السبت، 27 أبريل 2019

#أذكاروأدعيةالصيام.


#أذكاروأدعيةالصيام.

#مايقولُ_الصائمُ_إذاسابه_أحدٌأوقاتله.

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:

قال أبو عبد الله البخاري في "صحيحه"كتاب الصوم، بَاب : فَضْلِ الصَّوْمِ:

1770:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :

 الصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَلَا يَرْفُثْ ، وَلَا يَجْهَلْ ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ ، فَلْيَقُلْ :

إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ ، وَشَرَابَهُ ، وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي الصِّيَامُ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا " .

قال أبوعبد الله البخاري في "صحيحه" كتاب الصوم، بَاب : هَلْ يَقُولُ : إِنِّي صَائِمٌ إِذَا شُتِمَ:

1780:حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام بن يوسف ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، عن أبي صالح الزيات ، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : 

" كل عمل ابن آدم له ، إلا الصيام فإنه لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله ، فليقل : إني امرؤ صائم ، والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه " .

قال ابن حجر في "الفتح":

قوله : ( وإن امرؤ ) بتخفيف النون ( قاتله أو شاتمه ) ، وفي رواية صالح : فإن سابه أحد أو قاتله ولأبي قرة من طريق سهيل عن أبيه :

 " وإن شتمه إنسان فلا يكلمه " ونحوه في رواية هشام ، عن أبي هريرة عند أحمد ، ولسعيد بن منصور من طريق سهيل : " فإن سابه أحد أو ماراه " أي : جادله; ولابن خزيمة من طريق عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة :

 فإن سابك أحد فقل : إني صائم ، وإن كنت قائما فاجلس ولأحمد والترمذي من طريق ابن المسيب ، عن أبي هريرة : فإن جهل على أحدكم جاهل وهو صائم وللنسائي من حديث عائشة :

 وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه واتفقت الروايات كلها على أنه يقول : " إني صائم " فمنهم من ذكرها مرتين ، ومنهم من اقتصر على واحدة . وقد استشكل ظاهره بأن المفاعلة تقتضي وقوع الفعل من الجانبين ، والصائم لا تصدر منه الأفعال التي رتب عليها الجواب خصوصا المقاتلة ، والجواب عن ذلك أن المراد بالمفاعلة التهيؤ لها ، أي :

 إن تهيأ أحد لمقاتلته أو مشاتمته فليقل إني صائم ، فإنه إذا قال ذلك أمكن أن يكف عنه ، فإن أصر دفعه بالأخف فالأخف كالصائل ، هذا فيمن يروم مقاتلته حقيقة ، فإن كان المراد بقوله :

" قاتله " شاتمه ؛ لأن القتل يطلق على اللعن ، واللعن من جملة السب - ويؤيده ما ذكرت من الألفاظ المختلفة ، فإن حاصلها يرجع إلى الشتم - فالمراد من الحديث أنه لا يعامله بمثل عمله بل يقتصر على قوله :

 إني صائم واختلف في المراد بقوله : " فليقل : إني صائم " هل يخاطب بها الذي يكلمه بذلك ، أو يقولها في نفسه؟ وبالثاني جزم المتولي ونقله الرافعي عن الأئمة ، ورجح النووي الأول في " الأذكار " وقال في " شرح المهذب " كل منهما حسن ، والقول باللسان أقوى ، ولو جمعهما لكان حسنا ، ولهذا التردد أتى البخاري في ترجمته كما سيأتي بعد أبواب بالاستفهام فقال : " باب : هل يقول إني صائم إذا شتم؟ " وقال الروياني : إن كان رمضان فليقل بلسانه ، وإن كان غيره فليقله في نفسه . وادعى ابن العربي أن موضع الخلاف في التطوع . وأما في الفرض فيقوله بلسانه قطعا ، وأما تكرير قوله : " إني صائم " فليتأكد الانزجار منه أو ممن يخاطبه بذلك . ونقل الزركشي أن المراد بقوله : " فليقل : إني صائم " مرتين ؛ يقوله مرة بقلبه ومرة [ ص: 127 ] بلسانه ، فيستفيد بقوله بقلبه كف لسانه عن خصمه ، وبقوله بلسانه كف خصمه عنه . وتعقب بأن القول حقيقة باللسان ، وأجيب بأنه لا يمنع المجاز ، وقوله : " قاتله " يمكن حمله على ظاهره ، ويمكن أن يراد بالقتل لعن يرجع إلى معنى الشتم ، ولا يمكن حمل " قاتله " و " شاتمه " على المفاعلة ؛ لأن الصائم مأمور بأن يكف نفسه عن ذلك فكيف يقع ذلك منه؟ وإنما المعنى إذا جاءه متعرضا لمقاتلته أو مشاتمته ؛ كأن يبدأه بقتل أو شتم اقتضت العادة أن يكافئه عليه . فالمراد بالمفاعلة إرادة غير الصائم ذلك من الصائم ، وقد تطلق المفاعلة على التهيؤ لها ، ولو وقع الفعل من واحد ، وقد تقع المفاعلة بفعل الواحد كما يقال لواحد : عالج الأمر ، وعافاه الله ، وأبعد من حمله على ظاهره فقال : المراد إذا بدرت من الصائم مقابلة الشتم بشتم على مقتضى الطبع فلينزجر عن ذلك ، ويقول : إني صائم . ومما يبعده قوله في الرواية الماضية : " فإن شتمه شتمه " والله أعلم . وفائدة قوله : إني صائم أنه يمكن أن يكف عنه بذلك ، فإن أصر دفعه بالأخف فالأخف كالصائل ، هذا فيمن يروم مقاتلته حقيقة ، فإن كان المراد بقوله : " قاتله " شاتمه ، فالمراد من الحديث أنه لا يعامله بمثل عمله ، بل يقتصر على قوله : " إني صائم " .

 وقال أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي في "عون المعبود":

( فليقل إني صائم إني صائم ) :

هكذا هو مرتين ، واختلفوا في معناه فقيل يقوله بلسانه ليسمعه الشاتم والمقاتل فيتحرز غالبا ، وقيل لا يقوله بلسانه بل يحدث به نفسه ليمنعها من مشاتمته ومقاتلته ومقابلته ويحرس صومه عن المكدرات ، ولو جمع بين الأمرين كان حسنا . واعلم أن نهي الصائم عن الرفث والجهل والمخاصمة والمشاتمة ليس مختصا به بل كل أحد مثله في أصل النهي عن ذلك ، لكن الصائم آكد ، والله أعلم كذا قال النووي . وقال الخطابي : يتأول على وجهين أحدهما : فليقل ذلك لصاحبه نطقا باللسان يرده بذلك عن نفسه ، والوجه الآخر : أن يقول ذلك في نفسه أي ليعلم أنه صائم فلا يخوض معه ولا يكافئه على شتمه لئلا يفسد صومه ولا يحبط أجر عمله . 

وصلِ اللهمَّ على نبينا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق