اسم الله المجيد والدعاءبه.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
اسم الله المجيد ورد في كتاب الله ـ تعالى ـ مرتين .
قال الله ـ تعالى ـ (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ)سورة هود73.
وقال الله ـ تعالى ـ (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ)سورة البروج 15.
على قراءة الرفع،وعلى قراءة الخفض الجر وصف للعرش.
ومعناه: اسمٌ مشتقٌ من المجد(1) على وزن فعيل (صيغة مبالغة )أي:كثير المجد :الكرم والشرف والسؤددومعناه: ذو مجد ومَدْح وَثَناء كريم.
وقد فسره ابن عبَّاس ـ رضي الله عنهما ـ بالكريم.
قال ابن حجر في "الفتح":
قوله : وقال ابن عباس المجيد الكريم ، والودود الحبيب ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله تعالى ذو العرش المجيد قال المجيد الكريم ، وبه عن ابن عباس في قوله تعالى وهو الغفور الودود قال الودود الحبيب".
قال الطبري في " تفسيره":
(مجيد) ، يقول: ذو مجد ومَدْح وَثَناء كريم.
يقال في " فعل " منه: " مجد الرجل يمجد مجادة " إذا صار كذلك، وإذا أردت أنك مدحته قلت: " مجّدته تمجيدًا ".
وقد اقترن المجيد بالحميد.
قال ابن قيّم الجوزية في "جلاء الأفهام" ص ( 175- 176 ):
"ولما كانت الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ـ وهي ثناء الله تعالى عليه وتكريمه والتنويه به، ورفع ذكره، وزيادة حبه وتقريبه ـ كانت مشتملة على الحمد والمجد، فكأن المصلي طلب من الله تعالى أن يزيد في حمده ومجده، فإن الصلاة عليه هي نوع حمد له وتمجيد، ".
قال البخاري في " صحيحه":
5907: حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ ، فَقَالَ : أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً ؟ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ : " فَقُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " .
: 4448:حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد ، حدثنا أبي ، حدثنا مسعر ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ، قيل : يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .
قال مسلم في " صحيحه":
741: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، أخبرنا مروان بن محمد الدمشقي ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن عطية بن قيس ، عن قزعة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا رفع رأسه من الركوع ، قال : ربنا لك الحمد ، ملء السماوات والأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد : وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " .
742:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا هشيم بن بشير ، أخبرنا هشام بن حسان ، عن قيس بن سعد ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان إذا رفع رأسه من الركوع ، قال :
اللهم ربنا لك الحمد ، ملء السماوات ، وملء الأرض وما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا حفص ، حدثنا هشام بن حسان ، حدثنا قيس بن سعد ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى قوله : وملء ما شئت من شيء بعد ، ولم يذكر : ما بعده .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
29125:حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ :
" لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ , وَمِلْءَ الْأَرْضِ السَّبْعِ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ , أَهْلُ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ , كُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ : لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " .
ومن مواطن التمجيد:
1ـ في الصلاة .
قال مسلم في "صحيحه":
743: حدثنا سعيد بن منصور ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب ، قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة ، أخبرني سليمان بن سحيم ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال :
" كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة ، والناس صفوف خلف أبي بكر ، فقال : أيها الناس ، إنه لم يبق من مبشرات النبوة ، إلا الرؤيا الصالحة ، يراها المسلم ، أو ترى له ، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا ، أو ساجدا ، فأما الركوع ، فعظموا فيه الرب عز وجل ، وأما السجود ، فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم " ، قال أبو بكر : حدثنا سفيان ، عن سليمان ، حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني سليمان بن سحيم ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عباس ، قال : كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر ، ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه ، فقال : اللهم هل بلغت ، ثلاث مرات ، إنه لم يبق من مبشرات النبوة ، إلا الرؤيا ، يراها العبد الصالح ، أو ترى له ، ثم ذكر بمثل حديث سفيان .
وقال مسلم في "صحيحه":
1380: حدثني أحمد بن جعفر المعقري ، حدثنا النضر بن محمد ، حدثنا عكرمة بن عمار ، حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار ، ويحيى بن أبي كثير ، عن أبي أمامة ، قال عكرمة : ولقي شداد ، أبا أمامة ، وواثلة ، وصحب أنسا إلى الشام ، وأثنى عليه فضلا وخيرا ، عن أبي أمامة ، قال : قال عمرو بن عبسة السلمي :
كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة ، وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان ، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا ، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا جرآء عليه قومه ، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة ، فقلت له : ما أنت ، قال : " أنا نبي " ، فقلت : وما نبي ؟ قال : " أرسلني الله " ، فقلت : وبأي شيء أرسلك ؟ قال : " أرسلني بصلة الأرحام ، وكسر الأوثان ، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء " ، قلت له : فمن معك على هذا ؟ قال : " حر وعبد " ، قال : " ومعه يومئذ أبو بكر ، وبلال ممن آمن به " ، فقلت : إني متبعك ، قال : " إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ، ألا ترى حالي وحال الناس ، ولكن ارجع إلى أهلك ، فإذا سمعت بي قد ظهرت ، فأتني " ، قال : فذهبت إلى أهلي ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكنت في أهلي ، فجعلت أتخبر الأخبار ، وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى قدم علي نفر من أهل يثرب من أهل المدينة ، فقلت : ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة ؟ فقالوا : الناس إليه سراع ، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك ، فقدمت المدينة فدخلت عليه ، فقلت : يا رسول الله أتعرفني ؟ قال : " نعم أنت الذي لقيتني بمكة " ، قال : فقلت : بلى ، فقلت : يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله ، أخبرني ، عن الصلاة ، قال : " صل صلاة الصبح ثم أقصر ، عن الصلاة حتى تطلع الشمس ، حتى ترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة ، حتى يستقل الظل بالرمح ، ثم أقصر ، عن الصلاة فإن حينئذ تسجر جهنم ، فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة ، حتى تصلي العصر ، ثم أقصر ، عن الصلاة حتى تغرب الشمس ، فإنها تغرب بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ، قال : فقلت : يا نبي الله فالوضوء حدثني عنه ، قال : " ما منكم رجل يقرب وضوءه ، فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه ، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء ، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل ، وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه " . فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث ، أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له أبو أمامة : يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل ، فقال عمرو : يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي ، وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسول الله ، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا حتى عد سبع مرات ما حدثت به أبدا ، ولكني سمعته أكثر من ذلك .
*2ـ في الدعاء.
قال النسائي في " المجتبى":
1268: أخبرنا محمد بن سلمة ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن أبي هانئ ، أن أبا علي الجنبي حدثه ، أنه سمع فضالة بن عبيد , يقول :
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" عجلت أيها المصلي " ثم علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادع تجب وسل تعط " .
*التمجيد في القيامة.
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
30992: حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : " تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين ، فيغرقون حتى يرشح العرق قامة في الأرض ثم يرتفع حتى يغرغر الرجل " , قال سلمان : حتى يقول الرجل : غر غر , فإذا رأوا ما هم فيه ، قال بعضهم لبعض : " ألا ترون ما أنتم فيه , ائتوا أباكم آدم فليشفع لكم إلى ربكم , فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا , أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسكنك جنته , قم فاشفع لنا إلى ربنا فقد ترى ما نحن فيه , فيقول : لست هناك ولست بذاك ، فأين الفعلة , فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ ، فيقول : ائتوا عبدا جعله الله شاكرا , فيأتون نوحا ، فيقولون : يا نبي الله , أنت الذي جعلك الله شاكرا ، وقد ترى ما نحن فيه فقم فاشفع لنا , فيقول : لست هناك ولست بذاك , فأين الفعلة ؟ ، فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ ، فيقول : ائتوا خليل الرحمن إبراهيم , فيأتون إبراهيم فيقولون : يا خليل الرحمن , قد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك , فيقول : لست هناك ولست بذاك , فأين الفعلة ؟ ، فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ ، فيقول : ائتوا موسى عبدا اصطفاه الله برسالته وبكلامه ، فيأتون موسى ، فيقولون : قد ترى ما نحن فيه ، فاشفع لنا إلى ربنا ، فيقول : لست هناك ولست بذاك ، فأين الفعلة ؟ فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ فيقول ائتوا كلمة الله وروحه عيسى ابن مريم , فيأتون عيسى ، فيقولون : يا كلمة الله وروحه , قد ترى ما نحن فيه , فاشفع لنا إلى ربنا , فيقول : لست هناك ولست بذاك , فأين الفعلة ؟ فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ ، فيقول : ائتوا عبدا فتح الله به وختم , وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , ويجيء في هذا اليوم آمنا , فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون : يا نبي الله ، أنت الذي فتح الله بك وختم , وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر , وجئت في هذا اليوم آمنا ، وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربنا , فيقول : أنا صاحبكم , فيخرج يجوس الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة , فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب , فيقرع الباب ، فيقال : من هذا ؟ ، فيقال : محمد , قال : فيفتح له فيجيء حتى يقوم بين يدي الله فيستأذن في السجود فيؤذن له , فيسجد فينادي : يا محمد , ارفع رأسك , سل تعطه واشفع تشفع وادع تجب , قال : فيفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق , قال : فيقول : رب أمتي أمتي , ثم يستأذن في السجود فيؤذن له فيسجد فيفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق , وينادي : يا محمد , يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع وادع تجب , فيرفع رأسه فيقول : يا رب , أمتي أمتي ، مرتين أو ثلاثا " , قال سلمان : " فيشفع في كل من كان في قلبه مثقال حبة من حنطة من إيمان أو مثقال شعيرة من إيمان أو مثقال حبة خردل من إيمان , فذلكم المقام المحمود " .
قال ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة":
264: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ :
" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ : أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ , وَأَسْمَاعَهُمْ , عَنْ مَجَالِسِ اللَّهْوِ , ومَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ , أَسْكِنُوهُمْ رِيَاضَ الْمِسْكِ ، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ : أَسْمِعُوهُمْ تَحْمِيدِي وَتَمْجِيدِي " .
وإسناده صحيحٌ.
* الدعاء به.
قال البخاري في " صحيحه":
: 4448:حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد ، حدثنا أبي ، حدثنا مسعر ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ، قيل : يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .
وقال ابن أبي شيبة في " المصنف":
29026:حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن الحسن بن علي بن أبي طالب كان يقول إذا طلعت الشمس:
" سمع سامع بحمد الله الأعظمي , لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , سمع سامع بحمد الله الأكبري , لا شريك له , له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء قدير , سمع سامع بحمد الله الأمجدي , لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " يتبع هذا النحو .
وقال ابن أبي شيبة في " المصنف":
26035: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ كَانَ يَدْعُو " اللَّهُمَّ هَبْ لِي حَمْدًا وَهَبْ لِي مَجْدًا , لا مَجْدَ إِلا بِفِعَالٍ , وَلا فِعَالَ إِلا بِمَالٍ , اللَّهُمَّ لا يُصْلِحُنِي الْقَلِيلُ وَلا أَصْلُحُ عَلَيْهِ " .
وسنده صحيحٌ إلى عروة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):الحمد: قال ابن تيمية في " منهاج السنة النبوية":
(5/504): والحمد ضد الذم، والحمد خبر بمحاسن المحمود مقرون بمحبته، والذم خبر بمساوئ المذموم مقرون ببغضه، فلا يكون حمد لمحمود إلا مع محبته، ولا يكون ذم لمذموم إلا مع بُغضه، وهو - سبحانه - له الحمد في الأولى والآخرة.
وقال ابن عثيمين في " تفسيره":
الثناء :تكرير الحمد،
المجد : الحسب والشرف والكرم والتمجيد: تكرير الثناء.
قال مسلم في "صحيحه":603:وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " من صلى صلاة ، لم يقرأ فيها بأم القرآن ، فهي خداج ، ثلاثا غير تمام ، فقيل لأبي هريرة : إنا نكون وراء الإمام ، فقال : اقرأ بها في نفسك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين سورة الفاتحة آية 2 ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم سورة الفاتحة آية 3 ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين سورة الفاتحة آية 4 ، قال : مجدني عبدي ، وقال : مرة فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين سورة الفاتحة آية 5 ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم { 6 } صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين { 7 } سورة الفاتحة آية 6-7 ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " ، قال سفيان : حدثني به العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، دخلت عليه وهو مريض في بيته فسألته أنا عنه ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة ، يقول : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ح وحدثني محمد بن رافع ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، أن أبا السائب مولى بني عبد الله بن هشام بن زهرة أخبره ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى صلاة فلم يقرأ فيها بأم القرآن ، بمثل حديث سفيان وفي حديثهما ، قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ، ونصفها لعبدي ، حدثني أحمد بن جعفر المعقري ، حدثنا النضر بن محمد ، حدثنا أبو أويس ، أخبرني العلاء ، قال : سمعت من أبي ، ومن أبي السائب ، وكانا جليسي أبي هريرة ، قالا : قال أبو هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى صلاة ، لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب ، فهي خداج ، يقولها ثلاثا " ، بمثل حديثهم .
، الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح.
وصل اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الحمد لله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أما بعد:
اسم الله المجيد ورد في كتاب الله ـ تعالى ـ مرتين .
قال الله ـ تعالى ـ (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ)سورة هود73.
وقال الله ـ تعالى ـ (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ)سورة البروج 15.
على قراءة الرفع،وعلى قراءة الخفض الجر وصف للعرش.
ومعناه: اسمٌ مشتقٌ من المجد(1) على وزن فعيل (صيغة مبالغة )أي:كثير المجد :الكرم والشرف والسؤددومعناه: ذو مجد ومَدْح وَثَناء كريم.
وقد فسره ابن عبَّاس ـ رضي الله عنهما ـ بالكريم.
قال ابن حجر في "الفتح":
قوله : وقال ابن عباس المجيد الكريم ، والودود الحبيب ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله تعالى ذو العرش المجيد قال المجيد الكريم ، وبه عن ابن عباس في قوله تعالى وهو الغفور الودود قال الودود الحبيب".
قال الطبري في " تفسيره":
(مجيد) ، يقول: ذو مجد ومَدْح وَثَناء كريم.
يقال في " فعل " منه: " مجد الرجل يمجد مجادة " إذا صار كذلك، وإذا أردت أنك مدحته قلت: " مجّدته تمجيدًا ".
وقد اقترن المجيد بالحميد.
قال ابن قيّم الجوزية في "جلاء الأفهام" ص ( 175- 176 ):
"ولما كانت الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ـ وهي ثناء الله تعالى عليه وتكريمه والتنويه به، ورفع ذكره، وزيادة حبه وتقريبه ـ كانت مشتملة على الحمد والمجد، فكأن المصلي طلب من الله تعالى أن يزيد في حمده ومجده، فإن الصلاة عليه هي نوع حمد له وتمجيد، ".
قال البخاري في " صحيحه":
5907: حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ ، فَقَالَ : أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً ؟ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ : " فَقُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " .
: 4448:حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد ، حدثنا أبي ، حدثنا مسعر ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ، قيل : يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .
قال مسلم في " صحيحه":
741: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، أخبرنا مروان بن محمد الدمشقي ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن عطية بن قيس ، عن قزعة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا رفع رأسه من الركوع ، قال : ربنا لك الحمد ، ملء السماوات والأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد : وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " .
742:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا هشيم بن بشير ، أخبرنا هشام بن حسان ، عن قيس بن سعد ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان إذا رفع رأسه من الركوع ، قال :
اللهم ربنا لك الحمد ، ملء السماوات ، وملء الأرض وما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا حفص ، حدثنا هشام بن حسان ، حدثنا قيس بن سعد ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى قوله : وملء ما شئت من شيء بعد ، ولم يذكر : ما بعده .
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
29125:حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ :
" لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ , وَمِلْءَ الْأَرْضِ السَّبْعِ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ , أَهْلُ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ , كُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ : لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " .
ومن مواطن التمجيد:
1ـ في الصلاة .
قال مسلم في "صحيحه":
743: حدثنا سعيد بن منصور ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب ، قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة ، أخبرني سليمان بن سحيم ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال :
" كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة ، والناس صفوف خلف أبي بكر ، فقال : أيها الناس ، إنه لم يبق من مبشرات النبوة ، إلا الرؤيا الصالحة ، يراها المسلم ، أو ترى له ، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا ، أو ساجدا ، فأما الركوع ، فعظموا فيه الرب عز وجل ، وأما السجود ، فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم " ، قال أبو بكر : حدثنا سفيان ، عن سليمان ، حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني سليمان بن سحيم ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عباس ، قال : كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر ، ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه ، فقال : اللهم هل بلغت ، ثلاث مرات ، إنه لم يبق من مبشرات النبوة ، إلا الرؤيا ، يراها العبد الصالح ، أو ترى له ، ثم ذكر بمثل حديث سفيان .
وقال مسلم في "صحيحه":
1380: حدثني أحمد بن جعفر المعقري ، حدثنا النضر بن محمد ، حدثنا عكرمة بن عمار ، حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار ، ويحيى بن أبي كثير ، عن أبي أمامة ، قال عكرمة : ولقي شداد ، أبا أمامة ، وواثلة ، وصحب أنسا إلى الشام ، وأثنى عليه فضلا وخيرا ، عن أبي أمامة ، قال : قال عمرو بن عبسة السلمي :
كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة ، وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان ، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا ، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا جرآء عليه قومه ، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة ، فقلت له : ما أنت ، قال : " أنا نبي " ، فقلت : وما نبي ؟ قال : " أرسلني الله " ، فقلت : وبأي شيء أرسلك ؟ قال : " أرسلني بصلة الأرحام ، وكسر الأوثان ، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء " ، قلت له : فمن معك على هذا ؟ قال : " حر وعبد " ، قال : " ومعه يومئذ أبو بكر ، وبلال ممن آمن به " ، فقلت : إني متبعك ، قال : " إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ، ألا ترى حالي وحال الناس ، ولكن ارجع إلى أهلك ، فإذا سمعت بي قد ظهرت ، فأتني " ، قال : فذهبت إلى أهلي ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكنت في أهلي ، فجعلت أتخبر الأخبار ، وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى قدم علي نفر من أهل يثرب من أهل المدينة ، فقلت : ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة ؟ فقالوا : الناس إليه سراع ، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك ، فقدمت المدينة فدخلت عليه ، فقلت : يا رسول الله أتعرفني ؟ قال : " نعم أنت الذي لقيتني بمكة " ، قال : فقلت : بلى ، فقلت : يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله ، أخبرني ، عن الصلاة ، قال : " صل صلاة الصبح ثم أقصر ، عن الصلاة حتى تطلع الشمس ، حتى ترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة ، حتى يستقل الظل بالرمح ، ثم أقصر ، عن الصلاة فإن حينئذ تسجر جهنم ، فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة ، حتى تصلي العصر ، ثم أقصر ، عن الصلاة حتى تغرب الشمس ، فإنها تغرب بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ، قال : فقلت : يا نبي الله فالوضوء حدثني عنه ، قال : " ما منكم رجل يقرب وضوءه ، فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه ، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء ، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل ، وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه " . فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث ، أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له أبو أمامة : يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل ، فقال عمرو : يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي ، وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسول الله ، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا حتى عد سبع مرات ما حدثت به أبدا ، ولكني سمعته أكثر من ذلك .
*2ـ في الدعاء.
قال النسائي في " المجتبى":
1268: أخبرنا محمد بن سلمة ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن أبي هانئ ، أن أبا علي الجنبي حدثه ، أنه سمع فضالة بن عبيد , يقول :
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" عجلت أيها المصلي " ثم علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادع تجب وسل تعط " .
*التمجيد في القيامة.
قال ابن أبي شيبة في " المصنف":
30992: حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : " تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين ، فيغرقون حتى يرشح العرق قامة في الأرض ثم يرتفع حتى يغرغر الرجل " , قال سلمان : حتى يقول الرجل : غر غر , فإذا رأوا ما هم فيه ، قال بعضهم لبعض : " ألا ترون ما أنتم فيه , ائتوا أباكم آدم فليشفع لكم إلى ربكم , فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا , أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسكنك جنته , قم فاشفع لنا إلى ربنا فقد ترى ما نحن فيه , فيقول : لست هناك ولست بذاك ، فأين الفعلة , فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ ، فيقول : ائتوا عبدا جعله الله شاكرا , فيأتون نوحا ، فيقولون : يا نبي الله , أنت الذي جعلك الله شاكرا ، وقد ترى ما نحن فيه فقم فاشفع لنا , فيقول : لست هناك ولست بذاك , فأين الفعلة ؟ ، فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ ، فيقول : ائتوا خليل الرحمن إبراهيم , فيأتون إبراهيم فيقولون : يا خليل الرحمن , قد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك , فيقول : لست هناك ولست بذاك , فأين الفعلة ؟ ، فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ ، فيقول : ائتوا موسى عبدا اصطفاه الله برسالته وبكلامه ، فيأتون موسى ، فيقولون : قد ترى ما نحن فيه ، فاشفع لنا إلى ربنا ، فيقول : لست هناك ولست بذاك ، فأين الفعلة ؟ فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ فيقول ائتوا كلمة الله وروحه عيسى ابن مريم , فيأتون عيسى ، فيقولون : يا كلمة الله وروحه , قد ترى ما نحن فيه , فاشفع لنا إلى ربنا , فيقول : لست هناك ولست بذاك , فأين الفعلة ؟ فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ ، فيقول : ائتوا عبدا فتح الله به وختم , وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , ويجيء في هذا اليوم آمنا , فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون : يا نبي الله ، أنت الذي فتح الله بك وختم , وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر , وجئت في هذا اليوم آمنا ، وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربنا , فيقول : أنا صاحبكم , فيخرج يجوس الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة , فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب , فيقرع الباب ، فيقال : من هذا ؟ ، فيقال : محمد , قال : فيفتح له فيجيء حتى يقوم بين يدي الله فيستأذن في السجود فيؤذن له , فيسجد فينادي : يا محمد , ارفع رأسك , سل تعطه واشفع تشفع وادع تجب , قال : فيفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق , قال : فيقول : رب أمتي أمتي , ثم يستأذن في السجود فيؤذن له فيسجد فيفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق , وينادي : يا محمد , يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع وادع تجب , فيرفع رأسه فيقول : يا رب , أمتي أمتي ، مرتين أو ثلاثا " , قال سلمان : " فيشفع في كل من كان في قلبه مثقال حبة من حنطة من إيمان أو مثقال شعيرة من إيمان أو مثقال حبة خردل من إيمان , فذلكم المقام المحمود " .
قال ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة":
264: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ :
" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ : أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ , وَأَسْمَاعَهُمْ , عَنْ مَجَالِسِ اللَّهْوِ , ومَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ , أَسْكِنُوهُمْ رِيَاضَ الْمِسْكِ ، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ : أَسْمِعُوهُمْ تَحْمِيدِي وَتَمْجِيدِي " .
وإسناده صحيحٌ.
* الدعاء به.
قال البخاري في " صحيحه":
: 4448:حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد ، حدثنا أبي ، حدثنا مسعر ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ، قيل : يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .
وقال ابن أبي شيبة في " المصنف":
29026:حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن الحسن بن علي بن أبي طالب كان يقول إذا طلعت الشمس:
" سمع سامع بحمد الله الأعظمي , لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , سمع سامع بحمد الله الأكبري , لا شريك له , له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء قدير , سمع سامع بحمد الله الأمجدي , لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " يتبع هذا النحو .
وقال ابن أبي شيبة في " المصنف":
26035: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ كَانَ يَدْعُو " اللَّهُمَّ هَبْ لِي حَمْدًا وَهَبْ لِي مَجْدًا , لا مَجْدَ إِلا بِفِعَالٍ , وَلا فِعَالَ إِلا بِمَالٍ , اللَّهُمَّ لا يُصْلِحُنِي الْقَلِيلُ وَلا أَصْلُحُ عَلَيْهِ " .
وسنده صحيحٌ إلى عروة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):الحمد: قال ابن تيمية في " منهاج السنة النبوية":
(5/504): والحمد ضد الذم، والحمد خبر بمحاسن المحمود مقرون بمحبته، والذم خبر بمساوئ المذموم مقرون ببغضه، فلا يكون حمد لمحمود إلا مع محبته، ولا يكون ذم لمذموم إلا مع بُغضه، وهو - سبحانه - له الحمد في الأولى والآخرة.
وقال ابن عثيمين في " تفسيره":
(2/ 5):﴿ الْحَمْدُ ﴾ وصفُ المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم؛ الكمال الذاتي والوصفي والفعلي؛ فهو كامل في ذاته وصفاته وأفعاله؛ ولا بد من قَيْد، وهو "المحبة والتعظيم"؛ قال أهل العلم: "لأن مجرَّد وصفه بالكمال بدون محبة ولا تعظيم، لا يسمَّى حمدًا؛ وإنما يسمى مدحًا".
والمدح: وصف المحمود بصفات الكمال ،الثناء :تكرير الحمد،
المجد : الحسب والشرف والكرم والتمجيد: تكرير الثناء.
قال مسلم في "صحيحه":603:وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " من صلى صلاة ، لم يقرأ فيها بأم القرآن ، فهي خداج ، ثلاثا غير تمام ، فقيل لأبي هريرة : إنا نكون وراء الإمام ، فقال : اقرأ بها في نفسك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين سورة الفاتحة آية 2 ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم سورة الفاتحة آية 3 ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين سورة الفاتحة آية 4 ، قال : مجدني عبدي ، وقال : مرة فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين سورة الفاتحة آية 5 ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم { 6 } صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين { 7 } سورة الفاتحة آية 6-7 ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " ، قال سفيان : حدثني به العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، دخلت عليه وهو مريض في بيته فسألته أنا عنه ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة ، يقول : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ح وحدثني محمد بن رافع ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، أن أبا السائب مولى بني عبد الله بن هشام بن زهرة أخبره ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى صلاة فلم يقرأ فيها بأم القرآن ، بمثل حديث سفيان وفي حديثهما ، قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ، ونصفها لعبدي ، حدثني أحمد بن جعفر المعقري ، حدثنا النضر بن محمد ، حدثنا أبو أويس ، أخبرني العلاء ، قال : سمعت من أبي ، ومن أبي السائب ، وكانا جليسي أبي هريرة ، قالا : قال أبو هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى صلاة ، لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب ، فهي خداج ، يقولها ثلاثا " ، بمثل حديثهم .
، الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح.
وصل اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق