وصية نوح ـ عليه السلام ـ لابنه.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
*قال أحمد في " المسند":
ـ حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن الصقعب بن زهير ، عن زيد بن أسلم ، قال حماد : أظنه عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل من أهل البادية ، عليه جبة سيجان ، مزرورة بالديباج ، فقال : ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس! قال : يريد أن يضع كل فارس ابن فارس ، ويرفع كل راع ابن راع ! قال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبته ، وقال : " ألا أرى عليك لباس من لا يعقل ! " ، ثم قال : " إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين ، وأنهاك عن اثنتين ، آمرك بلا إله إلا الله ، فإن السموات السبع ، والأرضين السبع ، لو وضعت في كفة ، ووضعت لا إله إلا الله في كفة ، رجحت بهن لا إله إلا الله ، ولو أن السموات السبع ، والأرضين السبع ، كن حلقة مبهمة ، قصمتهن لا إله إلا الله(1) ، وسبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة كل شيء ، وبها يرزق الخلق(2) ، وأنهاك عن الشرك والكبر " ، قال : قلت ، أو قيل : يا رسول الله ، هذا الشرك قد عرفناه ، فما الكبر ؟ قال : أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان ؟ قال : " لا " ، قال : هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها ؟ ، قال : " لا " ، قال : الكبر هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها ؟ ، قال : " لا " ، قال : أفهو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ؟ قال : " لا " ، قيل : يا رسول الله ، فما الكبر ؟ قال : " سفه الحق وغمص الناس " .
=======
*وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في " المستدرك":
ـ حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ محمد بن أيوب ، ثنا أبو الربيع الزهراني ، وأحمد بن إبراهيم ، قالا : ثنا حماد بن زيد ، عن الصقعب بن زهير ، وحدثني محمد بن صالح بن هانئ واللفظ له ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، ثنا أبو قدامة ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي ، قال : سمعت الصقعب بن زهير ، يحدث عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي عليه جبة من طيالسة مكفوفة بالديباج ، فقال : إن صاحبكم هذا يريد رفع كل راع وابن راع ، ويضع كل فارس وابن فارس ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مغضبا فأخذ بمجامع ثوبه فاجتذبه وقال : " ألا أرى عليك ثياب من لا يعقل " , ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجلس ، فقال : " إن نوحا لما حضرته الوفاة دعا ابنيه , فقال : إني قاص عليكما الوصية : آمركما باثنين وأنهاكما عن اثنين : أنهاكما عن الشرك والكبر وآمركما بلا إله إلا الله ، فإن السماوات والأرض وما فيهن لو وضعت في كفة الميزان ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى كانت أرجح منهما ، ولو أن السماوات والأرض وما فيهما كانت حلقة فوضعت لا إله إلا الله عليهما لقصمتهما ، وآمركما بسبحان الله وبحمده فإنهما صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء " .
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجا للصقعب بن زهير فإنه ثقة قليل الحديث ، سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن عمر , يقول :
سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم , يقول : سألت أبا زرعة ، عن الصقعب بن زهير , فقال : ثقة ، وهو أخو العلاء بن زهير ، وهذا من الجنس الذي , يقول : إن الثقة إذا وصله لم يضره إرسال غيره .
فقد أخبرني علي بن عيسى الحيري ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، ثنا ابن أبي عمر ، ثنا سفيان ، عن ابن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما رأيت رجلا أعطى لراعي الغنم من محمد ، ثم ذكره بنحو منه .
========
*وقال أبو عبد الرحمن النسائي في " السنن الكبرى":
ـ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : حدثنا حجاج ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني صالح بن سعيد ، حديثا ، رفعه إلى سليمان بن يسار ، إلى رجل من الأنصار : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
" قال نوح لابنه : إني موصيك بوصية وقاصرها كي لا تنساها ، أوصيك باثنتين ، وأنهاك عن اثنتين : أما اللتان أوصيك بهما فيستبشر الله بهما ، وصالح خلقه ، وهما يكثران الولوج على الله تعالى ، أوصيك بلا إله إلا الله ، فإن السموات والأرض لو كانتا حلقة قصمتهما ، ولو كانت في كفة وزنتهما ، وأوصيك بسبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة الخلق ، وبها يرزق الخلق ، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا سورة الإسراء آية 44 ، وأما اللتان أنهاك عنهما فيحتجب الله منهما ، وصالح خلقه ، أنهاك عن الشرك والكبر " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):لاإله إلا الله أثقل في الميزان من مكاييل البحار ومثاقيل الجبال دلت عليه الآثار والأخبار.
*قال الترمذي في سننه:
2582ـ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ ثُمَّ الْحُبُلِيّ , قَال : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ ؟ فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : أَفَلَكَ عُذْرٌ ؟ فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : بَلَى ، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولُ : احْضُرْ وَزْنَكَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ ؟ فَقَالَ : إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ ، قَالَ : فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ " , قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ ، بِمَعْنَاهُ وَالْبِطَاقَةُ هِيَ الْقِطْعَةُ .
*وقال ابن أبي عاصم في " السنة":
643: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالا : ثنا أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلْمَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" بَخٍ بَخٍ ، بِخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ فَيَحْتَسِبُهُ " .
وقال ابنُ سعدٍ في " الطبقات":
9440: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَلْمَى رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ فِي حَدِيثِهِ , وَلَقِيتُهُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
" بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ ، مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ " .
*قال أحمد في " مسنده":
6574: حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، أَنَّ نَوْفًا وعبد الله بن عمرو يعنى بن العاص اجتمعا ، فقال نوف :
لو أن السماوات ولأرض وما فيهما وضع في كفة الميزان ووضعت " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى ، لَرَجَحَتْ بِهِنَّ ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ كُنَّ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " ، لَخَرَقَتْهُنَّ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ ، فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ ، وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ ، فَجَاءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَادَ يَحْسِرُ ثِيَابَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ ، فَقَالَ : " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ ، يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ ، يَقُولُ : هَؤُلَاءِ عِبَادِي قَضَوْا فَرِيضَةً ، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى " .
ونوف هونوف بن فضالة البكالي.
=======
(2):فالتسبيح صلاة كلِّ شيءٍ تغليباً.
قال الطبري في تفسيره ":
(17/ 320) : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ اللاني، قَالَ: ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
كُلُّ تَسْبِيحٍ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ صَلَاةٌ.
وقد ثبت عن ابن عبَّاسٍ ـ رضي الله عنهما ـ عينِه تفسير ( فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ) قال: هو التسبيح بعد الصلاة.
قال أبو جعفر الطبري في " تفسيره":
ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, قال: ثنا ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال: قال ابن عباس في ( فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ) قال: هو التسبيح بعد الصلاة.
ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله ( وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ) قال: كان ابن عباس يقول: التسبيح. قال ابن عمرو: في حديثه في إثر الصلوات كلها. وقال الحارث في حديثه في دُبر الصلاة كلها.
وقال البخاري في " صحيحه":
4499:حدثنا آدم ، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال ابن عباس : " أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها ، يعني قوله : وأدبار السجود سورة ق آية 40 .
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
*قال أحمد في " المسند":
ـ حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن الصقعب بن زهير ، عن زيد بن أسلم ، قال حماد : أظنه عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل من أهل البادية ، عليه جبة سيجان ، مزرورة بالديباج ، فقال : ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس! قال : يريد أن يضع كل فارس ابن فارس ، ويرفع كل راع ابن راع ! قال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبته ، وقال : " ألا أرى عليك لباس من لا يعقل ! " ، ثم قال : " إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين ، وأنهاك عن اثنتين ، آمرك بلا إله إلا الله ، فإن السموات السبع ، والأرضين السبع ، لو وضعت في كفة ، ووضعت لا إله إلا الله في كفة ، رجحت بهن لا إله إلا الله ، ولو أن السموات السبع ، والأرضين السبع ، كن حلقة مبهمة ، قصمتهن لا إله إلا الله(1) ، وسبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة كل شيء ، وبها يرزق الخلق(2) ، وأنهاك عن الشرك والكبر " ، قال : قلت ، أو قيل : يا رسول الله ، هذا الشرك قد عرفناه ، فما الكبر ؟ قال : أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان ؟ قال : " لا " ، قال : هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها ؟ ، قال : " لا " ، قال : الكبر هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها ؟ ، قال : " لا " ، قال : أفهو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ؟ قال : " لا " ، قيل : يا رسول الله ، فما الكبر ؟ قال : " سفه الحق وغمص الناس " .
=======
*وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في " المستدرك":
ـ حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ محمد بن أيوب ، ثنا أبو الربيع الزهراني ، وأحمد بن إبراهيم ، قالا : ثنا حماد بن زيد ، عن الصقعب بن زهير ، وحدثني محمد بن صالح بن هانئ واللفظ له ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، ثنا أبو قدامة ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي ، قال : سمعت الصقعب بن زهير ، يحدث عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي عليه جبة من طيالسة مكفوفة بالديباج ، فقال : إن صاحبكم هذا يريد رفع كل راع وابن راع ، ويضع كل فارس وابن فارس ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مغضبا فأخذ بمجامع ثوبه فاجتذبه وقال : " ألا أرى عليك ثياب من لا يعقل " , ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجلس ، فقال : " إن نوحا لما حضرته الوفاة دعا ابنيه , فقال : إني قاص عليكما الوصية : آمركما باثنين وأنهاكما عن اثنين : أنهاكما عن الشرك والكبر وآمركما بلا إله إلا الله ، فإن السماوات والأرض وما فيهن لو وضعت في كفة الميزان ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى كانت أرجح منهما ، ولو أن السماوات والأرض وما فيهما كانت حلقة فوضعت لا إله إلا الله عليهما لقصمتهما ، وآمركما بسبحان الله وبحمده فإنهما صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء " .
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجا للصقعب بن زهير فإنه ثقة قليل الحديث ، سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن عمر , يقول :
سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم , يقول : سألت أبا زرعة ، عن الصقعب بن زهير , فقال : ثقة ، وهو أخو العلاء بن زهير ، وهذا من الجنس الذي , يقول : إن الثقة إذا وصله لم يضره إرسال غيره .
فقد أخبرني علي بن عيسى الحيري ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، ثنا ابن أبي عمر ، ثنا سفيان ، عن ابن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما رأيت رجلا أعطى لراعي الغنم من محمد ، ثم ذكره بنحو منه .
========
*وقال أبو عبد الرحمن النسائي في " السنن الكبرى":
ـ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : حدثنا حجاج ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني صالح بن سعيد ، حديثا ، رفعه إلى سليمان بن يسار ، إلى رجل من الأنصار : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
" قال نوح لابنه : إني موصيك بوصية وقاصرها كي لا تنساها ، أوصيك باثنتين ، وأنهاك عن اثنتين : أما اللتان أوصيك بهما فيستبشر الله بهما ، وصالح خلقه ، وهما يكثران الولوج على الله تعالى ، أوصيك بلا إله إلا الله ، فإن السموات والأرض لو كانتا حلقة قصمتهما ، ولو كانت في كفة وزنتهما ، وأوصيك بسبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة الخلق ، وبها يرزق الخلق ، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا سورة الإسراء آية 44 ، وأما اللتان أنهاك عنهما فيحتجب الله منهما ، وصالح خلقه ، أنهاك عن الشرك والكبر " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):لاإله إلا الله أثقل في الميزان من مكاييل البحار ومثاقيل الجبال دلت عليه الآثار والأخبار.
*قال الترمذي في سننه:
2582ـ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ ثُمَّ الْحُبُلِيّ , قَال : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ ؟ فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : أَفَلَكَ عُذْرٌ ؟ فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : بَلَى ، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولُ : احْضُرْ وَزْنَكَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ ؟ فَقَالَ : إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ ، قَالَ : فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ " , قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ ، بِمَعْنَاهُ وَالْبِطَاقَةُ هِيَ الْقِطْعَةُ .
*وقال ابن أبي عاصم في " السنة":
643: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالا : ثنا أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلْمَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" بَخٍ بَخٍ ، بِخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ فَيَحْتَسِبُهُ " .
وقال ابنُ سعدٍ في " الطبقات":
9440: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَلْمَى رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ فِي حَدِيثِهِ , وَلَقِيتُهُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
" بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ ، مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ " .
*قال أحمد في " مسنده":
6574: حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، أَنَّ نَوْفًا وعبد الله بن عمرو يعنى بن العاص اجتمعا ، فقال نوف :
لو أن السماوات ولأرض وما فيهما وضع في كفة الميزان ووضعت " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى ، لَرَجَحَتْ بِهِنَّ ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ كُنَّ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " ، لَخَرَقَتْهُنَّ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ ، فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ ، وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ ، فَجَاءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَادَ يَحْسِرُ ثِيَابَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ ، فَقَالَ : " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ ، يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ ، يَقُولُ : هَؤُلَاءِ عِبَادِي قَضَوْا فَرِيضَةً ، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى " .
ونوف هونوف بن فضالة البكالي.
=======
(2):فالتسبيح صلاة كلِّ شيءٍ تغليباً.
قال الطبري في تفسيره ":
(17/ 320) : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ اللاني، قَالَ: ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
كُلُّ تَسْبِيحٍ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ صَلَاةٌ.
وقد ثبت عن ابن عبَّاسٍ ـ رضي الله عنهما ـ عينِه تفسير ( فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ) قال: هو التسبيح بعد الصلاة.
قال أبو جعفر الطبري في " تفسيره":
ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, قال: ثنا ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال: قال ابن عباس في ( فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ) قال: هو التسبيح بعد الصلاة.
ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله ( وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ) قال: كان ابن عباس يقول: التسبيح. قال ابن عمرو: في حديثه في إثر الصلوات كلها. وقال الحارث في حديثه في دُبر الصلاة كلها.
وقال البخاري في " صحيحه":
4499:حدثنا آدم ، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال ابن عباس : " أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها ، يعني قوله : وأدبار السجود سورة ق آية 40 .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق