الاثنين، 1 أبريل 2019

#نسمة المؤمن طائر في شجر الجنَّةِ،حتى يبعثه الله ـ عزّوجلّ ـ إلى جسده يوم القيامة".

#نسمة المؤمن طائر في شجر الجنَّةِ،حتى يبعثه الله ـ عزّوجلّ ـ إلى جسده يوم القيامة".
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
قال النسائي في " المجتبى":
2056: أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ , أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : 
" إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
#درجة الحديث:صحيحٌ.
قال الترمذي في " الجامع":
قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وقال ابن حجر في " الفتح":
قال الحافظ ابن كثير في إسناد هذا الحديث :
إنه إسناد صحيح عزيز عظيم . قال : ومعنى " يعلق " أي يأكل ".
وقال ابن عبد البر النمري في " التمهيد":
"وفي رواية مالك هذه بيان سماع الزهري لهذا الحديث من عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، وكذلك رواه يونس ، عن الزهري ، قال : سمعت عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، يحدث عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إنما نسمة المؤمن " وذكر الحديث . وكذلك رواه الأوزاعي ، عن الزهري ، قال : حدثني عبد الرحمن بن كعب . ورواه محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن فضيل ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، فاتفق مالك ، ويونس بن يزيد ، والأوزاعي ، والحارث بن فضيل على رواية هذا الحديث ، عن ابن شهاب ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، ورواه شعيب بن أبي حمزة ، ومحمد ابن أخي الزهري ، وصالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن كعب بن مالك ، فاتفق هؤلاء على أن جعلوا الحديث لعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن جده كعب بن مالك . ذكره إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، أنه بلغه أن كعب بن مالك كان يحدث . وذكر أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، أن كعب بن مالك ، كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثل حديث مالك سواء . ورواه معمر ، وعقيل ، وعمرو بن دينار ، عن الزهري ، عن ابن كعب ، لم يقولوا : عبد الله ، ولا عبد الرحمن . ذكره عبد الرزاق ، عن معمر ، وذكره الليث ، عن عقيل . وذكره ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن الزهري ، كلهم عن ابن مالك نسمة المؤمن كل هذا ، وقال محمد بن يحيى : المحفوظ عندنا والله أعلم هذا ، وهو الذي يشبه حديث صالح بن كيسان ، وشعيب ، وابن أخ ابن شهاب .
1379 قال أبو عمر : لا وجه عندي لما قاله محمد بن يحيى من ذلك ، ولا دليل عليه ، واتفاق مالك ، ويونس ، والأوزاعي ، ومحمد بن إسحاق ، أولى بالصواب ، والنفس إلى قولهم وروايتهم أميل وأسكن ، وهم في الحفظ والإتقان بحيث لا يقاس عليهم غيرهم ممن خالفهم في هذا الحديث ، وبالله التوفيق.
قلتُ:واحتجَّ به الإمام أحمد.
‏قال عبدالله بن الإمام أحمدمسائل أحمد(146):
سألت أبي عن أرواح الموتى أتكون في:
-أقبية القبور
-أم حواصل طير
-أم تموت
فقال: روي عن النبي: نسمة المؤمن طائر يعلق بشجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه".
وهذا حديث مسلسل بالأئمة رواه الإمام أحمد عن الشافعي عن مالك، عن الزهري.

#غريب الحديث:
قال ابن عبد البر النمري في " التمهيد":
وأما قوله : " نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ ".
والنسمة هاهنا الروح يدلك على ذلك قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث نفسه : " حَتَّى يُرْجِعَهُ اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
وقيل : النسمة : النفس ، والروح ، والبدن ، وأصل هذه اللفظة ، أعني النسمة : الإنسان بعينه ، وإنما قيل للإنسان : نسمة ، والله أعلم ، لأن حياة الإنسان بروحه ، فإذا فارقته عدم أو صار كالمعدم.
وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ النَّسَمَةَ الإِنْسَانُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً مُؤْمِنَةً ".
وَقَول علي رضي اللَّه عنه : " لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ".
قَالَ الشاعر : بأعظم منك يقي في الحساب إذا النسمات نفضن الغبارا يعني : إذا بعث الناس من قبورهم يوم القيامة.
وقال الخليل بْن أحمد : النسمة : الإنسان ، قَالَ : والنسم : نفس الروح ، والنسيم : هبوب الريح.
وقوله : " تعلق في شجر الجنة " يروي بفتح اللام ، وهو الأكثر ، ويروى بضم اللام ، والمعنى واحد .
وهو الأكل والرعي.
يقول : تأكل من ثمار الجنة ، وترعى وتسرح بين أشجارها.
والعلوقة والعلاق والعلوق : الأكل والرعي ، وتقول العرب : ما ذاق اليوم علوقا أي : طعاما.
قَالَ الربيع بْن زياد يصف الخيل : ومجنبات لا يذقن علوقة يمصعن بالمهرات والأمهار يعني : ما يرعين ولا يذقن شيئا.
قَالَ الأعشى : وفلاة كأنها ظهر ترسن ليس فيها إلا الربيع علاق واختلف العلماء في معنى هذا الحديث ، فقال منهم قائلون : أرواح المؤمنين عند اللَّه في الجنة شهداء كانوا أم غَيْر شهداء ، إذا لم يحبسهم عَنِ الجنة كبيرة ، ولا دين ، وتلقاهم ربهم بالعفو عنهم ، وبالرحمة لهم ، واحتجوا بأن هذا الحديث لم يخص فيه مؤمنا من غير شهيد.

قال ابن رجب في أهوال القبور":
"أهل التكليف من المؤمنين سوى الشهداء وقد اختلف فيهم العلماء قديماً وحديثاً والمنصوص عن الإمام أحمد : أن أرواح المؤمنين في الجنة ذكره الخلال في كتاب السنة عن غير واحد عن حنبل قال : سمعت أبا عبد الله يقول : أرواح المؤمنين في الجنة".
قال ابن القيم: 
"الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظمَ تفاوت .
فمنها أرواح : في أعلى عليين في الملا الأعلى ، وهي أرواح الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي ليلة الإسراء .
ومنها : أرواح في حواصل طير خضر ، تسرح في الجنة حيث شاءت ، وهي أرواح بعض الشهداء ، لا جميعهم بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنة ، لدين عليه أو غيره .
ومنهم : من يكون محبوساً على باب الجنة .
ومنهم : من يكون محبوساً في قبره .
ومنهم : من يكون مقره باب الجنة .
قلتُ:وأرواح الشهداء في أجواف طيرٍ خضر.
قال مسلم في " صحيحه":
1887 :حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ جَمِيعًا عَنْ الْأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَا حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ :
سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ قَالَ أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلَاعَةً فَقَالَ هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا قَالُوا أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا قَالُوا يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا".
وفي بلهوت بئرفي برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار.
قال عبد الرزاق في المصنف:
9118 - عن ابن عيينة، عن فرات القزاز، عن أبي الطفيل، عن علي قال:
خير واديين في الناس ذي مكة، وواد في الهند هبط به آدم صلى الله عليه وسلم فيه هذا الطِّيبُ الذي تطيبون به، وشر واديين في الناس وادي الأحقاف، وواد بحضرموت يقال له: برهوت، وخير بئر في الناس زمزم، وشر بئر في الناس بلهوت، وهي بئر في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار.
وإسناده صحيحٌ ، وله حكم الرفع.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق