السبت، 22 ديسمبر 2018

الصحيح المسند من آثار أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري ـ رضي الله عنه.

الصحيح المسند من آثار أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري ـ رضي الله عنه.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
أولاً : فضله.
قال البخاري في "صحيحه": 
4004ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ ، بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ ، فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ فَقُتِلَ دُرَيْدٌ ، وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ ، قَالَ أَبُو مُوسَى : وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ ، فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ ، فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ ؟ فَأَشَارَ إِلَى أَبِي مُوسَى ، فَقَالَ : ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي ، فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ ، فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى فَاتَّبَعْتُهُ ، وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ : أَلَا تَسْتَحْيِي ، أَلَا تَثْبُتُ ؟ فَكَفَّ ، فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ ، فَقَتَلْتُهُ ، ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ : قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ ، قَالَ : فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ ، فَنَزَعْتُهُ ، فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ ، قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، أَقْرِئْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلَامَ ، وَقُلْ لَهُ : اسْتَغْفِرْ لِي ، وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ ، فَمَكُثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ ، فَرَجَعْتُ ، فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ ، وَقَالَ : قُلْ لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ " ، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ " ، فَقُلْتُ : وَلِي ، فَاسْتَغْفِرْ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا " ، قَالَ أَبُو بُرْدَةَ : إِحْدَاهُمَا لِأَبِي عَامِرٍ ، وَالْأُخْرَى لِأَبِي مُوسَى .
4023ـ حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَدَّهُ أَبَا مُوسَى وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ ، فَقَالَ : 
" يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا ، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا ، وَتَطَاوَعَا " ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنَّ أَرْضَنَا بِهَا شَرَابٌ مِنَ الشَّعِيرِ الْمِزْرُ ، وَشَرَابٌ مِنَ الْعَسَلِ الْبِتْعُ ، فَقَالَ : " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " ، فَانْطَلَقَا ، فَقَالَ مُعَاذٌ لِأَبِي مُوسَى : كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِي وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا ، قَالَ : أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي ، وَضَرَبَ فُسْطَاطًا فَجَعَلَا يَتَزَاوَرَانِ ، فَزَارَ مُعَاذٌ أَبَا مُوسَى فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى : يَهُودِيٌّ أَسْلَمَ ، ثُمَّ ارْتَدَّ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ . تَابَعَهُ الْعَقَدِيُّ ، وَوَهْبٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، وَقَالَ وَكِيعٌ ، وَالْنَّضْرُ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ .
قال مسلم في "صحيحه":
4559ـحَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ جَمِيعًا ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ أَبُو عَامِرٍ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ :
" كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ ، وَالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بِلَالٌ ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَالَ : أَلَا تُنْجِزُ لِي يَا مُحَمَّدُ مَا وَعَدْتَنِي ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبْشِرْ ، فَقَالَ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ : أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي مُوسَى ، وَبِلَالٍ كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا قَدْ رَدَّ الْبُشْرَى فَاقْبَلَا أَنْتُمَا ، فَقَالَا : قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : اشْرَبَا مِنْهُ ، وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا ، وَأَبْشِرَا ، فَأَخَذَا الْقَدَحَ فَفَعَلَا مَا أَمَرَهُمَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَادَتْهُمَا أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ ، أَفْضِلَا لِأُمِّكُمَا مِمَّا فِي إِنَائِكُمَا فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً " .
قال ابن سعد في" الطبقات" :
2437ـ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
" بَعَثَنِي الأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَ لِي عُمَرُ : كَيْفَ تَرَكْتَ الأَشْعَرِيَّ ؟ فَقُلْتُ لَهُ : تَرَكْتُهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْقُرْآنَ ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُ كَيِّسٌ ، وَلا تُسْمِعْهَا إِيَّاهُ ، ثُمَّ قَالَ لِي : كَيْفَ تَرَكْتَ الأَعْرَابَ ؟ قُلْتُ : الأَشْعَرِيِّينَ ؟ قَالَ : لا ، بَلْ أَهْلَ الْبَصْرَةِ ، قُلْتُ : أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ سَمِعُوا هَذَا لَشَقَّ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : وَلا تُبْلِغْهُمْ ، فَإِنَّهُمْ أَعْرَابٌ ، إِلا أَنْ يَرْزُقَ اللَّهُ رَجُلا جِهَادًا " ، قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي حَدِيثِهِ : فِي سَبِيلِ اللَّهِ .
قال البخاري في "صحيحه":
4685ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ : " يَا أَبَا مُوسَى ، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ " .
وفي الباب عن بريدة بن الحصيب الأسلمي وعائشة ـ رضي الله عنهم.
* آثاره.
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
34212: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَ أَبَا مُوسَى الْوَفَاةُ ، قَالَ :
" يَا بَنِيَّ اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ ، أُرَاهُ قَالَ : سَبْعِينَ سَنَةً ، لا يَنْزِلُ إِلا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، قَالَ : فَشَبَّهَ أَوْ شَبَّ الشَّيْطَانُ فِي عَيْنِهِ امْرَأَةً ، فَكَانَ مَعَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَ لَيَالٍ ، قَالَ : ثُمَّ كُشِفَ عَنِ الرَّجُلِ غِطَاؤُهُ فَخَرَجَ تَائِبًا ، فَكَانَ كُلَّمَا خَطَا خُطْوَةً صَلَّى وَسَجَدَ ، فَآوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى دُكَّانٍ كَانَ عَلَيْهِ اثْنَا عَشَرَ مِسْكِينًا ، فَأَدْرَكَهُ الْعَيَاءُ فَرَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ ، وَكَانَ ثَمَّ رَاهِبٌ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ كُلَّ لَيْلَةٍ بِأَرْغِفَةٍ فَيُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ رَغِيفًا ، فَجَاءَ صَاحِبُ الرَّغِيفِ فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ رَغِيفًا ، وَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي خَرَجَ تَائِبًا فَظَنَّ أَنَّهُ مِسْكِينٌ فَأَعْطَاهُ رَغِيفًا ، فَقَالَ الْمَتْرُوكُ لِصَاحِبِ الرَّغِيفِ : مَا لَكَ لَمْ تُعْطِنِي رَغِيفِي مَا كَانَ بِكَ عَنْهُ غِنًى ؟ فَقَالَ : أَتُرَانِي أَمْسَكْتُهُ عَنْكَ ؟ سَلْ : هَلْ أَعْطَيْتُ أَحَدًا مِنْكُمْ رَغِيفَيْنِ ؟ قَالُوا : لا ، قَالَ : تُرَانِي أَمْسَكْتُهُ عَنْكَ ، وَاللَّهِ لا أُعْطِيكَ اللَّيْلَةَ شَيْئًا ، فَعَمَدَ التَّائِبُ إِلَى الرَّغِيفِ الَّذِي دَفَعَهُ إِلَيْهِ فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي تُرِكَ ، فَأَصْبَحَ التَّائِبُ مَيِّتًا ، قَالَ : فَوُزِنَتِ السَّبْعُونَ سَنَةً بِالسَّبْعِ اللَّيَالِي فَرَجَحَتِ السَّبْعُ اللَّيَالِي ، ثُمَّ وُزِنَتِ السَّبْعُ اللَّيَالِي بِالرَّغِيفِ فَرَجَحَ الرَّغِيفُ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : يَا بَنِيَّ اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
34125: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : 

" إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
34126:حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ ، وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ سورة الرحمن آية 46 قَالَ :

 " جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ ، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِينَ " . 
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
34128:حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قال : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ أَبِي مُوسَى , قَالَ :

 فَجِئْنَا اللَّيْلَ إِلَى بُسْتَانٍ خَرِبٍ , قَالَ : فَقَامَ أَبُو مُوسَى مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي , فَقَرَأَ قِرَاءَةً حَسَنَةً ، ثُمَّ قَالَ :
" اللَّهُمَّ أَنْتَ مُؤْمِنٌ تُحِبُّ الْمُؤْمِنَ ، مُهَيْمِنٌ تُحِبُّ الْمُهَيْمِنَ , سَلَامٌ تُحِبُّ السَّلَامَ , صَادِقٌ تُحِبُّ الصَّادِقَ " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
34129: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عاصم ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ :

" تَخْرُجُ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ وَهِيَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ , قَالَ : فَيَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا ، فَتَلَقَّاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ : مَنْ هَذَا مَعَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ ، وَيَذْكُرُونَهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ , فَيَقُولُونَ : حَيَّاكُمُ اللَّهُ وَحَيَّا مَنْ مَعَكُمْ , قَالَ : فَتُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ , قَالَ : فَيُشْرِقُ وَجْهُهُ ، فَيَأْتِي الرَّبَّ وَلِوَجْهِهِ بُرْهَانٌ مِثْلُ الشَّمْسِ , قَالَ : وَأَمَّا الْآخَرُ فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ وَهِيَ أَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ , فَيَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا ، فَتَلَقَّاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ : مَنْ هَذَا مَعَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ ، وَيَذْكُرُونَهُ بِأَسْوَإِ عَمَلِهِ , قَالَ : فَيَقُولُونَ : رُدُّوهُ فَمَا ظَلَمَهُ اللَّهُ شَيْئًا " ، قَالَ : وَقَرَأَ أَبُو مُوسَى : " وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ سورة الأعراف آية 40 " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
34132: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :

 كُنَّا مَعَ أَبِي مُوسَى فِي مَنْزِلِهِ ، فَسَمِعَ النَّاسَ يَتَكَلَّمُونَ ، فَسَمِعَ فَصَاحَةً وَبَلَاغَةً , قَالَ : فَقَالَ : 
" يَا أَنَسُ , هَلُمَّ فَلْنَذْكُرِ اللَّهَ سَاعَةً , فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَكَادُ أَحَدُهُمْ أَنْ يُغْرِيَ الْأَدِيمَ بِلِسَانِهِ " , ثُمَّ قَالَ : " يَا أَنَسُ , مَا ثَبَّطَ النَّاسَ عَنِ الْآخِرَةِ ؟ مَا ثَبَّطَهُمْ عَنْهَا ؟ " قَالَ : قُلْتُ : الدُّنْيَا وَالشَّهَوَاتُ , قَالَ :

 " لَا , وَلَكِنْ غُيِّبَتِ الْآخِرَةُ وَعُجِّلَتِ الدُّنْيَا ، وَلَوْ عَايَنُوا مَا عَدَلُوا بَيْنَهُمَا وَلَا مَيَّلُوا " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
34133: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : 
" إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَائِنٌ لَكُمْ أَجْرًا وَكَائِنٌ لَكُمْ ذِكْرًا وَكَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْرًا , فَاتَّبِعُوا الْقُرْآنَ وَلَا يَتْبَعْكُمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعِ الْقُرْآنَ يَهْبِطْ بِهِ عَلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ , وَمَنْ يَتْبَعْهُ الْقُرْآنُ يُزَخَّ فِي قَفَاهُ فَيَقْذِفْهُ فِي جَهَنَّمَ " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
34134:حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : 
" إِذَا أَصْبَحَ إِبْلِيسُ بَعَثَ جُنُودَهُ فَيَقُولُ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى شَرِبَ , قَالَ : أَنْتَ ؟ قَالَ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى زَنَا , قَالَ : أَنْتَ ؟ قَالَ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَ , قَالَ : أَنْتَ ؟ " . 
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
28680:حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِي مُوسَى ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ : 
" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي , وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4796: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ قَامَ لَيْلَةً يُصَلِّي ، فَسَمِعَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ ، وَكَانَ حُلْوَ الصَّوْتِ ، فَقُمْنَ يَسْتَمِعْنَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ، قِيلَ لَهُ : إِنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَسْتَمِعْنَ ، فَقَالَ :
" لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُكَنَّ تَحْبِيرًا وَلَشَوَّقْتُكُنَّ تَشْوِيقًا " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4799: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :
بَعَثَنِي الأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَ عُمَرُ : 
" كَيْفَ تَرَكْتَ الأَشْعَرِيَّ ؟ " فَقُلْتُ لَهُ : تَرَكْتُهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْقُرْآنَ ، فَقَالَ : " أَمَا إِنَّهُ كَبِيرٌ وَلا تُسْمِعْهَا إِيَّاهُ " ، ثُمَّ قَالَ : " كَيْفَ تَرَكْتَ الأَعْرَابَ ؟ " ، قُلْتُ : الأَشْعَرِيِّينَ ؟ قَالَ : " لا بَلْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ " ، قُلْتُ : أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ سَمِعُوا هَذَا لِشِقَّ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : " فَلا تُبَلِّغْهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْرَابٌ ، إِلا أَنْ يَرْزُقَ اللَّهُ رَجُلا جِهَادًا " ، قَالَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ : " فِي سَبِيلِ اللَّهِ " .

قال ابن سعد في " الطبقات":
4805:أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عَلَى مِنْبَرِهِ وَهُوَ يَقُولُ : " مَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ عِلْمًا فَلْيُعَلِّمْهُ ، وَلا يَقُولَنَّ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عَلْمٌ فَيَكُونَ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ وَيَمْرُقُ مِنَ الدِّينِ " .

قال ابن سعد في " الطبقات":
4807: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، أَنَّ أَبَا مُوسَى خَطَبَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ ، فَقَالَ :
" أَيُّهَا النَّاسُ ، ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا ، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ الدُّمُوعَ حَتَّى تَنْقَطِعَ ، ثُمَّ يَبْكُونَ الدِّمَاءَ حَتَّى لَوْ أُجْرِيَ فِيهَا السُّفُنُ لَسَارَتْ " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4811: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو هِلال ، عَنْ أَبِي غَلابٍ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ الأَشْعَرِيُّ وَهُوَ عَلَى الْبَصْرَةِ :

 " جَهِّزْنِي فَإِنِّي خَارِجٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا " ، فَجَعَلْتُ أُجَهِّزُهُ ، فَجَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، وَقَدْ بَقِيَ مِنْ جِهَازِهِ شَيْءٌ لَمْ أَفْرَغَ مِنْهُ ، فَقَالَ : " يَا أَنَسُ إِنِّي خَارِجٌ " ، فَقُلْتُ : لَوْ أَقَمْتَ حَتَّى أَفْرَغَ مِنْ بَقِيَّةِ جِهَازِكَ ، فَقَالَ :
" إِنِّي قَدْ قُلْتُ لأَهْلِي إِنِّي خَارِجٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، وَإِنِّي إِنْ كَذَبْتُ أَهْلِي كَذَبُونِي ، وَإِنْ خُنْتُهُمْ خَانُونِي ، وَإِنْ أَخْلَفْتُهُمْ أَخْلَفُونِي " ، فَخَرَجَ وَقَدْ بَقِيَ مِنْ حَوَائِجِهِ بَعْضُ شَيْءٍ لَمْ يُفْرَغْ مِنْهُ .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4812:أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمِّي ، قَالَتْ :
" خَرَجَ أَبُو مُوسَى حِينَ نَزَعَ عَنِ الْبَصْرَةِ وَمَا مَعَهُ إِلا سِتُّمِائَةِ دِرْهَمٍ ، عَطَاءُ عِيَالِهِ .
4813:: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالا : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : 
كَانَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ " إِذَا نَامَ لَبِسَ ثِيَابًا عِنْدَ النَّوْمِ مَخَافَةَ أَنْ تَنْكَشِفَ عَوْرَتُهُ " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4814:: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ ، قَالَ : 
" مَا كُنَّا نُشَبِّهُ كَلامَ أَبِي مُوسَى إِلا بِالْجَزَّارِ الَّذِي لا يُخْطِئُ الْمَفْصِلَ " .

قال ابن سعد في " الطبقات":
4815 : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْكِلابِيُّ الأَحْوَلُ ، عَنْ كُرَيْبِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ فِي طَاعُونٍ وَقَعَ : اخْرُجْ بِنَا إِلَى وَابِقَ نَبْدُو بِهَا ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : 
" إِلَى اللَّهِ آبِقُ لا إِلَى وَابِقَ " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4816: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مُوسَى : كَتَبَ إِلَيَّ مُعَاوِيَةُ :

 سَلامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَدْ بَايَعَنِي عَلَى الَّذِي قَدْ بَايَعَنِي عَلَيْهِ ، وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ : لَئِنْ بَايَعْتَنِي عَلَى مَا بَايَعَنِي عَلَيْهِ لأَبْعَثَنَّ ابْنَيْكَ أَحَدَهُمَا عَلَى الْبَصْرَةِ ، وَالآخَرُ عَلَى الْكُوفَةِ ، وَلا يُغْلَقُ دُونَكَ بَابٌ ، وَلا تُقْضَى دُونَكَ حَاجَةٌ ، وَإِنِّي كُتَبْتَ إِلَيْكَ بِخَطِّ يَدِي ، فَاكْتُبْ إِلَيَّ بِخَطِّ يَدِكَ " ، فَقَالَ :
" يَا بُنَيَّ إِنَّمَا تَعَلَّمْتُ الْمُعْجَمَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، قَالَ : " وَكَتَبَ إِلَيْهِ مِثْلَ الْعَقَارِبِ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ فِي جَسِيمِ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لا حَاجَةَ لِي فِيمَا عَرَضَّتَ عَلَيَّ " ، قَالَ : " فَلَمَّا وَلِيَ أَتَيْتُهُ ، فَلَمْ يُغْلَقْ دُونِي بَابٌ ، وَلَمْ تَكُنْ لِي حَاجَةٌ أَلا قُضِيَتْ " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4817 : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ حِينَ أَصَابَتْهُ قَرْحَتُهُ ، فَقَالَ : 
" هَلُمَّ يَا ابْنَ أَخِي ، تَحَوَّلْ فَانْظُرْ " ، قَالَ : فَتَحَوَّلْتُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هِيَ قَدْ سَبَرَتْ ، يَعْنِي : قَرْحَتَهُ ، فَقُلْتُ : لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : إِذْ دَخَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : " إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَاسْتَوْصِ بِهَذَا ، فَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَخًا لِي ، أَوْ خَلِيلا أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْقَوْلِ ، غَيْرَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ فِيَ الْقِتَالِ مَا لَمْ يَرَ ".

4818:أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : 
كَانَ لأَبِي مُوسَى تَابِعٌ ، فَقَذَفَهُ فِي الإِسْلامِ ، فَقَالُ لِي :

 يُوشِكُ أَبُو مُوسَى أَنْ يَذْهَبَ وَلا يُحْفَظَ حَدِيثُهُ ، فَاكْتُبْ عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : نِعْمَ مَا رَأَيْتَ ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَكْتُبُ حَدِيثَهُ ، قَالَ : فَحَدَّثَ حَدِيثًا ، فَذَهَبْتُ أَكْتُبُهُ كَمَا كُنْتُ أَكْتُبُ ، فَارْتَابَ بِي ، وَقَالَ : " لَعَلَّكَ تَكْتُبُ حَدِيثِي ؟ " قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَأْتِنِي بِكُلِّ شَيْءٍ كَتَبْتَهُ " ، قَالَ : فَأَتَيْتُهُ بِهِ ، فَمَحَاهُ ، ثُمَّ قَالَ : " احْفَظْ كَمَا حَفِظْتُ " . 
قال ابن سعد في " الطبقات":
4822:أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى الْقَصِيرُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ ، قَالَ :
كُنْتُ مَعَ أَبِي مُوسَى أَيَّامَ الْحَكَمَيْنِ وَفُسْطَاطِي إِلَى جَانِبِ فُسْطَاطِهِ ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ لَحِقُوا بِمُعَاوِيَةَ مِنَ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو مُوسَى رَفَعَ رَفْرَفَ فُسْطَاطِهِ ، فَقَالَ : " يَا مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ " ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ أَبَا مُوسَى ، قَالَ :

 " إِنَّ الإِمْرَةَ مَا اؤْتُمِرَ فِيهَا ، وَإِنَّ الْمُلْكَ مَا غُلِبَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4825: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، أَنَّ أَبَا مُوسَى ، قَالَ :
" إِنِّي لأَغْتَسِلُ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ ، فَأَحْنِي ظَهْرِي حَيَاءً مِنْ رَبِّي " .

قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
  1086:حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : 
" إِنِّي لَأَغْتَسِلُ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ فَأَحْنِي ظَهْرِي إِذَا أَخَذْتُ ثَوْبِي حَيَاءً مِنْ رَبِّي " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4828:أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، قَالَ : رَأَى أَبُو مُوسَى قَوْمًا يَقِفُونَ فِي الْمَاءِ بِغَيْرِ أُزُرٍ ، فَقَالَ :
" لأَنْ أَمُوتَ ثُمَّ أَنْشُرَ ، ثُمَّ أَمُوتَ ثُمَّ أَنْشُرَ ، ثُمَّ أَمُوتَ ثُمَّ أَنْشُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4829: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مُوسَى :
" لأَنْ يَمْتَلِئَ مَنْخَرَيْ مِنْ رِيحِ جِيفَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ مِنْ رِيحِ امْرَأَةٍ " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4830: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ قَزَعَةَ مَوْلَى زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى ابْنِ بُرْثُنٍ ، قَالَ :

 قَدِمَ أَبُو مُوسَى وَزِيَادٌ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَرَأَى فِي يَدِ زِيَادٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ ، فَقَالَ : 
" اتَّخَذْتُمْ حَلَقَ الذَّهَبِ " ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : أَمَّا أَنَا فَخَاتَمِي حَدِيدٌ ، فَقَالَ عُمَرُ :

 " ذَاكَ أَنْتَنُ أَوْ أَخْبَثُ ، شَكَّ سَعِيدٌ ، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَخَتِّمًا ، فَلْيَتْخَتِمْ بِخَاتَمٍ مِنْ فِضَّةٍ " .
4831: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ، قَالا : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : 
" رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى دَاخِلا مِنْ هَذَا الْبَابِ ، وَعَلَيْهِ مُقَطَّعَةٌ وَمِطْرَفٌ حِيرِيُّ " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4836:أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ ، يَقُولُ :
إِنَّ أَبَا مُوسَى لَمَّا أُغْمِيَ عَلَيْهِ بَكَتْ عَلَيْهِ ابْنَةُ الدَّوْمِيِّ أُمُّ أَبِي بُرْدَةَ ، فَقَالَ :

 " أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ مِمَّنْ حَلَقَ ، وَسَلَقَ ، وَخَرَقَ " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4839:أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : أُغْمِيَ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ ، فَصَاحَتْ عَلَيْهِ أُمُّ بُرْدَةَ ، فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : " إِنِّي بَرِئٌ مِمَّنْ حَلَقَ ، وَسَلَقَ ، وَشَقَّ " ، يَقُولُ : " لِلْخَامِشَةِ وَجْهَهَا " .
قال ابن سعد في " الطبقات":
4841:أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ :
" أَعْمِقُوا لِي قَبْرِي " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
33116: حدثنا حدثنا مروان بن معاوية , عن حميد , عن أنس , قال : حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر , فبعث به أبو موسى معي , فلما قدمنا على عمر سكت الهرمزان ولم يتكلم , فقال له عمر : " تكلم " ، فقال : أكلام حي أم كلام ميت ؟ قال : " تكلم فلا بأس " , قال : إنا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم , فإنا كنا نقتلكم ونقصيكم , أما إذ كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان ، فقال عمر : " ما تقول يا أنس ؟ " قلت : يا أمير المؤمنين , تركت خلفي شوكة شديدة وعدوا كثيرا , إن قتلته أيس القوم من الحياة وكان أشد لشوكتهم , وإن استحييته طمع القوم ، فقال : " يا أنس ، أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور , فلما خشيت أن يبسط عليه " , قلت : ليس إلى قتله سبيل , فقال عمر : " لم ؟ أعطاك ؟ أصبت منه ؟ " قلت : ما فعلت ولكنك قلت له : تكلم فلا بأس , قال : " لتجيئني معك بمن يشهد أو لأبدأن بعقوبتك " , فخرجت من عنده ، فإذا أنا بالزبير قد حفظ ما حفظت , فشهد عنده ، فتركه وأسلم الهرمزان ، وفرض له .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
33117:حدثنا غندر ، عن شعبة عن حبيب بن شهاب , عن أبيه " أنه غزا مع أبي موسى حتى إذا كان يوم قدموا تستر رمي الأشعري ، فصرع , فقمت من ورائه بالترس حتى إذا أفاق , قال : 
كنت أول رجل من العرب أوقد في باب تستر نارا ؟ قال : فلما ، فتحناها وأخذنا السبي ، قال أبو موسى : " اختر من الجند عشرة رهط ليكونوا معك على هذا السبي حتى نأتيك " , ثم مضى وراء ذلك في الأرض حتى فتحوا ما فتحوا من الأرضين ، ثم رجعوا عليه , فقسم أبو موسى بينهم الغنائم , فكان يجعل للفارس سهمين وللراجل سهما , وكان لا يفرق بين المرأة وولدها عند البيع " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
33120: حدثنا عفان , قال : حدثنا همام , عن قتادة , عن زرارة بن أبي أوفى , عن مطرف بن مالك أنه قال : 
شهدت فتح تستر مع الأشعري , قال : فأصبنا دانيال بالسوس , قال : فكان أهل السوس إذا أسنتوا أخرجوه فاستسقوا به , وأصبنا معه ستين جرة مختمة , قال : ففتحنا جرة من أدناها وجرة من أوسطها وجرة من أقصاها , فوجدنا في كل جرة عشرة آلاف , قال همام : ما أراه إلا قال : " عشرة آلاف " وأصبنا معه ريطتين من كتان , وأصبنا معه ربعة فيها كتاب , وكان أول رجل وقع عليه من بلعنبر يقال له حرقوس , قال : أعطاه الأشعري الربطتين وأعطاه مائتي درهم , قال : ثم إنه طلب إليه الربطتين بعد ذلك , فأبى أن يردهما وشقهما عمائم بين أصحابه , قال : وكان معنا أجير نصراني يسمى نعيما , قال : بيعوني هذه الربعة بما فيها , قالوا : إن لم يكن فيها ذهب أو فضة أو كتاب الله , قال فإن الذي فيها كتاب الله , فكرهوا أن يبيعوا الكتاب , فبعناه الربعة بدرهمين , ووهبنا له الكتاب , قال قتادة : فمن ثم كره بيع المصاحف لأن الأشعري وأصحابه كرهوا بيع ذلك الكتاب , قال همام : فزعم فرقد السبخي , قال : حدثني أبو تميمة أن عمر كتب إلى الأشعري أن تغسلوا دانيال بالسدر وماء الريحان , وأن يصلى عليه فإنه نبي دعا ربه أن لا يرثه المسلمون " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
33121:حدثنا شاذان قال حدثنا : حماد بن سلمة , عن أبي عمران الجوني ، عن أنس أنهم لما فتحوا تستر , قال :

 وجدنا رجلا أنفه ذراع في التابوت , كانوا يستظهرون أو يستمطرون به , فكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب بذلك , فكتب عمر : " إن هذا نبي من الأنبياء والنار لا تأكل الأنبياء , والأرض لا تأكل الأنبياء , فكتب إليه أن انظر أنت ورجل من أصحابك يعني أصحاب أبي موسى ، فادفنوه في مكان لا يعلمه أحد غيركما " , قال : فذهبت أنا وأبو موسى ، فدفناه .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
33123:حدثنا عفان , قال : حدثنا همام ، عن قتادة , عن أنس , أنه قال :
" شهدت فتح تستر مع الأشعري , قال :

 فلم أصل صلاة الصبح حتى انتصف النهار وما سرني بتلك الصلاة الدنيا جميعا " .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
33127: حدثنا عفان , قال : حدثنا حماد بن سلمة , قال : حدثني عطاء بن السائب , عن أبي زرعة بن عمرو ، عن جرير ، أن رجلا كان ذا صوت ونكاية على العدو مع أبي موسى , فغنموا مغنما فأعطاه أبو موسى نصيبه ولم يوفه , فأبى أن يأخذه إلا جميعا , فضربه عشرين سوطا وحلقه , فجمع شعره ، فذهب إلى عمر ، فدخل عليه ، فقال جرير : وأنا أقرب الناس منه , فأخرج شعره من ضبنه ؟ فضرب بها صدر عمر ، فقال : أما والله لولاه ، فقال عمر : " صدق لولا النار " ، فقال : " مالك ؟ " فقال : كنت رجلا ذا صوت ونكاية على العدو , فغنمنا مغنما , وأخبره بالأمر , وقال : حلق رأسي وجلدني عشرين سوطا يرى أنه لا يقتص منه ، فقال عمر : " لأن يكون الناس كلهم على مثل صرامة هذا أحب من جميع ما أتى علي " , قال : فكتب عمر إلى أبي موسى : " سلام عليكم أما بعد فإن فلان بن فلان أخبرني بكذا وكذا , وإني أقسم عليك إن كنت فعلت به ما فعلت في ملإ من الناس لما جلست في ملإ منهم فأقتص منك , وإن كنت فعلت به ما فعلت في خلاء فاقعد له في خلاء فيقتص منك " , فقال له الناس : اعف عنه ، فقال : لا والله لا أدعه لأحد من الناس , فلما دفع إليه الكتاب قعد للقصاص ، فرفع رأسه إلى السماء , وقال : قد عفوت عنه , وقال حماد أيضا : فأعطاه أبو موسى بعض سهمه , وقد قال أيضا جرير : وأنا أقرب القوم , قال : وقال أيضا : قد عفوت عنه لله " .
قال البزار في " مسنده":
2636:حدثنا عقبة بن مكرم العمي ، قال : أخبرنا ربعي بن علية ، قال : أخبرنا عوف ، عن قسامة بن زهير ، عن أبي موسى ، رفعه ، قال : " لما أخرج آدم من الجنة ، زود من ثمار الجنة ، وعلمه صنعة كل شيء ، فثماركم هذه من ثمار الجنة ، غير أن هذه تغير وتلك لا تغير " . وهذا الحديث قد رواه غير واحد ، عن عوف ، عن قسامة ، عن أبي موسى موقوفا ، ولا نعلم أحدا رفعه إلا ربعي . أخبرناه محمد بن المثنى ، قال : أخبرنا ابن أبي عدي ، عن عوف ، عن قسامة ، عن أبي موسى ، بنحوه ولم يرفعه .
قال مسلم في " صحيحه":
1816 :حدثني سويد بن سعيد ، حدثنا علي بن مسهر ، عن داود ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه ، قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن ، فقال :

 أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم ، كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة ، كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة ، فأنسيتها ، غير أني قد حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال ، لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، وكنا نقرأ سورة ، كنا نشبهها بإحدى المسبحات ، فأنسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم ، فتسألون عنها يوم القيامة".
قال ابن أبي شيبة في " المصنف": 

29383: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي مُوسَى :
 يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ سورة الحديد آية 28 ، قَالَ :
 أَجْرَيْنِ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ " .
 قال ابن أبي شيبة في " المصنف": 
 1098:حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ :
 قَالَ أَبُو مُوسَى : " مَا أَقَمْتُ صُلْبِي فِي غُسْلِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ " .
قال هناد بن السري في " الزهد":
331 : حدثنا أبو معاوية , عن الأعمش , عن أبي ظبيان , عن أبي موسى قال :
الشمس فوق رؤوس الناس يوم القيامة وأعمالهم تظلهم وتصحبهم .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
7728:حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ وَالْجَرِيرِيُّ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ :
مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مَثَلُ نَهْرٍ جَارٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، فَمَاذَا يُبْقِينَ بَعْدُ عَلَيْهِ مِنْ دَرَنِهِ .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
34131:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ عاصم ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : " الْجَلِيسُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ ، وَالْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ , أَلَا إِنَّ مَثَلَ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ كَمَثَلِ الْعِطْرِ إِلَّا يَحْذُك يَعْبَقُ بِك مِنْ رِيحِهِ , أَلَا وَإِنَّ مَثَلَ جَلِيسِ السُّوءِ كَمَثَلِ الْكِيرِ إِلَّا يَحْرُقُك يَعْبَقُ بِك مِنْ رِيحِهِ , أَلَا وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ , أَلَا وَإِنَّ مَثَلَ الْقَلْبِ مَثَلُ رِيشَةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِشَجَرَةٍ فِي فَضَاءٍ مِنَ الْأَرْضِ فَالرِّيحُ تُقَلِّبُهَا ظَهْرًا وَبَطْنًا " .قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
29666 :حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ زياد بن مِخْرَاقٍ ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، قَالَ :
مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامُ حَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ ، وَلَا الْجَافِي عَنْهُ". 

قال أبو زكريا يحيى بن معين في " الفوائد":
100 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ قَسَامَةَ [ص: 179] ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:

 «لِكُلِّ شَيْءٍ سَادَةٌ، حَتَّى أَنَّ لِلنَّمْلِ سَادَةً».
قال الترمذي في " سننه":
3847:حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ :

 " مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا " . قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ .
قال ابن سعد في " الطبقات":
2467: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : " قُضَاةُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَرْبَعَةٌ : 
عُمَرُ وَعَلِيُّ وَزَيْدٌ وَأَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ،
وَدُهَاةُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَرْبَعَةٌ : عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَزِيَادٌ " .
قال البخاري في " التاريخ الكبير":
قَالَ لَنَا عُثْمَانُ : حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، سَمِعَ أُسَيْدَ بْنَ الْمُتَشَمِّسِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجُ " ، وَقَالَ لَنَا مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، سَمِعَ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أُسَيْدٍ ، سَمِعَ أَبَا مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ لَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ : عَنْ مُبَارَكٍ ، مِثْلَهُ ، وَقَالَ لَنَا مُوسَى : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ يُونُسَ ، وَحُمَيْدٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَلَمْ يَصِحْ حِطَّانُ ، وَقَالَ لَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ حِطَّانَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ لِي ابْنُ أَبِي الأَسْوَدِ : حَدَّثَنَا مُعْتَمَرُ ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ ، سَمِعَ الْحَسَنَ ، عَنْ حِطَّانَ ، سَمِعَ أَبَا مُوسَى : كُنَّا نُحَدِّثُ ، فَلَمْ يَرْفَعْهُ .
قال البخاري في "صحيحه":
6600:حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو ، سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ ، يَقُولُ : دَخَلَ أَبُو مُوسَى ، وَأَبُو مَسْعُودٍ ، عَلَى عَمَّارٍ حَيْثُ بَعَثَهُ عَلِيٌّ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ ، فَقَالَا :
مَا رَأَيْنَاكَ أَتَيْتَ أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدَنَا مِنْ إِسْرَاعِكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ مُنْذُ أَسْلَمْتَ ، فَقَالَ عَمَّارٌ : " مَا رَأَيْتُ مِنْكُمَا مُنْذُ أَسْلَمْتُمَا أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدِي مِنْ إِبْطَائِكُمَا عَنْ هَذَا الْأَمْرِ ، وَكَسَاهُمَا حُلَّةً حُلَّةً ثُمَّ رَاحُوا إِلَى الْمَسْجِدِ " . 
قال ابن أبي شيبة في "المصنف":
8639 - ثنا وكيع، عن مسعر، عن عمير بن سعيد، قال: سمعت أبا موسى قرأ في الجمعة بـ {سبح اسم ربك الأعلى}، فقال: «سبحان ربي الأعلى».
8640 - حدثنا عبدة بن سليمان، عن مسعر، عن عمير بن سعيد، قال: صليت مع أبي موسى الجمعة، فقرأ: بـ {سبح اسم ربك الأعلى}، فقال: «سبحان ربي الأعلى» وهو في الصلاة.

قال أبو القاسم الحنّائي في "الفوائد" بتخريج الحافظ عبد العزيز النخشبي:
22: أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلالٍ الْحِنَّائِيُّ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ , قثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ , قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُلَيَّةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ , عَنْ أَبِي مُرِّيَّةَ , قَالَ : جَعَلَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ : " يُعَلِّمُ النَّاسَ سُنَّتَهُمْ وَدِينَهُمْ , فَقَالَ : وَلا يُدَافِعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي بَطْنِهِ غَائِطًا وَلا بَوْلا , وَإِنْ حَكَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ فَمَرْشَةً أَوْ مَرْشَتَيْنِ , وَلْيَكُنْ ذَلِكَ خَفِيفًا ، قَالَ : فَشَخَصَ أَبْصَارُهُمْ , أَوْ قَالَ : فَصَرَفُوهَا عَنْهُ , فَقَالَ : " مَا صَرَفَ أَبْصَارُكُمْ عَنِّي " ؟ ، قَالُوا : الْهِلالُ أَيُّهَا الأَمِيرُ ، قَالَ : " أَفَذَاكَ الَّذِي أَشْخَصَ أَبْصَارَكُمْ عَنِّي " ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " فَكَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَهْرَةً " ؟ ، 
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْمُعْتَمِرِ سُلَيْمَانَ بْنِ طَرْخَانَ الْقَيْسِيِّ مَوْلاهُمْ , وَإِنَّمَا نَزَلَ فِي تَيْمٍ فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ , عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ , عَنْ أَبِي مِرَايَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْعِجْلِيُّ , عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ . وَقَعَ إِلَيْنَا عَالِيًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ , عَنْهُ .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق