السبت، 29 ديسمبر 2018

أهمية تعلم اللغة العربية.


أهمية تعلم اللغة العربية.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى":
وَمَعْلُومٌ أَنَّ " تَعَلُّمَ الْعَرَبِيَّةِ ; وَتَعْلِيمَ الْعَرَبِيَّةِ " فَرْضٌ عَلَى الْكِفَايَةِ ; 
وَكَانَ السَّلَفُ يُؤَدِّبُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى اللَّحْنِ . فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ أَمْرَ إيجَابٍ أَوْ أَمْرَ اسْتِحْبَابٍ أَنْ نَحْفَظَ الْقَانُونَ الْعَرَبِيَّ ; وَنُصْلِحَ الْأَلْسُنَ الْمَائِلَةَ عَنْهُ ; فَيَحْفَظُ لَنَا طَرِيقَةَ فَهْمِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ; وَالِاقْتِدَاءِ بِالْعَرَبِ فِي خِطَابِهَا . فَلَوْ تُرِكَ النَّاسُ عَلَى لَحْنِهِمْ كَانَ نَقْصًا وَعَيْبًا ; فَكَيْفَ إذَا جَاءَ قَوْمٌ إلَى الْأَلْسِنَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُسْتَقِيمَةِ وَالْأَوْزَانِ الْقَوِيمَةِ : فَأَفْسَدُوهَا بِمِثْلِ هَذِهِ الْمُفْرَدَاتِ وَالْأَوْزَانِ الْمُفْسِدَةِ لِلِّسَانِ النَّاقِلَةِ عَنْ الْعَرَبِيَّةِ الْعَرْبَاءِ إلَى أَنْوَاعِ الْهَذَيَانِ ; الَّذِي لَا يَهْذِي بِهِ إلَّا قَوْمٌ مِنْ الْأَعَاجِمِ الطَّمَاطِمِ الصميان [ ص: 253 ] ".
وقال ـ رحمه الله ـ في "اقتضاء الصراط المستقيم":
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق.
وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب؛ فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب، ثم منها ما هو واجب على الأعيان، كمعرفة معنى الشهادتين، وما لا يتم العبادة الواجبة إلا بمعرفته، ومنها ما هو واجب على الكفاية، وهو ما زاد على ذلك، وهذا معنى ما رواه ابن أبي شيبة، أن عمر كتب إلى أبي موسى الأشعري: أما بعد، فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن؛ فإنه عربي. وفي حديث آخر عن عمر أنه قال: تعلموا العربية؛ فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض؛ فإنها من دينكم. وهذا الذي أمر به عمر -رضي الله عنه- من فقه العربية، وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه؛ لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله".
وقال ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم":
"
 ولهذا نقول ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها، لأنها اللسان الأولى بأن يكون مرغوبا فيه من غير أن يحرم على أحد أن ينطق بالعجمية".
وقال ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم:
 " فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون".
وقال الشوكاني في "إرشاد الفحول":
قَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ : يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْ لِسَانِ الْعَرَبِ مَا يَبْلُغُهُ جَهْدُهُ فِي أَدَاءِ فَرْضِهِ .
قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ : وَمَعْرِفَةُ لِسَانِ الْعَرَبِ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مِنْ مُجْتَهِدٍ وَغَيْرِهِ .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

هناك تعليق واحد: