَاحِدَةٌ لِي ، وَوَاحِدَةٌ لَكَ ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، فَأَمَّا الَّتِي لِي : تَعْبُدُنِي ، لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا ، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ : فَمَا عَمِلْتَ مِنْ شَيْءٍ جَزَيْتُكَ بِهِ ، وَأَنْ أَغْفِرَ ، فَأَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ : فَمِنْكَ الْمَسْأَلَةُ ، وَالدُّعَاءُ ، وَمِنِّي الإِجَابَةُ وَالْعَطَاءُ " .
*ابن مسعود ـ رضي الله عنه.
قال ابن سعد في " الطبقات":
36: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ :
" خَمَّرَ اللَّهُ طِينَةَ آدَمَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، أَوْ قَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فِيهِ فَخَرَجَ كُلُّ طَيِّبٍ فِي يَمِينِهِ ، وَخَرَجَ كُلُّ خَبِيثٍ فِي يَدِهِ الأُخْرَى ، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا ، قَالَ : فَمِنْ ثَمَّ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَالْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ " .
قلتُ: وإسناده صحيحٌ.
*ابن عمر ـ رضي الله عنهما.
قال عثمان بن سعيد الدارمي في "نقضه على المريسي":
23:حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ وَهُوَ الْمُكْتِبُ ، ثنا مُجَاهِدٌ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ :
" خَلَقَ اللَّهُ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : الْعَرْشُ ، وَالْقَلَمُ ، وَعَدْنٌ ، وَآدَمُ ، ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الْخَلْقِ : كُنْ فَكَانَ " .
وقال الآجري في "الشريعة ":
775: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، وَأَبُو صَالِحٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " خـَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَالْعَرْشَ ، وَالْقَلَمَ ، وَجَنَّاتِ عَدْنٍ ، ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الْخَلْقِ : كُنْ فَكَانَ " .
وقال أبو الشيخ في "العظمة ":
905: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدٌ الْمُكْتِبُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى أَرْبَعًا بِيَدِهِ : الْعَرْشَ ، وَعَدْنَ ، وَالْقَلَمَ ، وَآدَمَ ، ثُمَّ قَالَ لِكُلِّ شَيْءٍ : كُنْ فَكَانَ " .
وهذا إسناد صحيح ، عبيد هو ابن مهران المكتب الكوفي وثقه النسائي وابن معين ، انظر "تهذيب التهذيب" (7/68) .
وصححه الحاكم في المستدرك فقال: " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ،ووافقه الذهبي .
*أنس بن مالك ـ رضي الله عنه.
قال الحاكم في " المستدرك":
7756 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الضَّبِّيُّ ، وَهِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ ، قَالَا : ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ ، ثَنَاحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : لَمَّا نُفِخَ فِي آدَمَ الرُّوحُ فَبَلَغَ الْخَيَاشِيمَ عَطَسَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : يَرْحَمُكَ اللَّهُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا فَإِنَّ إِسْنَادَهُ صَحِيحٌ بِمَرَّةَ .
وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي أثبت في حمَّاد بن سلمة من هدبة بن خالد، ،وأثبتهم مطلقاً عفَّان بن مسلم.
*حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنهما.
30993:حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، ثنا إسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ :
" سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
*أبو هريرة ـ رضي الله عنه.
قال ابن الأعرابي في "معجمه":
90:نا ابْنُ الْجُنَيْدِ ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ ، نا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي حَازْمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
" خَيْرُ بَنِي آدَمَ خَمْسَةٌ : نُوحٌ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَمُوسَى ، وَعِيسَى ، وَمُحَمَّدٌ ، وَخَيْرُهُمْ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِمُ السَّلامُ " .
وإسناده قويٌّ.
وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي أثبت في حمَّاد بن سلمة من هدبة بن خالد، ،وأثبتهم مطلقاً عفَّان بن مسلم.
*حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنهما.
30993:حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، ثنا إسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ :
" سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
*أبو هريرة ـ رضي الله عنه.
قال ابن الأعرابي في "معجمه":
90:نا ابْنُ الْجُنَيْدِ ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ ، نا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي حَازْمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
" خَيْرُ بَنِي آدَمَ خَمْسَةٌ : نُوحٌ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَمُوسَى ، وَعِيسَى ، وَمُحَمَّدٌ ، وَخَيْرُهُمْ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِمُ السَّلامُ " .
وإسناده قويٌّ.
هذا وصلِ اللهمَّ على محمَّدٍ وعلى آله وسلم ، والحمدُ لله ربِّ العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق