الخميس، 20 ديسمبر 2018

التسبيح : التنزيه مع التعظيم.

التسبيح : التنزيه مع التعظيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد:
قال الطبري في " تفسيره":
16220ـ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، وَأَبُو السَّائِبِ ، وَخَلادُ بْنُ أَسْلَمَ ، قَالُوا : ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : ثَنَا قَابُوسُ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ سُبْحَانَ اللَّهِ ، قَالَ : 
كَلِمَةٌ رَضِيَهَا اللَّهُ لِنَفْسِهِ " .
وقابوس هو ابن أبي ظبيان وأبوه اسمه حصين بن جندب.
وقال أبو القاسم الطبراني في " الدعاء":
1651:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ، ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ الْكِلابِيُّ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ نَعْرِفُهَا لا إِلَهَ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ نَعْرِفُهَا أَنَ النِّعَمَ كُلَّهَا مِنْهُ ، وَهُوَ الْمَحْمُودُ عَلَيْهَا ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ نَعْرِفُهَا لا شَيْءَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، فَمَا سُبْحَانَ اللَّهِ ؟ قَالَ :
" كَلِمَةٌ رَضِيَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَفْسِهِ ، وَأَمَرَ بِهَا مَلائِكَتَهُ ، وَفَزِعَ لَهَا الأَخْيَارُ مِنْ خَلْقِهِ " . 
قال الطبري في " تفسيره":
16218ـ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، عَنْ غَيْرٍ وَاحِدٍ عطية فيهم :
" سُبْحَانَ اللَّهِ ، تَنْزِيهٌ لِلَّهِ " .
قال ابن أبي حاتم في " تفسيره":
346ـ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي أَبُو الأَشْهَبِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :
" سُبْحَانَ اللَّهِ اسْمٌ لا يَسْتَطِيعُ النَّاسُ أَنْ يَنْتَحِلُوهُ " .
قال ابن أبي حاتم في " تفسيره":
345: حَدَّثَنَا أَبِي ، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ ، ثنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ ، قَالَ : 
سَأَلَ رَجُلٌ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ عَنْ سُبْحَانَ اللَّهِ ، فَقَالَ:
" اسْمٌ يُعَظَّمُ اللَّهُ بِهِ وَيُحَاشَى بِهِ مِنَ السُّوءِ " .
قال شيخ الإسلام كما في الفتاوى الكبرى (5/ 228) :
" وَقَوْلُهُ: {سُبْحَانَك} يَتَضَمَّنُ تَعْظِيمَهُ وَتَنْزِيهَهُ عَنْ الظُّلْمِ وَغَيْرِهِ مِنْ النَّقَائِصِ؛ فَإِنَّ التَّسْبِيحَ وَإِنْ كَانَ يُقَالُ: يَتَضَمَّنُ نَفْيَ النَّقَائِصِ، وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثٍ مُرْسَلٍ مِنْ مَرَاسِيلِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي {قَوْلِ الْعَبْدِ: سُبْحَانَ اللَّهِ: إنَّهَا بَرَاءَةُ اللَّهِ مِنْ السُّوءِ} فَالنَّفْيُ لَا يَكُونُ مَدْحًا إلَّا إذَا تَضَمَّنَ ثُبُوتًا وَإِلَّا فَالنَّفْيُ الْمَحْضُ لَا مَدْحَ فِيهِ، وَنَفْيُ السُّوءِ وَالنَّقْصِ عَنْهُ يَسْتَلْزِمُ إثْبَاتَ مَحَاسِنِهِ وَكَمَالَهُ، وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى. وَهَكَذَا عَامَّةُ مَا يَأْتِي بِهِ الْقُرْآنُ فِي نَفْيِ السُّوءِ وَالنَّقْصِ عَنْهُ يَتَضَمَّنُ إثْبَاتَ مَحَاسِنِهِ وَكَمَالَهُ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} فَنَفْيُ أَخْذِ السُّنَّةِ وَالنَّوْمِ لَهُ يَتَضَمَّنُ كَمَالَ حَيَاتِهِ وَقَيُّومِيَّتِهِ وَقَوْلِهِ: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} يَتَضَمَّنُ كَمَالَ قُدْرَتِهِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ. فَالتَّسْبِيحُ الْمُتَضَمِّنُ تَنْزِيهَهُ عَنْ السُّوءِ، وَنَفْيُ النَّقْصِ عَنْهُ يَتَضَمَّنُ تَعْظِيمَهُ. فَفِي قَوْلِهِ: {سُبْحَانَك} تَبْرِئَتُهُ مِنْ الظُّلْمِ، وَإِثْبَاتُ الْعَظَمَةِ الْمُوجِبَةِ لَهُ بَرَاءَتَهُ مِنْ الظُّلْمِ، فَإِنَّ الظَّالِمَ إنَّمَا يَظْلِمُ لِحَاجَتِهِ إلَى الظُّلْمِ أَوْ لِجَهْلِهِ، وَاَللَّهُ غَنِيٌّ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، عَلِيمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ غَنِيٌّ بِنَفْسِهِ، وَكُلُّ مَا سِوَاهُ فَقِيرٌ إلَيْهِ، وَهَذَا كَمَالُ الْعَظَمَةِ".
ـــــــــــ
هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق