الخميس، 28 أكتوبر 2021

جزء مفرد في الذكرتبارك الله,وفضله ومواطنه.

 جزء مفرد في الذكرتبارك الله,وفضله ومواطنه.

الحمدُلله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
ومعنى تبارك: تعالى وتعاظم.
قال الطبري في "تفسيره":
يعني بقوله تعالى ذكره : ( تبارك ) : تعاظم وتعالى ..".
#الآيات ـالكريمات
قال الله ـ تعالى ـ { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) }سورة الأعراف.
قال الله ـ تعالى ـ { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)} سورة المؤمنون.
قال الله ـ تعالى ـ { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)} سورة الفرقان
قال الله ـ تعالى ـ {تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا (10)}سورة الفرقان
قال الله ـ تعالى ـ {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61)}سورة الفرقان.
قال الله ـ تعالى ـ { اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ}غافر:64} .
{وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} {الزُّخرف:85} .
{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ}سورة الرحمن}{ 78}
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} {الملك:1} .
قال مسلم في صحيحه:
1296ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْمَاجِشُونُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ ، قَالَ : " وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي ، لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الأَخْلَاقِ ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا ، لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ ، وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، وَإِذَا رَكَعَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي ، وَبَصَرِي ، وَمُخِّي ، وَعَظْمِي ، وَعَصَبِي ، وَإِذَا رَفَعَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ ، وَمِلْءَ الأَرْضِ ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ، وَإِذَا سَجَدَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " ، وحَدَّثَنَاه زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ . ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ ، قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ ، ثُمَّ قَالَ : وَجَّهْتُ وَجْهِي ، وَقَالَ : وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ، وَقَالَ : وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ ، قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، وَقَالَ : وَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ ، وَقَالَ : وَإِذَا سَلَّمَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ ، إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ ، وَلَمْ يَقُلْ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ .
936ـ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ اسْمُهُ شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ ، اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا ، وَقَالَ :
" اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ ، وَمِنْكَ السَّلَامُ ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ " ، قَالَ الْوَلِيدُ : فَقُلْتُ لِلأَوْزَاعِيِّ ، كَيْفَ الْاسْتِغْفَارُ ؟ قَالَ : تَقُولُ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ .
937ـ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا سَلَّمَ ، لَمْ يَقْعُدْ إِلَّا مِقْدَارَ ، مَا يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ ، وَمِنْكَ السَّلَامُ ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ " ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ نُمَيْرٍ : يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ . وحَدَّثَنَاه ابْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَعْنِي الأَحْمَرَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَقَالَ : يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ . وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَخَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ كِلَاهُمَا ، عَنِ عَائِشَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ بِمِثْلِهِ ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ .
قال ابن خزيمة في "مختصر المختصر":
736 - أنا أبو طاهر ، نا أبو بكر ، نا يعقوب الدورقي ، نا أبو معاوية ، عن عاصم الأحول ، عن عوسجة بن الرماح ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : [ ص: 385 ] كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في الصلاة ، لا يجلس إلا مقدار ما يقول : " اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام " .
#صححه :ابن خزيمة وابن حبان.
قال أحمد في مسنده:
1661ـحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ بُرَيْدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ : مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : أَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَجَعَلْتُهَا فِي فِيَّ ، قَالَ : فَنَزَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلُعَابِهَا ، فَجَعَلَهَا فِي التَّمْرِ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ لِهَذَا الصَّبِيِّ ؟ قَالَ : " وَإِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " .
قَالَ وَكَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ
" اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ " ، قَالَ شُعْبَةُ : وَأَظُنُّهُ قَدْ قَالَ هَذِهِ أَيْضًا : " تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ " ، قَالَ شُعْبَةُ وَقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ هَذَا مِنْهُ ، ثُمَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَخْرَجَهُ إِلَى الْمَهْدِيِّ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ ، فَلَمْ يَشُكَّ فِي : " تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ " ، فَقُلْتُ لِشُعْبَةَ : إِنَّكَ تَشُكُّ فِيهِ ؟ فَقَالَ : لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ .
1655ـ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ : مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : أَذْكُرُ أَنِّي أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فَمِِيَّ ، فَانْتَزَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلُعَابِهَا ، فَأَلْقَاهَا فِي التَّمْرِ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : مَا عَلَيْكَ لَوْ أَكَلَ هَذِهِ التَّمْرَةَ ؟ قَالَ : " إِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ " .قَالَ : وَكَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ : " اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ " ، وَرُبَّمَا قَالَ : " تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ " .
قال ابن حجر في المطالب العالية :
‏4228- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ‏.
‏4228- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّهُمْ قَالُوا لَهَا‏:‏ مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ كَانَ الْمُشْرِكُونَ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ، يَتَذَاكَرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا‏:‏ أَدْرِكْ صَاحِبَكَ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا، وَإِنَّ لَهُ لَغَدَائِرَ أَرْبَعٌ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ وَيْلَكُمْ ‏{‏أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ‏}‏ قَالَ‏:‏ فَلُهُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ‏:‏ فَرَجَعَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَعَلَ لاَ يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ، إِلاَّ جَاءَ مَعَهُ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ‏.
حسنه ابن حجر في الفتح.
قال ابن أبي شيبة في "مصنفه":
2328ـ نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ ، قَالَ :
" سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ يُسْمِعُنَا " .
قال الدارقطني في سننه:
1000ـ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ , ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : كَانَ عُثْمَانُ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ , يَقُولُ : " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ , وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ " . يُسْمِعُنَا ذَلِكَ .
قال الدارقطني في سننه:
992ـ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ , نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ , حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَيْبَةَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنْ عُمَرَ , أَنَّهُ كَانَ إِذَا كَبَّرَ لِلصَّلاةِ , قَالَ : " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ " .
هَذَا صَحِيحٌ عَنْ عُمَرَ قَوْلُهُ .
993ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلانَ ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْجُنَيْدِ , ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، ثنا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنِ الأَسْوَدِ , عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ كَانَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلاةَ , قَالَ : " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ " .
994ـ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ , ثنا هُشَيْمٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ , أَنَّهُ انْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , قَالَ فَرَأَيْتُهُ قَالَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ : " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ " . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ , ثنا الْحَسَنُ , ثنا هُشَيْمٌ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ , قَالَ :
رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ كَبَّرَ , ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ , مِثْلَهُ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ , ثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ , ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ حُصَيْنٍ , بِهَذَا , وَزَادَ : ثُمَّ يَتَعَوَّذُ .
قال الحاكم في المستدرك:
3642 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، ثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِي ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخَارِقِ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيثٍ أَتَيْنَاكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَتَبَارَكَ اللَّهُ ، قَبَضَ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ فَضَمَّهُنَّ تَحْتَ جَنَاحِهِ وَصَعِدَ بِهِنَّ لَا يَمُرُّ بِهِنَّ عَلَى جَمْعٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا اسْتَغْفَرُوا لِقَائِلِهِنَّ ، حَتَّى يَجِيءَ بِهِنَّ وَجْهَ الرَّحْمَنِ ، ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللَّهِ : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .
وقال ابن كثير في تفسيره:
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخَارِقِ ، عَنْ أَبِيهِ الْمُخَارِقِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ : [ ص: 537 ] قَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ - إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ حَدِيثًا أَتَيْنَاكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ : إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا قَالَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، تَبَارَكَ اللَّهُ " ، أَخَذَهُنَّ مَلَكٌ فَجَعَلَهُنَّ تَحْتَ جَنَاحِهِ ، ثُمَّ صَعِدَ بِهِنَّ إِلَى السَّمَاءِ فَلَا يَمُرُّ بِهِنَّ عَلَى جَمْعٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا اسْتَغْفَرُوا لِقَائِلِهِنَّ ، حَتَّى يَجِيءَ بِهِنَّ وَجْهَ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) .
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
2337ـ نَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ ، قَالَ : قالَ ابْنُ مَسْعُودٍ :
" إِنَّ مِنْ أَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
31061: حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن صلة ، عن حذيفة ، قال : يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ، فينادي مناد : يا محمد , على رءوس الأولين والآخرين , فيقول صلى الله عليه وسلم :
" لبيك وسعديك , الخير في يديك , المهدي من أهديت , تباركت وتعاليت , ومنك وإليك , لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك , سبحانك رب البيت , تباركت ربنا وتعاليت " , قال حذيفة : فذلك المقام المحمود.
*وقال أبو داود الطيالسي في "مسنده":
410:حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت صلة بن زفر يحدث ، عن حذيفة ، قال :
يجمع الناس في صعيد واحد ، فلا تكلم نفس ، فيكون أول مدعو محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقول :
" لبيك وسعديك والخير في يديك ، والشر ليس إليك ، والمهدي من هديت ، وعبدك بين يديك ، إني بك وإليك ، تباركت ربنا وتعاليت ، سبحانك رب البيت " ، فذلك قوله عز وجل : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا سورة الإسراء آية 79 .
قال ابن ماجه في سننه:
2053ـحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ الْأَعْمَشِ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ ، إِنِّي لَأَسْمَعُ كَلَامَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهِيَ تَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَكَلَ شَبَابِي ، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي ، وَانْقَطَعَ وَلَدِي ظَاهَرَ مِنِّي اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جِبْرَائِيلُ بِهَؤُلَاءِ الْآيَاتِ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ سورة المجادلة آية 1 .
كتبه أبو الهمام طارق بن علي بن يحيى بن عثمان غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

#تعقيب_واستدراك_على_ابن_كثير_في_تفسيره{تسمية آدم ـ عليه السلام ـ ابنه عبد الحارث}

 #تعقيب_واستدراك_على_ابن_كثير_في_تفسيره

قال ابن كثير في تفسيره:
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنِ الْحَسَنِ : ( جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ) قَالَ : كَانَ هَذَا فِي بَعْضِ أَهْلِ الْمِلَلِ ، وَلَمْ يَكُنْ بِآدَمَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الْأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : عَنَى بِهَا ذَرِّيَّةَ آدَمَ ، وَمَنْ أَشْرَكَ مِنْهُمْ بَعْدَهُ - يَعْنِي : [ قَوْلَهُ ] ( جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا )
[ص : 527] وَحَدَّثَنَا بِشْرٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ : هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، رَزَقَهُمُ اللَّهُ أَوْلَادًا ، فَهَوَّدُوا وَنَصَّرُوا
وَهَذِهِ أَسَانِيدُ صَحِيحَةٌ عَنِ الْحَسَنِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَنَّهُ فَسَّرَ الْآيَةَ بِذَلِكَ ، وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ التَّفَاسِيرِ وَأَوْلَى مَا حُمِلَتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَهُ مَحْفُوظًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمَا عَدَلَ عَنْهُ هُوَ وَلَا غَيْرُهُ ، وَلَا سِيَّمَا مَعَ تَقْوَاهُ لِلَّهِ وَوَرَعِهِ ، فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى الصَّحَابِيِّ ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ تَلَقَّاهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، مَنْ آمَنُ مِنْهُمْ ، مِثْلِ : كَعْبٍ أَوْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَغَيْرِهِمَا ، كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ [ تَعَالَى ] إِلَّا أَنَّنَا بَرِئْنَا مِنْ عُهْدَةِ الْمَرْفُوعِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
قال الله _ تعالى_(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)189(فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) الأعراف 190
قال الطبري في تفسيره:
#قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ بِالصَّوَابِ ، قَوْلُ مَنْ قَالَ : عَنَى بِقَوْلِهِ : ( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ ) فِي الِاسْمِ لَا فِي الْعِبَادَةِ وَأَنَّ الْمَعْنِيَّ بِذَلِكَ آدَمُ وَحَوَّاءُ ، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ عَلَى ذَلِكَ.
#قال السمعاني في تفسيره:
وَقيل: إِنَّمَا عبر بِآدَم وحواء عَن جَمِيع أولادهما؛ لِأَنَّهُمَا أصل الْكل، وَالْأول أشهر وَأظْهر، وَهُوَ قَول ابْن عَبَّاس، وَمُجاهد، وَسَعِيد بن جُبَير. وَجَمَاعَة الْمُفَسّرين كلهم قَالُوا: إِن الْآيَة فِي آدم وحواء كَمَا بَينا.
#وقال أبو أحمد الكرجي القصاب في نكت القرآن:
وقوله: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)
إلى قوله: ((فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا) دليل على أن الشرك على وجهين: فشرك في طاعة،وهو - والله أعلم - هذان لأن أحداً لا يشك أن آدم وحواء لم يشركا بالله شرك كفر وعبادة، ولكنهما عصيا في القبول من إبليس واغترا بقوله: إن الولد إذا سمي عبد الحارث عاش كما اغترا به في أكل الشجرة.
وشرك في كفر وعبادة وهو فعل الكفار في عبادة الأصنام، وافتراء اليهود والنصارى في ادعاء الأولاد على الله جل الله.
وكان الحسن يقول: إن الجاعلي شركاء فيما آتاهم الله صالحا في هذا الموضع هم اليهود والنصارى، رزقهم الله أولادا فهودوهم ونصروهم.
ولا أدري ما وجهه، لأن أول الآية لا يدل عليه.

أفضل الكلام وخيره وأحبه إلى الله.

 أفضل الكلام .

قال أحمد في "المسند":
15977 قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
وقال ابن فضيل الضبي في "الدعاء":
89 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
إِنَّ §أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ , لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ».
وخالف أبو حمزة السكري: ابن فضيل ووكيعا,فجعل الصحابي أبا هريرةـ رضي الله عنه ـ والصحيح المحفوظ: إبهام الصحابي.
قال ابن حبان في "صحيحه":
1812 - أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، قال : سمعت أبي ، يقول : أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
خير الكلام أربع ، لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .
قال ابن حجر في "الفتح":
ولحديث أبي هريرة طريق أخرى أخرجها النسائي وصححها ابن حبان من طريق أبي حمزة السكري عن الأعمش عن أبي صالح عنه بلفظ خير الكلام أربع لا يضرك بأيهن بدأت فذكره وأخرجه أحمد عن وكيع عن الأعمش فأبهم الصحابي.
وقال ابن عبد البر في التمهيد":
من قال : إن هذه الأربع سواء احتج بما رواه حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : خير الكلام أربع [ ص: 49 ] لا تبالي بأيهن بدأت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .
وخالفه ابن فضيل فرواه عن الأعمش عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الرد على ابن كثير في تفسير الويل.

الرد على ابن كثير في تفسير الويل. 
قال ابن كثير في "تفسيره":
 ولا يصح تفسير الويل بأنه واد في جهنم. والصواب: أنه كلمة وعيد، والمراد به شدة العذاب والهلع. 
وقال أيضا: ثم قال معظما لشأنه : ( وما أدراك ما يوم الفصل ويل يومئذ للمكذبين ) أي : ويل لهم من عذاب الله غدا . 
وقد قدمنا في الحديث أن " ويل " : واد في جهنم . ولا يصح . 
#وهاكم الجواب السلفي الكافي الشافي الوافي:
 #ويل واد في جهنم قال ابن حبان في "صحيحه": 
7467 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا حرملة قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
 ويل : واد في جهنم يهوي به الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها .
 قال ابن أبي حاتم في "تفسيره":
 قوله: فويل آية 79 [798 ] حدثنا يونس بن عبد الأعلى المصري، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو - يعني ابن الحارث - عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 
ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره. [799 ] حدثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن زياد بن فياض قال: سمعت أبا عياض يقول: 
ويل سيل من صديد في أصل جهنم .
 [800 ] حدثنا أبي ثنا عبدة بن سليمان، أنبأ المبارك، أخبرنا سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال:
 الويل: واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لماعت من حره .
 قال الشيخ الإمام الحافظ أبو محمد ابن الإمام "الحافظ" الكبير أبي حاتم - محمد بن إدريس الرازي - رحمه الله ورضي عنه:
 الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء وعلى آله أجمعين. سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القرآن مختصرا ((بأصح الأسانيد))، وحذف الطرق والشواهد والحروف والروايات، وتنزيل السور، وأن نقصد لإخراج التفسير مجردا دون غيره، متقصين تفسير الآي حتى لا نترك حرفا من القرآن يوجد له تفسير إلا أخرج ذلك. فأجبتهم إلى ملتمسهم، وبالله التوفيق وإياه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فتحريت إخراج ذلك ((بأصح الأخبار إسنادا، وأشبهها متنا))، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - لم أذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد، وسميت موافقيهم بحذف الإسناد. 
قال الطبري في "تفسيره": 
وقال آخرون بما : - 1382 - حدثنا به ابن بشار قال ، حدثنا ابن مهدي قال ، حدثنا سفيان ، عن زياد بن فياض قال : سمعت أبا عياض يقول :
 الويل : ما يسيل من صديد في أصل جهنم . 1383 - حدثنا بشر بن أبان الحطاب قال ، حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن زياد بن فياض ، عن أبي عياض في قوله :
 ( فويل ) ، قال : صهريج في أصل جهنم ، يسيل فيه صديدهم .
 [ ص: 268 ] 1384 - حدثنا علي بن سهل الرملي قال ، حدثنا زيد بن أبي الزرقاء قال ، حدثنا سفيان عن زياد بن فياض ، عن أبي عياض قال : 
 #الويل ، واد من صديد في جهنم . 
[ ص: 269 ] 1387 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، حدثني عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 
" ويل " واد في جهنم ، يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ إلى قعره " .
 قال أبو جعفر :
 فمعنى الآية - على ما روي عمن ذكرت قوله في تأويل ( ويل ) - : فالعذاب الذي هو شرب صديد أهل جهنم في أسفل الجحيم لليهود الذين يكتبون الباطل بأيديهم ، ثم يقولون : هذا من عند الله .
 قال الحاكم في المستدرك: 
[ ص: 340 ] 1507 - الويل واد في جهنم 3927 - حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران ، حدثني جدي ، حدثني أبو عبيد الله الوهبي ، حدثني عمي ، عن عمرو بن الحارث ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : 
 " الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره ، والصعود جبل في النار فيتصعد فيه سبعين خريفا ، ثم يهوي وهو كذلك " . 
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
قال أسد بن موسى في الزهد:
17ـ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " وَادٍ فِي النَّارِ ، يُقَالُ لَهُ :هُوَ وَيْلٌ " . 
وسنده صحيح . 
#كتبه وحرره أبو الهمام طارق بن علي عثمان ـ سدده الله ووفقه ،وزاده بسطة في العلم والجسم ,وآتاه الحكمة .

علم كعب المسلم

علم كعب المسلم قال ابن حجر في " الفتح": قال ابن سعد ذكروه لأبي الدرداء فقال : إن عند ابن الحميرية لعلما كثيرا ، وأخرج ابن سعد من طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال : قال [ ص: 347 ] معاوية إلا إن كعب الأحبار أحد العلماء ، إن كان عنده لعلم كالبحار وإن كنا فيه لمفرطين ، وفي تاريخ محمد بن عثمان بن أبي شيبة من طريق ابن أبي ذئب أن عبد الله بن الزبير قال : ما أصبت في سلطاني شيئا إلا قد أخبرني به كعب قبل أن يقع ، ثم ذكر فيه حديثين . قال عبد الرزاق في المصنف /كتاب الجامع": 20755 أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : قال ابن الزبير : ما شيء كان يحدثناه كعب إلا قد أتى على ما قال إلا قوله : " إن فتى ثقيف يقتلني وهذا رأسه بين يدي " - يعني المختار - قال ابن سيرين : ولا يشعر أن أبا محمد قد خبئ له يعني الحجاج .

كرامة أبي معاوية الأسود ـ رحمه الله.

كرامة أبي معاوية الأسود ـ رحمه الله. الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على محمدٍ وآله وبعد: قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ) في : [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 9/273]: 214 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي ، أنا عمر بن أحمد ، قال : ثنا عبد الله بن سليمان ، قال : سمعت أبا حمزة نصير بن الفرج الأسلمي - وكان خادم أبي معاوية الأسود - قال : كان أبو معاوية الأسود قد ذهب بصره فكان إذا أراد أن يقرأ فينشر المصحف رجع إليه بصره ، فإذا أطبق المصحف ذهب بصره . ويا لها من كرامة!. هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

السبت، 9 أكتوبر 2021

ثناء وتمجيد الآجري في الشريعة على الله _ عزَّ وجلَّ

ثناء وتمجيد الإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري في كتابه الشريعة على الله الحميد المجيد أهل الثناء والمجد. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْآجُرِّيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: أَحَقُّ مَا ابْتَدَأْتُ بِهِ الْكَلَامَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَوْلَانا الْكَرِيمِ، وَأَجَلُّ الْحَمْدِ مَا حَمِدَ بِهِ الْكَرِيمُ نَفْسَهُ، فَأَنَا أَحْمَدُهُ بِهِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [سورة: الفاتحة] ، وَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ، يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ، وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} [سورة: سبأ، آية رقم: 2] ، وَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفُرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [سورة: الأنعام، آية رقم: 1] ، وَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [سورة: الإسراء، آية رقم: 111] ، أَحْمَدُهُ شُكْرًا لِمَا تَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ نِعَمِهِ الدَّائِمَةِ، وَأَيَادِيهِ الْقَدِيمَةِ، حَمْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ مَوْلَاهُ الْكَرِيمَ يُحِبُّ الْحَمْدَ، فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ، سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، الْمَذْكُورِ نَعْتُهُ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، الْخَاتِمِ لِجَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ، ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْمُنْتَخَبِينَ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، يَرْزُقُنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمُ التَّمَسُّكَ بِطَاعَتِهِ، وَبِطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِمَا كَانَ عَلَيْهِ صِحَابَتُهُ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَبِمَا كَانَ عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَصَمَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنَ الْأَهْوَاءِ الْمُضِلَّةِ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ.