قولُ:أمابعدُ،معناها،وأول من قالها،وعدة الأحاديث الواردة فيها.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين ،أما بعد:
قال ابن حجر في "الفتح":
قال سيبويه : أما بعد معناها مهما يكن من شيء بعد . وقال أبو إسحاق هو الزجاج : إذا كان الرجل في حديث فأراد أن يأتي بغيره قال أما بعد ، وهو مبني على الضم لأنه من الظروف المقطوعة عن الإضافة ، وقيل : التقدير أما الثناء على الله فهو كذا ، وأما بعد فكذا . ولا يلزم في قسمه أن يصرح بلفظ ، بل يكفي ما يقوم مقامه . واختلف في أول من قالها ، فقيل داود - عليه السلام - رواه الطبراني مرفوعا من حديث أبي موسى الأشعري وفي إسناده ضعف ، وروى عبد بن حميد والطبراني عن الشعبي موقوفا أنها فصل الخطاب الذي أعطيه داود ، وأخرجه سعيد بن منصور من طريق الشعبي فزاد فيه عن زياد بن سمية . وقيل : أول من قالها يعقوب رواه الدارقطني بسند رواه في غرائب مالك . وقيل : أول من قالها يعرب بن قحطان ، وقيل كعب بن لؤي أخرجه القاضي أبو أحمد الغساني من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بسند ضعيف ، وقيل سحبان بن وائل ، وقيل قس بن ساعدة ، والأول أشبه ، ويجمع بينه وبين غيره بأنه بالنسبة إلى الأولية المحضة ، والبقية بالنسبة إلى العرب خاصة ، ثم يجمع بينها بالنسبة إلى القبائل .
وقال ابن حجر أيضاً في "الفتح":
ثم قال : أما بعد " وسيأتي في فضائل الأنصار بتمامه ، ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى . وفي الباب مما لم يذكره عن عائشة في قصة الإفك ، وعن أبي سفيان في الكتاب إلى هرقل متفق عليهما ، وعن جابر قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته الحديث وفيه فيقول : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله أخرجه مسلم ، وفي رواية له عنه " كان خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه ثم يقول على أثر ذلك وقد علا صوته " فذكر الحديث وفيه يقول : أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله وهذا أليق بمراد المصنف للتنصيص فيه على الجمعة ، لكنه ليس على شرطه كما قدمناه . ويستفاد من هذه الأحاديث أن " أما بعد " لا تختص بالخطب ، بل تقال أيضا في صدور الرسائل والمصنفات ، ولا اقتصار عليها في إرادة الفصل بين الكلامين ، بل ورد في القرآن في ذلك لفظ هذا وإن يشير الشارح بهذا إلى قوله تعالى في سورة - ص - : هذا وإن للطاغين لشر مآب ومقصوده أن قوله تعالى : هذا وإن بمنزلة : " أما بعد " ، والله أعلم . [1] وقد كثر استعمال المصنفين لها بلفظ " وبعد " ومنهم من صدر بها كلامه فيقول في أول الكتاب " أما بعد حمد الله فإن الأمر " كذا ولا حجر في ذلك . وقد تتبع طرق الأحاديث التي وقع فيها " أما بعد " الحافظ عبد القادر الرهاوي في خطبة الأربعين المتباينة له فأخرجه عن اثنين وثلاثين صحابيا . منها ما أخرجه من طريق ابن جريج عن محمد بن سيرين عن المسور بن مخرمة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب خطبة قال : أما بعد ورجاله ثقات ، وظاهره المواظبة على ذلك .
#اجتباها_وانتخبها_أبو_الهمام_طارق_عثمان
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين
قال ابن حجر في "الفتح":
قال سيبويه : أما بعد معناها مهما يكن من شيء بعد . وقال أبو إسحاق هو الزجاج : إذا كان الرجل في حديث فأراد أن يأتي بغيره قال أما بعد ، وهو مبني على الضم لأنه من الظروف المقطوعة عن الإضافة ، وقيل : التقدير أما الثناء على الله فهو كذا ، وأما بعد فكذا . ولا يلزم في قسمه أن يصرح بلفظ ، بل يكفي ما يقوم مقامه . واختلف في أول من قالها ، فقيل داود - عليه السلام - رواه الطبراني مرفوعا من حديث أبي موسى الأشعري وفي إسناده ضعف ، وروى عبد بن حميد والطبراني عن الشعبي موقوفا أنها فصل الخطاب الذي أعطيه داود ، وأخرجه سعيد بن منصور من طريق الشعبي فزاد فيه عن زياد بن سمية . وقيل : أول من قالها يعقوب رواه الدارقطني بسند رواه في غرائب مالك . وقيل : أول من قالها يعرب بن قحطان ، وقيل كعب بن لؤي أخرجه القاضي أبو أحمد الغساني من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بسند ضعيف ، وقيل سحبان بن وائل ، وقيل قس بن ساعدة ، والأول أشبه ، ويجمع بينه وبين غيره بأنه بالنسبة إلى الأولية المحضة ، والبقية بالنسبة إلى العرب خاصة ، ثم يجمع بينها بالنسبة إلى القبائل .
وقال ابن حجر أيضاً في "الفتح":
ثم قال : أما بعد " وسيأتي في فضائل الأنصار بتمامه ، ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى . وفي الباب مما لم يذكره عن عائشة في قصة الإفك ، وعن أبي سفيان في الكتاب إلى هرقل متفق عليهما ، وعن جابر قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته الحديث وفيه فيقول : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله أخرجه مسلم ، وفي رواية له عنه " كان خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه ثم يقول على أثر ذلك وقد علا صوته " فذكر الحديث وفيه يقول : أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله وهذا أليق بمراد المصنف للتنصيص فيه على الجمعة ، لكنه ليس على شرطه كما قدمناه . ويستفاد من هذه الأحاديث أن " أما بعد " لا تختص بالخطب ، بل تقال أيضا في صدور الرسائل والمصنفات ، ولا اقتصار عليها في إرادة الفصل بين الكلامين ، بل ورد في القرآن في ذلك لفظ هذا وإن يشير الشارح بهذا إلى قوله تعالى في سورة - ص - : هذا وإن للطاغين لشر مآب ومقصوده أن قوله تعالى : هذا وإن بمنزلة : " أما بعد " ، والله أعلم . [1] وقد كثر استعمال المصنفين لها بلفظ " وبعد " ومنهم من صدر بها كلامه فيقول في أول الكتاب " أما بعد حمد الله فإن الأمر " كذا ولا حجر في ذلك . وقد تتبع طرق الأحاديث التي وقع فيها " أما بعد " الحافظ عبد القادر الرهاوي في خطبة الأربعين المتباينة له فأخرجه عن اثنين وثلاثين صحابيا . منها ما أخرجه من طريق ابن جريج عن محمد بن سيرين عن المسور بن مخرمة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب خطبة قال : أما بعد ورجاله ثقات ، وظاهره المواظبة على ذلك .
#اجتباها_وانتخبها_أبو_الهمام_طارق_عثمان
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق