آثار الصحابة في " أحاديث الأنبياء"( 17).
داود ـ عليه السلامُ
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على النبي محمَّدٍ وعلى آله وسلم وبعد:
قال البخاري في صحيحه:
3191ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْعَوَّامَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قُلْتُ :
لِابْنِ عَبَّاسٍ أَسْجُدُ فِي ص فَقَرَأَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ حَتَّى أَتَى فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ سورة الأنعام آية 84 - 90 فَقَالَ :
ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ .
قال البخاري في صحيحه:
3192ـ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
" لَيْسَ ص مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ ، وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِيهَا " .
قال الطبري في تفسيره":
(20/47) : حَدَّثَنِي ابْنُ حَرْبٍ ، قَالَ: ثنا مُوسَى، قَالَ: ثنا دَاوُدُ، عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :
أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اسْتَعْدَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ عُظَمَائِهِمْ ، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ دَاوُدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْمُسْتَعْدِي: إِنَّ هَذَا اغْتَصَبَنِي بَقَرًا لِي.
فَسَأَلَ دَاوُدُ الرَّجُلَ عَنْ ذَلِكَ فَجَحَدَهُ ، فَسَأَلَ الْآخَرَ الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ.
فَقَالَ لَهُمَا دَاوُدُ : قَوْمَا حَتَّى أَنْظُرُ فِي أَمْرِكُمَا؛ فَقَامَا مِنْ عِنْدِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ فِي مَنَامِهِ أَنْ يَقْتُلَ الرَّجُلَ الَّذِي اسْتُعْدِيَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ : هَذِهِ رُؤْيَا وَلَسْتُ أَعْجَلَ حَتَّى أَتَثَبَّتُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ فِي مَنَامِهِ مَرَّةً أُخْرَى أَنْ يَقْتُلَ الرَّجُلَ.
وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ الثَّالِثَةَ أَنْ يَقْتُلَهُ أَوْ تَأْتِيهِ الْعُقُوبَةُ مِنَ اللَّهِ .
فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى الرَّجُلِ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ أَقَتُلَكَ.
فَقَالَ الرَّجُلُ : تَقْتُلُنِي بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ وَلَا تَثَبُّتٍ؟
فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ : نَعَمْ، وَاللَّهِ لَأُنَفِّذَنَّ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ؛ فَلَمَّا عَرَفَ الرَّجُلُ أَنَّهُ قَاتِلُهُ.
قَالَ : لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ حَتَّى أُخْبِرَكَ.
إِنِّي وَاللَّهِ مَا أُخِذْتُ بِهَذَا الذَّنْبِ ، وَلَكِنِّي كُنْتُ اغْتَلْتُ وَلَدَ هَذَا فَقَتَلْتُهُ، فَبِذَلِكَ قُتِلْتُ، فَأَمَرَ بِهِ دَاوُدُ فَقُتِلَ، فَاشْتَدَّتْ هَيْبَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ ذَلِكَ لِدَاوُدَ، وَشَدَّدَ بِهِ مُلْكَهُ، فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ}.
قال البخاري في الأدب المفرد :
138:حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى ، قَالَ : قَالَ دَاوُدُ :
" كُنَّ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحِيمِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ كَذَلِكَ تَحْصُدُ ، مَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، أَوْ أَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ ، الضَّلالَةُ بَعْدَ الْهُدَى ، وَإِذَا وَعَدْتَ صَاحِبَكَ فَأَنْجِزْ لَهُ مَا وَعَدْتَهُ ، فَإِنْ لا تَفْعَلْ يُورِثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ ، وَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ صَاحِبٍ إِنْ ذَكَرْتَ لَمْ يُعِنْكَ ، وَإِنْ نَسِيتَ لَمْ يُذَكِّرْكَ ".
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في" الخطب والمواعظ ":
53 :حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُجَالِد عَنْ أَبِي إِسْحَاق السَّبِيعِي عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بَن أَبْزَى:" أَنَّ دَاوُد النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى ابْنَهُ سُلَيْمَان فَقَالَ:
يا بُنَيَّ كُنْ لِليَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحِيمِ
وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ كَذَلِكَ تَحْصُدُ
وَاعْلَم أَنَّ خُطْبَةَ الأَحْمَقِ فِي نَادِي القَوْمِ كَالْمُتَغَنِّي عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ الصَّالِحَةَ لِبَعْلِهَا كَالْمَلِكِ الْمُتَوَّجِ بِالتَّاجِ الْمُخَوَّصِ بِالذَّهَبِ
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ السُّوء لِبَعْلِهَا كَالشَّيْخِ الكَبِيرِ عَلَى ظَهْرِهِ الحمْلُ الثَّقِيل
مَا أَقْبَحَ الفَقْرَ بَعْدَ الغِنَى وَأَقْبَحَ مِنْهُ الضَّلاَلَة بَعْدَ الهُدَى
وَإِنْ وَعَدْتَ أَخَاكَ شَيْئًا فَأَنْجِزْ لَهُ مَا وَعَدْتَهُ وَإِنْ لاَ تَفْعَل تُوَرِّثْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَة ".
54 - حَدَّثَنَا عَمَّار بَن مُحَمَّد عَنْ خَالِهِ سُفْيَان بَن سَعِيد عَنْ أَبِي إسْحَاق عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بَن أَبْزَى عَنْ دَاود مِثْلَ ذَلِكَ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ :
" وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ صَاحِبِ السُّوءِ الَّذِي إِذَا ذُكِرْتَ لَهُ يَعِيبُكَ وَإِذَا نَسِيتَ لَمْ يُذَكِّرْكَ ".
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
31214ـ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الْفَزَارِيِّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" أَوْحَى اللَّهُ إلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنْ قُلْ لِلظَّلَمَةِ : لَا يَذْكُرُونِي , فَإِنَّهُ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أَذْكُرَ مَنْ ذَكَرَنِي , وَإِنَّ ذِكْرِي إيَّاهُمْ أَنْ أَلْعَنَهُمْ " .
قال البخاري في " صحيحه":
إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً سورة ص آية 23 يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ نَعْجَةٌ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا شَاةٌ وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ".
قال ابن حجر في " الفتح":
قَوْلُهُ : ( يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ نَعْجَةٌ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا شَاةٌ ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ : وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ . أَيِ امْرَأَةٌ ، قَالَ الْأَعْشَى :
فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شَاتِهِ فَأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهَا وَطِحَالَهَا
قال عبد الرزاق في " تفسيره":
2512: عن الثوري عن الأعمش عن مسلم , عن مسروق , قال : قال عبد الله : " ما زاد داود على أن قال : أكفلنيها سورة ص آية 23 أي انزل لي عنها " .
2513: عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ :
" مَا زَادَ دَاوُدُ عَلَى أَنْ قَالَ : أَكْفِلْنِيهَا سورة ص آية 23 أَيْ : تَحَوَّلْ لِي عَنْهَا " .
وإسنادهما صحيحان.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.
داود ـ عليه السلامُ
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على النبي محمَّدٍ وعلى آله وسلم وبعد:
قال البخاري في صحيحه:
3191ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْعَوَّامَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قُلْتُ :
لِابْنِ عَبَّاسٍ أَسْجُدُ فِي ص فَقَرَأَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ حَتَّى أَتَى فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ سورة الأنعام آية 84 - 90 فَقَالَ :
ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ .
قال البخاري في صحيحه:
3192ـ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
" لَيْسَ ص مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ ، وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِيهَا " .
قال الطبري في تفسيره":
(20/47) : حَدَّثَنِي ابْنُ حَرْبٍ ، قَالَ: ثنا مُوسَى، قَالَ: ثنا دَاوُدُ، عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :
أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اسْتَعْدَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ عُظَمَائِهِمْ ، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ دَاوُدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْمُسْتَعْدِي: إِنَّ هَذَا اغْتَصَبَنِي بَقَرًا لِي.
فَسَأَلَ دَاوُدُ الرَّجُلَ عَنْ ذَلِكَ فَجَحَدَهُ ، فَسَأَلَ الْآخَرَ الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ.
فَقَالَ لَهُمَا دَاوُدُ : قَوْمَا حَتَّى أَنْظُرُ فِي أَمْرِكُمَا؛ فَقَامَا مِنْ عِنْدِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ فِي مَنَامِهِ أَنْ يَقْتُلَ الرَّجُلَ الَّذِي اسْتُعْدِيَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ : هَذِهِ رُؤْيَا وَلَسْتُ أَعْجَلَ حَتَّى أَتَثَبَّتُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ فِي مَنَامِهِ مَرَّةً أُخْرَى أَنْ يَقْتُلَ الرَّجُلَ.
وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ الثَّالِثَةَ أَنْ يَقْتُلَهُ أَوْ تَأْتِيهِ الْعُقُوبَةُ مِنَ اللَّهِ .
فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى الرَّجُلِ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ أَقَتُلَكَ.
فَقَالَ الرَّجُلُ : تَقْتُلُنِي بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ وَلَا تَثَبُّتٍ؟
فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ : نَعَمْ، وَاللَّهِ لَأُنَفِّذَنَّ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ؛ فَلَمَّا عَرَفَ الرَّجُلُ أَنَّهُ قَاتِلُهُ.
قَالَ : لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ حَتَّى أُخْبِرَكَ.
إِنِّي وَاللَّهِ مَا أُخِذْتُ بِهَذَا الذَّنْبِ ، وَلَكِنِّي كُنْتُ اغْتَلْتُ وَلَدَ هَذَا فَقَتَلْتُهُ، فَبِذَلِكَ قُتِلْتُ، فَأَمَرَ بِهِ دَاوُدُ فَقُتِلَ، فَاشْتَدَّتْ هَيْبَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ ذَلِكَ لِدَاوُدَ، وَشَدَّدَ بِهِ مُلْكَهُ، فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ}.
قال البخاري في الأدب المفرد :
138:حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى ، قَالَ : قَالَ دَاوُدُ :
" كُنَّ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحِيمِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ كَذَلِكَ تَحْصُدُ ، مَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، أَوْ أَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ ، الضَّلالَةُ بَعْدَ الْهُدَى ، وَإِذَا وَعَدْتَ صَاحِبَكَ فَأَنْجِزْ لَهُ مَا وَعَدْتَهُ ، فَإِنْ لا تَفْعَلْ يُورِثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ ، وَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ صَاحِبٍ إِنْ ذَكَرْتَ لَمْ يُعِنْكَ ، وَإِنْ نَسِيتَ لَمْ يُذَكِّرْكَ ".
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في" الخطب والمواعظ ":
53 :حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُجَالِد عَنْ أَبِي إِسْحَاق السَّبِيعِي عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بَن أَبْزَى:" أَنَّ دَاوُد النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى ابْنَهُ سُلَيْمَان فَقَالَ:
يا بُنَيَّ كُنْ لِليَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحِيمِ
وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ كَذَلِكَ تَحْصُدُ
وَاعْلَم أَنَّ خُطْبَةَ الأَحْمَقِ فِي نَادِي القَوْمِ كَالْمُتَغَنِّي عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ الصَّالِحَةَ لِبَعْلِهَا كَالْمَلِكِ الْمُتَوَّجِ بِالتَّاجِ الْمُخَوَّصِ بِالذَّهَبِ
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ السُّوء لِبَعْلِهَا كَالشَّيْخِ الكَبِيرِ عَلَى ظَهْرِهِ الحمْلُ الثَّقِيل
مَا أَقْبَحَ الفَقْرَ بَعْدَ الغِنَى وَأَقْبَحَ مِنْهُ الضَّلاَلَة بَعْدَ الهُدَى
وَإِنْ وَعَدْتَ أَخَاكَ شَيْئًا فَأَنْجِزْ لَهُ مَا وَعَدْتَهُ وَإِنْ لاَ تَفْعَل تُوَرِّثْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَة ".
54 - حَدَّثَنَا عَمَّار بَن مُحَمَّد عَنْ خَالِهِ سُفْيَان بَن سَعِيد عَنْ أَبِي إسْحَاق عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بَن أَبْزَى عَنْ دَاود مِثْلَ ذَلِكَ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ :
" وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ صَاحِبِ السُّوءِ الَّذِي إِذَا ذُكِرْتَ لَهُ يَعِيبُكَ وَإِذَا نَسِيتَ لَمْ يُذَكِّرْكَ ".
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
31214ـ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الْفَزَارِيِّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" أَوْحَى اللَّهُ إلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنْ قُلْ لِلظَّلَمَةِ : لَا يَذْكُرُونِي , فَإِنَّهُ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أَذْكُرَ مَنْ ذَكَرَنِي , وَإِنَّ ذِكْرِي إيَّاهُمْ أَنْ أَلْعَنَهُمْ " .
قال البخاري في " صحيحه":
إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً سورة ص آية 23 يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ نَعْجَةٌ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا شَاةٌ وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ".
قال ابن حجر في " الفتح":
قَوْلُهُ : ( يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ نَعْجَةٌ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا شَاةٌ ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ : وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ . أَيِ امْرَأَةٌ ، قَالَ الْأَعْشَى :
فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شَاتِهِ فَأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهَا وَطِحَالَهَا
قال عبد الرزاق في " تفسيره":
2512: عن الثوري عن الأعمش عن مسلم , عن مسروق , قال : قال عبد الله : " ما زاد داود على أن قال : أكفلنيها سورة ص آية 23 أي انزل لي عنها " .
2513: عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ :
" مَا زَادَ دَاوُدُ عَلَى أَنْ قَالَ : أَكْفِلْنِيهَا سورة ص آية 23 أَيْ : تَحَوَّلْ لِي عَنْهَا " .
وإسنادهما صحيحان.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق