الأحد، 9 يونيو 2019

نعيم بن مسعود الأشجعي ـ رضي الله عنه.

نعيم بن مسعود الأشجعي ـ رضي الله عنه.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال أبو الفضل ابن حجر في "الفتح":
قَالَ [ ص: 465 ] ابْنُ إِسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ نُعَيْمًا كَانَ رَجُلًا نَمُومًا ، وَأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهُ : إِنَّ الْيَهُودَ بَعَثَتْ إِلَيَّ إِنْ كَانَ يُرْضِيكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ رَهْنًا نَدْفَعُهُمْ إِلَيْكَ فَتَقْتُلُهُمْ فَعَلْنَا ، فَرَجَعَ نُعَيْمٌ مُسْرِعًا إِلَى قَوْمِهِ فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا كَذَبَ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِمْ ، وَإِنَّهُمْ لَأَهْلُ غَدْرٍ . وَكَذَلِكَ قَالَ لِقُرَيْشٍ .
فكان ذلك سبب خذلانهم ورحيلهم".
قلتُ:وإسناده صحيحٌ.
وقال ابن هشام في "السيرة":
قال ابن إسحاق [ ص: 229 ] : وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فيما وصف الله من الخوف والشدة ، لتظاهر عدوهم عليهم ، وإتيانهم إياهم من فوقهم ومن أسفل منهم . 
( قال ) : ثم إن نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفد بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان ، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني قد أسلمت ، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ، فمرني بما شئت ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عنا إن استطعت ، فإن الحرب خدعة 
فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة ، وكان لهم نديما في الجاهلية ، فقال : يا بني قريظة ، قد عرفتم ودي إياكم ، وخاصة ما بيني وبينكم ؛ قالوا : صدقت ، لست عندنا بمتهم ؛ فقال لهم : إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم ، البلد بلدكم ، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم ، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره ، وإن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه ، وقد ظاهرتموهم عليه ، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره ، فليسوا كأنتم ، فإن رأوا نهزة أصابوها ، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم [ ص: 230 ] وبين الرجل ببلدكم ، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم ، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم ، يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمدا حتى تناجزوه ، فقالوا له : لقد أشرت بالرأي . ثم خرج حتى أتى قريشا ، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش : قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمدا ، وإنه قد بلغني أمر قد رأيت علي حقا أن أبلغكموه ، نصحا لكم ، فاكتموا عني ؛ فقالوا : نفعل ؛ قال : تعلموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد ، وقد أرسلوا إليه : إنا قد ندمنا على ما فعلنا ، ، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين ، من قريش وغطفان رجالا من أشرافهم فنعطيكهم ، فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم ؟ فأرسل إليهم : أن نعم . فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدا . 
ثم خرج حتى أتى غطفان ، فقال : يا معشر غطفان ، إنكم أصلي وعشيرتي ، وأحب الناس إلي ، ولا أراكم تتهموني ؛ قالوا : صدقت ، ما أنت عندنا بمتهم ؛ قال : فاكتموا عني ؛ قالوا : نفعل ، فما أمرك ؟ ، ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذرهم ما حذرهم . 
قلتُ:ولنعيم بن مسعود الأشجعي حديثٌ مفردٌ من الوحدان في الجهاد في النهي عن قتل الرسل.
قال أبوداود في "السنن":
2383:حدثنا محمد بن عمرو الرازي ، حدثنا سلمة يعني ابن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، قال : كان مسيلمة كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وقد حدثني محمد بن إسحاق ، عن شيخ من أشجع يقال له : سعد بن طارق ، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي ، عن أبيه نعيم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهما حين قرأ كتاب مسيلمة : 
" ما تقولان أنتما ؟ قالا : نقول كما قال ، قال :

أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما " .
وإسناده قويٌّ، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وله شاهد صحيح عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه.

قال أبوداود في "السنن":
2384: حدثنا محمد بن كثير ، أخبرنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، أنه أتى عبد الله ، فقال : ما بيني وبين أحد من العرب حنة ، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة فإذا هم يؤمنون بمسيلمة ، فأرسل إليهم عبد الله فجيء بهم فاستتابهم غير ابن النواحة ، قال له : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" لولا أنك رسول لضربت عنقك فأنت اليوم لست برسول ، فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق ، ثم قال : 
من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق " .
وإسناده صحيحٌ ، رجاله ثقاتٌ ،رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب فهو ثقة أخرج له أحمد وأصحاب السنن.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق