الاثنين، 19 نوفمبر 2018

الله ـﷻـ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ".

الله ـﷻـ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ".
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
أرحم الراحمين من الأسماء المضافة بصيغة التفضيل.
ورد في كتاب الله ـ تعالى ـ أربع مراتٍ.
قال الله ـ تعالى ـ (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ ۖ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)سورة الأعراف آية:151.
قال الله ـ تعالى ـ (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)سورة يوسف آية :64.
قال الله ـ تعالى ـ (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)سورة يوسف آية:92.
قال الله ـ تعالى ـ (۞ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)سورة الأنبياء آية:83.
وورد في السنة والآثار.
قال مسلم في " صحيحه":
274:وحدثني سويد بن سعيد ، قال : حدثني حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، " أن ناسا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، قال : هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة ، صحوا ليس معها سحاب ؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ، صحوا ليس فيها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة ، إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد ، فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام ، والأنصاب ، إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر ، وفاجر ، وغبر أهل الكتاب ، فيدعى اليهود ، فيقال لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد عزير ابن الله ، فيقال : كذبتم ، ما اتخذ الله من صاحبة ، ولا ولد ، فماذا تبغون ؟ قالوا : عطشنا يا ربنا فاسقنا ، فيشار إليهم ألا تردون ، فيحشرون إلى النار ، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا ، فيتساقطون في النار ، ثم يدعى النصارى ، فيقال لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد المسيح ابن الله ، فيقال لهم : كذبتم ، ما اتخذ الله من صاحبة ، ولا ولد ، فيقال لهم : ماذا تبغون ؟ فيقولون : عطشنا يا ربنا فاسقنا ، قال : فيشار إليهم ، ألا تردون ، فيحشرون إلى جهنم ، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا ، فيتساقطون في النار ، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر ، وفاجر ، أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها ، قال : فما تنتظرون ، تتبع كل أمة ما كانت تعبد ، قالوا : يا ربنا ، فارقنا الناس في الدنيا ، أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، لا نشرك بالله شيئا ، مرتين أو ثلاثا ، حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب ، فيقول : هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم ، فيكشف عن ساق ، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه ، إلا أذن الله له بالسجود ، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء ، إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة ، كلما أراد أن يسجد ، خر على قفاه ، ثم يرفعون رءوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فقال : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، ثم يضرب الجسر على جهنم ، وتحل الشفاعة ، ويقولون : اللهم سلم سلم ، قيل : يا رسول الله ، وما الجسر ؟ قال : دحض مزلة فيه خطاطيف ، وكلاليب ، وحسك تكون بنجد فيها شويكة ، يقال لها : السعدان ، فيمر المؤمنون كطرف العين ، وكالبرق ، وكالريح ، وكالطير ، وكأجاويد الخيل والركاب ، فناج مسلم ، ومخدوش مرسل ، ومكدوس في نار جهنم ، حتى إذا خلص المؤمنون من النار ، فوالذي نفسي بيده ، ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين ، لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار ، يقولون : ربنا كانوا يصومون معنا ، ويصلون ، ويحجون ، فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم ، فتحرم صورهم على النار ، فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه ، ثم يقولون : ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به ، فيقول : ارجعوا ، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير ، فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا ، ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه ، فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا ، ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير ، فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا ، وكان أبو سعيد الخدري ، يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث ، فاقرءوا إن شئتم : إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما سورة النساء آية 40 ، فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، وشفع المؤمنون ، ولم يبق إلا(( أرحم الراحمين ))، فيقبض قبضة من النار ، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط ، قد عادوا حمما ، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة ، يقال له : نهر الحياة ، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ، ما يكون إلى الشمس ، أصيفر ، وأخيضر ، وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض ، فقالوا : يا رسول الله ، كأنك كنت ترعى بالبادية ؟ قال : فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم ، يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه ، ثم يقول : ادخلوا الجنة ، فما رأيتموه فهو لكم ، فيقولون : ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين ؟ فيقول : لكم عندي أفضل من هذا ، فيقولون : يا ربنا ، أي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول : رضاي ، فلا أسخط عليكم بعده أبدا ، قال مسلم : قرأت على عيسى بن حماد زغبة المصري ، هذا الحديث في الشفاعة ، وقلت له : أحدث بهذا الحديث عنك ، أنك سمعت من الليث بن سعد ؟ فقال : نعم ، قلت لعيسى بن حماد : أخبركم الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه قال : قلنا : يا رسول الله ، أنرى ربنا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تضارون في رؤية الشمس إذا كان يوم صحو ؟ قلنا : لا " ، وسقت الحديث حتى انقضى آخره وهو نحو حديث حفص بن ميسرة ، وزاد بعد قوله : بغير عمل عملوه ولا قدم قدموه ، فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه ، قال أبو سعيد : بلغني أن الجسر ، أدق من الشعرة وأحد من السيف ، وليس في حديث الليث ، فيقولون : ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين وما بعده ، فأقر به عيسى بن حماد ، وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا جعفر بن عون ، حدثنا هشام بن سعد ، حدثنا زيد بن أسلم ، بإسنادهما نحو حديث حفص بن ميسرة إلى آخره ، وقد زاد ، ونقص شيئا .
وقال البخاري في " الأدب المفرد":
372: حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا مروان ، قال : حدثنا يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل ومعه صبي ، فجعل يضمه إليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أترحمه ؟ قال : نعم ، قال : فالله أرحم بك منك به ، وهو ((أرحم الراحمين)) " .
وإسناده صحيحٌ على شرط مسلم.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق