الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

أهمية تعلم المغازي".



أهمية تعلم المغازي".
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
قال البخاري في " صحيحه":
35166: حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا مهدي بن ميمون ، حدثنا غيلان بن جرير ، قال : قلت لأنس :
أرأيت اسم الأنصار كنتم تسمون به أم سماكم الله ، قال :
" بل سمانا الله عز وجل " ,
كنا ندخل على أنس فيحدثنا بمناقب الأنصار ومشاهدهم ويقبل علي أو على رجل من الأزد ، فيقول :
فعل قومك يوم كذا وكذا , كذا وكذا .
وقال البخاري في " صحيحه":
3467: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا معتمر ، عن أبيه ، عن أبي عثمان ، قال :
" لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير طلحة , وسعد عن حديثهما " .
يعني يوم أُحد.
3779: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ مُعْتَمِرٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ :
زَعَمَ أَبُو عُثْمَانَ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي يُقَاتِلُ فِيهِنَّ , غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ عَنْ حَدِيثِهِمَا " .
وقال البخاري في " صحيحه":
37800: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ , قَالَ : سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ , قَالَ :
" صَحِبْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَالْمِقْدَادَ , وَسَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ " .
وقال ابن أبي شيبة في " المصنف":
34423:حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ ثِنَا إسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ قَالَ :
سَمِعْت خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يُحَدِّثُ بِالْحِيرَةِ عَنْ يَوْمِ مُؤْتَةٍ .
 وإسناده صحيحٌ،وقد حدّث كعب بقصته وقصة صاحبيه في غزوة تبوك وتخلفهم وتوبة الله عليهم ، وحدّثت عائشة الصديقة ـ رضي الله عنها بقصة الإفك وبراءتها.
قال الزهري ـ رحمه الله :
فِي عِلْمِ الْمَغَازِي عِلْمُ الآخِرَةِ وَالدُّنْيَا " .
قال إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍـ رحمهما الله:
كَانَ أَبِي يُعَلِّمُنَا مَغَازِيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَعُدُّهَا عَلَيْنَا وَسَرَايَاهُ ، وَيَقُولُ :
يَا بَنِيَّ ، هَذِهِ مَآثِرُ آبَائِكُمْ فَلا تُضَيِّعُوا ذِكْرَهَا " .
قال عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنٍ ـ عليهما السلام :
" كُنَّا نُعَلَّمُ مَغَازِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَرَايَاهُ كَمَا نُعَلَّمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ " .
قال الشَّافِعِيُّ ـ رحمه الله ـ :
مَضَى أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي لَيَسْمَعَ الْمَغَازِيَ مِنَ ابْنِ إِسْحَاقَ أَوْ مِنْ غَيْرِهِ ، فَأَخَلَّ بِمَجْلِسِ أَبِي حَنِيفَةَ أَيَّامًا ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ : يَا أَبَا يُوسُفَ ، مَنْ كَانَ صَاحِبُ رَايَةِ جَالُوتَ ؟ قَالَ لَهُ أَبُو يُوسُفَ :
إِنَّكَ إِمَامٌ وَإِنْ لَمْ تُمْسِكْ عَنْ هَذَا سَأَلْتُكَ وَاللَّهِ عَلَى رَءُوسِ الْمَلأِ أَيُّمَا كَانَتْ أَوَّلا بَدْرٌ أَمْ أُحُدٌ ؟ فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ لا تَدْرِي أَيُّهُمَا كَانَ قَبْلُ ، فَأَمْسَكَ عَنْهُ " .
عن مُطَرِّفٍ، وَمَعْنٍ ، وَمُحَمَّدٍ بْنِ الضَّحَّاكِ ، قَالُوا :
" كَانَ مَالِكٌ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَغَازِي ، قَالَ : عَلَيْكَ بِمَغَازِي الرَّجُلِ الصَّالِحِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، فَإِنَّهُ أَصَحُّ الْمَغَازِي " .
هذه الآثار ذكرها الخطيب البغدادي في"الجامع في أخلاق الراوي وآداب السامع".
 وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية أبو العباس تقي الدين ـ قدس الله روحه ـ في "مقدمة أصول التفسير":
ص388: "أعلم الناس بالمغازي أهل المدينة، ثم أهل الشام، ثم أهل العراق، فأهل المدينة أعلم بها لأنها كانت عندهم، وأهل الشام كانوا أهل غزوٍ وجهاد فكان لهم من العلم والجهاد والسِّير ما ليس لغيرهم، ولهذا عظَّمَ الناسُ كتابَ أبي إسحاقَ الفَزاري الذي صنّفه في ذلك، وجعلوا الأوزاعي أعلمَ بهذا الباب من غيره من علماء الأمصار.
 وأما التفسير فإنّ أعلم الناس به أهل مكة؛ لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم من أصحاب ابن عباس كطاوس وأبي الشعثاء وسعيد بن جبير وأمثالهم، وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود، ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم، وعلماء أهل المدينة في التفسير مثل: زيد بن أسلم الذي أخذ عنه مالكٌ التفسيرَ، وأخذه عنه أيضاً ابنه عبد الرحمن، وأخذه عن عبد الرحمن عبد الله ابن وهب".
وقال ابنُ كثيرٍفي " البداية والنهاية":
وَهَذَا الْفَنُّ مِمَّا يَنْبَغِي الِاعْتِنَاءُ بِهِ وَالِاعْتِبَارُ بِأَمْرِهِ وَالتَّهَيُّؤُ لَهُ ،
 كَمَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ : كُنَّا نُعَلَّمُ مَغَازِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا نُعَلَّمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ . قَالَ الْوَاقِدِيُّ : وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَمِّي الزُّهْرِيَّ يَقُولُ فِي عِلْمِ الْمَغَازِي : عِلْمُ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا .
وبهذا يتم المراد.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق